تصاعدت حدة الاشتباكات الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في حيي الزيتون والتركمان شرقي مدينة غزة، وبينما وسع الأخير من عملياته في خان يونس جنوبا، لا تزال الأمور على حالها في منطقة الوسط.

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لإزالة حي التركمان شرقي غزة بالكامل مثل ما يحدث في جحر الديك شرقي المحافظة الوسطى.

ويضيف الدويري -خلال تحليله للجزيرة- أن حي التركمان قريب ويشرف على القيادة الميدانية الإسرائيلية للفرقة 162 المسؤولة عن القاطع الشمالي، كما أن هناك طرقا جديدة يتم شقها داخل قطاع غزة.

ويبين أن الاحتلال يعمل على شق طريق مواز للسياج الحدودي، وطريق آخر لكي يكون بديلا لطريق "10" الذي فشل في السيطرة عليه، وذلك شمالي وادي غزة وجنوبه.

كما يعكف على شق طريق جديد من جنوب ميناء غزة إلى المواصي جنوبي قطاع غزة، بشكل مواز لشارع الرشيد (البحر)، فضلا عن طريق جديد من كيسوفيم شرقي خان يونس إلى البريج بالمحافظة الوسطى.

وحول العمليات بحيي الزيتون والتركمان، يقول الدويري إنه تم الدفع بكتيبة لكل حي، كاشفا أن حجم القوة ينبئ بأنها للاستطلاع الناري الأمامي وهي عملية مرشحة للتوسع.

ويلفت الدويري إلى أنه إذا حقق جيش الاحتلال نجاحا هناك، فإنه سيعمل على تطوير وتوسيع عملياته عبر زيادة حجم القوة، قبل أن يضيف أن هناك توجها إسرائيليا جازما لقطع شمالي القطاع عن الجنوب، والإبقاء على فرقتين عسكريتين بالقاطع الشمالي للمكوث طويلا داخل غزة.

ويتوقع الخبير العسكري أن تشهد الأيام المقبلة معارك عنيفة وشديدة وحاسمة في إطار توجه الاحتلال لإعادة تجميع القوات إذ إن هناك 3 ألوية في شمالي القطاع، ولواءين بالمنطقة الوسطى، لذلك تبقى المهمة تأمين الطرق.

في الجهة المقابلة، قال الدويري إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعادت تنظيم لواءي الشمال وغزة إلى 8 كتائب بدلا من 12، في سياق إعادة تحديد المسؤولية والأطر الدفاعية وتأهيل الكتائب التي تعرضت لضربات خلال الحرب.

وبشأن دخول الاحتلال مناطق عدة بخان يونس بالأيام الماضية مثل اقتحام القرارة والزنة والمواصي، يوضح الخبير الإستراتيجي أن الجيش الإسرائيلي يرغب في تشتيت انتباه لواء خان يونس وقدرته الدفاعية، لكنه لم يستطع -حتى الآن- الدخول إلى قلب خان يونس التي توصف بأنها "الصندوق الأسود".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: خان یونس

إقرأ أيضاً:

من الرصيف العائم إلى حكم العشائر والفقاعات.. فشل للاحتلال بملف المساعدات في غزة

منذ شن الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، في تشرين أول/أكتوبر 2023، سعى إلى التحكم بالمساعدات الإنسانية، وكيفية دخولها إلى القطاع، بعد فرض حصار كامل وتجويع على السكان.

واتخذ الاحتلال من ملف المساعدات الإنسانية والغذاء في القطاع، سلاحا، من أجل كسر الفلسطينيين، فضلا عن خلق واقع يجعله يتحكم بحياة السكان، ويخضعهم في ظل رفضهم الاحتلال.

وسعى الاحتلال على مدار شهور العدوان، إلى القيام بعدة مشاريع، فشلت جميعا، في تحقيق ما يهدف إليه، من السيطرة المباشرة على المساعدات وإخضاع الفلسطينيين بالسير وراء مشاريعه للاحتلال العسكري لغزة.

ونستعرض في التقرير التالي، أبرز المشاريع التي فشلت الاحتلال فيها بفرض سيطرته على القطاع من بوابة المساعدات:

الرصيف العائم:

عقب حصار خانق وتجويع وحشي مارسه الاحتلال على سكان قطاع غزة، وخاصة شمال قطاع غزة، خرج الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في آذار/مارس 2024 بخطة لإيصال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، عبر البحر، من قبل رصيف عائم تبنيه البحرية الأمريكية قبالة ساحل غزة.

وتقضي الخطة، بنقل المساعدات من جزيرة قبرص، بحرا، عبر سفن، إلى الرصيف العائم الأمريكي، ثم تقوم سفن أخرى بنقله إلى لسان أرضي أقيم في البحر على شاطئ غزة قبالة محور نيتساريم، وتسليمها إلى شاحنات لتدخل إلى شمال القطاع المحاصر والمعزول بالكامل فيه حينه.



وفي أيار/مايو، بدأت مشاكل الرصيف البحري الأمريكي بالظهور، وبسبب الأمواج العالية انفصلت أجزاؤه عن الهيكل، وانجرفت باتجاه شاطئ عسقلان في الداخل المحتل.

وتكرر انفاصل الرصيف العائم مرارا، وتعرض لدمار جسيم، نتيجة الأموال العالية، والأحوال الجوية، ولم يدخل من المساعدات سوى القليل، واضطرت الولايات المتحدة في نهاية المطاف لتفكيك الرصيف العائم، وإنهاء المشروع برمته.

