أوكرانيا تكشف عن خطة روسيا لشن هجوم أواخر الصيف
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إن القوات الروسية تستعد لشن هجوم جديد على الأراضي الأوكرانية في أواخر مايو أو الصيف، لكنه أكد أن كييف لديها خطتها الواضحة للحرب.
وأضاف زيلينسكي في مؤتمر صحفي أن من المهم لكييف وحلفائها الغربيين أن يبقوا متحدين، وتوقع شهرين صعبين قادمين يعقبهما هجوم روسي جديد.
وتابع "ستستعد روسيا لشن هجوم مضاد في بداية الصيف أو نهاية مايو. إذا كانوا قادرين على ذلك. سوف يستعدون".
وقال زيلينسكي "سنستعد لهجومهم. أعتقد أن هجومهم الذي بدأ في الثامن من أكتوبر لم يأت بأي نتائج. ونحن من جانبنا سنعد خطتنا".
وأحيت أوكرانيا الذكرى الثانية للغزو الروسي واسع النطاق أمس السبت مع تقدم القوات الروسية على طول خط المواجهة مترامي الأطراف وتراكم المشكلات من نقص قذائف المدفعية إلى الافتقار إلى القوة البشرية الجديدة.
وقال زيلينسكي إن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا منذ فبراير شباط 2022، وذلك في أول إفصاح رسمي عن عدد القتلى العسكريين منذ عام.
وأضاف أنه على يقين بأن الكونغرس الأميركي سيوافق على إرسال دفعة كبيرة من المساعدات العسكرية والمالية لبلاده وأن أوكرانيا بحاجة إلى هذا القرار في غضون شهر.
وذكر أن المجهود الحربي الأوكراني يعتمد على الدعم الغربي، موضحا أن الاتحاد الأوروبي لم يقدم سوى 30 بالمئة من مليون قذيفة ذخيرة وعد بها.
وحققت روسيا هذا الشهر أكبر مكاسبها في ساحة المعركة منذ مايو 2023 عندما استولت على بلدة أفدييفكا، التي انسحبت منها القوات الأوكرانية حتى لا تتعرض للحصار.
وقال زيلينسكي "إنهم يعلمون أننا بحاجة إلى الدعم في غضون شهر"، مضيفا أن لديه "شعورا إيجابيا" حيال إرسال شركاء كييف صواريخ طويلة المدى إليها.
توجد خطةقال زيلينسكي إن كييف لديها خطة واضحة لمواجهة القوات الروسية، لكنه لن يكشف عن التفاصيل.
وشنت القوات الأوكرانية هجوما مضادا العام الماضي لكنها لم تتمكن من اختراق الخطوط الدفاعية الروسية.
وقال زيلينسكي إن تغيير قائد الجيش، الذي كان يحظى بشعبية، في وقت سابق هذا الشهر هو جزء من استراتيجية عسكرية ستظل سرية.
وكان زيلينسكي قد ذكر في وقت سابق أن خطط كييف لشن هجوم مضاد العام الماضي انتهى بها الأمر "على مكتب في الكرملين" قبل بدء العملية، دون أن يكشف عن كيفية حدوث ذلك.
وقال زيلينسكي إن بلاده تأمل في أن تُعقد قمة في سويسرا خلال فصل الربيع تناقش خلالها مع حلفائها رؤيتها للسلام على أن تُعرض بعد ذلك على روسيا.
وأضاف "آمل أن يحدث ذلك في الربيع. يجب ألا نخسر هذه المبادرة الدبلوماسية".
خسائر الحربقال زيلينسكي إن إرسال القوات بالتناوب سيكون أمرا مهما للغاية للمجهود الحربي، وشدد على أن أوكرانيا بحاجة إلى تجهيز قوات الاحتياط بشكل أفضل.
وأضاف "31 ألف جندي أوكراني قتلوا في هذه الحرب. ليس 300 ألف وليس 150 ألفا... (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يطلق الأكاذيب... لكن مع ذلك، هذه خسارة كبيرة لنا".
ورفض زيلينسكي الكشف عن عدد الجرحى في الحرب، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يدعم عمليات التخطيط العسكري الروسية.
ورفضت وزارة الخارجية الروسية على الفور التقديرات الأوكرانية للخسائر العسكرية ووصفتها بأنها غير صحيحة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقال زیلینسکی زیلینسکی إن لشن هجوم
إقرأ أيضاً:
دعوة لهدنة ولقاء مباشر.. منعطف جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
كييف- بعد هدنة الأيام الثلاثة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة "يوم النصر" يبدو أن الحرب في أوكرانيا ستدخل مرحلة جديدة، مع دعوات أوكرانية وغربية إلى وقف شامل لإطلاق النار لمدة 30 يوما تقابلها دعوة روسية لمفاوضات مباشرة على قاعدة تلك التي أجريت في إسطنبول خلال الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب.
لكن المشهد لا يزال ضبابيا، إذ تصر كييف وحلفاؤها الغربيون على ضرورة وقف إطلاق النار بدءا من اليوم الاثنين كشرط مسبق لأي تفاوض، وهو ما ترفضه موسكو التي تدعو إلى التفاوض يوم الخميس المقبل، معتبرة أن حل "الخلافات الجذرية" لا يمكن أن يبدأ دون حوار مباشر.
وبينما تحاول أوكرانيا دفع الكرة إلى ملعب موسكو قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ينتظر من روسيا اتخاذ خطوة حاسمة بوقف إطلاق النار، وأعلن استعداده للقاء بوتين وجها لوجه في إسطنبول الخميس المقبل، داعيا الروس إلى عدم البحث عن "ذرائع" لتعطيل هذا اللقاء الذي لم يحدث قط منذ بدء الحرب.
لكن وزير خارجيته أندريه سيبيغا شكك في جدية الجانب الروسي، مرجحا أنهم "لا يمتلكون الشجاعة" لخوض حوار مباشر، وفق تعبيره.
ازداد المشهد تعقيدا خلال الأيام القليلة الماضية في ظل زيارات قام بها قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبولندا إلى كييف، حيث نسقوا مواقفهم مع واشنطن بشأن خطوات موحدة تتضمن إنذارات واضحة لموسكو.
إعلانوطرح هؤلاء القادة فكرة إرسال قوات من "تحالف الراغبين" (أو "تحالف العزم" كما تسميه أوكرانيا) تكون منتشرة على الخطوط الخلفية للجبهات لتوفير الحماية الجوية والمنشآت الحيوية، وهو ما لمح إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرا إلى إمكانية مشاركة آلاف الجنود.
وبالتوازي، تعهدت بريطانيا وألمانيا بإرسال دفعات جديدة من الأسلحة والدفاعات الجوية إلى أوكرانيا، في حين لمّحت واشنطن إلى تقديم دعم عسكري يتجاوز ما كان مقدما في عهد الإدارة السابقة كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما هددت العواصم الغربية موسكو بعقوبات اقتصادية "غير مسبوقة" تشمل قطاعات الطاقة والمصارف في حال رفضت الأخيرة وقف إطلاق النار، ويأتي هذا التصعيد بعد توقيع اتفاقية "المعادن النادرة" بين كييف وواشنطن، والتي اعتبرت خطوة إستراتيجية دفعت بالموقف الأميركي أكثر نحو تأييد أوكرانيا.
ورغم أن زيلينسكي وصف الدعوة الروسية للتفاوض بأنها "إشارة إيجابية" فإن شريحة واسعة من الأوكرانيين ترى فيها "خدعة مألوفة" تهدف إلى كسب الوقت.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق فولوديمير شومكوف "لا نريد مفاوضات شكلية تُستخدم لتجميل صورة موسكو، نحن قدّمنا مقترحا منطقيا لهدنة طويلة، لكن روسيا تريد جولات تفاوض عبثية تظهرها كدولة تسعى للسلام فيما تواصل حربها، هذا مأزق خطير يجب ألا نقع فيه".
