وزير الدفاع الأوكراني يكشف سر تقدم القوات الروسية.. ما علاقة الغرب؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
أكد وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أن بلاده تتكبد المزيد من الخسائر في الحرب أمام القوات الروسية، المستمرة منذ أكثر من عامين، وقال إن الجيش الروسي يواصل التقدم في كثير من المناطق داخل الأراضي الأوكرانية، كما استولى على العديد من المدن الاستراتيجية المهمة.
ومع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، أكد وزير الدفاع الأوكراني أن السبب الرئيسي لخسارة بلاده في هذه الحرب، هو أن ما يقرب من 50% من الأسلحة، التي وعد بها الشركاء الغربيون، فشلت في الوصول إلى كييف في الوقت المحدد.
وأضاف أن القوات الأوكرانية تستخدم جميع قدراتها العسكرية، ولكنها لن يمكنها مواصلة الحرب في ظل الظروف الحالية، وبدون الحصول على الأسلحة الغربية في الوقت المناسب، وهو ما يشكل وضعاً صعباً للجيش الأوكراني، بحسب ما نشرت صحيفة «الجارديان» في تقرير لها اليوم الأحد.
محاولات كييف لمواصلة الحرب ضد روسياوأشار «رستم» إلى أنه بعد مرور يوم من الذكرى السنوية الثانية للحرب، قامت القوات الأوكرانية ببناء تحصينات جديدة، إلا أنه أكد على أن التأخير في توريد المعدات الغربية أدى إلى انتكاسات ووفيات في ساحة المعركة.
وتابع بقوله: «لدينا خطة، ونحن نعمل عليها، ونحاول عمل كل ما هو ممكن ومستحيل، ولكن بدون وصول الأسلحة الغربية في الوقت المناسب، سيكون الأمر صعباً بالنسبة لنا».
وذكر «عمروف» أن روسيا أنفقت 150 مليار دولار، بنسبة 119 مليون جنيه إسترليني، في هجومها الشامل على أوكرانيا، وهو ما يعادل 15% من إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي.
وعن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، قال وزير الدفاع الأوكراني إن عدداً من النواب الجمهوريين يتعمدون عرقلة حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا، في الوقت الذي بدأت فيه القوات الأوكرانية تعاني بصورة كبيرة، بسبب نفاد ما لديها من صواريخ للدفاع الجوي وقذائف المدفعية.
وتابع «عمروف» قائلا: «لم تصل بعد طائرات إف-16 التي وعد بها تحالف دولي يضم هولندا والنرويج وبلجيكا، ومن المتوقع في وقت ما هذا الربيع، كما أن التاريخ أظهر استحالة فوز أي دولة في الحرب دون التفوق الجوي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أوكرانيا الحرب الروسية وزير الدفاع الأوكراني وزیر الدفاع الأوکرانی فی الوقت
إقرأ أيضاً:
أحمد شموخ: يا له من خواجة بلبوسي! .. أو السيادة كامتياز استعماري!
قبل أيام فقط من عملية “شبكة العنكبوت”، صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأن أوكرانيا باتت تملك الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي، وحتى القواعد التي تضم طائرات قادرة على حمل رؤوس نووية. لم يرف له جفن وهو يقرّ بإمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة، وربما نووية، بل تجاهل تماماً أن بعض تلك الطائرات الروسية كانت مكشوفة دون حماية، التزاماً من موسكو باتفاقية “ستارت الجديدة” لتقليص التسليح النووي. ومع ذلك، لم يبدُ أن ميرتس، أو أي مسؤول غربي آخر، اعتبر هذا التصعيد الخطير تهديدًا “للسلم العالمي”.
الغرب ببساطة لا يساوم في أمنه القومي، وذلك مفهوم في المنظومة الغربية يُعدّ امتياز استراتيجي، يُمنح للبعض، ويُحرّم على الآخرين، ويكون عليهم انتزاع ذلك الحق. فحين نقول إن السودان يواجه غزواً خارجياً ويقاوم من أجل سيادته، يُنظر إلينا وكأننا نرتكب جريمة. فالأمن يصبح امتيازاً استعمارياً.
