ملايين الأمريكيين يصوتون في انتخابات رئاسية تمهيدية تغيب عنها أجواء المنافسة
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
دون مفاجآت متوقعة، ووسط هيمنة الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن، يتوجه الناخبون الأمريكيون الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية. وتجرى هذه الانتخابات في 15 ولاية إضافة إلى واحدة من الأراضي الخاضعة للسيادة الأمريكية.
ويشكل "الثلاثاء الكبير" محطة رئيسية في السياسة الأمريكية مع تنظيم انتخابات تمهيدية متزامنة، يتمخض عنها انتخاب حوالي ثلث المناديب الذين سيصوتون لاختيار المرشح الرسمي لكل حزب.
ومن ولاية ماين إلى كاليفورنيا مرورا بتكساس وفيرجينيا فضلا عن ألاسكا وأركنسو، يصوت الناخبون لاختيار مرشحهم الديمقراطي أو الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في الخامس تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
إلا أن هذا اليوم الانتخابي الكبير الذي غالبا ما يحظى باهتمام إعلامي واسع جدا، يرتدي طابعا مختلفا نوعا ما هذه السنة لأن النتائج شبه محسومة.
التنافس الجمهوريويعتبر دونالد ترامب البالغ 77 عاما المرشح الأوفر حظا بأشواط رغم متاعبه القضائية الكثيرة.
وباستثناء الانتخابات التمهيدية الأحد في العاصمة واشنطن التي فازت بها منافسته نيكي هايلي، ظفر الرئيس السابق بكل الانتخابات التمهيدية على مستوى الحزب الجمهوري منذ كانون الثاني/يناير مطيحا بالجزء الأكبر من منافسيه، الذين تركوا السباق تباعا أمام هيمنة محكمة من رجل الأعمال.
وتبقى هايلي البالغة 52 عاما المرشحة الوحيدة التي تعترض طريق حصوله على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتتعرض السفيرة السابقة لواشنطن لدى الأمم المتحدة لضغوط متزايد للانسحاب، لكنها شددت مرارا على أنها ستواصل المنافسة.
وتتعهد الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية بإعادة الوضع "إلى طبيعته" وتحث أوساط حزبها على اختيار "جيل جديد من القادة".
إلا أن الناخبين الجمهوريين لا يصغون على ما يبدو إلى ما تقوله، إذ تتوقع استطلاعات الرأي أن يظفر ترامب بكل الولايات المقبلة التي تشهد انتخابات تمهيدية معولا على قاعدة متينة من أنصاره.
وكانت هايلي منيت حتى فوزها الرمزي الأحد في واشنطن، بهزائم متتالية حتى في الولاية التي شغلت فيها منصب الحاكمة.
وأبقت هايلي على الغموض بشأن مصيرها إذا فشلت في الخروج بالنتيجة المرجوة من "الثلاثاء الكبير"، رغم الأسئلة الملحة التي توجه إليها بهذا الخصوص.
وقالت لصحافيين في نهاية شباط/فبراير "سنستمر حتى يوم الثلاثاء الكبير. هذا أبعد ما فكرت به على الصعيد الاستراتيجي".
ويرى خبراء أن استمرارها حتى الآن مرتبط خصوصا بأملها من احتمال تعذر مشاركة ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر بسبب متاعبه القضائية أو جراء مشاكل صحية.
وبلغة الأرقام، سيتم خلال هذا اليوم اختيار 874 مندوبا من أصل 2429 سيختارون مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية خلال المؤتمر العام للحزب في تموز/يوليو المقبل.
ومن شأن ذلك أن يمنح رجل الأعمال السابق اعتبارا من مطلع آذار/مارس، تقدما لن تتمكن منافسته الوحيدة من تعويضه.
ويتوقع فريق حملته الانتخابية أن يفوز ب773 مندوبا خلال "الثلاثاء الكبير" وأنه سيكون "حسابيا" غير قابل للهزيمة.
التنافس الديمقراطي
في المعسكر الديموقراطي لا يواجه الرئيس جو بايدن البالغ 81 عاما والمرشح لولاية ثانية، أي منافسة جدية. فلم يثر ترشيح شخصيتين ديموقراطيتين هما النائب عن مينيسوتا دين فيليبس والكاتبة المعروفة ماريان وليامسون (انسحبت) أي حماسة فعلية رغم الانتقادات المتواصلة للناخبين بشأن سن الرئيس أو دعمه لإسرائيل.
وستكون انتخابات الثلاثاء بالنسبة للمعسكر الديموقراطي مجرد إجراء شكلي، لكن بايدن يواجه جدلا كبيرا حول أهليته لحكم البلاد خلال ولاية رئاسية ثانية.
ويمثل عمر الرئيس ومشاكله الصحية المحتملة والتشكيك في قدرات ذاكرته مادة دسمة لمنتقديه وبعض داعميه، الذين يخشون من أن يكون الرجل الثمانيني يفتقد بعض الأهلية المطلوبة لحكم الولايات المتحدة.