حكم العشائر

عقب الموجة الأولى من العدوان على غزة، خرج وزير حرب الاحتلال المقال يؤآف غالانت، بفكرة سيطرة مجموعات عشائرية على غزة، من أجل التحكم بالمساعدات.

وكانت فكرة غالانت، تقضي بتقسيم غزة وخاصة شمال القطاع، إلى مناطق ونواح، توكل كل واحد لعشيرة معينة، للسيطرة على المكان وتوليها بنفسها مسألة المساعدات.

وزعم غالانت أن هناك عشائر بغزة، معروفة لدى الجيش والشاباك، ستقوم بإدارة الحياة المدنية لفترة مؤقتة، لاستبعاد السلطة تماما من المشهد، وهزيمة حماس وفق قولهم، وسيقوم الاحتلال بعملية تدريب وتمكين لهذه العشائر في المناطق المحددة.

لكن فكرة العشائر فشلت في أول اختبار لها، بعد إدخال وفد أممي، إلى شمال قطاع غزة، وعقد اجتماع مع المخاتير، من أجل تسليمهم ملف توزيع المساعدات والتعاون، معهم، والذين بدورهم رفضوا الفكرة، واًصروا على أن الشرطة الفلسطينية في القطاع هي الجهة المخولة بتأمين المساعدات، ولا يمكنهم أن يكونوا بديلا عنها، إضافة إلى إصدار العشائر الفلسطينية في غزة بيانات ترفض فيه أي تعاون مع الاحتلال وتأكد على حق الفلسطينيين في المقاومة، وضرورة وجود الشرطة لتأمين المساعدات.

الفقاعات الإنسانية:

عقب فشل المحاولات السابقة، خرج غالانت بفكرة أخرى، أطلق عليها اسم الفقاعات الإنسانية، وتعتمد على تقسيم غزة لمئات المربعات الأمنية، التي يحمل كل منها رقما.

وتقوم خطة غالانت على الهجوم على هذه المناطق، والسيطرة عليها بالكامل واحتلالها، ثم العمل على تدريب متعاونين من الاحتلال، وتسليمهم المناطق، تكون هذه الجهات موالية للاحتلال وتتعاون مع جهات دولية.

ولا يقصر دور هذه العناصر المسلحة على الحكم المدني والسيطرة على المناطق، بل مساعدة جيش الاحتلال، في مواجهة المقاومة الفلسطينية والتخلص من مناصريها، وبقاء جيش الاحتلال في المناطق كذلك وتزويد القوات المتعاونة بكافة الوسائل التي تساعد على تشكيل ما وصفه بحكومة بديلة.

لكن خطة غالانت فشلت، مع تصاعد خلافاته مع نتنياهو، بشأن العمليات العسكرية التي فشلت في غزة، خاصة بعد فشل الهجوم على خانيونس ورفح وعدم استعادة الأسرى الذين زعم الاحتلال أن العمليات هناك لأجل استعادتهم.

الأنزالات الجوية:

في ظل تفاقم عملية التجويع التي مارسها الاحتلال، على مناطق غزة، خاصة شمال القطاع، خرجت الولايات المتحدة، بفكرة إنزال المساعدات الجوية، عن طريق الجو، بالتعاون مع عدد من الدول العربية.

وبدأت عمليات الإنزال الجوي، في أواخر شباط/فبراير 2024، بالتنسيق مع قوات الاحتلال، وألقيت المساعدات عبر مظلات ضخمة، وكان تحمل أطعمة جاهزة جنوب وشمال القطاع.

واستخدمت طائرات شحن عسكري كبيرة، محملة بطرود من المساعدات، لكن العملية تعرضت لإشكاليات كبيرة، منها فشل الكثير من عمليات الإنزال في وصول المساعدات إلى القطاع، وسقوطها في الأراضي المحتلة عام 1948، ومواقع سيطرة قوات الاحتلال.



كما سقطت الكثير من المظلات في عمق بحر قطاع غزة، وأتلفتها مياه البحر، فضلا عن عدم قدرة الغزيين على الوصول إليها وإطلاق النار عليهم من زوارق الاحتلال، وانجراف المساعدات إلى شواطئ الاحتلال.

كما تسببت عدة عمليات إنزال في استشهاد الكثير من الفلسطينيين، بعد سقوطها عليهم وإصابة آخرين، كما سقطت طرود دون مظلات بعد تمزقها، إضافة إلى قلة كميات المساعدات التي ألقيت على غزة ولم تساهم في حل عملية التجويع التي تسبب بها الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • من الرصيف العائم إلى حكم العشائر والفقاعات.. فشل للاحتلال بملف المساعدات في غزة
  • الدفاع الروسية تعلن السيطرة على بلدة جديدة بإقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا
  • شهيدان ومصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال على قطاع غزة
  • متضررون من إزالة التجاوزات.. عامر الفيلي يكشف تفاصيل الهجوم على منزله ومكتبه ببغداد
  • القسام تعلن استهداف دبابتين للاحتلال في بيت لاهيا شمال قطاع غزة
  • إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة على موقع عسكري للاحتلال
  • استشهاد 13 فلسطينيًا في غارة للاحتلال على مدرسة بقطاع غزة
  • الاحتلال ينفذ عمليات نسف في بلدة القرارة شمالي شرقي خان يونس
  • 5 شهداء بينهم طفل في قصف للاحتلال على غزة وخان يونس
  • استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف للاحتلال على قطاع غزة