جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-01@15:13:48 GMT

لا تيأس ولا تستسلم أبدًا 

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

لا تيأس ولا تستسلم أبدًا 

 حمد الحضرمي

الثقة بالنفس هي القناعة بالذات وحب النفس مع السعي لتطويرها مع الأيام، والتصميم على العمل بأي ثمن لكي تصل إلى النتيجة المرجوة، فكل شخص منا يحمل مشاعر سلبية من تراكمات الماضي توحي بعدم الثقة بالذات، فإلى متى ستبقى هذه المواقف والمشاعر تزعجنا وتلاحقنا عبر السنوات، كيف نتخلص منها وكيف نستبدلها بمشاعر إيجابية اكثر ثقة، وكيف نرفع ميزان الثقة في نفوسنا على الدوام، للتغلب على كل ذلك عليك بمواجهة مخاوفك، والاعتزاز بنفسك وقدراتك وإمكانياتك، واسكات الصوت الناقد الموجود بداخلك، الذي يتسبب في إحباطك، ونزول ثقتك بنفسك، فقم من الآن بتأدية الواجبات والمهام الواجبة عليك، ولا تتعاجز أو تتكاسل أو تكثر من التسويف وتحمل مسؤوليات حياتك وحدث نفسك: "أنا أستطيع فعل ما أريد لأنني عازم وصادق في عزيمتي" واجعل من العقبات التي تتعثر فيها أحجارًا ترتقي فوقها، وبإذن الله تعالى وتوفيقه وبالإيمان والإرادة والعزيمة والإصرار سوف تحقق كل ما ترجوه وتتمناه في حياتك.

ومن المؤسف والمحزن أن نرى الكثير من الناس يتخلوا عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، لأسباب واهية وأفكار سلبية، ووسوسة وقلق وخوف وضعف ويأس وهي أمراض قلبية، والمؤمن يعرف الله حق المعرفة ولديه يقين بأن الله على كل شيء قدير، فسيدنا يونس وجد نفسه في بطن الحوت وفي ظلمات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، فكان احتمال نجاته صفر " فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " (سورة الأنبياء: 87-88).

أعتقد أن كل شخص فوق هذا الكون قادر على أن يعيش الحياة التي يريدها ويرجوها، ولكن عليه أن يؤمن بقدراته وإمكانياته، وأن لا يصدق بأنه أصبح محاصرًا عالقًا تمنعه قيود وحدود، ولا يستطيع تحقيق غايته وهدفه، فالإنسان قادرًا على فعل أي شيء ولكن فقط عليه التصديق والإيمان بأنه قادر ويستطيع، لأن مع الإيمان يأتي القرار ثم العمل، وتبدأ بحصر الاحتمالات وتنفتح لك الأبواب والفرص، وقتها عليك استغلال كل فرصة تتاح لك، فعندما تتمسك بحلمك وبكل قوتك، وتأخذ خطوات إلى الأمام، وتكون مستعد للعمل من أجل تحقيق هدفك وغايتك، وعندما تثق بحدسك وتبرهن بعقلك، وعندما تكون الشجاعة والثقة بقلبك، وستضع بذلك جسرًا تعبر به لعالم ملئ بالثقة بنفسك التي تتغلب على كل التحديات،  فكل شيء تحلم به ستحققه، فالنجاح لا بد أن تسخر له الجهد والإمكانيات التي بين يديك، وأن تكون دائمًا على استعداد للتعلم والبحث عن كيفية تحقيق ذلك النجاح.

لا تتوقع بأن النجاح سيحدث بسرعة قد يستغرق الأمر وقتًا لتحقيقه، ولكن إذا كنت ملتزمًا ومحافظًا على ذلك الإيمان الذي يشع بداخلك فستصنع ذلك النجاح بكل تأكيد، وسوف تحقق هدفك وغايتك المرجوة والمنشودة.

قال الشاعر:

لا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله .. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

 فلا تيأس ولا تستسلم أبدًا، لأن الحياة عبارة عن تحديات وعقبات، فهناك من يقف في مكانه ولا يتجاوزها، وهناك من يحاول عبور وتجاوز تلك العقبات، فيفشل ثم يحاول ثم يفشل ثم يحاول، ولأنه مؤمن بالله حق الإيمان، وبإيمانه وقدراته وإمكانياته وإرادته وإصراره وشجاعته سيحقق حلمه ويصل لهدفه وغايته، فلا تيأس ولا تستسلم أبدًا، وكن على ثقة بنفسك بأنك تستطيع.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خيبة أمل إسرائيلية من التورط في غزة مقابل النجاح في إيران ولبنان

ما زال الاسرائيليون يدرسون سبب نجاحهم في الحملتين العسكريتين على إيران وحزب الله، وإخفاقهم أمام حماس في غزة، معيدين السبب في ذلك إلى الفجوة النابعة من تصورهم الذهني للطرف الآخر، لأنهم حتى السابع من أكتوبر، لم يعتبروا حماس عدوًا استراتيجياً، ولم يجمعوا عنها معلومات استخباراتية كافية.

