ختمة رمضان.. حكم الاجتماع لسماع تلاوة القرآن أثناء الشهر الفضيل
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الاجتماع في ليالي رمضان للاستماع لقراءة القرآن من القراء الذين يحسنون أداءه، وإنشاد المدائح والقصائد الدينية؟
وقالت دار الإفتاء، إن الاجتماع في ليالي رمضان للاستماع لقراءة القرآن من القراء الذين يحسنون أداءه، وإنشاد المدائح والقصائد الدينية، أمرٌ مشروعٌ مستحبٌّ حَسَنٌ؛ بعموم الأدلة الدالَّة على استحباب قراءة القرآن واستماعه.
كما أن تقديم بعض المأكولات ونحوها أثناء الاجتماع من باب إطعام الطعام الذي تضافرت نصوص الشرع الشريف في الحثِّ عليه، وأنه من الأسباب التي يترجى بها الفوز بدخول الجنة. وهذا كله مع مراعاة أنَّه في حال إقامة هذه الأمور في الأماكن العامة أو المساجد يلزم التقيد باللوائح والتعليمات التي تقررها الجهات المختصة بهذا الشأن.
وأمر الشرع الحنيف عباده بقراءة القرآن الكريم وترتيله، فقال تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، ورتَّب على ذلك الأجر المضاعف، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» أخرجه مسلم، وقال أيضًا صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: ﴿الٓمٓ﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» أخرجه الترمذي في "سننه"
ويتزايد هذا الفضل ويتضاعف الثواب بقراءة القرآن ومدارسته وختمه في شهر رمضان؛ للخصوصية والعلاقة الوثيقة بينهما، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].
وذكرت أنه من المقرر أن قراءة القرآن مشروعةٌ مُطْلَقًا بعموم الأدلة الشرعية التي جاءت في الحَثِّ على قراءة كتاب الله واستماعه والإنصات إليه؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، كما أن الاجتماع لها أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة التي جاءت في الحَثِّ على الاجتماع على الذِّكر والقرآن؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» أخرجه مسلمٌ.
وقد نص الفقهاء على استحباب الاستماع إلى القرآن الكريم؛ لحبه صلى الله عليه وآله وسلم أن يسمع القرآن من أصحابه رضي الله عنهم، ولكون الاستماع إلى قراءة القرآن أقوى في التدبر، كما أنه أثوب في الأجر، فضلًا عن أن قراءة القرآن مستحبة، غير أن الإنصات إليه واجب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء القرآن المدائح صلى الله علیه وآله وسلم قراءة القرآن القرآن م
إقرأ أيضاً:
ثواب عظيم في دقيقتين.. آيتين من سورة البقرة كل ليلة
يبحث كثيرون عن أعمال يسيرة تُعينهم على تحصيل ثواب قيام الليل، خصوصًا لمن تُثقله مشاغل الحياة أو يشعر بصعوبة المداومة على قراءة مقاطع طويلة من القرآن الكريم، وقد دلّت السنّة النبوية إلى كنز عظيم لا ينبغي التفريط فيه، وهو قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم.
هاتان الآيتان اللتان تبدأان بقوله تعالى:«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ…» حتى نهاية السورة؛ تحملان معاني الإيمان والاستسلام لله، والدعاء، والرجاء، والاعتماد على رحمة الله، إضافة إلى حماية روحية خصّها بها النبي ﷺ.
حديث نبوي صحيح
ورد في صحيح البخاري عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:«مَن قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه»، ورد اختلف العلماء في معنى «كفتاه»، وذكر الإمام ابن حجر العسقلاني عدة أقوال في كتابه فتح الباري، منها:
تجزيان عن قيام الليل لمن لم يستطع القيام.تجزيان عن قراءة القرآن في تلك الليلة لمن عجز أو كان مشغولًا.تكفيان من كل سوء يحلّ بالإنسان في ليله.تحفظان من الشيطان.تدفعان شرّ الإنس والجن.ويقول ابن حجر إن الجمع بين الأقوال وارد، لأن لفظ الحديث يحتمل كل هذه المعاني، مما يدل على عِظَم الفضل الذي تضمه الآيتان.
لماذا خُصّت هاتان الآيتان بهذا الفضل العظيم؟يرى العلماء أن آخر سورة البقرة جمعت عناصر مهمة جعلتها ذات مكانة خاصة، ومن أبرز هذه المعاني:
الإيمان الحق بالله وملائكته وكتبه ورسله دون تفريق.
الاستسلام الكامل لله بقول المؤمنين: “سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا”.
الابتهال والدعاء العظيم الذي يُعدّ من أوسع أدعية القرآن وأجمعها.
وعدٌ إلهي بالرحمة والمغفرة استجابةً لدعاء المؤمنين.
وهذه المقامات الإيمانية الرفيعة جعلت الآيتين حرزًا ووقايةً وثوابًا عظيمًا.
سورة البقرة… “فُسطاط القرآن”تُلقب سورة البقرة بـ فُسطاط القرآن لعِظَم ما فيها من عقائد وتشريعات وهدايات، وهي أطول سور القرآن الكريم بعدد آيات يبلغ 286 آية.
وقد ثبت أن آخر آية نزلت في القرآن هي قوله تعالى:«وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ…»، وهي آية من سورة البقرة نزلت في حجّة الوداع.
كما تشمل السورة أطول آية في القرآن وهي آية الدين، مما يعكس مدى ما تحتويه السورة من أحكام مفصلة تنظم حياة المسلم.
كيفية تحصيل ثواب قيام الليل في دقيقة واحدة
يستطيع المسلم أن يجمع بين أجر عظيم وزمن يسير عبر قراءة الآيتين يوميًا قبل النوم.
وهذا العمل يفتح أبوابًا من:
الحفظ والطمأنينة
الشفاء الروحي
الحماية من الشرور
الثواب الذي قد يُعادل قيام الليل لمن لم يتمكن منه
وهي فرصة لا تحتاج إلى وقت طويل، بل دقيقة واحدة قد تغيّر ليلتك وقلوب الناس وموازين الحسنات.