يعد استمرار الحرب الوحشية التى تشنها إسرائيل على غزة، دليلا منقطع القرين على تعمدها الواضح تصفية القطاع من سكانه بالقتل أو التهجير غير آبهة حتى بمواقف حلفائها من هذا العدوان، حيث لاقت إدانات عدة من عدة دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى أن أوشك الأمر على دراسة بعض هذه الدول اتخاذ إجراءات ضد الكيان المحتل من شأنها الحد من استمرار ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية بحق الأبرياء.


وفى هذا الصدد، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الأربعاء الماضي، تقريرا أفادت فيه بأن حكومة المملكة المتحدة ستدرس تعليق تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل إذا مضى بنيامين نتنياهو قدماً فى هجوم برى مدمر محتمل على مدينة رفح الفلسطينية فى جنوب قطاع غزة.
ومع تدهور الوضع الإنسانى فى غزة، تزايدت الضغوط الدبلوماسية على المملكة المتحدة لحملها على اتباع الدول الأخرى وتعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقالت مصادر وزارية إنه على الرغم من عدم اتخاذ أى قرار بشأن تعليق تراخيص تصدير الأسلحة، إلا أن المملكة المتحدة لديها القدرة على الرد بسرعة إذا قالت المشورة القانونية للوزراء إن إسرائيل تنتهك القانون الإنسانى الدولي.
وقد انضمت المملكة المتحدة إلى حلفائها الآخرين فى الضغط على إسرائيل لتجنب شن هجوم برى فى رفح. وفى رسالة إلى لجنة الشئون الخارجية حول ضوابط تصدير الأسلحة إلى إسرائيل نشرت الثلاثاء الماضي، قال ديفيد كاميرون، وزير الخارجية، إنه لا يستطيع أن يرى كيف يمكن أن يستمر الهجوم فى رفح دون الإضرار بالمدنيين وتدمير المنازل.
وفى مجلس العموم، أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية، أندرو ميتشل أن الهجوم على رفح يمثل خطًا أحمر بالنسبة لحكومة المملكة المتحدة، وقال للنواب يوم الأربعاء إن المملكة المتحدة تحث الحكومة الإسرائيلية على عدم شن هجوم يمكن أن يكون له "عواقب مدمرة".
فى اجتماع عقد فى جنيف يوم الأربعاء حول معاهدة تجارة الأسلحة، اتهم دبلوماسيون فلسطينيون مسئولين بريطانيين بانتهاك المعاهدة من خلال رفض إلغاء مبيعات الأسلحة بعد أن قضت المحكمة الجنائية الدولية بأن على إسرائيل ضمان عدم قيام قواتها بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين فى غزة. .
وحذرت الممثلة الفلسطينية ندى طربوش من أن "التوغل البرى فى رفح سيؤدى إلى عمليات قتل جماعى على نطاق أوسع من الفظائع التى شهدناها فى الأشهر الأخيرة"، مضيفة أنه عندما يتم كتابة كتب التاريخ، لا يمكن لأحد فى الغرب أن يدعى أنه لم يعرف من الدمار.
وقال المسئولون البريطانيون للاجتماع: "يمكننا أن نستجيب بسرعة ومرونة للأوضاع المتغيرة والسائلة، ونفعل ذلك".
وتلزم إحدى مواد المعاهدة الدول بعدم السماح بأى نقل للأسلحة التقليدية إذا علمت أن تلك الأسلحة ستستخدم لارتكاب أعمال إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية.
فى مجلس العموم، اتهم ميتشل حركة حماس بتكتيكات ساخنة، لكنه قال للنواب: "يجب أن ندرك أن الجنود الإسرائيليين سيكون بإمكانهم الوصول إلى الرهائن أو قيادة حماس بتكلفة لا يمكن تصورها من حياة الأبرياء. نحن نشارك إسرائيل رغبتها فى إنهاء التهديد الذى تمثله حماس وضمان عدم تمكنها بعد الآن من السيطرة على غزة، لكن المملكة المتحدة وشركاءنا يقولون إنه يجب على إسرائيل أن تفكر فى ما إذا كانت مثل هذه العملية العسكرية حكيمة - هل هى مضرة بمصالحها على المدى الطويل؟"
وفى رسالته إلى اللجنة المختارة للشئون الخارجية فى المملكة المتحدة، بذل كاميرون قصارى جهده للإشارة إلى أهمية رفح، معربًا عن "قلقه العميق بشأن احتمال شن هجوم عسكرى فى رفح" كما أضاف: "نحن لا نقلل من الآثار الإنسانية المدمرة التى قد تكون لهجوم برى كامل، إذا تم تنفيذه، فى هذه الظروف".
وأضاف: "نحن مستمرون فى حث إسرائيل على ضمان أن تقتصر عملياتها على الأهداف العسكرية واتخاذ كل الخطوات الممكنة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين وتدمير المنازل." ومع ذلك، فى حالة وجود هجوم عسكرى محتمل فى رفح، قال: "من الصعب أن نرى كيف يمكن تحقيق هذا. الأشخاص المدنيون ليس لديهم القدرة على الذهاب إلى أى مكان فرارا من الحرب".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المملكة المتحدة إسرائيل الأسلحة إلى إسرائیل المملکة المتحدة فى رفح

إقرأ أيضاً:

قرار سوداني عاجل بشأن مزاعم واشنطن باستخدام الأسلحة الكيميائية في الخرطوم

أفادت وسائل إعلام سودانية نقلا عن وزارة الخارجية السودانية القول بأن رئيس مجلس السيادة أصدر قراراً بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.

