على مدى عام ونصف تقريبا، ومقياس الركود يشير إلى حالة من التراجع، وسط حيرة في وول ستريت بسبب الإشارات المتضاربة التي يرسلها منحنى العائد المقلوب واستمرار الاقتصاد القوي.

 

لكن مؤشر الركود الكلاسيكي لا يشكل إلا نصف العناصر اللازمة لحدوث تباطؤ، بينما لا يزال النصف الآخر مفقودا، كما ذكرت شركة داتاتريك ريسيرش في مذكرة صدرت هذا الأسبوع.

 

الشركة أشارت إلى أن الفارق بين عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام وثلاثة أشهر قد انعكس منذ 16 شهرا، بحسب موقع بزنس إنسايدر الأمريكي.

 

وبحسب المذكرة فإنه "خلال 9 إلى 17 شهرا، وهي فترة انقلاب منحنى العائد على سندات الخزانة من حالته المعتادة، المتمثلة في ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل عن أسعار الفائدة قصيرة الأجل، شهد الاقتصاد الأمريكي ركودا طوال تلك الفترة.

 

مع ذلك، لا يمثل المنحنى المقلوب سوى 50 % من توقعات الركود القوية.

 

العنصر الآخر المفقود هو صدمة يتلقاها النظام، كالصدمات التي كانت حاضرة في فترات التراجع السابقة. مثلا، في 1990 غزو العراق للكويت قدم حافزا للركود، كونه تسبب في ارتفاع أسعار النفط وفي انخفاض لاحق في ثقة المستهلك.

 

وفي 2001 أدى انفجار فقاعة الدوت كوم، إلى جانب تداعيات هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، إلى حدوث تراجع. وجاء الركود العظيم عقب انفجار فقاعة الإسكان غير المسبوق في 2008 وانهيار قيمة المساكن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وفي الآونة الأخيرة، الركود القصير الذي حدث في عام 2020 كان استجابة لجائحة عالمية نادرة.

 

ومع أن كل تلك الأحداث يمكن وصفها بأنها "بجعات سوداء"، كونها بطبيعتها أحداث يصعب التنبؤ بها، لا يبدو أن صدمة بذلك الحجم قيد التشكل في الوقت الحالي.

 

جاء في المذكرة: "لدينا الآن فقط نصف العناصر اللازمة لحدوث ركود. نعم، السياسة النقدية الأمريكية متشددة لأن الاحتياطي الفيدرالي يريد تهدئة الاقتصاد وخفض التضخم. لكن .. الحافز الضروري لحدوث تراجع لم يظهر بعد".

 

يرى معلقون كبار أن احتمال حدوث هبوط سلس ضعيف، حتى مع بقاء الاقتصاد قويا.

 

وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورجان"، هذا الأسبوع، "إن فرصة حدوث هبوط سلس تمثل نحو نصف الاحتمالات التي توقعها المتنبئون، التي تراوح بين 70% و80 %".

 

في الوقت نفسه، حذرت إلين زينتنر، كبيرة الاقتصاديين في مورجان ستانلي، من أن حدوث "هبوط عنيف" أمر مضمون، لأن تأثير رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لا يزال غير محسوس تماما في الاقتصاد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد الأمريكي

إقرأ أيضاً:

جدال وتوتر خلال اجتماع ترامب ورئيس المركزي الأميركي

تجادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول خلال زيارة نادرة للمركزي أمس الخميس، منتقدا تكلفة تجديد مبنيين تاريخيين بالمقر الرئيسي ومطالبا بخفض أسعار الفائدة.

واختتم ترامب زيارته بالإشارة إلى أنه لا ينوي إقالة باول خلافا لما ذكر مرارا، وقال للصحفيين بعد الزيارة "القيام بذلك خطوة كبيرة ولا أعتقد أنها ضرورية".

وقبل أيام، وصف ترامب باول بـ"الأحمق" لعدم استجابته لمطلب البيت الأبيض بخفض كبير في تكاليف الاقتراض.