سارة هعتسني كوهين الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم، زعمت أنه "على مدى 12 يوماً، قدم الاحتلال عرضاً خيالياً تقريباً، من خلال انسجام تام بين المستويين العسكري والسياسي، وأداء عملياتي، بجانب معلومات استخباراتية دقيقة، وقيادة سياسية تعرف كيف تُسخّر أمريكا بتحليق طائراتها في سماء إيران، وبعد لحظة من وقف إطلاق النار، وتمكننا من النوم ليلة كاملة متواصلة، بدأ يتبين مدى نجاح الضربة الافتتاحية التي أسفرت عن تصفية ثلاثين ضابطاً إيرانياً برتبة عميد فما فوق".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بجانب هؤلاء الضباط الكبار، فقد تم القضاء على العلماء النوويين بشكل منهجي، وتدمير العشرات من بطاريات الدفاع الجوي وقاذفات الصواريخ، بعضها قبل استخدامها لإطلاق القذائف بلحظات، دون التأكد من حقيقة ما إذا كان المشروع النووي تم القضاء عليه، لكن الضرر الذي لحق به كبير بلا شك، ومن بين نحو ألف مُسيّرة أطلقها الإيرانيون، وصلت واحدة فقط لوجهتها، وانفجرت داخل حدود الاحتلال، فيما تم اعتراض الباقي، كما أن معدل اعتراض الصواريخ مرتفع للغاية، رغم أنه ليس كاملاً".

وأشارت أنه "بالتزامن مع الضربة العسكرية شرقاً ضد إيران، من الأهمية أن نتذكر الساحة الشمالية الهادئة حيث لبنان، فقد وجه الجيش لحزب الله ضربات قوية، ويواصل ضربه بحكمة ودقة، ورغم إدانته للهجمات على إيران، لكنه لم يجرؤ على إطلاق حتى صاروخ كاتيوشا".



واستدركت بالقول إن "الوضع مغاير كلياً عند الحديث عن حماس، التي لم يجمع الجيش عنها معلومات استخباراتية نوعية، وأبدى حالة من عدم الاستعدادات الكبرى للحملة، بل تحضيرات صغيرة، واقتصر التعامل معها على كيفية التعايش معها بطريقة براغماتية، مع البناء الاقتصادي والحكومي، وجلب العمال للعمل في الداخل المحتل، وفي كل مرة يغرّد فيها إسرائيلي ما للإطاحة بحكومتها، كان يُهاجم بالذريعة الواهية "ربما يكون من يحلّ محلّ حماس أكثر تطرفاً منها".

وأكدت أن "الفجوة المذهلة والمقلقة كمنت هنا بين الحملة الاستعراضية في إيران ولبنان، وحملة الغرق والتورط في غزة، كل شيء يبدأ في رؤوس الاسرائيليين، لأن الفجوة بين الحملة في إيران ولبنان وغزة لا ترجع فقط لقضية الرهائن، بل ترجع أيضاً لطريقتنا في النظر للجانب الآخر، فقد ظهرت إيران عدو شرير وقوي، وحزب الله عدو قوي ومطلق وحكيم".

 وأضافت أن "حماس عدوّ معقد، لأننا نظرنا إليها حتى السابع من أكتوبر باعتبارها براغماتية، والأقل عدوانية، وتريد الحفاظ على الوضع الراهن، وربما شريكا في المفاوضات بشأن الترتيبات الدائمة بعد غياب أبو مازن عن المشهد السياسي، وتم ترويج فرضية أنها تقود عملية "غزة أولاً"، تُعنى بالاقتصاد، ورفاهية السكان، قبل الحرب، وهذه الروح التي سادت في قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، وكذلك بين أوساط الطبقة السياسية، صحيح أن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق نتنياهو، دون تبرئة ساحة بينيت، وغانتس، ولابيد".

وأشارت أنه "عندما يكون الموقف الاسرائيلي أن حماس ليست عدواً، فهذا يعني عدم وجود معلومات استخباراتية نوعية، وعدم استعدادات كبرى للحملة، بل تحضيرات صغيرة، واليوم بعد التورط في غزة، فقد بدت أرض مليئة بالمفاجآت القاتلة، ليس لأن العدو هناك، حماس، أكثر تطوراً، بل لأننا خدعنا أنفسنا، مما يستدعي أن ندرس في المستقبل المزيد من الفجوات بين المنظمات المعادية المختلفة".

مقالات مشابهة

  • خيبة أمل إسرائيلية من التورط في غزة مقابل النجاح في إيران ولبنان
  • إيران: المواقف الأميركية متناقضة ولا يمكن الثقة بها
  • تيمورلينك: انتقال أوسيمين إلى المملكة وارد ولكن الوقت يضغط
  • أمينة الإفتاء: الطهارة من مقامات الإيمان عند الصالحين ولها 4 مراتب
  • وزير النقل: حادث الطريق الإقليمي محل تحقيق.. والأحمال الزائدة التي تتحملها الطرق يوميًا تؤثر على كفاءتها
  • الجبل الأخضر.. وجهة سياحية ولكن!
  • “ضريبة الثقة”… حكومة تسوقنا للمجهول!
  • رضوى الشربيني: «أنا لا أهاجم الرجال.. ولكن أشباههم»
  • برج الميزان .. حظك اليوم الأحد 29 يونيو 2025: تعزز ثقتك بنفسك
  • رونالدو: أنا برتغالي ولكنّي أنتمي للمملكة العربية (فيديو)