ودعي عشرات ملايين الأمريكيين إلى المشاركة في هذه الانتخابات، التي تفتقد هذه السنة لعنصري التشويق والحماس الذين طالما ميزا "الثلاثاء الكبير".
وفي السابق كان النجاح في "الثلاثاء الكبير" يتطلب تحركا متواصلا على الأرض وقدرة على جمع التبرعات فضلا عن التمتع بحيوية كبيرة.
وكانت هذه الانتخابات التمهيدية فرصة للمرشحين لإظهار قدرتهم أو عجزهم عن حشد الناخبين من مشارب ومناطق جغرافية مختلفة.
ومن المتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية العامة المقبلة مشهدا مكررا للانتخابات الرئاسية الماضية. وتشير كل النتائج واستطلاعات الرأي إلى أن بايدن وترامب سيتواجهان مجددا في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، كما تواجها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
وتظهر بعض الاستطلاعات تقدم بايدن على ترامب، بينما تظهر بعض الاستطلاعات العكس.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج دونالد ترامب الولايات المتحدة دونالد ترامب جو بايدن البيت الأبيض نيكي هايلي إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين حصار غزة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الانتخابات التمهیدیة للانتخابات الرئاسیة الثلاثاء الکبیر تشرین الثانی
إقرأ أيضاً:
اعملوا انتخابات جديدة.. ترامب يطالب الشعب الأوكراني بـ تغيير زيلينسكي
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيد دعوته لإجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، رغم استمرار الحرب، معتبرًا أن تأخير الانتخابات بهذا الشكل “يهدد أوكرانيا بأن تفقد صفة الديمقراطية” إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وفقا لموقع صحيفة نيويورك بوست.
وقال ترامب في في مقابلة أجراها مع موقع بوليتيكو الإخباري الأمريكي صدرت بتاريخ الثلاثاء 8 ديسمبر 2025 “أعتقد أن الوقت حان… من المهم أن تُجرى الانتخابات» مضيفًا ”يريد الشعب الأوكراني أن يكون له الخيار".
وأشار إلى أن استمرار تأجيل الانتخابات يجعل من فكرة الديمقراطية "مجرد شعار"، معبرًا عن قناعته بأن الانتخابات تخول المواطنين ممارسة حقهم في اختيار قيادتهم بشكل فعلي.
وتُشير تصريحات ترامب إلى أن بلاده، في عهد إدارته الحالية، ترى أن إجراء انتخابات - رئاسية وبرلمانية - في أوكرانيا قد يكون “جزءًا من تسوية أولية” تتزامن مع مفاوضات محتملة لوقف إطلاق النار.
وسبق أن قال مبعوثه الخاص لـأوكرانيا وروسيا، كيث كيلوغ، إن الانتخابات “يجب أن تتم” في أوكرانيا بحلول نهاية العام إذا ما توفرت هدنة مع روسيا، وفقا لـ رويترز.
غير أن هذه الدعوة تأتي في وقت يفرض فيه الوضع في أوكرانيا حالة طوارئ - فرضت فيها أحكام العرف منذ الغزو الروسي في 2022، ما يمنع عادة إجراء انتخابات. بحسب الدستور الأوكراني، لا يمكن عقد انتخابات رئاسية أو برلمانية خلال فترة الأحكام العرفية، حسب نيويورك بوست.
من جانب كييف، يبدو موقفًا حذرًا، إذ لم تجرِ أي استجابة رسمية فورية لدعوة ترامب. يُذكر أن الانتخابات كانت مقررة في عام 2024، لكنها أُرجئت بسبب الحرب.
وتعكس رؤية ترامب انحيازًا نحو تسريع إنهاء النزاع في أوكرانيا عبر إعادة الشرعية الانتخابية، ربما في إطار صفقة سلام تشمل موسكو.
وتواجه الدعوة اعتراضاً من كييف ومجتمع أوروبي - حيث يُنظر إلى الانتخابات أثناء الحرب كإجراء محفوف بالمخاطر على نزاهة التصويت واستقلال القرار الوطني.
تمديد حالة الطوارئ وغياب ضمانات أمنية يجعل أي انتخابات غير معبرة حقًا عن إرادة حرة للشعب الأوكراني.
وتستخدم الدعوة كوسيلة ضغط على القيادة الأوكرانية لقبول مقترحات التسوية التي تطرحها واشنطن — ما يثير تساؤلات حول استقلالية القرار الوطني والضغوط الخارجية على سيادة كييف.
ويُظهر موقف ترامب الأخير جدلاً متصاعدًا حول معنى الديمقراطية في أوكرانيا في زمن الحرب، وما إذا كانت الانتخابات - في ظل ظروف صعبة - تمكّن من استعادة الشرعية الحقيقية، أم تمثل خطوة أولى نحو إعادة هندسة المشهد السياسي الأوكراني وفق أجندات خارجية.