وأضاف شومكوف أن الهدف الروسي لم يتغير، وهو إخضاع أوكرانيا واحتلال أكبر مساحة من أراضيها، موضحا أن الحديث عن مخاوف موسكو من انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو مجرد ذريعة، فهناك دول عدة مجاورة لروسيا ضمن الحلف "وأوكرانيا ليست بعد ضمنه، وطريقها لا يزال طويلا".
مفاوضات إسطنبولسواء عُقدت الجولة الجديدة من المفاوضات أم لا يثير الحديث عن العودة إلى مسار إسطنبول تساؤلات كثيرة، خاصة أن روسيا ضمت لاحقا 4 مقاطعات أوكرانية إلى أراضيها في سبتمبر/أيلول 2022.
إعلانوفي هذا السياق، قال المحلل السياسي أوليكساندر بالي للجزيرة نت إن الدعوة للعودة إلى مفاوضات 2022 تمثل "محاولة للتلاعب"، فموسكو عدلت دستورها وضمّت مناطق دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون "ولا يمكن أن تتخلى عنها طوعا".
وأضاف أن "روسيا تسعى إلى كسب الوقت واستنزافنا عسكريا واقتصاديا وإضعاف علاقتنا بالحلفاء، أي عودة للمفاوضات دون شروط واضحة تصب في مصلحتها".
شروط غربيةويرى سياسيون وخبراء أن إمكانية التفاوض قائمة، لكنهم يحذرون من المبالغة في التعويل على نتائجها، فوفق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ينبغي أن يكون لأوروبا مقعد على طاولة التفاوض بين موسكو وكييف.
ويؤكد المحلل شومكوف أن الخطة "ب" جاهزة إذا رفضت روسيا وقف إطلاق النار أو لم تقبل بمشاركة دولية أوسع في المفاوضات، وتشمل "إرسال قوات أوروبية وفرض عقوبات قاسية، إلى جانب زيادة الدعم العسكري الغربي كمّا ونوعا".
كما يرى شومكوف أن "واشنطن تشعر بخيبة أمل متزايدة من نوايا بوتين، خصوصا بعد تعزيز العلاقات مع بكين، والتي تُوجت بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ احتفالات يوم النصر في موسكو، هذا عزز تقارب إدارة ترامب مع كييف، ووحد الموقف الأميركي الأوروبي بشأن القضية الأوكرانية".
وبينما يترقب العالم تطورات ما قبل "خميس المفاوضات" يستبعد مراقبون عسكريون حدوث تغير جوهري في الجبهات، إذ لا يزال كل طرف بعيدا عن تحقيق أهدافه الميدانية.
ويقول إيفان ستوباك الخبير العسكري في المعهد الأوكراني للمستقبل والمستشار الأمني السابق في البرلمان الأوكراني للجزيرة نت إن "الهدوء على الجبهات غير وارد حاليا، فالقوات الروسية تتقدم ببطء وتكلفة عالية، ولم تتمكن حتى الآن من فرض سيطرتها الكاملة على مقاطعة دونيتسك، أما السيطرة على زاباروجيا وخيرسون فهي أبعد".
إعلانفي المقابل، أشار إلى أن "القوات الأوكرانية تحقق تقدما تدريجيا في بعض المحاور، مثل بوكروفسك في دونيتسك، مما يمثل تحديا كبيرا لموسكو".
وأضاف ستوباك أن "المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدا أوكرانيا واسع النطاق، ولا سيما بعد استئناف الدعم الأميركي بأنظمة باتريوت وصواريخ أتاكمز، إلى جانب إرسال واشنطن قطع غيار لطائرات "إف-16″، وهذا يعيد التوازن لصالحنا، ويفتح الباب أمام ضربات دقيقة في العمق الروسي إذا لم تُفتح قنوات تفاوض عادلة".