اول عربية تنال شارة رواد الفضاء من ناسا.. نورا المطورشي تحقق حلمها
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
تقدّمت نورا المطروشي، التي تحلم منذ صغرها بالذهاب إلى القمر، خطوة نحو تحقيق حلمها، إذ باتت هذا الأسبوع أول عربية تنال شارة رواد الفضاء المحترفين في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بعدما خضعت لتدريب مكثف دام سنتين.
وتروي المطروشي، المولودة عام 1993 في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، أن شغفها بدأ عندما أجرت إحدى معلماتها محاكاة لرحلة إلى القمر في صفّها المدرسي.
ودخل التلاميذ أولاً إلى ما يشبه خيمة كبيرة نُصبت وسط الصف لتكون بمثابة مركبة فضائية. وعند الخروج منها، كان كل شيء مغطى بملاءات رمادية، وكانت الأضواء مطفأة.
وتقول الشابة الثلاثينية لوكالة "فرانس برس": "كان لهذا اليوم أثر في نفسي وطُبع في ذهني"، مضيفةً "أتذكر أني كنت مذهولة، وقلت في قرارة نفسي إنني أريد اختبار ذلك في الحقيقة، وأريد الذهاب إلى سطح القمر. ومن تلك اللحظات بدأ كل شيء".
.@Astronaut_Nora AlMatrooshi, the first Emirati woman astronaut, worked as a piping engineer before becoming an astronaut candidate for the United Arab Emirates. https://t.co/v5B1Q1eCbG pic.twitter.com/8jOmu70RQi
— NASA (@NASA) March 5, 2024وسبق لنساء عربيات أخريات أن شاركن في مهمات فضائية. ففي 2023، ذهبت العالمة السعودية ريانة برناوي إلى محطة الفضاء الدولية لأيام عدة في إطار مهمة خاصة. وفي العام 2022، شاركت المصرية سارة صبري في مهمة لشركة "بلو أوريجن" الخاصة، أتاحت لها تجربة انعدام الوزن لبضع دقائق.
لكن نورا المطروشي، وعلى غرار زميلها الإماراتي محمد الملا، شاركت على مدى سنتين في برنامج تدريبي مكثف إلى جانب عشرة أميركيين آخرين، وذلك بفضل تعاون بين ناسا ومركز محمد بن راشد للفضاء.
وخلال هذا الأسبوع، بات جميعهم رسمياً رواد فضاء في حفلة تخرّج أقامتها ناسا في هيوستن بتكساس.
وشمل برنامجهم التدريبي دورات على كيفية البقاء على قيد الحياة، وعمليات محاكاة عن السير في الفضاء بالبزات، وقيادة الطائرات الأسرع من الصوت.
وتعتزم ناسا إرسال رواد فضاء إلى القمر ضمن برنامج "أرتيميس"، وبناء محطة فضائية في المدار حول القمر تحمل اسم "غايتواي". ويتعيّن على الإمارات بناء عادم هوائي لهذه المحطة المستقبلية.
وتقول نورا المطروشي، الحائزة شهادة في الهندسة الميكانيكية والتي عملت في مشاريع لشركات النفط: "أريد أن تعود البشرية إلى القمر، وأن تذهب إلى أبعد من القمر، وأرغب في أن أكون جزءا من تلك المهام".
وبما أنّ نورا المطروشي ترتدي الحجاب، اعتمدت ناسا إجراءً يتيح لها ارتداء بزتها من دون الاضطرار إلى خلع حجابها.
وبمجرد ارتداء البزة يضع رواد الفضاء نوعا من الخوذ يتيح لهم التواصل مع العالم الخارجي، ويغطي كامل الشعر، على ما توضح المطروشي.
ولكن كيف ترفع الحجاب لتضع الخوذة؟ ففيما يُسمح فقط باستخدام مواد محددة لارتداء البزة، ابتكرت لها ناسا "حجاباً موقتاً". وتقول "يمكنني وضعه ثم ارتداء البزة ووضع خوذة التواصل ثم نزعه"، مضيفةً "أقدّر جداً ما فعلته الوكالة من أجلي".
