لجنة العلاقات بمجلس الشيوخ الأمريكي ترفض تمرير تشريعات تخص الشرق الأوسط.. بسبب غزة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
قالت وكالة "أسوشييتد برس" إن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لم تقم بتمرير التشريعات المتعلقة بالشرق الأوسط منذ بدء الحرب في غزة.
ونقلت الوكالة عن مصادر في الكونغرس، قولها إن رئيس اللجنة، السيناتور الديمقراطي بن كاردين من ولاية ماريلاند، أخبر اللجنة في أواخر العام الماضي بأنه لن يتم تمرير أي تشريع يتعلق بالشرق الأوسط حتى تنتهي الحرب في غزة.
وقال مساعد آخر في الكونغرس مطلع على المناقشات إنه في أعقاب اندلاع الحرب، فقد حث كاردين على توخي الحذر بشأن اتخاذ أي إجراء تشريعي فوري من شأنه أن يؤثر سلبًا على الجهود الإسرائيلية على الأرض.
واستشهدت اللجنة بإحاطات سرية بين الحزبين كانت قد عقدتها، واجتماعات مع رؤساء دول وشخصيات مؤثرة أخرى، وغيرها من السياسات الرئيسية التي قام بها كاردين، بما في ذلك قيادته في تثبيت جيكوب ليو سفيرًا للولايات المتحدة لدى "إسرائيل".
في المقابل، أرسلت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مشاريع قوانين من الحزبين بشأن الشرق الأوسط، بما في ذلك العديد منها التي تستهدف المسؤولين الإيرانيين بسبب دعم إيران لحركة حماس والحوثيين والجماعات المسلحة الأخرى التي صعدت هجماتها على الولايات المتحدة، بضرب أهداف أمريكية وأخرى.
وبالعودة إلى جانب مجلس الشيوخ، على وجه الخصوص، كانت لجنة فرعية تابعة للجنة العلاقات الخارجية، وليس اللجنة الكاملة، هي التي استدعت اثنين من كبار المسؤولين في إدارة بايدن للإجابة عن أسئلة حول الضربات لمحاولة قمع هجمات الحوثيين على طرق الشحن الدولية، بحسب الوكالة.
وقال السيناتور كريس مورفي، وهو ديمقراطي من ولاية كونيتيكت، والذي ترأس الجلسة في وقت لاحق، إنه كان يعمل على حشد الدعم من أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين لإصدار تشريع لإجبار الإدارة على الحصول على موافقة الكونغرس لمواصلة الضربات، بما يتماشى مع قراءته لقانون صلاحيات الحرب.
وأشار كين، وهو ديمقراطي من ولاية فرجينيا، إلى أن وقف القتال في غزة هو وحده الذي من المرجح أن يهدئ المنطقة.
وقال كين عن الضربات الأمريكية التي تستهدف الحوثيين: "إن تورط الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط من شأنه أن يعكس أننا لم نتعلم شيئًا تقريبًا على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية... هذا هو الشيء الذي يمكن أن يقودنا إلى الانزلاق أو الانزلاق إلى الحرب".
ويطالب المزيد من كبار حلفاء الرئيس جو بايدن في مجلس الشيوخ بأن تتحرك الولايات المتحدة بشكل مباشر لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، وينضمون إلى الدعوات لخفض المساعدات العسكرية إذا رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغيير المسار.
لقد تضخمت المعارضة التي أبداها السيناتور المستقل بيرني ساندرز ومجموعة صغيرة من الديمقراطيين التقدميين ردا على ارتفاع عدد القتلى في غزة. والآن يقول كريس كونز، أقرب المقربين من بايدن في الكونغرس، إن الوقت قد حان لاتخاذ موقف أكثر صرامة مع حكومة نتنياهو بشأن كيفية إدارتها للحرب.
ومع ذلك، فإن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والتجمع الديمقراطي ككل أحجما إلى حد كبير عن اتخاذ إجراء بشأن الدور الأمريكي في صراعات الشرق الأوسط.
