هل تلعب مؤسسات الإغاثة دورا خفيا في تأجيج الصراع داخل السودان.. تقرير
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
يعاني السودان الشقيق من وضع إنساني صعب مع قرب دخول الحرب بين الجيش الوطني السوداني من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى عامها الثاني، الأمر الذي ساهم في تدهور الظروف المعيشية لكثير من المواطنين.
وبينما فضل البعض الفرار إلى دول الجوار هربا من الحرب "تقدر تقارير أممية بفرار ما يزيد عن 10 ملايين إلى خارج البلاد"، قرر السواد الأعظم من السودانيين البقاء فى وطنه، معتبرا الموت خيارا مضمونا على مواجهة المجهول.
وبات السودان كغيره من الدول العربية التي سقطت في براثن الفوضى، "رغم تمكن نظام البشير من البقاء في وقت طوفان ثورات 2011"، ظلت البلاد على وعد مع دوامة عنف وفوضى تهدد مستقبلها وتشير إلى لحاقها ببلدان عربية أخرى سبقتها إلى ذات المصير.
وتعمل أطراف خارجية متعددة لا تريد الهدوء والاستقرار للبلدان العربية على تغذية الصراعات، ومن هذه الأطراف الدول الغربية التي تجيد تلك اللعبة عبر تأجيج الرأي العام ضد طرف سياسي أو آخر، كما حدث في السودان لسنوات ماضية، والدفع بأكبر عدد ممكن من السودانيين للانتفاضة بوجه الحكومة، الأمر الذي تسبب في نهاية المطاف باندلاع أعمال شغب واسعة وصولًا إلى بدء النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتستخدم الدول الغربية مجموعة من الوسائط لتحقيق أهدافها الخفية في تزيق الدول العربية ونشر الفوضى والعنف بداخلها وتأليب المواطنين ضد حكوماتهم ومنها المنظمات الإنسانية والإغاثية النشطة في كثير من هذه البلدان.
وفي ظل الأوضاع الهشة التي يعيشها السودان بعد الاطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2019، برزت أدوار مريبة وفق وصف وسائل إعلام سودانية، لما تقوم به المنظمات الإنسانية والإغاثية كفاعلين رئيسيين في مسرح الأحداث السياسية خلف ستار العمل الإنساني، وعلى رأس هذه المنظمات: مجلس اللاجئين النرويجي الناشط دوليا عبر تقديم الدعم للاجئين والنازحين وعدد من المراكز الفرنسية والأمريكية.
وبعد توقف دام عشر سنوات، عاد المجلس للعمل مجددًا في السودان منذ عام 2020، ولديه الآن حوالي 345 موظفا يعملون على تقديم مجموعة واسعة من الخدمات تشمل: الأمن الغذائي، المأوى، التعليم، والدعوة من أجل الحقوق.
ويحصل المجلس على تمويله من عدة جهات، بما في ذلك حكومات غربية ومنظمات أمريكية، وتعتبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واحدة من أهم الممولين للمجلس، فقد خصصت للمجلس أكثر من 3 ملايين دولار أمريكي وفق تقرير 2023 السنوي.
وبدأت الصحافة السودانية مؤخرا فى نقل ادعاءات بأن منسقي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وأجهزة غربية استغلوا موارد المجلس لأهداف خفية، مثل تمويل برامج تعليمية وقانونية تُستخدم لتدريب الأفراد على الاحتجاج والتحريض الإعلامي.
بينما يؤكد الموقع الرسمي لمجلس اللاجئين النرويجي تخصيص أكثر من 3 ملايين دولار سنويًا للبرامج التعليمية والاستشارات القانونية، فإن التقارير تشير إلى مشاركة الآلاف من السودانيين في هذه البرامج.
علاوة على ذلك، يلقى الضوء على مزاعم المراقبين بخصوص عدم حيادية المجلس في تقاريره عن الأزمة السودانية والعمل بانتقائية، ما يثير التساؤلات حول أجنداته الحقيقية، في ظل الإشارة الشديدة لمعاناة مناطق بعينها دون الأخرى، الإهمال المتعمد لأوضاع مناطق ومدن أخري تعانى من نفس السلبيات التى خلفها الصراع العسكري، بطريقة تثير الريبة حول نشاط مثل هذه المنظمات وتعيد إلى الأذهان جرائم بشعة ارتكبتها جمعيات ومنظمات مماثلة في حق سكان دول القارة السمراء، الأمر الذي يسترعي الانتياه لما يحاك ضد الشرق الأوسط.
كما يفتح الباب أمام النقاش الدائر حول تداخل المصالح الإنسانية مع السياسية وانعكاس ذلك على الاستقرار في مناطق توتر كالسودان وغيرها من الدول التى سقطت رهينة لمشاريع غربية تستخدم فيها كافة الأدوات بما فيه حاجة البشر ضحايا الصراعات لتحقيق الأهداف.
