من حياة الشهرة والأضواء إلى دوامة الفقر والتشرد والإدمان تلك هي قصة صعود وسقوط أسطورة كرة القدم الإنجليزية بول غاسكوين أو "غازا" كما يحلو لمحبيه مناداته.

وقال لاعب خط الوسط السابق في مقابلة صحفية مع بودكاست (هاي بارفورمنس) "اعتدت أن أكون في حالة سكر سعيدة. لم أعد كذلك. أنا في حالة سكر حزينة".

وأضاف "الناس يعرفون بول غاسكوين لكن "غازا" لا أحد يعرفه.

حتى أنا في بعض الأحيان لا أعرفه. لقد أمضيت سنوات طويلة وأنا في وضع سيئ، وعندما تعرضت لإصابة في الأربطة ثم في الركبة، فاتتني 4 سنوات من كرة القدم. كنت سأخوض 100 مباراة دولية (مع إنجلترا)".

???? Sending our love to Paul Gascoigne. He gave us so many good memories. pic.twitter.com/0CnSI2Owmm

— The Sportsman (@TheSportsman) March 6, 2024

ويكشف غاسكوين أنه ليس لديه منزل، ويعيش في الغرفة الاحتياطية بمنزل وكيل أعماله، وقد عاد إلى حضور برنامج مدمني الخمر المجهولين بينما يخوض أيقونة إنجلترا، البالغ من العمر 56 عاما، معركة لا تنتهي للبقاء متماسكا.

وتابع "أحاول ألا أشعر بالإحباط وعندما يحدث ذلك عندها أتناول مشروبا لتشجيع نفسي، لا أعتقد أنني خذلت أي مدرب، أو اللاعبين أو المشجعين الذين تعرفهم. إذا كان هناك أي شخص خذلته، فهو نفسي. لكن الأمر يتعلق أكثر بالجانب المتعلق بالشرب، عندما اعتزلت".

المعركة مع الإدمان مستمرة

أدت معركة غاسكوين مع الكحول أيضا إلى سلسلة من الاعتقالات بتهمة مخالفات القيادة تحت تأثير الكحول، ويعترف النجم السابق بأنه بالكاد يشاهد كرة القدم بسبب افتقاده لها.

Paul Gascoigne reveals he has no home, is living in the spare room at his agent's house and is back attending Alcoholics Anonymous – as England icon, 56, opens up on never-ending battle to stay sober https://t.co/Ttk0W72rMB

— Mail Sport (@MailSport) March 5, 2024

نقل غاسكوين إلى المستشفى في عام 2014 بعدما انهار على عتبة منزله نتيجة إدمانه الكبير على الكحول والمخدرات. وأكدت صحيفة "ديلي ميل" أنه كان مهددا بالتشرد بعد هذه الواقعة، حيث ظهر في صورة سيئة جدا بملابس متواضعة خلال هذا الحادث.

بعد مشادة في فندق مالميزون في نيوكاسل شهر فبراير/شباط عام 2008، تم وضع الدولي الإنجليزي السابق تحت مراقبة الصحة العقلية لتجنب إيذاء النفس.

وتم حجز غاسكوين وقتها في الحجز الوقائي، كما نقل للمستشفى في سبتمبر/أيلول من العام نفسه بعد محاولة انتحار مزعومة، تناول فيها جرعة زائدة من الكحول والأدوية.

الآن، بدلا من الإفراط في شرب الخمر، يشرب غاسكوين القهوة بكميات وفيرة. واعترف لاعب كرة القدم السابق خلال المقابلة بأنه غالبا ما يشرب 6 فناجين من القهوة بحلول الساعة 10 صباحا.

وختم "لم أستسلم أبدا. أعتقد أن الوقت الذي سأستسلم فيه هو عندما أكون في صندوق خشبي. وبصرف النظر عن ذلك، سأستمر في القتال".

مسيرة مذهلة

يعتبر غاسكوين أحد أعظم لاعبي كرة القدم في إنجلترا على الإطلاق من قبل المشجعين، وتم إدراجه في قاعة مشاهير كرة القدم الإنجليزية في عام 2002 قبل نهاية مسيرته الكروية.