وفي منشور على منصة تروث سوشيال، كتب ترامب في وقت لاحق عن أعمال التجديد وتكلفتها 2.5 مليار دولار "نأمل أن يتم الانتهاء منها في أسرع وقت ممكن. التجاوزات في التكلفة كبيرة ولكن، من الناحية الإيجابية، فإن بلدنا في حالة جيدة للغاية ويمكنه تحمل أي شيء".

وطغى التوتر بشكل واضح على حديث ترامب باول في موقع مشروع التجديد الضخم لمجلس الاحتياطي، ويمثل تصعيدا لضغوط البيت الأبيض على المركزي وجهود ترامب لحمل باول على "فعل الشيء الصحيح" بشأن أسعار الفائدة.

وقد حدثت الزيارة قبل أقل من أسبوع من اجتماع صناع السياسة النقدية بالمركزي وعددهم 19 -على مدى يومين- لتحديد مسار أسعار الفائدة.

ومن المتوقع على نطاق واسع الإبقاء على سعر الفائدة القياسي في نطاق 4.25-4.50%.

ويطالب الرئيس الأميركي دوما رئيس الاحتياطي المركزي بخفض أسعار الفائدة بـ3 نقاط مئوية أو أكثر.

ترامب (يسار) يطالب كل مرة رئيس المركزي الأميركي بخفض الفائدة 3 نقاط مئوية (رويترز)

وقال ترامب في ختام زيارته في وقت كان باول يقف بجواره، ووجهه بلا تعبيرات "أود أن يخفض أسعار الفائدة".

وزاد اللقاء توترا عندما أخبر ترامب الصحفيين أن تكلفة المشروع تُقدر الآن بما يصل إلى 3.1 مليارات دولار، ورد باول وهو يهز رأسه "لست على علم بذلك" ليسلمه الرئيس ورقة تفحصها باول الذي قال "لقد أضفت للتو مبنى ثالثا" مشيرا إلى أن مبنى مارتن قد اكتمل قبل 5 سنوات.

إعلان

وعين ترامب باول في هذا المنصب خلال ولايته الرئاسية الأولى عام 2018، ثم أعاد تعيينه الرئيس السابق جو بايدن بعد 4 سنوات.

وقال مجلس الاحتياطي إن المشروع -وهو أول تجديد كامل للمبنيين منذ بنائهما قبل نحو قرن مضى- واجه تحديات غير متوقعة بما في ذلك الحد من المواد السامة والتكاليف الأعلى من التقديرات للمواد والعمالة.

ودعم المجلس ما قاله بوثائق منشورة على موقعه الإلكتروني.

وبدأ مشروع أعمال تجديد مقر المركزي الأميركي منتصف عام 2022، ومن المقرر أن يكتمل بحلول عام 2027.

مقالات مشابهة

  • العشرية السوداء”.. كتاب جديد  يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي
  • باحث: ترقب من المستثمرين لإعلان الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة
  • تقرير: تراجع أسعار الذهب عالميا بسبب انحسار المخاطر الجيوسياسية وتحسن بيانات الاقتصاد الأمريكي
  • الأسهم الآسيوية تتراجع وسط عدم يقين بشأن أسعار الفائدة الأمريكية
  • باول يواجه عاصفة ترامب .. صمود من أجل استقلالية الفيدرالي أم مواجهة تكسير عظام؟
  • أرقام تهوي وثقة تتبخر.. الاقتصاد العراقي يواجه اختبار الركود الأكبر منذ 2003
  • جدل علني بين ترامب وباول داخل مقر البنك المركزي الأمريكي
  • عاجل. هبوط الطائرة الفرنسية التي تقل اللبناني جورج عبدالله في بيروت
  • جدال وتوتر خلال اجتماع ترامب ورئيس المركزي الأميركي
  • المركزي الأوروبي يبقي على أسعار الفائدة