وخلال شهر رمضان، أرجئت بعض التدريبات التي تتطلب مجهوداً جسدياً، إما لوقت مبكر خلال اليوم أو حتى نهاية الشهر.
وتقول "من الصعب أن يصبح المرء رائد فضاء بغض النظر عن دينه أو أصله"، مضيفةً "لا أعتقد أن ديانتي زادت من صعوبة المهمة".
وتضيف "لكنّ ديانتي جعلتني أدرك مساهمة القدماء من المثقفين والعلماء المسلمين الذين سبقوني ودرسوا النجوم".
وتتابع "أن أصبح رائدة فضاء هو بالنسبة إلي وسيلة للبناء على هذا الإرث، وعلى ما بدؤوه قبل آلاف السنين".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: نورا المطروشی إلى القمر
إقرأ أيضاً:
حبيبات زجاجية صغيرة تكشف سرا مثيرا عن أقرب جار سماوي لنا
روسيا – كشف فريق علمي دولي عن وجود نشاط بركاني على سطح القمر قبل 120 مليون سنة فقط، عندما كانت الديناصورات ما تزال تجوب الأرض، وهو ما يعد حديثا نسبيا في المقاييس الجيولوجية.
وهذا الاكتشاف الذي نشرته مجلة Science يقلب المفاهيم السابقة عن تاريخ القمر الجيولوجي، حيث كان يعتقد أن النشاط البركاني توقف قبل نحو 3 مليارات سنة.
ويعتمد هذا الاكتشاف الثوري على تحليل دقيق لحبيبات زجاجية متناهية الصغر جلبها المسبار الصيني “تشانغ آه-5” عام 2020 من منطقة “مونس رومكر” البركانية على الجانب القريب من القمر.
ومن بين أكثر من 3000 حبة زجاجية تم فحصها، حدد العلماء ثلاث حبيبات تحمل بصمة كيميائية فريدة تشير إلى أصل بركاني، مع تركيزات عالية من عناصر “الكريب” (مكون جيوكيميائي لبعض الصخور القمرية التي خلفتها الاصطدامات)، التي تعمل كمصدر حراري قوي.
وكلمة “كريب” هي اختصار إنكليزي مشتق من حرف “ك” (الرمز الكيميائي الأجنبي لعنصر البوتاسيوم) و”ري” (الاختصار الإنكليزي لـ”عنصر أرضي نادر”) و”ب” (الرمز الكيميائي لعنصر الفوسفور).
ويقول البروفيسور ألكسندر نمتشنوك، المؤلف الرئيسي للدراسة: “هذه الحبيبات الزجاجية هي بمثابة كبسولات زمنية تحتفظ بسجل النشاط البركاني القمري. وكشف التأريخ الإشعاعي أن عمرها نحو 123 مليون سنة، ما يجعلها أحدث دليل على البراكين القمرية”.
وهذا الاكتشاف له تداعيات عميقة على فهمنا لتطور الأجرام السماوية الصغيرة. فبينما كانت النماذج السابقة تفترض أن القمر، بسبب حجمه الصغير، كان يجب أن يبرد بسرعة ويتوقف نشاطه البركاني مبكرا، تثبت هذه النتائج أن العمليات الحرارية الداخلية استمرت لمدة أطول بكثير مما توقعه العلماء.
ويشرح الفريق أن وجود عناصر “الكريب” ساعد في الحفاظ على مصادر حرارية في باطن القمر، ما تسبب في ذوبان متقطع لصخور الوشاح واندفاعها إلى السطح على شكل حمم بركانية حتى عصور جيولوجية متأخرة. وهذه النتائج لا تعيد كتابة تاريخ القمر فحسب، بل توفر أيضا رؤى قيمة لفهم التطور الحراري للكواكب الصغيرة والأقمار في نظامنا الشمسي وخارجه.
ومع استمرار تحليل العينات القمرية الجديدة، يتوقع العلماء المزيد من المفاجآت التي قد تكشف عن فصول مجهولة من تاريخ أقرب جار سماوي لنا.
المصدر: إندبندنت