من جانبه أكد رئيس تحرير "الحاكم نيوز" السماني عوض الله، أن المنظمات الدولية ظلت تلعب أدوار غير حيادية طوال السنوات الماضية، تنوعت ما بين أعمال تجسس وتخابر وكتابة تقارير خاطئة بتوجيه من المانحين الذين يقومون بتمويل تلك المنظمات.
وأشار عوض الله - في تصريحات لـ"صدى البلد"، إلى قيام الحكومة السودانية في وقت سابق بطرد العديد من هذه الوكالات بعض ضبطها تلعب أدوار غير إنسانية تحت غطاء العمل الإنساني الأمر الذي جعل عدد من بعض المنظمات محل تشكيك.
وشدد: معلوم أن بعض المنظمات تقوم بخدمة أجندة بعض الجهات المانحة لضمان استمرار تمويلها، مختتما: تم ضبط إحدى المنظمات الفرنسية في وقت سابق وهي تقوم بتهريب أطفال عبر دولة تشاد إلى فرنسا.
من جهته استنكر الخبير في العمل الطوعي والإنساني الدكتور صديق حسن الممارسات الخاطئة التي تقوم بها المنظمات الأجنبية العاملة في السودان مؤكدا أنها عمل إجرامي مشبوه وغير واضح ولا تمت للعمل الإنساني بصلة، معتبرا ذلك مخالفة صريحة للقانون الدولي.
وأضاف حسن - خلال تصريحات صحفية: للأسف المنظمات الأجنبية في الآونة الأخيرة تجاوزت أدوارها المنوطة بها وبدأت تتدخل بصورة واضحة وصريحة في شئون البلاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السودان الوكالة الأمريكية للتنمية قوات الدعم السريع الجيش الوطني السوداني الأمر الذی فی السودان
إقرأ أيضاً:
لوس أنجلوس تحترق.. الرئيس الأمريكي يتعمّد تأجيج التوترات.. فهل تأخذ الأحداث منحنى أكثر خطورة؟!
◄ تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات ضد مهاجرين
◄ مُعظم سكان المدينة من أصول لاتينية ومولودون في الخارج
◄ القبض على رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا
◄ مظاهرات عارمة رفضا لاعتقال المهاجرين.. والشرطة تشتبك مع المتظاهرين
◄ نائبة ديموقراطية: الانتهاكات بحق المحتجزين "وصمة عار"
◄ ترامب يأمر بنشر 2000 عنصر من قوات الحرس الوطني في المدينة
◄ حظر ارتداء الأقنعة في المظاهرات في لوس أنجلوس
◄ الجيش الأمريكي ينشر قوات قتالية في مواقع مختلفة بالمدينة
◄ حكام ولايات ديموقراطيين: ترامب أساء استخدام السلطة وهذا أمر ينذر بالخطر
◄ مسؤول: قوات الحرس الوطني ستقمع المحتجين الرافضين لموقف ترامب من الهجرة
الرؤية- غرفة الأخبار
في يوم الجمعة الماضي، نفذت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عمليات مداهمة في جميع أنحاء لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا- ثاني أكثر مدن الولايات المتحدة اكتظاظاً بالسكان بعد مدينة نيويورك- أسفرت عن احتجاز أكثر من 40 شخصًا، لتندلع بعد ذلك مظاهرات ضخمة في المدينة قابلتها الشرطة بالعنف وإلقاء قنابل الغاز.
ومنذ ذلك الحين، تطورت الاحتجاجات إلى اشتباكات وأعمال عنف، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إلى إصدار أوامر بنشر ألفي عنصر من قوات الحرس الوطني بالمدينة لمُواجهتها.
وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجلوس، وأحياناً في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالاً بموافقة المسؤولين المحليين.
ولقد أحرق متظاهرون سيارات واشتبكوا مع الشرطة، اعتراضا على تنفيذ مداهمات واعتقال العشرات. وكان من المتوقع أن تثير المداهمات التي بدأت في وضح النهار في مدينة تضم عدداً كبيراً من السكان من أصل لاتيني، ردود فعل غاضبة، لكن معارضين يقولون إن ترامب الذي جعل من القضاء على الهجرة غير الشرعية ركيزة أساسية في ولايته الثانية، كان يؤجج التوترات عمداً بنشره الحرس الوطني في كاليفورنيا، وهو جيش احتياطي عادة ما يأتمر بحاكم الولاية.
وتأتي هذه التطورات نتيجة لسياسات الرئيس الأمريكي ضد الهجرة، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين، وبدء عمليات ترحيل لعشرات الآلاف، مما وضع الديمقراطيين في مواجهة إدارة ترامب، خاصة مع تزايد الاحتجاجات على الاعتقالات في معاقل الديمقراطيين، وتصاعد الأمر بوصول حملة ترامب إلى لوس أنجلوس -التي يديرها الديمقراطيون- التي يشكل ذوو الأصول اللاتينية والمولودون في الخارج جزءا كبيرا من سكانها.
