الاقتصاد الأمريكي يفتقد للبجعات السوداء لأحداث التباطؤ المطلوب
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
على مدى عام ونصف تقريبا، ومقياس الركود يشير إلى حالة من التراجع، وسط حيرة في وول ستريت بسبب الإشارات المتضاربة التي يرسلها منحنى العائد المقلوب واستمرار الاقتصاد القوي.
لكن مؤشر الركود الكلاسيكي لا يشكل إلا نصف العناصر اللازمة لحدوث تباطؤ، بينما لا يزال النصف الآخر مفقودا، كما ذكرت شركة داتاتريك ريسيرش في مذكرة صدرت هذا الأسبوع.
الشركة أشارت إلى أن الفارق بين عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام وثلاثة أشهر قد انعكس منذ 16 شهرا، بحسب موقع بزنس إنسايدر الأمريكي.
وبحسب المذكرة فإنه "خلال 9 إلى 17 شهرا، وهي فترة انقلاب منحنى العائد على سندات الخزانة من حالته المعتادة، المتمثلة في ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل عن أسعار الفائدة قصيرة الأجل، شهد الاقتصاد الأمريكي ركودا طوال تلك الفترة.
مع ذلك، لا يمثل المنحنى المقلوب سوى 50 % من توقعات الركود القوية.
العنصر الآخر المفقود هو صدمة يتلقاها النظام، كالصدمات التي كانت حاضرة في فترات التراجع السابقة. مثلا، في 1990 غزو العراق للكويت قدم حافزا للركود، كونه تسبب في ارتفاع أسعار النفط وفي انخفاض لاحق في ثقة المستهلك.
وفي 2001 أدى انفجار فقاعة الدوت كوم، إلى جانب تداعيات هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، إلى حدوث تراجع. وجاء الركود العظيم عقب انفجار فقاعة الإسكان غير المسبوق في 2008 وانهيار قيمة المساكن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وفي الآونة الأخيرة، الركود القصير الذي حدث في عام 2020 كان استجابة لجائحة عالمية نادرة.
ومع أن كل تلك الأحداث يمكن وصفها بأنها "بجعات سوداء"، كونها بطبيعتها أحداث يصعب التنبؤ بها، لا يبدو أن صدمة بذلك الحجم قيد التشكل في الوقت الحالي.
جاء في المذكرة: "لدينا الآن فقط نصف العناصر اللازمة لحدوث ركود. نعم، السياسة النقدية الأمريكية متشددة لأن الاحتياطي الفيدرالي يريد تهدئة الاقتصاد وخفض التضخم. لكن .. الحافز الضروري لحدوث تراجع لم يظهر بعد".
يرى معلقون كبار أن احتمال حدوث هبوط سلس ضعيف، حتى مع بقاء الاقتصاد قويا.
وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورجان"، هذا الأسبوع، "إن فرصة حدوث هبوط سلس تمثل نحو نصف الاحتمالات التي توقعها المتنبئون، التي تراوح بين 70% و80 %".
في الوقت نفسه، حذرت إلين زينتنر، كبيرة الاقتصاديين في مورجان ستانلي، من أن حدوث "هبوط عنيف" أمر مضمون، لأن تأثير رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لا يزال غير محسوس تماما في الاقتصاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاقتصاد الأمريكي
إقرأ أيضاً:
الدولار يتراجع أمام الين وسط تلميحات من بنك اليابان المركزي برفع الفائدة
تراجع الدولار مقابل الين كانون الأول بعد أن ألمح محافظ بنك اليابان كازو أويدا بأقوى إشارة حتى الآن إلى أن زيادة سعر الفائدة في ديسمبر ربما تكون قيد الدراسة، مما وفر الدعم للين.
وأدت في الوقت ذاته توقعات متزايدة بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة الشهر المقبل إلى ممارسة ضغط نزولي على الدولار.
وقال أويدا اليوم إن بنك اليابان سينظر في إيجابيات وسلبيات رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل بشأن السياسة النقدية في ديسمبر الجاري، مقدما أقوى تلميح حتى الآن على أن رفع سعر الفائدة قد يتحقق هذا الشهر.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في وقت لاحق أنه سيوضح مسار رفع أسعار الفائدة في المستقبل للبنك المركزي بمجرد رفع تكاليف الاقتراض الفائدة إلى 0.75% مشيرا إلى أن قرار السياسة الشهر المقبل سيأخذ في الاعتبار معلومات الأجور والبيانات الأخرى.
ودفع ذلك الدولار للهبوط بنحو واحد بالمئة إلى 154.665 ين قبل أن تقلص العملة الأميركية خسائرها ليتم تداولها على انخفاض 0.7% عند 155.09 ين.
وقال جاياتي بهارادواج مدير قسم استراتيجية العملات الأجنبية لدى تي دي سيكيوريتيز "يبدو أن بنك اليابان يشير إلى ارتياح أكبر للتحرك نحو رفع أسعار الفائدة".
وأضاف "نتوقع أن يرفعوا بالفعل أسعار الفائدة في ديسمبر كانون الأول، لذا فإن ذلك يقربنا من توقعاتنا. وهذا في الواقع يساعد الين".
وفي السوق الأوسع، تراجع الدولار مع استعداد المستثمرين لشهر حاسم قد يشهد قيام الاحتياطي الاتحادي بآخر خفض لسعر الفائدة لهذا العام والتصديق على تعيين خليفة لرئيس البنك الحالي جيروم بأول يؤيد خفض أسعار الفائدة.
وارتفع اليورو 0.5% مسجلا أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين عند 1.1652 دولار قبل أن يقلص مكاسبه ليجري تداوله مرتفعاً 0.1%.
وانخفض الجنيه الإسترليني 0.2% إلى 1.3254 دولار بعد أن سجل الأسبوع الماضي أفضل أداء أسبوعي له في أكثر من ثلاثة أشهر.
ويتوقع المتداولون الآن بنسبة 88 بالمئة خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة 25 نقطة أساس عند اجتماعه الأسبوع المقبل، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة (سي.إم.إي).
وانخفضت بتكوين إلى ما دون 90 ألف دولار اليوم مع تسارع عمليات البيع بعد أكبر انخفاض شهري منذ منتصف عام 2021. وتراجعت بتكوين في أحدث تداول ستة بالمئة إلى 85464 دولارا.