كيف أثرت هجمات الحوثيين على موانئ إسرائيل؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
كشفت مصادر إسرائيلية عن تأثير الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر، على عمل بعض الموانئ الإسرائيلية.
وتقطع الهجمات المستمرة التي تشنها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، الشرايين الحيوية للاقتصاد العالمي، مما أجبر شركات نقل بحري كبرى على تحويل الطرق بعيدا عن منطقة باب المندب والبحر الأحمر، الأمر الذي ضاعف 3 مرات مدة وصولها إلى الموانئ الإسرائيلية.
وتقول الجماعة اليمنية إنها تستهدف المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر ردا على الهجمات العنيفة على قطاع غزة، المستمرة منذ نحو 140 يوما.
وفي تصريحات لموقع "آي 24" الإخباري الإسرائيلي، قالت ختام سلامة من إدارة التخطيط الاستراتيجي بميناء حيفا الإسرائيلي: "طبعا أثرت الجمات على عملنا، وأعتقد أنها أثرت على كل المنطقة. ستصل السفن في نهاية المطاف لكنها تستغرق وقتا أطول مما كان في الوضع الطبيعي".
وتابعت: "على سبيل المثال، السفينة التي تستغرق أسبوعا في العادة تستغرق 3 أسابيع الآن. في الميناء نحاول أن نلبي أكثر الطلبيات مع تقليل عدد السفن القادمة إلينا. وصلت إلينا سفينة كبيرة اليوم (الجمعة) وكنا ننتظرها منذ ما يقرب 3 أسابيع".
ولفت "آي 24" إلى أن ميناء حيفا المملوك لمجموعة شنغهاي للموانئ الدولية الصينية، وعلى عكس الموانئ الإسرائيلية الأخرى، يشهد حراكا تجاريا.
ونقل الموقع عن مشغل رافعة في الميناء واصف أنطون، قوله: "كعمال في الميناء الحرب لم تأثر علينا. هذه الحرب أثرت أكثر على ميناء أسدود. العمل هنا زاد لأن السفن التي كانت تذهب الى ميناء أسدود باتت تأتي إلينا، لذلك العمل زاد بالميناء".
ودفع الوضع الأمني المقلق شركات التأمين إلى فرض رسوم إضافية على الحاويات، تماشيا مع تكاليف الرحلة ومدتها التي تضاعفت، بالإضافة إلى مخاطر الحرب.
ووفقا لـ"آي 24"، ضاعف هذا الوضع العمل في الميناء الإسرائيلي.
وتعلق سلامة على الأمر قائلة: "نعمل على تنسيق الورديات، مع التجهيزات، مع السفن القادمة إلى الميناء والتواصل مع شركات الشحن التي نبرم معها اتفاقيات. نحاول تلبية الطلبيات. يعمل الميناء 24 ساعة في 7 أيام تماشيا مع حالة الطوارئ هذه. هذه الحالة تلزمنا أن نعمل أكثر وبطاقة أعلى".
وفي السياق ذاته، قالت هيئة الضرائب الإسرائيلية، إنها تعوض السفن التي تعرضت لأضرار الحرب بنسبة 100 بالمئة، إلا أن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ستبقي الوضع على ما هو عليه، في ظل ربط جماعة الحوثي سلامة السفن بإنهاء الصراع.
وقد تحولت أكثر من 500 سفينة حاويات تعد ربع سعة شحنات العالم عن البحر الأحمر، وسط خسائر تتصاعد ومناشدات دولية للحوثيين لوقف استهداف السفن.
وتشير أرقام أوردتها تقارير غربية إلى تصاعد الأضرار عربيا وعالميا، من جراء تصعيد حوثي غير مسبوق في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، على خلاف ما ذكرت الجماعة بأن تكلفة تصعيدها سيكون الأعلى على إسرائيل، بهدف إيقاف حربها المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات جماعة الحوثي ميناء حيفا غزة الحوثي الحوثيون أزمة البحر الأحمر الموانئ الإسرائيلية جماعة الحوثي ميناء حيفا غزة البحر الأحمر فی المیناء
إقرأ أيضاً:
أنظار إسرائيل وأميركا على الحوثيين في اليمن
مع انتهاء العدوان الإسرائيلي على إيران، تتجه الأنظار مجدداً إلى اليمن، مع بروز مخاوف من تهيئة إسرائيل لعمل عسكري ضد جماعة الحوثيين، في حين يؤكد الحوثيون استمرار عملياتهم ضد إسرائيل حتى وقف العدوان على غزة.
