إيطاليا.. بين إدانة إسرائيل وسقوط وزير!!
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
"شتان بين الثرى والثريا".. قول مأثور يرسخ بُعد المسافة بين نجوم السماء (الثريّا) في الإشارة إلى العلو والسمو والعظمة، وبين تراب الأرض (الثرى) في الإشارة إلى الدونيّة والتحقير.
وبهذا المقياس، نرى موقفين لافتين حدثا خلال الأيام الأخيرة في إيطاليا يتعلقان بحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أهلنا في غزة منذ السابع من أكتوبر المنقضي، والتي سقط فيها نحو (30) ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى!
الموقف الأول (الثريا) يمثله أكثر من اثني عشر ألفًا وخمسمائة من الأحرار - بينهم فنانون ومديرو متاحف ومهندسون وأمناء معارض- قاموا مؤخرًا بالتوقيع على عريضة عبر الإنترنت تدعو إلى استبعاد إسرائيل من معرض "بينالي البندقية للفنون 2024م" على خلفية ارتكابها "إبادة جماعية" في غزة، علمًا بأن البينالي يُعد بحق بمثابة "أولمبياد عالم الفن".
وقال الموقّعون على العريضة، ويُعرفون بـ "مجموعة تحالف الفن: لا للإبادة الجماعية"، في رسالتهم النبيلة نصًا: "إنّ أي تمثيل رسمي لإسرائيل في الساحة الثقافية الدولية يُعدّ تأييدًا لسياساتها والإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة"، وأضافت أن "البينالي التزم الصمت بخصوص الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين"، مضيفين: "نشعر بالاستياء من ازدواجية المعايير هذه"، مستندين إلى القرار الذي اتّخذه قبل عامين "بينالي البندقية" (إحدى المؤسسات الثقافية الرئيسية في إيطاليا) بحظر مشاركة أي شخص على علاقة بالحكومة الروسية تنديدًا بالحرب على أوكرانيا، فضلًا عن قيام البينالي منذ سنوات بعيدة بحظر مشاركة جنوب أفريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري التي تمثلت في حكم الأقلية البيضاء آنذاك.
أما الموقف الثاني (الثرى)، وهو مخزٍ ومضاد لموقف أحرار إيطاليا، فيتمثل في وزير الثقافة"جينارو سانجوليانو" الذي هاجم بعنف موقف الأحرار، واصفًا طلبهم بمنع مشاركة إسرائيل في البينالي بأنه "قرار غير مقبول ومخز.. من أولئك الذين يعتقدون أنهم حماة الحقيقة، بغطرسة وكراهية، ويعتقدون أن بإمكانهم تهديد حرية الفكر والتعبير الإبداعي"، ذاكرًا في بيان (أشبه ببيان العار!!) أن إسرائيل "لها الحق في التعبير عن فنها، ومن واجبها أيضا أن تكون مخلصًة لشعبها"!!
يُذكر أن من بين الأحرار الموقعين على بيان استبعاد إسرائيل من البينالي (يبدأ في 20 أبريل المقبل) كلًا من: البريطاني "جيسي دارلينغ".. والذي يعمل في مجال الفنون المرئية والحائز جائزة تيرنر العام الماضي، والمصورة والناشطة الأمريكية "نان غولدين"، وغيرهما.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
الفائز بمسابقة “يوروفيجن” لعام 2024 يعيد الكأس احتجاجا على مشاركة إسرائيل
#سواليف
أعلن #الفنان_السويسري_نيمو، الفائز بمسابقة #يوروفيجن، الخميس، عزمه #إعادة_الكأس، في #خطوة_احتجاجية جديدة على استمرار مشاركة #دولة_الاحتلال الإسرائيلي في المسابقة رغم #الحرب_على_غزة.
وأوضح نيمو، الذي حصد لقب عام 2024 بأدائه أغنية “ذا كود” التي تمزج بين (الدرم آند بيس والأوبرا والراب والروك)، أن #مشاركة_إسرائيل تتناقض مع القيم الأساسية للمسابقة المتمثلة في الشمول والكرامة للجميع.
وتعد تصريحات نيمو أحدث حلقة في سلسلة الاحتجاجات ضد اتحاد البث الأوروبي، المنظم لمسابقة يوروفيجن، والذي شهد انسحاب خمس دول بعد قراره الأسبوع الماضي بالسماح لإسرائيل بالمنافسة في نسخة 2026 المقرر إقامتها بالنمسا.
مقالات ذات صلةوفي منشور على “إنستغرام”، كتب نيمو أن “يوروفيجن تزعم أنها تمثل الاتحاد والاندماج والكرامة لجميع البشر، وهي القيم التي منحت هذه المسابقة أهمية كبيرة بالنسبة لي”.
وأضاف أن استمرار مشاركة إسرائيل، في ظل ما اعتبرته لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة إبادة جماعية، يكشف عن تعارض صارخ بين هذه القيم وقرارات اتحاد البث الأوروبي.
وأعلنت هيئة البث العامة في أيسلندا، الأربعاء، عدم مشاركتها في يوروفيجن العام المقبل، لتنضم إلى إسبانيا وهولندا وأيرلندا وسلوفينيا، وذلك احتجاجا على أفعال دولة الاحتلال خلال الحرب.
وبين نيمو أن انسحاب تلك الدول يعكس وجود خطأ جسيم يفرض موقفا حازما، مؤكدا أنه سيعيد كأس المسابقة إلى مقر اتحاد البث الأوروبي في جنيف.
وأشار إلى أن القضية لا تتعلق بفنانين أو أفراد، بل بكون المسابقة تستخدم مرارا لتجميل صورة دولة متهمة بانتهاكات جسيمة، في وقت يدعي فيه اتحاد البث الأوروبي أن المنافسة غير سياسية.
وأوضح المغني أنه يوجه رسالة مباشرة للاتحاد الذي ينظم فعالية يتابعها نحو 160 مليون شخص حول العالم.
وصرح قائلا: “كن كما تدعي. إذا لم نطبق القيم التي نحتفي بها على المسرح في حياتنا، فحتى أجمل الأغاني ستكون بلا معنى”.
واختتم حديثه قائلا إنه يتمنى أن تتوافق الأقوال مع الأفعال، مضيفا: “حتى ذلك الحين، هذه الكأس لكم”.
وارتكبت دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 241 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال.