خطبتا الجمعة بالحرمين: على المسلمين اغتنام “رمضان” بالإقبال على الطاعات وترك جميع المنكرات
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
ألقى الشيخ الأستاذ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه، وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال: أيها المسلمون، ما أسرع انقضاء الليالي؛ تمضي الأعوام تلو الأعوام، وكأنها أضغاث أحلام، وقد جعل الله في تقلب الأيام ومرور الشهور والأعوام تذكرة وعظة للأنام؛ ﴿يُقَلِّبُ اللَّه اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَة لِأولي الأَبْصَار﴾.
وسأل الله العلي القدير أن يلهم الجميع الرشد والصواب، وأن يتم التوفيق لصالح القول والعمل وحسن المآب، فمن أعظم ما يذكر به تجريد القصد والنية لله -جل وعلا-، وجَعْلُ الصيام والقيام لله خالصاً؛ فيترك المرء الرياء والعُجب، فإن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان لله خالصاً، وابتغى به صاحبُه وجه الله عز وجل، والحرص على أن يكون له خبيئة من العمل الصالح لا يراها إلا الله. وبما أن أعظم الربح في الدنيا إشغال النفس في كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها، فينبغي لكل منا أن يَعقد العزم من الآن على أن يكون في شهر الرحمات من السابقين إلى الخيرات المشمرين إلى الطاعات؛ فإن أوقاته غالية نفيسة، لا تقدر بثمن، ولا يصلح أبداً أن تضيّع أو تهدر وهو يرى الناس يقبلون ويغتنمون، ومع تنوع العبادات في رمضان فمن أجلِّ ما يَقضي فيه العبد وقته أن يعيش مع كتاب ربه تلاوة وتدبراً وأن يعكف عليه آناء الليل وأطراف النهار، وفي المقابل فإنه يبتعد عن الصوارف وكل ما يحجبه عن ربه في هذا الشهر من الشواغل والملهيات، وأن يصون جوارحه عن محارم الله والمفسدات، وأن يكثر من العطاء بكل أنواعه في شهر الجود والبذل، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما علينا أن نغتنم إقبال الناس في هذا الشهر وحرصهم على الخير بأن نحسن إليهم، وأن ننفعهم بشتى أنواع النفع، وعلى رأس ذلك أن تكون من الأمور المشاعة بيننا النصيحة والتذكير والتوجيه والموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلمة الطيبة الصادقة.
وأكد فضيلته أن الدعوة إلى الله من أعظم القربات إلى الله عز وجل، وقال: إن من الأمور التي يؤكد عليها وينبغي عدم الغفلة عنها أن نتذكر إخوة لنا في الدين ممن رحلوا عنا وغيبهم الثرى، أو نزلت ببعضهم المصائب والضوائق والخطوب، أو اضطهدوا في دينهم، أو امتحنوا بأن تكالب عليهم الأعداء، فكانوا في شدة وكرب وبلاء.. مبيناً أنه من الواجب نحو هؤلاء أن نستشعر حالهم، وننفعهم بما يستطاع، وأن نخصهم بدعوة صادقة في ظهر الغيب؛ فإن ذلك من حقوق الأخوة الإسلامية.
وأضاف: معاشر المسلمين، والمؤمن إذا فاته شيء من الخير فيما مضى ندم عليه وتحسر على فواته، وحَرَص على تداركه واعتياضه؛ فهذا أَنَسُ بنُ النَّضْرِ رضي الله عنه وأرضاه لما غاب عن يوم بَدْرٍ أحس بألم ضياع ما فاته، فقال غِبْتُ عن أول قِتَالِ النبي صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، لَئِنِ اللَّه أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّه ما أَصْنَعُ، وقد وفى بعهده فأبلى بلاءً حسناً في أحد، وكان يقول: “الجنة وربِّ النضر، إني لأجد ريحها من دون أحد”، فلما انتهت المعركة وجدوه قد قتل، ومثل به المشركون. وهذا عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه وأرضاه يسلم عام الفتح، وشعر بما فاته من سابقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: “والذي نجاني يوم بدر يا رسول الله لا أدع نفقة أنفقتها في الصد عن سبيل الله إلا أنفقت أضعافها في سبيل الله، ولا قتالاً قاتلته في الصد عن سبيل الله إلا قاتلت ضعفه في سبيل الله”، ويبر بقسمه، فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا خاضها معهم، ولا خرجوا إلا كان معهم، وفي يوم اليرموك أوغل في صفوف الروم، فبادر خالد بن الوليد قائلاً: “لا تفعل يا عكرمة، إن قتلك على المسلمين سيكون شديداً”، قال: “إليك عني يا خالد، لقد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، أما أنا وأبي أبو جهل فقد كنا أشد الناس على رسول صلى الله عليه وسلم، دعني أكفّر عما سلف مني”، ولقي الله عكرمة مثخناً بجراحه.
