لجريدة عمان:
2025-12-07@05:32:29 GMT

إرهاب وإبادة.. وكثير من الأحقاد التاريخية

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

إرهاب وإبادة.. وكثير من الأحقاد التاريخية

بعد أن دخلت الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الخامس وتسببت في استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني ثلاثة أرباعهم أطفال ونساء، تساقطت الكثير من السرديات الإسرائيلية والغربية التي أكدت في بداية الحرب أن إسرائيل تسترشد في حربها بمبادئ الدفاع عن النفس بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر الماضي.

ورغم أن مبدأ الدفاع عن النفس ملتبس جدا فيما يخص الوضع في فلسطين المحتلة إلا أن الانطلاق منه لمناقشة الوضع العام لا تكون في صالح «إسرائيل»! فاستهداف المدنيين وقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف شخص آخرين وتهجير أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني لا يمكن أن يقرأ حتى من أي صهيوني متطرف باعتباره دفاعا عن النفس. كما أن تدمير البنية الأساسية في قطاع غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ومنع الماء والغذاء والدواء عن سكان غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس بأي مستوى من مستويات قراءة الحدث.

ولذلك لا يمكن فهم ما تقوم به إسرائيل إلا باعتباره عملا إرهابيا تقوم به زمرة سياسية حاكمة في إسرائيل، وتطرفا دينيا وحقدا تاريخيا.. إضافة إلى ذلك هو نوع من العُصاب المرضي الذي يصيب بعض المجرمين.

لا يمكن أن يكون هناك أي تفسير آخر للمشهد الذي ترتكبه «إسرائيل» في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر؛ لأن هذا لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ولا يمكن أن يكون تأمينا للحدود الإسرائيلية أو إعادة رسم للقواعد الأمنية. حيث إن أصغر سياسي يمكن أن يعرف أن إسرائيل بكل هذه الأعمال تدمر نفسها ذاتيا، وتزيد من أحقاد الفلسطينيين ضدها وتجعل فصائل المقاومة تستبسل أكثر وأكثر للرد عليها اليوم وفي المستقبل الذي لا يمكن أن يكون آمنا لإسرائيل.

وإذا كان هذا مفهوما في ظل تاريخ إسرائيل الدموي فإنه غير مفهوم أو غير متقبل بالنسبة لبقية دول العالم التي كان عليها من البداية أن توقف هذه الحرب لا أن تزيد في إشعالها عبر جسور الإمداد العسكري ووفود الدعم السياسي.

ورغم التحذيرات الكثيرة التي تبرعت بها بعض الدول «الصديقة» لإسرائيل من أنها تنثر بذور الحقد ضدها في المنطقة بأكملها إلا أن الزمرة الحاكمة في دولة الاحتلال والغارقة في دماء الأطفال لا تطرب إلا لصوت الحرب ومنظر الدماء وهي تتساقط من أردان الساسة الإسرائيليين.

أما العالم الصامت والمتواطئ إن كان مهتما بمستقبل السلام في المنطقة من منطلق اهتمامه بإسرائيل نفسها، فعليه أن يدرك أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أراضيها، وحين ذلك سيتمكن العالم من الحوار مع الدولة الفلسطينية وليس مع حركات المقاومة والتحرر الوطني التي لا تقبل بالحلول الوسطى عبر كل التاريخ البشري.

ودون ذلك على العالم أن يستعد لمرحلة صعبة جدا لا يمكن تصور مستوى تداعياتها ولا نطاقها الجغرافي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن أن یکون دفاعا عن النفس أکثر من

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: تهذيب النفس يبدأ من ظاهر السلوك حتى يرقّ القلب

قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هُناكَ إِرشادٌ نَبويٌّ لطيفٌ في تربيةِ الإنسانِ لنفسِه، وهو تلبُّسُ الظاهرِ بالخُلُقِ الذي لم يَتَمكَّنْ منه الباطنُ؛ فمَن كان يَشكو مِن قِلَّةِ الإخلاصِ، فيَفعَلْ بظاهرِه ما فيه الإخلاصُ؛ فإنَّه ينعكسُ على الباطنِ، وإن لم يَتمكَّنْ من العفوِ عن أحدٍ بقلبه، فليَعْفُ بلسانه؛ فذلك يُهَيِّئُ القلبَ للعفوِ.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، أن رسولُ اللهِ ﷺ يقول في مرتبةِ الإحسان: «أن تعبدَ اللهَ كأنَّك تراه»، ثم يُعقِّبها فيقول: «فإنْ لم تكنْ تراه فإنَّه يراك»، ويقول ﷺ: «إذا قرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»؛ لأنك عندما تتباكى، وليس هناك بكاءٌ في عينيك، يؤثِّر هذا في نفسِك من الداخل ويُربِّيها حتى تصلَ إلى البكاءِ. ويقول ﷺ: «التبسُّمُ في وجهِ أخيك صدقةٌ».

فإذا لم تستطع أن تعفوَ بقلبك، وأن تصفحَ عن أخيك، فتبسَّمْ في وجهه؛ فبالتبسُّم سوف تحصلُ على العفوِ في قلبك.

والمُؤمِنُ أثناءَ ملاحظتِه لنفسِه وتربيتِه لها، إن لم يقدِرْ على فعلِ شيءٍ تركه وجاوزه إلى ما استطاع فعلَه، فعليه ألَّا يتركَ الخيرَ؛ فإنْ رفَض قلبُه أن يفعلَها، فعليه أن يُظهِرَ الخيرَ في جوارحه. فلو كنتَ بخيلًا بالعطاء، لا تشعرُ بالكرمِ في نفسِك وبحلاوةِ العطاء، أَعْطِ الفقيرَ، ثم أَعْطِ، ثم أَعْطِ؛ فإنَّ قلبك سيلين ويرق، لأنَّ الظاهرَ يؤثِّرُ في الباطن.
وعلى هذا الأصلِ يتبيَّنُ لنا أنَّ التمسُّكَ بالظاهرِ واجبٌ، ولكن ليس هو المرادَ؛ إنما المرادُ القلبُ؛ فإذا صلَّيتَ فقد سقط عنك التكليفُ في الصلاة، وسقطت عنك هذه الصلاةُ، لا نُطالِبُك بها مرةً ثانية، لكن ليس المقصِدُ الركوعَ والسجودَ، إنما المقصِدُ الخشوعُ والتذكُّرُ والتدبُّرُ في الصلاة. 

فماذا يكون إذا صلَّيتَ بلا خشوعٍ؟ فقدتَ مرادَ اللهِ فيك. فهل نقولُ لك إذن: لا تُصلِّ؟ أم نقولُ لك: استمرَّ في الصلاةِ حتى الخشوعِ؟ بل استمرَّ في الصلاةِ إلى الخشوع؛ لأنك مُطالَبٌ بها، سواء خَشَعْتَ أم لم تَخْشَعْ.

طباعة شارك تهذيب النفس الخشوع في الصلاة علي جمعة

مقالات مشابهة

  • طبيب يكشف الحالات التي يمكن فيها خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية
  • خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعاً عن الحرية الإنسانية
  • الشيخ خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعاً عن الحرية الإنسانية
  • أحمد الشرع: إسرائيل شنت على سوريا أكثر من 1000 غارة.. وهذا ما قاله عن المنطقة العازلة
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مضحكاً؟
  • أذكار الحماية من الشرور قبل النوم.. حصن النفس وروح
  • مجدي أحمد علي: العمل الفني التاريخي لا يمكن أن يكون بلا ضوابط.. والحقيقة ليست مطلقة
  • حماس: ياسر أبو شباب رضي أن يكون أداة بيد إسرائيل
  • نص خطبة الجمعة الثانية غدًا 5 ديسمبر
  • علي جمعة: تهذيب النفس يبدأ من ظاهر السلوك حتى يرقّ القلب