وأشارت الوزارة السودانية الي أن اللجنة تضم وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، وجهاز المخابرات العامة.

وفي وقت سابق ، عبًرت الحكومة السودانية عن رفضها القاطع للاتهامات الأمريكية الأخيرة بشأن استخدام أسلحة كيميائية، ووصفتها بأنها محاولة جديدة لـ”الابتزاز السياسي وتزييف الحقائق”.

وفقًا البيان الصادر عن وزير الثقافة والإعلام والناطق باسم الحكومة خالد الإعيسر ، فإن الولايات المتحدة ظلت تنتهج، على مدى سنوات، سياسات تعيق جهود السودان نحو الاستقرار والسلام.

وأشار البيان  إلى أن هذه الاتهامات عادة ما تتجدد في كل مرة يحرز فيها السودان تقدماً ملموساً على الصعيدين السياسي والميداني.


ولفتت الحكومة السودانية إلى أن توقيت هذه المزاعم – التي اعتبرتها "مفبركة وعديمة الأساس” – تزامن مع تطورات هامة في البلاد، من بينها النجاحات العسكرية الأخيرة وتعيين رئيس وزراء جديد، معتبرة أن ذلك يعكس محاولات خارجية للتشويش على عملية بناء مؤسسات الدولة.


كما انتقد البيان اعتماد الإدارة الأمريكية على روايات قديمة، مرتبطة بخارطة الطريق التي وضعتها واشنطن عام 2005، والتي قال إنها تُعدّل لخدمة مصالحها الخاصة. كما استشهد بتصريحات للسيناتور الأمريكية سارة جاكوب، التي انتقدت تواطؤ بلادها مع الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، متهمة الإمارات بدعم هذه القوات، وداعية إلى فرض حظر تسليحي عليها.

وسلط البيان الضوء على واقعة قصف مصنع الشفاء للأدوية في 1998، معتبراً إياها مثالاً على “ادعاءات زائفة” استخدمتها الولايات المتحدة لتبرير تدخلاتها، محذراً من تكرار النهج نفسه في الاتهامات الحالية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.

وهاجم البيان ما وصفه بـ”الرواية المزيفة” التي تسعى واشنطن إلى تمريرها للرأي العام العالمي، متهماً الإدارة الأمريكية بمحاولة شرعنة وجود جهات فقدت شرعيتها، عبر اتفاق إطاري “مصطنع” يهدف لإبقاء الميليشيات ضمن العملية السياسية.

وأتمت الحكومة السودانية بيانها بالتأكيد على المضي قدماً في ما سمته “معركة الكرامة”، والتمسك بخيار الدولة المدنية المرتكزة على القانون والسيادة الوطنية، مع تجاهل أية محاولات خارجية لإعاقة مسارها.

عباس بخيت: لا معلومات بشأن وجود علاقات سرية بين السودان وإسرائيلاليونيسيف : تسجيل أكثر من 7700 حالة إصابة الكوليرا في السودانجدل بشأن استخدام أسلحة كيميائية في السودانابتزاز سياسي.. أول تعليق من السودان علي العقوبات الأمريكية ضد الخرطومالولايات المتحدة تعلن فرض قيود جديدة على السودان طباعة شارك السودان وزارة الخارجية مجلس السيادة الولايات المتحدة الأمريكية الأسلحة الكيميائية

مقالات مشابهة

  • الأونروا: مجاعة غزة يمكن وقفها بتوفّر الإرادة وما نطلبه ليس مستحيلا
  • وزير الخارجية الألماني: شحنات الأسلحة إلى إسرائيل تعتمد على الوضع في غزة
  • ترامب يأمر بإيقاف التنسيق مع إسرائيل بشأن شن هجوم على إيران
  • بريطانيا تسجل أكبر انخفاض في إنتاج السيارات
  • إسرائيل وافقت وحماس تدرس.. ما جديد مقترح ويتكوف؟
  • إسرائيل توافق وحماس تدرس المقترح الأميركي حول غزة
  • قرار سوداني عاجل بشأن مزاعم واشنطن باستخدام الأسلحة الكيميائية في الخرطوم
  • تعليق اتفاقية وحظر تصدير.. إسبانيا تدعو الاتحاد الأوروبي لموقف ضد إسرائيل
  • تتقدّمهم دوا ليبا.. 300 نجم يطالبون رئيس وزراء بريطانيا بتعليق بيع الأسلحة لإسرائيل
  • دعوات لتطويق البرلمان البريطاني ووقف تسليح إسرائيل وسط تغير في نبرة الحكومة