وفي الأيام القليلة الماضية وحدها، دعا كونز، وهو عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير، موطن بايدن، الولايات المتحدة إلى قطع المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضى نتنياهو قدماً في هجوم يهدد به على مدينة رفح الجنوبية دون أحكام مهمة لحماية أكثر من مليون مدني يحتمون هناك.
وناشد السيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بايدن نشر البحرية الأمريكية لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتحدى حليف بايدن السيناتور تيم كين الضربات الأمريكية على الحوثيين قائلا إنه من غير المرجح أن توقف هجمات البحر الأحمر. ودعا أكبر عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ إسرائيل إلى "تغيير المسار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الكونغرس الولايات المتحدة مجلس الشيوخ بايدن الولايات المتحدة غزة مجلس الشيوخ الكونغرس بايدن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة لجنة العلاقات الشرق الأوسط بمجلس الشیوخ مجلس الشیوخ فی غزة
إقرأ أيضاً:
لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
سالم البادي "أبومعن"
لطالما كان مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" يتردد في الأروقة السياسية والدبلوماسية، حاملا معه آمالا وتخوفات بشأن مستقبل هذه البقعة الحيوية المهمة إقليميا وعالميا.
لم يعد المفهوم مقتصرا على مجرد تغيير في الخرائط الجيوسياسية، بل تطور ليشمل رؤى مختلفة لمعادلة إقليمية جديدة، مدفوعة بتغيرات داخلية وإقليمية ودولية.
ومع ذلك، يبقى "الشرق الأوسط الجديد" مفهومًا غير محدد المعالم بشكل كامل، تتنازعه آمال التعاون، ومخاوف التهميش، وواقع التحديات المعقدة.
ظهر مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مع محادثات السلام بين الكيان الصهيوني المحتل والفلسطينيين.
ولكنه ظهر بشكل بارز في فترة تولي كوندوليزا رايس منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة جورج دبليو بوش، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، حيث بدأ الترويج لمفهوم "الشرق الأوسط الكبير" الذي كان يُنظر إليه على أنه إعادة تشكيل للمنطقة.
بينما كان كجزء من رؤية لإعادة تشكيل المنطقة على أسس ديمقراطية تخدم المصالح الغربية والصهيونية والأمريكية، ومنها إقامة دولة الكيان الصهيوني بما يسمى "إسرائيل الكبرى" التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وتشمل فلسطين التاريخية، ولبنان، وسوريا، والأردن، وأجزاء من مصر والعراق، والكويت، والسعودية.
كان الهدف المعلن هو نشر الديمقراطية، وتعزيز الاستقرار، ومكافحة الإرهاب، لكنه ظهرت ملامحه الصهيوأمريكية بأنه يهدف إلى إعادة رسم الحدود وتقسيم الدول خدمةً لمصالح الكيان المحتل والغرب.
مع مرور الوقت وتغير الظروف، تحول المفهوم، ولم يعد يقتصر على رؤية خارجية مفروضة، بل بات يشمل مبادرات ورؤى داخلية من دول المنطقة نفسها تسعى لإعادة تعريف أدوارها ومكانتها.
تطور المفهوم ليشتمل على أبعاد اقتصادية وسياسية وأمنية، تعكس تحولات في موازين القوى وطبيعة التحديات.
مرتكزات الرؤية الجديدة للمشروع
يمكن تلمس عدة مرتكزات أساسية لمفهوم "الشرق الأوسط الجديد" في خطابات بعض القوى الإقليمية والدولية:
أولا التحالفات المتغيرة: شهدت المنطقة تحولات في التحالفات التقليدية وبرزت اتفاقيات إبراهيم (أبراهام) كنموذج لتحالفات جديدة تجمع دولًا عربية مع الكيان الصهيوني المحتل، مدفوعة بمصالح اقتصادية وأمنية مشتركة، أبرزها مواجهة النفوذ الإيراني والتطرف.
هذه التحالفات تعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة وتثير تساؤلات حول الأدوار المستقبلية للقوى التقليدية.
ثانيا الأولوية الاقتصادية: برز التركيز على التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي كركيزة أساسية، مشاريع ضخمة مثل "نيوم" في السعودية، ومبادرات الربط الاقتصادي والتجاري، تعكس رغبة في تحويل المنطقة إلى مركز عالمي للاقتصاد والاستثمار، وتقليل الاعتماد على النفط. يُنظر إلى هذا البعد الاقتصادي كقوة دافعة للتعاون وتهدئة التوترات.
