خبير شؤون إسرائيلية: مرافعة مصر أمام «العدل الدولية» قوية ومكثفة وتضمنت تاريخ ممارسات الكيان الفجة (حوار)
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
«عكاشة»: «القاهرة» وضعت خطوطاً حمراء لإجبار الاحتلال على التراجع عن تهجير سكان «غزة»
أشاد سعيد عكاشة، خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بما جاء فى مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية، موضحاً أنها كانت شرحاً تفصيلياً لكل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات مخالفة لكل الأعراف الدولية منذ أكثر من 50 عاماً، وقال «عكاشة»، فى حواره لـ«الوطن»، إن المذكرة فضحت ممارسات الاحتلال، وجعلت إسرائيل دولة منبوذة فى الشرق الأوسط وأمام العالم كله.
كيف ترى مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية؟
- انضمام مصر للشهادة ضد الممارسات الإسرائيلية فى قطاع غزة وما تقوم به فى الأراضى الفلسطينية، يؤكد أن ما يتردد بأن مصر خرجت بعيدة عن دعم القضية الفلسطينية لا أساس له من الصحة، فمنذ أكثر من 70 عاماً تخوض مصر معركة سياسية كبيرة لدعم القضية الفلسطينية، فى ظل وجود حرب إبادة جماعية يقوم بها الاحتلال فى قطاع غزة.
ما تعليقك على كلمة المستشارة ياسمين موسى أمام المحكمة؟
- كل ما جاء فى المذكرة يسهم فى نبذ إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط، ووزارة الخارجية المصرية لها تاريخ طويل ومعرفة كاملة بالملف الفلسطينى، فالمرافعة كانت قوية ومكثفة وضخمة تشمل تاريخ ممارسات الكيان الإسرائيلى الفجة والمعادية للقانون الدولى لمدة تفوق 50 سنة، لذا فإن وزارة الخارجية هى المؤهلة لتقديم المذكرة بشكل جيد وكافٍ.
كيف ترى بنود المرافعة؟
- أشيد بمقولة المستشارة ياسمين موسى، ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية، حين قالت إن المساحة والوقت لا يكفيان لذكر كل الممارسات المخالفة للقانون الدولى التى قامت بها دولة الاحتلال الإسرائيلى، وهذا يدل على أن المذكرة شملت تفصيلاً لممارسات طويلة، ومن المرجح أن يتم إرسالها لأكثر من جهة دولية أخرى.
ماذا عن الموقف المصرى فى دعم القضية؟
- لا يمكن إنكار حجم وأهمية الدور المصرى فى تلك القضية الوجودية، فمصر هى دولة جوار لإسرائيل، والمنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم، كما ترتبط مصر بمعاهدة سلام مع إسرائيل، وتحرص الأخيرة على عدم تعريض المعاهدة لأى تهديد لما لذلك من تبعات أمنية خطيرة عليها إذا ما عادت حالة الحرب التى أنهتها تلك المعاهدة إلى الظهور مجدداً، كما أن مصر ظلت أكثر القوى الإقليمية حرصاً على حل القضية الفلسطينية حلاً نهائياً عبر مقترح حل الدولتين، وذلك لإيمانها بأنه بدون هذا الحل العادل ستتدهور الأمور بشكل مستمر، لتمنح الفرصة للتيارات والقوى الإقليمية المتطرفة لفرض أجندتها، كما لعبت مصر دوراً مهماً فى حشد الرأى العام العالمى حول ضرورة أن تراعى إسرائيل القانون الإنسانى الدولى أثناء الحرب، كما حاولت تقليل الفجوة بين الدول التى تطالب بوقف تام للقتال بين إسرائيل وحماس وبين الدول التى تؤيد حق إسرائيل المطلق فى الدفاع عن نفسها بكل الوسائل.
إلى أى مدى حقق الموقف المصرى نجاحات حتى الآن؟
- لقد برهن الدور المصرى على قوته ونجاحه فى تهدئة كل الحروب السابقة التى دارت بين إسرائيل وحركتى حماس والجهاد منذ عام 2008 وحتى آخر مواجهة وقعت عام 2022، ونتيجة للعوامل السابقة وعبر الخطوط الحمراء التى وضعتها مصر، تراجعت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية عن دعواتها فى بداية الحرب لتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، كما عادت إدارة بايدن للتأكيد على ما كانت تطالب به مصر، وهو ربط أى حديث عن حل الأزمة الراهنة بإطلاق عملية سلام على أساس حل الدولتين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة محكمة العدل الدولية الإحتلال مصر أمام
إقرأ أيضاً:
عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول "جز العشب" لمنع تعافي المقاومة في غزة
غزة - خاص صفا
لا تبدو المبررات التي ساقها الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال القائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، منطقية، كما الكثير من السياسات العدوانية التي ينتهجها ضد الفلسطينيين، ولاسيما خلال عامي الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ فأهدافها تتعدى مزاعم "الرد" إلى محاولة "جز العُشب".
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من القادة الميدانيين والمقاتلين في "القسام"، باستهداف مركبة قرب شاطئ بحر غزة، في عملية مفاجئة زعمت لاحقًا أنها "رد" على إصابة جنديين إسرائيليين بتفجير عبوة ناسفة جنوبي القطاع.
لكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول في الثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تسير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويشير إلى أن "إسرائيل" لم تتمكن من تحقيق كل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
ويضيف "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "أحمد زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويلفت إلى أن "إسرائيل تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع وصناعة إرباك وفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، كما يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاض ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005"، كما يضيف الخبير الأمني.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبنائها، مضيفًا أن شعبنا أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
ويشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".