#الصهيل
#محمد_طمليه
انا صحراوي . حتى لو أمطرت #السماء , وصارت #المزاريب تلدغ ب ” حرف الماء ” , فإنني أظل أقطر رملآ , وأتضور وهجآ , وأتزوبع على هواي …
صحراء على مد النظر . نهارات مشمسة , وليال محاق . هل أخاف اذا نمت وحدي في ” وادي رم “؟ انما جئت لهذا الغرض . أنا أنشد الريبة والتوجس , وأن ترتعض فرائصي.
صحراء على مد النظر . و”لبيد بن ربيعة” على ظهر ” ناقة عنتريس “/ معناها الناقة العالية , يبحث في ” شارع الغاردنز ” عن ” كوفي شوب ” يصلح كطلل : من أذكى الرسومات ” الكاريكاتيرية ” التي طالعتها تلك التي رسمها ” فايز مبيضين ” , ويظهر فيها اعرابيان يقفان في صحراء شاسعة أمام شاخصة مرور تقول : ” قفا ” , ونكمل : قفا نبك من ذكرى حبيب … ومنزل .
ويذهب ” امرؤ القيس ” الى ” سلوقيا ” في ” تركيا ” للاستعانة بجيش الروم على استعادة ملك ابيه الضائع . ولكن الروم يخذلونه مثلما سيفعلون في وقت لاحق من التاريخ . فيعود خائبآ , ويموت بمرض غريب في ” أم قيس ” .
أنا و”طرفة بن العبد” . لم يحضر “خالد بن الوليد” لانه موجود حاليآ في ” سجن جويدة ” على خلفية ” ضربات تحت الحزام ” في ” معركة احد ” . أشعلنا نارآ بين ثلاثة حجارة يسمونها ” الأثافي ” _ ” ثالثة الأثافي ” , وترتكز عليها الطنجرة او المقلاة اذا طهونا ” بيتزا ” . يتصاعد دخان الطبخ _ هذا دخان يحبه ” رسول حمزاتوف ” , ويتحدث عنه كثيرآ في كتاب ” بلدي ” .
نسمع صهيل حصان : عندما يمشي الحصان ببطء , فانه ” يخب خببآ ” , وتلك طريقة تنطوي على زهو واعتداد , وتعيد الى الأذهان أبطالآ مثل ” بتشورين ” , ” فؤاد أبو حجلة ” و ” غريغو ساما ” في رواية ” المسخ لـ ” كافكا “.
ضيفنا هو ” أبو موسى الأشعري ” _ الشيخ الودود الذي خدعه ” عمرو بن العاص ” ممثل ” معاوية ” في عملية التحكيم المشؤومة التي اسفرت عن انقسام عباد الله الى ” شيعة وسنة ” . جاء هذا الشيخ ليعتذر .
صحراء على مدّ النظر . وأنا أقف على طلل أينما ذهبت..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: السماء
إقرأ أيضاً:
عُمان التي أسكتت طبول الحرب
في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.
سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.
في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».
وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.
ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.
لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.
إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.
لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.
لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.
فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.
ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.
وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.
اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.
لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.
فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.
عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.
عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.
لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.
لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.
وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.
تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.
هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.
بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.
وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.
تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.