كما برز حديث أميركي عن أن جماعة الحوثيين تمثل مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل بالتوازي مع حملة دعائية ضد جماعة الحوثيين، في اليمن تظهر عند استخدام البرامج والتطبيقات في الهواتف الذكية، تشير المعطيات إلى أن واشنطن تقف خلفها، وذلك فيما يستمر الحصار العسكري والاقتصادي على الحوثيين، متزامناً مع تحركات لقيادة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، لحشد الإمكانات لمواجهة الجماعة.
إسرائيل تراقب الحوثيين
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في جلسة للجنة الخارجية والأمن في تل أبيب، أمس الأول الثلاثاء، إن "حكم صنعاء كحكم طهران"، في إشارة إلى أن إسرائيل ستتعامل مع الحوثيين كما تتعامل مع الإيرانيين، مضيفاً أنه "لا ينبغي لنا الانجرار إلى حرب استنزاف معهم. وإذا كنا قد نجحنا بذلك في إيران، فيمكننا فعل الأمر ذاته مع الحوثيين".
وتواصل إسرائيل مراقبة تحركات الجماعة، وتفرض حصاراً جوياً وبحرياً عليهم، من خلال منع استخدام موانئ الحديدة الثلاثة (الصليف وراس عيسى والحديدة)، إلى جانب مطار صنعاء، ومنع إيصال الوقود لهم، والتحذير من أن أي سفينة أو ناقلة تقوم بإدخال أو تهريب أي وقود للحوثيين ستكون عرضة للاستهداف. كما شنت غارات على الحوثيين واستهدفت بالقصف اجتماعاً قيادياً للجماعة منتصف الشهر الحالي، وأفيد بأنّ العملية استهدفت رئيس أركان قوات الحوثيين محمد الغماري من دون أن يحسم مصيره.
بالتوازي مع ذلك، نقلت وكالة رويترز عن اللفتنانت جنرال الأميركي ألكسوس غرينكويش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأميركية، قوله يوم الثلاثاء الماضي، إن جماعة الحوثيين ستُشكل على الأرجح مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل. وقال غرينكويش، للمشرعين بحسب الوكالة "من المُرجح أن يُشكل الحوثيون مشكلة مستمرة... سنواجهها مجدداً في المستقبل".
كذلك، لاحظ الكثير من اليمنيين، خلال الفترة الماضية، رسائل كثيرة على شكل إعلانات موجهة ضد الحوثيين تظهر على هواتفهم، لا سيما مع إطلاق إسرائيل العدوان على إيران، بمساندة أميركية. وهذه الرسائل التي تحمل تهديدات وتحذيرات، بأشكال مرئية مختلفة، تظهر عند استخدام البرامج والتطبيقات في الهواتف الذكية، حسب البعض، وبعض تلك الرسائل على شكل أسئلة حول نشاط الحوثيين، وأخرى على شكل استبيانات، فيما أخرى فيها تهديدات وتحذيرات للحوثيين، مثل: "ستتم محاسبة قادة جماعة أنصار الله وأفرادها المتورطين في الهجمات ضد القوات الأميركية" و"أي استفزاز ضد الولايات المتحدة سيواجه بعواقب وخيمة" و"لا تصعدوا". وتحمل هذه الرسائل شعار القيادة المركزية الأميركية.
وقال مصدر في الجيش اليمني اطلع هذه الرسائل، لـ"العربي الجديد"، إنها على ما يبدو رسائل ضمن حرب دعائية ونفسية يقوم فيها الجيش الأميركي، ومن غير المستبعد أن تكون مقدمة لشيء ما، خصوصاً أن هذه المرة تجري مخاطبة اليمنيين مباشرة، بفتح قنوات تواصل بهم، لكنه لم يستبعد أيضاً أن تكون مجرد حرب نفسية للضغط على جماعة الحوثيين لوقف التهديدات والأعمال الحربية في اليمن والإقليم.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ستتوقف عن قصف الحوثيين، بعد اتفاق معهم على وقف استهداف السفن الحربية والتجارية الأميركية قبالة سواحل اليمن. والأسبوع الماضي، قالت جماعة الحوثيين إنها ستستهدف مرة أخرى السفن الأميركية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في الهجمات الإسرائيلية على إيران. مع ذلك، لم تستأنف الجماعة هجماتها بعد أن ضربت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية فجر الأحد الماضي.
وبرز تأكيد جماعة الحوثيين، أمس الأول الثلاثاء، استمرار عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، بعد وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب. وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي عبر منصة إكس: "قبول أميركا والكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار مع إيران يؤكد أن القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها". وأضاف: "عملياتنا العسكرية ضد الكيان الصهيوني مستمرة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".
تحركات داخل اليمن
وفي خضم التطورات المتصاعدة التي يشهدها اليمن والمنطقة، عُقد في عدن أول من أمس اجتماع للجنة الأمنية العليا ورؤساء السلطات المحلية في مسرح العمليات في المنطقة العسكرية الرابعة برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
وضم الاجتماع، وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا الفريق الركن محسن الداعري، ووزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، إضافة إلى عدد من محافظي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة ومسؤولين أمنيين وعسكريين.
