أكدت الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية أن تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية بوجه عام وفي العملية الانتخابية بوجه خاص كمرشحة وناخبة وكذلك كُمنظمة ومراقبة، وتعزيز المساواة في الفرص بين النساء والرجال في العملية الانتخابية، أمر لا يهم النساء وحدهن بل هو مطلب مجتمعي عام.

 

جاء ذلك خلال افتتاحها فعاليات ورشة العمل الافتراضية عبر تطبيق Zoom حول "إشراك القائمين على إدارة الانتخابات في تحقيق المساواة بين الجنسين"، التي عقدتها المنظمة بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وبالتنسيق مع الشبكة العربية للمرأة في الانتخابات.

 

وأشارت كيوان إلى أهمية هذا اللقاء والمحاور التي سوف يتناولها على مدار الأيام الخمسة التي تتواصل خلالها الورشة، موجهة الشكر للخبراء المتعاونين مع المنظمة منذ سنوات في هذا الملف .

 

من جانبها، قالت آنيت فونك، مديرة برنامج WoMENA بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، إن منظمة المرأة العربية هي شريك استراتيجي للوكالة الألمانية، مثنية على جهود المنظمة نحو دعم وتمكين النساء والفتيات في المنطقة.

 

وأضافت أن برنامج womena - وهو برنامج ممول من حكومة ألمانيا وتنفذه الوكالة- يهتم بشكل أساس بتنمية النساء في الدول التي يعمل بها وتعزيز حضورهن في المجال العام.

 

ولفتت إلى أن مشاركة النساء في البرلمان في المنطقة العربية ما زالت دون المستوى المأمول بالمقارنة بالنسب العالمية، مشيرة إلى أن الثقافة المجتمعية والقوالب الثقافية المميزة ضد المرأة إلى جانب الافتقار الى المعلومات والتمويل هي أهم أسباب ضعف المشاركة السياسية للمرأة.

 

واعتبرت أن ورشة العمل الراهنة أداة مهمة لتعزيز المعرفة حول سبل وأدوات تعزيز مشاركة النساء في العملية السياسية للوصول الى حياة سياسية أكثر شمولا لكل الفئات وأكثر استدامة.

 

وأكد المهندس موسى المعايطة، رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، ورئيس المنظمة العربية للإدارات الانتخابية بالاردن أهمية هذا اللقاء مهم من أجل تطوير دور الإدارات الانتخابية في تمكين المرأة في العملية الانتخابية برمتها وفي العمل السياسي بوجه عام .

 

وأشار إلى الجهد الذي بذلته المنظمة العربية للإدارات الانتخابية في هذا المجال من حيث مبادرتها بإنشاء شبكة المرأة في الانتخابات، مؤكدا أهمية دعم هذه الشبكة لتعزيز دور النساء في الانتخابات ليس فقط كمرشحات وناخبات وإنما كذلك في إدارة العملية الانتخابية ومراقبتها.

 

فيما استعرضت سهير عابدين، رئيسة اللجنة التوجيهية للشبكة العربية للمرأة في الانتخابات، دور الشبكة التي أُنشئت عام 2019 تحت مظلة المنظمة العربية للإدارات الانتخابية، وبالتعاون مع منظمة المرأة العربية بوصفها أحد مؤسسي اللجنة التوجيهية للشبكة ، موضحة أن أهم ما يميز الشبكة أنها الوحيدة في المنطقة العربية التي تجمع ما بين مكونات مختلفة هي الإدارات الانتخابية ومنظمات المجتمع المدني والخبرات الفردية، مما وسع من نطاق عملها وتأثيرها.

 

وأشارت، في كلمتها، إلى الأوضاع في فلسطين، موضحة أنه في اليوم الثاني والأربعين بعد المائة من العدوان على قطاع غزة، هناك ما يتجاوز 30 ألف شهيد في القطاع، و 70 ألف جريح، وبين الشهداء ما يقارب 9 آلاف امرأة و 13 ألف طفل بالإضافة إلى 7 آلاف مفقود أغلبهم من النساء والأطفال، وأشارت كذلك إلى وجود حالات اعتقال وتعذيب للنساء الفلسطينيات وتعرضهن للاغتصاب والإمعان في فصل الأمهات عن أطفالهن، إلى جانب 2مليون نازح فلسطيني يعيشون أوضاعا صعبة دون توفر الغذاء والماء والعلاج.

 

وأكدت أنه رغم أن غزة تعاني من الاعتداءات منذ 17 عاماً لكن هذه الحرب الأخيرة هي الأشد قسوة، لافتة إلى أن الحرب تمتد كذلك إلى الضفة الغربية والقدس حيث يتزايد عدد الشهداء وتزيد عمليات هدم المنازل والاعتداءات والقيود المشددة والاعتداءات الهمجية من المستوطنين وفصل جميع محافظات الضفة والقدس عن بعضها البعض، فضلا عن القرار الأخير بمنع دخول المصلين بما فيهم أهالي القدس إلى المسجد الأقصى.

 

وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة فاديا كيوان مديرة منظمة المرأة العربية أن جميع المشاركين والمشاركات في الدورة متضامنون مع أهلنا في فلسطين ويطالبون بوقف الحرب وبوصول المساعدات وبأن تقوم المؤسسات الدولية بدورها تجاه ما يحدث من انتهاكات في حق الشعب الفلسطيني ، مشيرة إلى أن المنظمة بادرت بتوجيه خطابات للجهات الدولية المعنية للتنبيه بشأن خطورة ما يحدث منذ يوم الثامن من أكتوبر 2023 كما لفتت إلى قيام المنظمة بتنظيم مؤتمر موسع بالكويت الأسبوع الماضي حول فلسطين.