وكتب حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم على منصة "إكس": "لم تكن لدينا مشكلة حتى تدخل ترامب"، وأضاف: "هذا انتهاك خطير لسيادة الولاية (...) إذ يؤجج التوترات بينما يتم سحب الموارد حيث هناك حاجة إليها. ألغوا الأمر. أعيدوا السيطرة إلى كاليفورنيا".
وندد حكام ولايات أميركية ينتمون إلى الحزب الديموقراطي، الأحد، بنشر ترامب قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس، مشيرين إلى أن الصلاحية في هذا الشأن تعود لحاكم الولاية. وقال الحكام في بيان مشترك إن هذا التحرك "يعد إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر".
وفي سياق متصل، قال الجيش الأميركي إن 300 جندي من الفرقة القتالية للواء المشاة 79 تم نشرهم في ثلاثة مواقع مختلفة في منطقة لوس أنجلوس الكبرى وهم "يتولون حماية الممتلكات والطواقم الفدرالية".
وانتشر عناصر بزيهم العسكري وأسلحتهم الآلية ودروعهم قرب بلدية المدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وسط دعوات لـ"تحرك كبير" في إشارة إلى الحشد للمظاهرات.
وبحسب صحيفة بوليتيكو، سعى مسؤولو إدارة ترامب إلى تصوير أحداث يوم الجمعة الماضي باعتبارها هجوما عنيفا على مسؤولي الهجرة الفدراليين، مدفوعا بسياسيين ديمقراطيين كانوا صريحين في إدانتهم سياسة الهجرة التي تنتهجها الإدارة.
وقال مسؤول الحدود في البيت الأبيض توم هومان، لشبكة "فوكس نيوز"، السبت، إن إنفاذ قوانين الهجرة يجعل لوس أنجلوس أكثر أمانا، وإنه في ظل تنامي الاحتجاجات "سنقوم باستدعاء الحرس الوطني الليلة".
ومع تصاعد الموقف، أُلقي القبض على ديفيد هويرتا رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا، حيث أصيب بجروح خلال احتجازه، مما استدعى دخوله المستشفى لفترة وجيزة، وفقًا لبيان صادر عن النقابة.
ووفقا لبيان صادر عن اتحاد عمال الخدمات الدولي مساء الجمعة الماضية، أُطلق سراح هويرتا من المستشفى، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز.
وقال هويرتا في بيان: "ما حدث لي لا يتعلق بي، إنه يتعلق بأمر أكبر بكثير. يُعامل الكادحون، وأفراد عائلتنا ومجتمعنا، كالمجرمين. علينا جميعا الاعتراض على هذا الجنون، لأن هذا ليس عدلا، بل هو ظلم. وعلينا جميعا أن نقف إلى جانب الحق".
وتوالت بيانات إدانة المداهمات التي نفذتها "الهجرة والجمارك"، وذلك من قبل الاتحاد الأميركي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية، وفرع اتحاد الحريات المدنية الأميركي في جنوب كاليفورنيا،
في أعقاب الاشتباكات التي وقعت يوم الجمعة الماضي، قالت مجموعة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين من منطقة لوس أنجلوس إنهم مُنعوا السبت من زيارة المبنى الفدرالي حيث يُزعم احتجاز أشخاص في مراكز احتجاز المهاجرين.
وقالت النائبة لوز ريفاس (ديمقراطية من كاليفورنيا) في بيان: "إن التقارير عما يحدث داخل مبنى رويال الفدرالي تُعدّ انتهاكًا صارخا لقوانيننا ووصمة عار على قيمنا كدولة". وأضافت "لقد منعتني إدارة ترامب وزملائي من أداء واجباتنا الرقابية في الكونجرس بشأن الانتهاكات والإهمال المُبلّغ عنه في هذه المنشأة".
وصرح كبير مسؤولي إنفاذ القانون في إدارة ترامب في جنوب كاليفورنيا، بأن قوات الحرس الوطني ستصل إلى لوس أنجلوس "لقمع المحتجين الرافضين لموقف إدارة ترامب من الهجرة".
وأعلن الرئيس الأمريكي، الأحد، حظر ارتداء الأقنعة في المظاهرات التي تشهدها لوس أنجلوس ضد حرس الحدود، وكتب في منشور على منصة "تروث سوشيال" التي يملكها "من الآن فصاعدا سيمنع ارتداء الأقنعة في المظاهرات، ماذا يريد هؤلاء الناس إخفاءه؟ ولماذا؟".
ويرى بعض المسؤولين الأميركيين أن ترامب قد يستند -إذا اضطر- إلى قانون العصيان الذي يعود لعام 1807 ويعطي الرئيس حق نشر الجيش الأميركي لإنفاذ القانون وكبح الاضطرابات المدنيّة، مما يجعل الأحداث تأخذ منحنى آخر أكثر خطورة.