ميرتس، كغيره من القادة الغربيين، يحرص على تغليف دعوات الحرب -والبلبسة- بمساحيق “أخلاقية” حين يزعم أن أوكرانيا لا تستهدف المدنيين، لأن الحرب حين تكون غربية أو تجري بـوكالة عنها، عندها فقط تصبح نقية، مبرّرة، ودفاع عن النفس وعن بقاء الدولة وحماية للسيادة.
الغرب الذي يتمشدق بقيم الديمقراطية اللبرالية في وجه الأوتوقراطية الروسية، والمستعد للقتال حتى ”آخر أوكراني” لدعم ما يسميه “حق أوكرانيا في الدفاع عن بقائها” في مواجهة الغزو الروسي، وحمايةً لأوروبا من التهديد التوسعي الروسي، هو نفسه الذي يشاهد السودان يُغزى علنًا على يد وكلاء الإمارات، بالسلاح والمرتزقة والطائرات، دون أن يحرّك ساكنًا.
بل إن بعض العواصم الغربية تساهم -بالتواطؤ أو بالصمت أو بتعطيل القرارات الدولية- في محاولة تقويض مؤسسات الدولة السودانية، وتهجير السودانيين، وتجويعهم، بهدف تحويل بلدهم إلى دولة فاشلة ليُسهل الانقضاض عليها، ومنطقة اللا أحد “Terra Nulluis” بلا نفوذ وبلا سيادة، كما قال بيان الخارجية الأميركية ضمنياً يوم أمس، حيث تعامل مع السودان كأرض خلاء لا توجد بها حكومة تتم مخاطبتها، ولا شعب له حق سيادة على مستقبله وموارده.
الأخطر من معايير الغرب المزدوجة، هم بعض السودانيين المنتمين لنخب المهاجر والأكاديميا الغربية، الذين تحوّلوا لأدوات ناعمة تُعيد إنتاج السرديات الاستعمارية الجديدة، لتُستخدم كأحد أسلحة حرب العدوان. يُرددون الخطاب الإماراتي-الغربي ببغائية مدهشة، ثم يُهاجمون كل من يرفضه ويتهمونه بـ”الوحشية” و”حب العسكرة” و”التعطش للدماء”، كل ذلك لمجرد أننا نطالب بحق يفترض أنه بديهي: أن تكون لنا دولة تحمي نفسها، ويُعترف لها بحق البقاء والدفاع ضد غزو خارجي يهدد وجودها ذاته.
يهاجمون السردية الوطنية لأنها لا تُرضي مموليهم أو تصوراتهم المعطوبة، ولا تنسجم مع عقدهم ونرجسياتهم. ثم يبتزوننا أخلاقيًا حين نتمسك بحقنا كسودانيين في تقرير مصيرنا، ويتهموننا بالتطرف والعنف والتوحش، بينما الغرب يدكّ مدنًا بأكملها لحماية مصالحه ولا أحد يجرؤ على وصفه بـ”الهمجية”.
لا أحد في الغرب قال لأوكرانيا: أوقفي الحرب من أجل المدنيين، ولا أحد طالب إسرائيل بوقف حصارها عن دقيق وماء ودواء، بل تركوها تقرّر عدد السُعرات الحرارية التي “يستحقها” الفلسطيني يومياً، ولا أحد يساوي بين الجيش الفرنسي وتنظيم إرهابي، أو بين الدولة الأمريكية ومليشيا تمارس إرهاب واغتصاب المدنيين للتوصل لمكاسب سياسية.
لكن عندما يقول السودان إنه يواجه غزواً إرهابياً مسنوداً من الإمارات، يتحوّل السياق فجأة إلى “حرب أهلية” و”صراع داخلي” و”طرفي النزاع”، وتُختزل قضيته في “معاناة إنسانية” بلا سياق.
الغرب الذي يرفض التفاوض مع الإرهاب داخل حدوده، يطالبنا نحن بأن نتفاوض معه حين يُزرع في بلادنا. يريدوننا بلا جيش وبلا أمن وبلا سيادة وبلا أرض.
لكننا لن نكون بشرًا فائضين عن الحاجة، ولا جثثًا “محترمة” على مقاس قيمهم المزدوجة. نحن نقاوم، لا لأننا نعشق الحرب، بل لأننا نُستهدف بالإزالة من التاريخ والجغرافيا كل يوم.
أحمد شموخ
إنضم لقناة النيلين على واتساب