لجريدة عمان:
2025-07-01@11:52:41 GMT

إرهاب وإبادة.. وكثير من الأحقاد التاريخية

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

إرهاب وإبادة.. وكثير من الأحقاد التاريخية

بعد أن دخلت الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الخامس وتسببت في استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني ثلاثة أرباعهم أطفال ونساء، تساقطت الكثير من السرديات الإسرائيلية والغربية التي أكدت في بداية الحرب أن إسرائيل تسترشد في حربها بمبادئ الدفاع عن النفس بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر الماضي.

ورغم أن مبدأ الدفاع عن النفس ملتبس جدا فيما يخص الوضع في فلسطين المحتلة إلا أن الانطلاق منه لمناقشة الوضع العام لا تكون في صالح «إسرائيل»! فاستهداف المدنيين وقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف شخص آخرين وتهجير أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني لا يمكن أن يقرأ حتى من أي صهيوني متطرف باعتباره دفاعا عن النفس. كما أن تدمير البنية الأساسية في قطاع غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ومنع الماء والغذاء والدواء عن سكان غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس بأي مستوى من مستويات قراءة الحدث.

ولذلك لا يمكن فهم ما تقوم به إسرائيل إلا باعتباره عملا إرهابيا تقوم به زمرة سياسية حاكمة في إسرائيل، وتطرفا دينيا وحقدا تاريخيا.. إضافة إلى ذلك هو نوع من العُصاب المرضي الذي يصيب بعض المجرمين.

لا يمكن أن يكون هناك أي تفسير آخر للمشهد الذي ترتكبه «إسرائيل» في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر؛ لأن هذا لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ولا يمكن أن يكون تأمينا للحدود الإسرائيلية أو إعادة رسم للقواعد الأمنية. حيث إن أصغر سياسي يمكن أن يعرف أن إسرائيل بكل هذه الأعمال تدمر نفسها ذاتيا، وتزيد من أحقاد الفلسطينيين ضدها وتجعل فصائل المقاومة تستبسل أكثر وأكثر للرد عليها اليوم وفي المستقبل الذي لا يمكن أن يكون آمنا لإسرائيل.

وإذا كان هذا مفهوما في ظل تاريخ إسرائيل الدموي فإنه غير مفهوم أو غير متقبل بالنسبة لبقية دول العالم التي كان عليها من البداية أن توقف هذه الحرب لا أن تزيد في إشعالها عبر جسور الإمداد العسكري ووفود الدعم السياسي.

ورغم التحذيرات الكثيرة التي تبرعت بها بعض الدول «الصديقة» لإسرائيل من أنها تنثر بذور الحقد ضدها في المنطقة بأكملها إلا أن الزمرة الحاكمة في دولة الاحتلال والغارقة في دماء الأطفال لا تطرب إلا لصوت الحرب ومنظر الدماء وهي تتساقط من أردان الساسة الإسرائيليين.

أما العالم الصامت والمتواطئ إن كان مهتما بمستقبل السلام في المنطقة من منطلق اهتمامه بإسرائيل نفسها، فعليه أن يدرك أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أراضيها، وحين ذلك سيتمكن العالم من الحوار مع الدولة الفلسطينية وليس مع حركات المقاومة والتحرر الوطني التي لا تقبل بالحلول الوسطى عبر كل التاريخ البشري.

ودون ذلك على العالم أن يستعد لمرحلة صعبة جدا لا يمكن تصور مستوى تداعياتها ولا نطاقها الجغرافي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن أن یکون دفاعا عن النفس أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يُقر بتصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة

أقر الجيش الإسرائيلي بالتصاعد الحاد في إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وأظهرت معطياته تسجيل ارتفاع بنسبة 30% في "جرائم قومية" نفذها يهود في الضفة الغربية المحتلة، خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

ووفقًا لبيانات الاحتلال التي أوردتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد تم تسجيل 414 اعتداءً إرهابيا من قبل المستوطنين منذ مطلع العام، مقابل 318 في الفترة المقابلة من 2024، و679 اعتداء في مجمل العام الماضي.

وتشمل هذه الاعتداءات أعمال حرق، وكتابات عنصرية على الجدران، ورشق حجارة، واعتداءات جسدية، وعمليات تخريب. وأكد ضابط رفيع في الجيش أن "الارتفاع لا يقتصر على العدد فقط، بل يشمل أيضًا خطورة الأحداث" التي أصبحت أكثر عنفًا وتطرفًا.

ويأتي نشر هذه المعطيات في أعقاب اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون وعناصر من "شبيبة التلال" نهاية الأسبوع الماضي في منطقة رام الله ، طاولت جنودًا من جيش الاحتلال، بحسب ما أوردته إذاعة الجيش وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد.

وتشمل تفاصيل الواقعة، وفق رواية الجيش، قيام مجموعات من المستوطنين بمحاولات دهس لجنود، والاعتداء عليهم بالضرب، وخنق أحدهم، وتحطيم مركبات عسكرية، وإضرام النار في مبنى شرطي في المنطقة، وكتابة شعارات "انتقام" على المبنى المذكور، إضافة إلى ثَقب إطارات سيارات تابعة للشرطة.

وقال ضابط رفيع للإذاعة الجيش: "هذه الأحداث تجاوزت كل الخطوط الحمراء"، محذرًا من أنها "قد تشعل موجة عنف طويلة الأمد في الضفة".

ورغم أن الجيش يؤكد أن قواته "تصرفت بضبط نفس واكتفت بوسائل تفريق المظاهرات، مع إطلاق نار تحذيري في الهواء"، فإن الرواية الرسمية واجهت حملة تشكيك من قادة في اليمين الإسرائيلي.