جدير بالذكر أنه يشارك في ورشة العمل 35 مشاركا ومشاركة من أعضاء الشبكة العربية للإدارات الانتخابية وممثلي الإدارات الانتخابية في 12 دولة عربية هي (مصر-الأردن – تونس – السودان – الصومال - عمان - فلسطين – لبنان – ليبيا – موريتانيا – اليمن - الجزائر).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منظمة المرأة العربیة العملیة الانتخابیة فی الانتخابات فی العملیة النساء فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

حكم مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي

المرأة.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أن عمل المرأة مباحٌ ما دام موضوعُه مباحًا ومتناسبًا مع طبيعة المرأة، والعمل في الاستشارات المجتمعية لا مانع منه أيضًا؛ لكونه من جنس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرجل والمرأة فيه سواء؛ قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [التوبة: 71].

عمل المرأة :

وكذلك الحال بالنسبة للعمل السياسي وفي المجالس الشورية والنيابية؛ لا مانع منه شرعًا ما دام متوافقًا وطبيعتها الخاصة ولا يكرُّ على حياتها العائلية وكان في إطار الأحكام والآداب الشرعية والأعراف التي تحفظ للمرأة كرامتها.

مشروعية عمل المرأة في الإسلام:

وعمل المرأة حق من حقوقها، ولكل واحد الحق في ممارسة ما شاء من أنواع الأعمال المشروعة؛ ليُحَصِّل نفقتَه وينفع مجتمعه ويمكنه العيش بكرامة. والشريعة الاسلامية لم تُفَرِّق بين المرأة والرجل في هذا الحق؛ فقد قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُم﴾ [البقرة: 198].

وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: طُلِّقَتْ خالتي، فأرادت أن تَجُدَّ نخلها؛ أي تحصد تمر نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «بلى فجُدِّي نخلك، فإنك عسى أن تَصَدَّقِي، أو تفعلي معروفًا».

وقالت الإفتاء إن مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية، يعد من جنس الإصلاح المطلوب شرعًا، والله تعالى يقول: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [التوبة: 71]؛ وعليه فللمرأة أن تعمل في مجال الاستشارات المجتمعية وأن تتولى المناصب في المراكز والمؤسَّسات والجمعيات الخيرية ونحوها من الهيئات المشتغلة بهذا الجانب.

وقد كانت النساء في عهده صلى الله عليه وآله وسلم يَقُمْنَ بتكاليف اجتماعية كثيرة، فكنَّ يخرجنَ مع الرجال في الحروب، وكنَّ يقمنَ بالتمريض والسقي وغير ذلك، وكن يحضرن الصلوات والأعياد.

حكم مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي

أما بخصوص عمل المرأة في المجال السياسي وشؤون الدولة، فهو داخل فيما سبق تقريره، ويشهد له ما حثَّ عليه الإسلام فيما يتعلق بمبدأ الشورى دون فرق بين جنس وغيره؛ فيقول تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران: 159].

وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد استشار زوجته أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية بعدما كتب معاهدة الصلح مع المشركين، وبعدما أمر المسلمين بأن يقوموا ينحروا هديهم ويحلقوا؛ فإنهم لا يذهبون إلى مكة في هذا العام، فلم يقم منهم أحد، فيقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «قُومُوا فَانْحَرُوْا ثُمَّ احْلِقُوْا». قال : فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات. فلمَّا لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج، ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا.

ومما يؤصِّل حقَّ المرأة في المشاركة السياسية موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من النزاع القائم بين الإمام علي -كرم الله وجهه- ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما؛ فقد تدخَّلت وقالت برأيها في الخلاف القائم بينهما، وذهبت بنفسها لتصلح بينهما في ميدان القتال، غير أن الله قدَّر هذا القتال. راجع: "مروج الذهب" للمسعودي (2/ 357، ط. دار الهجرة)، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير(3/ 119، ط. دار الكتب العلمية)، و"تاريخ الطبري" (4/ 462، ط. دار المعارف).

وأما تولي المرأة للمناصب السياسية في الحكومة أو مؤسسات الدولة فقد جاءت بعض الآثار في ممارسة المرأة لوظيفة السلطة التنفيذية، أو الشرطة، أو ما يسمى في التراث الفقهي الإسلامي بـ"الحسبة"؛ منها: ما رواه الطبراني في "معجمه الكبير" عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، قال: رأيت سمراء بنت نَهيك، وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها درع غليظ، وخمار غليظ، بيدها سوط تؤدب الناس، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر.

ومن هنا أجاز بعض علماء الإسلام قيام المرأة بهذا المنصب الحساس.

مقالات مشابهة

  • حكم مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي
  • انسحاب المرشح السابق أغبودجو من الحياة السياسية بعد إبطال ترشحه للرئاسة في بنين
  • إنعكساتها بليغة على مستقبل أبنائنا..الشبكة العنكبوتية أسرت إبنتي وسلبت منها الحياة
  • المفوضية: نقل البيانات الانتخابية مؤمَّن بثلاث مراحل
  • مناقشة التحديات التي تواجه النساء العاملات وسبل تعزيز بيئة العمل في ندوة حوارية
  • المفوضية تستبعد مقلد أصوات النساء من الانتخابات
  • الأعلى للدولة يبحث مع البعثة الأممية مستجدات العملية السياسية
  • برلماني: ضوابط الوطنية للانتخابات تضمن نزاهة العملية الانتخابية
  • مفوضية الانتخابات ترفض مشاركة منظمة سورية لمراقبة الانتخابات العراقية
  • “السائح” يستعرض مع السفير الإيطالي مستجدات العملية الانتخابية الخاصة بانتخابات المجالس البلدية