ثالثا تحديات الأمن الإقليمي: بالرغم من التوجه نحو التعاون، تبقى التحديات الأمنية قائمة، أبرزها النفوذ الإيراني في المنطقه، وتهديدات الجماعات المتطرفة، والصراعات المستمرة في مناطق مثل اليمن وسوريا وليبيا.
رابعا دور القوى الإقليمية الصاعدة: لم يعد اللاعبون التقليديون وحدهم من يحددون ملامح المنطقة، فدخلت قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات وتركيا، وحتى مصر.
تلعب هذه الدول أدوارًا متزايدة في تشكيل مستقبل المنطقة، مستفيدة من قدراتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية المتنامية.
خامسا التطبيع مع الكيان الصهيوني
وقَعت العديد من الدول العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان بدءًا بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (١٩٧٩)، وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (١٩٨٣) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (١٩٩١ حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (١٩٩٤)، ووقعت دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب اتفاقية التطبيع (٢٠٢٠).
تحديات ومخاوف
على الرغم من تفاؤل بعض الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، إلا أن هناك تحديات ومخاوف كبيرة:
أولا: القضية الفلسطينية
تبقى القضية الفلسطينية حجر الزاوية في أي رؤية مستقبلية للمنطقة، أي شرق أوسط جديد لا يعالج جذور هذا الصراع بشكل عادل وشامل لن يحقق الاستقرار الحقيقي، بل سيبقى عرضة لتوترات كامنة.
ثانيا: الاستقطاب والانقسامات
لا تزال المنطقة تعاني من استقطابات عميقة، سواء بين المحاور الإقليمية المتنافسة مثل (المحور الإيراني ومحور المقاومة ومحور الدول العربية ومحور الكيان الصهيوني)، أو داخل الدول نفسها بسبب قضايا الهوية والطائفية.
ثالثا: التدخلات الخارجية
بالرغم من محاولات دول المنطقة لتعزيز استقلاليتها، إلا أن نفوذ القوى الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين) لا يزال مؤثرا، ويمكن أن يعيق أو يوجه مسار التغيرات.
رابعا: غياب التوافق الشامل
لا يوجد توافق إقليمي واسع على تعريف أو ملامح "الشرق الأوسط الجديد" فما يعتبره طرف فرصة، قد يراه طرف آخر تهديدا.
الخلاصة:
إن "الشرق الأوسط الجديد المزمع" هو في الحقيقة مجرد غطاء لتدخلات خارجية في المنطقة، والولايات المتحدة، والكيان المحتل، وحلفاؤهما يسعون إلى إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالحهم.
والتحديات الأمنية والسياسية العميقة، وخاصة القضية الفلسطينية، تظل عقبات كبرى أمام تحقيق شرق أوسط مستقر ومنسجم.
مستقبل المنطقة سيتوقف على قدرة قواها على التوفيق بين المصالح المتضاربة، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وبناء أساس حقيقي للتعاون الشامل الذي يخدم مصالح شعوبها.
ومستقبل "مشروع الشرق الأوسط" الجديد بات مصيره في أيدي المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة في لبنان واليمن، كذلك إيران التي أصبحت قوة عظمى في الإقليم خاصة بعد الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني المحتل الذي أثبتت نتائجها هشاشة قوته العسكرية وضعف قبته الحديدية التي كان يتفاخر بها، ولولا الدعم الأمريكي والغربي وبعض دول الإقليم لأصبح الكيان اليوم في خبر كان.
وخرجت إيران من الحرب قوة عظمى لا يستهان بها أبدا بفضل تقدم وتطور أسلحتها العسكرية.
ستظل لعنة "التطبيع" تلاحق كل دولة أو كيان أو نظام يسعى أو يسهم في إنجاح هذا المشروع الصهيوأمريكي.
بلا شك أن اللعنة قد حلَّت على الكيان الصهيوني وهي حتمية وأبدية، يقول الله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} (الإسراء:٤- ٦).
رابط مختصر