واعتبر وزير المالية وعضو الكابينيت، بتسلئيل سموتريتش، أن "إطلاق النار الحي على يهود هو تجاوز خطير يتطلب تحقيقًا معمقًا واستخلاص نتائج شخصية"، رغم تأكيد الجيش أنه "لم يتم تنفيذ إطلاق نار حي على المستوطنين في مكان الحادثة".

وأظهر التحقيق الأولي للجيش أن "قوات لواء الاحتياط لم تطلق الرصاص الحي"، لكنه أشار إلى احتمال إصابة فتى (14 عامًا) في موقع آخر، حيث "رُشقت مركبة عسكرية بالحجارة من قبل ملثمين، ورد الجنود بإطلاق ثلاث طلقات تحذيرية في الهواء".

في المقابل، انتقد قائد كتيبة الاحتياط (7114)، العقيد في الاحتياط (ج)، المسؤولين السياسيين الذين يحاولون انتقاد الجيش ومنح غطاء سياسي للاعتداءات، وقال في تصريحات لـ"يديعوت أحرونوت": "تلقينا ضربات بالحجارة، واعتدى عليّ شخصيًا أحد الشبان، وشاهدناهم يخنقون جنديًا، ويهاجمون مركبة، وثقبوا عجلات المركبات، وهددونا بالموت".

وأشار إلى أن الحديث عن المستوطنين المتورطين في الاعتداء الإرهابي على قرية كفر مالك قرب رام الله، وادعى أن "90% من وقت الكتيبة اليوم يُخصص لمنع أعمال عنف من قبل شبيبة التلال"، بدلًا من "التركيز على حماية المستوطنات كما يفترض".

وشدد على أن الاعتداءات لم تكن وليدة اللحظة، بل "يشارك فيها الأشخاص أنفسهم الذين وثّقوا سابقًا في إحراق قرية كفر مالك"، مضيفًا أنه "تمت إهانته، والبصق عليه، ونعته بالنازي"، متسائلًا: "هل هذا هو الدعم الذي نتلقاه بعد عقود من الخدمة؟".

ووفق ضابط آخر في الجيش، فإن أغلب المعتدين "ليسوا من سكان الضفة الغربية، بل قدموا من مناطق أخرى"، وأشار إلى أن البؤرة الاستيطانية العشوائية التي أُقيمت قرب قاعدة "باعل حتسور" قبل أسبوعين، بُنيت على أراضٍ فلسطينية خاصة. وأضاف أن مستوطنين مسلحين وملثمين هاجموا قرية كفر مالك القريبة الأسبوع الماضي، وأحرقوا منازل، رغم محاولات الجيش منعهم، ما أدى إلى اشتباك استخدمت فيه الذخيرة الحية، وأسفر عن مقتل 3 فلسطينيين.

وأثار الاعتداء غضبًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي عبّرت، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن "قلقها من غياب إدانة واضحة من قبل قيادات المستوطنين، مقارنة بسرعة إدانتهم للجيش بزعم إطلاق النار على فتى يهودي، قبل التحقق من الملابسات"، ووصفت الصمت الرسمي بأنه "تشجيع ضمني لاستمرار هذه الأفعال".

في المقابل، دان وزير الداخلية، موشيه أربيل (شاس)، الاعتداءات، قائلًا: "من يرفع يده على جندي أو يحاول دهسه، لا يستحق أي حماية". كما أدان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، الاعتداء على الجيش الإسرائيلي، وأكد الأخير أنه "يمنح دعمه الكامل للقوات".

ولا ينشر الجيش الإسرائيلي غالبًا لا ينشر هذه المعطيات إلا بعد أن يتعرض جنوده للاعتداء المباشر، بينما يتجاهل تصعيد العنف المنهجي ضد الفلسطينيين، بما في ذلك جرائم القتل والحرق والنهب وعمليات "تدفيع الثمن"، التي تتزايد منذ أشهر تحت حماية الجيش نفسه.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء حرب غزة وتأجيل هذه المهمة الجيش الإسرائيلي: التهديد على إسرائيل سيتحول في السنوات المقبلة لهذه الجهة صورة: الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في مدينة غزة وشمال القطاع الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي: الضربات الأميركية في إيران "بالغة الأهمية"... الحرب لم تنتهِ بعد 17 حالة سقوط شظايا بالضفة خلال 24 ساعة جرّاء الصواريخ الإيرانية الاتحاد الأوروبي يعقد "اجتماعا حاسما" غدا لبحث تصاعد الأزمة في غزة "فتح" تُصدر تعميما بشأن ما يجري في الساحة اللبنانية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بينهم 132 امرأة.. أكثر من 900 قتيل في إيران خلال الحرب مع إسرائيل
  • عندما يكون الإنسان أكثر وحشية من الآلة!
  • أكثر من 900 قتيل في إيران خلال الحرب مع إسرائيل
  • العاملين بالمترو: خروج الملايين في 30 يونيو كان دفاعا عن الهوية الوطنية
  • درَّب القسام وهندس الطوفان.. من هو أبو عمر السوري الذي اغتالته إسرائيل بغزة؟
  • الجيش الإسرائيلي يُقر بتصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة
  • حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في حماس الذي أعلنت إسرائيل مقتله في غارة؟
  • الألفية السعيدة.. توفيق عكاشة: هذه هي العلامات التي دفعت إسرائيل لضرب إيران -(فيديو)
  • اختبار دم بسيط يمكن أن يحدد المدة التي قد تعيشها
  • الريال اليمني بين أنياب المضاربين والبنك المركزي خارج اللعبة.. ما الذي يمكن فعله؟