Never watched Paul Gascoigne? pic.twitter.com/0eX5AsabIP

— Sambo (@Sambo_AFC) March 5, 2024

بدأ غاسكوين مسيرته الكروية قبل قرابة 40 عاما عندما انضم إلى صفوف نيوكاسل يونايتد، مسجلا 25 هدفا في 107 مباريات.

وفي عام 1988 انتقل إلى صفوف توتنهام هوتسبيرز ولعب حتى 1992، مسجلا 33 هدفا قبل أن يخوض تجربة استثنائية في الدوري الإيطالي مع لاتسيو.

بعدها تقمص ألوان رينجرز وميدلزبره، كما شارك في 57 مباراة مع منتخب بلاده، قبل الاعتزال بشكل كامل وإنهاء مسيرته في الملاعب عام 2004.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کرة القدم

إقرأ أيضاً:

قانون الغاب

 

 

صادق بن محمد سعيد اللواتي

 

كيف يثق شعوب العالم عمومًا، والمسلمون خصوصًا، بالأوروبيين؟ لقد سجل التاريخ عددًا لا يُحصى من أفعالهم اللاإنسانية تجاه أناس ليسوا من جلدهم الأبيض. لقد استعمروا وغزوا دولًا، وحولوا شعوبها إلى دينهم إما بالقوة أو بمنحهم حوافز مادية. لقد قتلوا ملايين السكان الأصليين ليستقروا في بلدانهم ويعتبرونها لهم. تعتبر حكوماتنا الأوروبيين أصدقاء لنا، ولكن هل يمكن أن يكونوا أصدقاء لنا حقًا؟

في عالمنا اليوم، يحكم الأوروبيون من مختلف الأعراق واللغات دولًا عديدة، بل قارات، لم تكن في الأصل ملكهم، بل غزاها الاحتلال بقوة السلاح. على سبيل المثال يحكم الإنجليز الولايات المتحدة وكندا، ويحكم البرتغاليون الأرجنتين، ويحكم الإسبان جميع دول أمريكا اللاتينية. ونتيجة لذلك، أصبحت الشعوب الأصلية أقلية، تعيش في أدغالها، ولا تتمتع بحقوق متساوية مع الأوروبيين. إذا سألت أوروبيًا كيف جعلوا هذه البلدان ملكًا لهم، فسيجيب، "نحن من اكتشفها". هل يمكنك القول إنك اكتشفت دولًا لا يعيش سكانها الأصليون على أراضيها؟ هل هذا اكتشاف أم سرقة؟ حتى عندما وصلت إلى القمر، لم يكن بإمكانك ادعاء ملكيته لمجرد اكتشافك إياه، فكيف تُنسب القارتين الأمريكية والأسترالية بالكامل إلى الأوروبيين؟

في الواقع، كنت أول بشر هبط على سطح القمر وكما لا يمكنك ادعاء ملكيتك للقمر، فلا يجب عليك أيضًا ادعاء ملكية بلدان أخرى. فأنتم لصوص سرقتم بلدان شعوب أخرى وتدعون ملكيتها. حتى أنكم غيرتم أسماءها الأصلية، أليس كذلك؟ هل يحق للأوربيين سرقة بلدان وإقامة حكومات فيها وحرمان الشعوب الأصلية من حقوقها؟ هل عين أي من السكان الأصليين رئيسًا في الولايات المتحدة أو كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا؟ أي قانون سمح للأوروبيين بالاستيلاء على بلدان الآخرين؟ الجواب: قانون الغاب. يمكن للمقيم أن يصبح مواطنًا في بلد غير البلد الذي ولد فيه، وهناك قوانين ولوائح تُـنظم هذا الأمر. خذ دونالد ترامب، على سبيل المثال، الرئيس الأمريكي الحالي. هو من أصل ألماني وأسكتلندي. ولد في أمريكا وقضى المدة اللازمة للتجنس، ما يمنحه الجنسية الأمريكية. لكن هذه اللوائح لا تمنحه الحق في التصرف كالفرعون الذي أعلن: "أنا ربكم الأعلى"؟

في قارة أستراليا، سيطر البريطانيون على أستراليا ونيوزيلندا. لماذا؟ لأنهم اكتشفوهما؟ عندما وصلت سفنكم الشراعية إلى تلك المنطقة ألم تكن مأهولة بالسكان الأصليين؟ الجواب لا يحتاج إلى إجابة؛ فالعالم أجمع يعلم أن للقارة سكانها. إذن أنتم سرقتم أستراليا ونيوزيلندا، ولم تكتشفوهما. وصلتم إلى القارة فقط ثم سيطرتم عليها بقوة السلاح.

لا نستغرب عندما نرى كيف تقدم هذه الدول، أمريكا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا مساعدات مالية وعسكرية سخية وغير محدودة للكيان الصهيوني، لأنها مثل بلدانها، احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917م فأصبحت ملكًا لها، ثم أهدتها لليهود عام 1948. ألم يأت المهاجرون اليهود بعد الحرب العالمية الثانية من العالم الغربي وجعلوا فلسطين وطنهم، وطردوا سكانها الأصليين؟ إذا قيل لي إنَّ فلسطين ملك اليهود وإنهم عاشوا فيها قرونًا، أقل هذا صحيح، عاشوا كمحتلين عندما هاجر اليهود من مصر قادهم النبي موسى وأخوه هارون، الذي كان يكبر موسى بثلاث سنوات، مات هارون في الطريق ولم يكتب له رؤية فلسطين. لم يحقق النبي موسى حلم اليهود، إذ مات هو وخليفته قبل فتح فلسطين. واجه الجيش الغازي مقاومة شرسة من الكنعانيين، ولم يكن احتلالهم لفلسطين دون ثمن، كما توقعوا. يدعي اليهود زورًا أنهم عندما وصلوا إلى فلسطين، لم يكن فيها بشر، وفي هذا الصدد، يذكر كتابهم المقدس فلسطين بالاسم وملوك الكنعانيين العرب مرات عديدة، بل يذكر التاريخ أن النبي موسى تزوج امرأة عربية. طرد الرومان اليهود من فلسطين في القرن الأول من الميلاد. كتابهم المقدس هو تاريخ بني يعقوب، مليء بالأساطير. يذكر أن عدد المهاجرين اليهود بلغ ستمائة ألف، وأن إله العبرانيين كان ينزل عليهم خبزًا من السماء. كما أيدهم بملاك ليرشدهم في طريقهم إلى فلسطين.

ولا يخفى على أحد أن دولًا غربية كبريطانيا وفرنسا وهولندا، وحتى ألمانيا وإيطاليا، استعمرت معظم دول آسيا وأفريقيا، ويبدو أن الهدف كان جعلها مثل الأمريكيتين وأستراليا يحكمها البيض، حتى أن الأقلية البيضاء في دولتين هما جنوب أفريقيا وزمبابوي أعلنت استقلالها من جانب واحد بل وغيروا اسم زمبابوي إلى روديسيا. ومع ذلك، وبفضل مقاومة شعوب الدول المستعمرة، اضطرت الدول الأوروبية إلى الانسحاب ومنح شعوبها حق تقرير المصير.

أُكرِّرُ ما بدأتُ به، هل الأوروبيون جديرون بالثقة؟ عشت في أوروبا قرابة خمس سنوات، ووجدت أن معظم الأوروبيين يكرهون العرب، ربما لأننا لا نعترف بوجود إسرائيل. ألسنتهم معسولة، لكن قلوبهم مليئة بالكراهية تجاه المسلمين عمومًا. ألم يحن الوقت للشعوب العربية للبحث عن منافذ بديلة لمشترياتهم؟

مقالات مشابهة

  • محمد موسى: منصات التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى ملاه ليلية مفتوحة
  • دراسة تحذّر: الفقر والنزاعات الأسرية تؤثر على نمو «دماغ» الأطفال
  • شاهد | رد ترامب عندما سُئل هل أنت قلت ستقضي على الحوثيين؟ ..كاريكاتير
  • عن “هوس الشهرة”.. البوز فيلم مغربي لدنيا بطمة يُثير تفاعلاً واسعاً
  • بحلول 2045.. بيل غيتس يعلن عن نيته التبرع بثروته لإنهاء الفقر والأوبئة
  • عوض تاج الدين: اهتمام رئاسي بملف مكافحة التدخين والإدمان
  • أتشيربي.. من التغلب على السرطان والإدمان إلى أسطورة إنتر ميلان
  • الكحول تقتل شاباً في كركوك
  • قانون الغاب
  • الشهرة على حساب البراءة.. مسلسل يكشف الثمن النفسي الذي يدفعه الأطفال المؤثرون