وتركز الحديث في الاجتماع على الأوضاع العسكرية والأمنية، والتطورات الجديدة في المنطقة، وما تحقق على صعيد مكافحة الإرهاب بما في ذلك "ضبط العديد من الخلايا المرتبطة بالحوثيين، والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، وإحباط مخططاتها التخريبية في عدد من المحافظات المحررة".
ووجّه العليمي "بمضاعفة الاحترازات الأمنية، بما في ذلك رصد تحركات الخلايا النائمة للمليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، وتوفير الحماية اللازمة للمنظمات والمؤسسات الوطنية، والدولية في عدن، وتسهيل القيام بمهامها على أكمل وجه".
وفي سياق قريب، كشفت مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد" أن شخصيات سياسية وقيادات في السلطة اليمنية المعترف بها دولياً استدعيت إلى الرياض بشكل عاجل، ولم تُعرف أسباب هذه الاستدعاءات المتزامنة مع تحركات حول الملف اليمني في أكثر من عاصمة، بينها لقاءات مكثفة وجهود دبلوماسية قادتها سفارتا بريطانيا والولايات المتحدة في اليمن مع الأطراف السياسية والعسكرية الفاعلة في اليمن، بينها قيادات في مجلس القيادة الرئاسي ورؤساء أحزاب وتكتلات سياسية، ضمن الحكومة الشرعية، لمناقشة مستجدات الملف اليمني في ضوء التطورات الإقليمية الجديدة، والخيارات المطروحة لإنهاء الصراع في اليمن وفرص السلام.
يُذكر أنّ الحوثيين يتعرضون لحصار بري وجوي وبحري مشدد خلال الشهرين الأخيرين، عبر إغلاق موانئ الحديدة الثلاثة (الصليف وراس عيسى والحديدة) بالإضافة إلى مطار صنعاء، مع إغلاق منافذ التهريب. وكانت قد شهدت السواحل اليمنية خلال الأشهر الماضية، تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات عسكرية تابعة للحكومة المعترف بها دولياً والقوى المنضوية تحت لوائها لتشديد الإجراءات والرقابة على السواحل اليمنية من الساحل الغربي حتى المهرة عند حدود سلطة عمان، وإغلاق جميع منافذ التهريب أمام جماعة الحوثيين، بالتنسيق مع قوات دولية تنشط في المياه الدولية لليمن لذات الغرض.
يأتي هذا فيما كانت إسرائيل شنّت غارات على موانئ الحديدة الثلاثة، وحذرت أن أي دخول أو اقتراب ناقلة أو سفن شحن أو وقود سيكون عرضة للاستهداف، بعدما استهدفت مطار صنعاء، وقصفت الطائرات لمنع استخدام الحوثيين للمطار، لإغلاق المنافذ أمام الحوثيين، وباتت المطارات في المناطق المحررة للحكومة هي الخيار الوحيد للمواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين للسفر، فيما تحولت السفن إلى ميناء عدن.
وقال مصدر في ميناء عدن لـ"العربي الجديد" إن ميناء عدن هو المنفذ الرئيسي الآن للتجار لاستيراد السلع، بعد إغلاق ميناء الحديدة، لذلك يشهد حركة كبيرة، وبعد تفريغ السلع والتأكد من أنها لا تخدم ولا تستخدم في صناعة السلاح أو لأي أغراض عسكرية، يتم بعدها الشحن براً من عدن إلى مناطق سيطرة الحوثيين، عبر طريق عدن ـ صنعاء بعد فتح الطريق الرئيسي شمال الضالع.
في المقابل، يواصل الحوثيون تعزيز إجراءاتهم، واتخاذ خطوات تحسباً لأي هجوم ضدهم، كما يقومون بمواصلة الاستهدافات العسكرية في مختلف الجبهات، ففي وقت أحرقوا مزارع المواطنين، يومي الاثنين والثلاثاء على التوالي في نقطة التماس شمال الضالع، وقنصوا جندياً شمال غرب الضالع أيضاً، فإنهم حاولوا التسلل أكثر من مرة في تعز، فيما يواصلون التخندق في الساحل الغربي وقرب الموانئ الثلاثة في الحديدة، فيما يؤكد مقربون من الجماعة أنّ الحوثيين ممثلين بمن يطلقون عليهم المشرفين يحدثون المواطنين عن احتمالية حدوث مواجهة جديدة بينهم وبين أميركا وإسرائيل، لذلك يحثونهم على الاستعداد، ويطلبون من الناس عدم تقديم أي معلومات.