منوهًا في الوقت نفسه لمن أصلح نفسه قبل رمضان وهيأها على حب الخير والرغبة في نيل الأجر والثواب من الله تعالى.
وبيّن أن أفضل ما يستقبل به شهر رمضان توبة نصوح ونية جازمة على عدم العودة للذنوب والمعاصي والتحلل من أهل الحقوق؛ فلا بد لنا ونحن في هذه الأيام أن نجدد التوبة، فقد كان صلى الله عليه وسلم قدوتنا الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر ربه ويتوب إليه في اليوم مئة مرة.
ولا عجب أن نبادر بالتوبة فهي واجبة على كل مؤمن؛ قال تعالى: ﴿وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون﴾. والتوبة أول منازل السائرين إلى ربهم وأوسطها وآخرها، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله.
كما أن بقاءنا على المعاصي وعدم التوبة قبل رمضان قد يحرمنا من الجد في العبادة والاجتهاد في قراءة القرآن والقيام، ويمنعنا عن الاستكثار من الخير وصنع المعروف والاستقامة والإحسان، مسترسلاً بقوله: “فلنبادر عباد الله بالتوبة قبل رمضان لنحسن استقباله واغتنامه”.
وأشار إلى أن على كل مفرّط مسيء فرّط في جنب الله أن يحمد الله على أن مد له في العمر واستبقاه وأمهله حتى يدرك مواسم الخيرات، فيجب المبادرة وتدارك النفس وتعويض ما فات من العمر، مستشهداً بقول ابن القيم رحمه الله: “وَإِنَّمَا حسن طول الْعُمر ونفع ليحصل التذكّر والاستدراك واغتنام الْفرَص وَالتَّوْبَة النصوح كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿أولم نعمّركم مَا يتذكّر فِيه من تذكّر﴾. فَمن لم يورثه التَّعْمِير وَطول الْبَقَاء إصْلَاحَ معائبه وتدارك فارطه، واغتنام بقيّة أنفاسه فَيعْمل على حَيَاة قلبه وَحُصُول النَّعيم الْمُقِيم، وَإِلَّا فَلَا خير لَه فِي حَيَاته”.
وقال: “لذلك يا عباد الله، لنأخذ أنفسنا بالجد، ولندع التسويف والأماني، ولنبادر بالإقبال والاغتنام، ولنعتبر بما يجري لغيرنا؛ فما أكثر من رحل ممن حولنا! قريب رحل، صديق رحل، جار رحل، وفي كل يوم نودع راحلاً ونشيع غاديًا ورائحًا إلى اللَّه عز وجل. وكم كانت عند هؤلاء الذين قد قضوا نَحْبَهُم، وَانقَضَت آجْالُهُم، من الآمال والأحلام والمطالب، كم كان منهم من يأمل أن يعيش ليدرك رمضان، وأكثرهم فاجأه الموت، وكان الأمر غير متوقع ولا مُعَدًّا له، وكثير منهم كان يرتب لحياة طويلة، فإذا به تأتيه منيته وتنقطع لذته، والآن نحن نأمل أن ندرك الشهر -ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لبلوغه ويعينَنا على اغتنامه- لكن كم من إنسان لا يبلغه، وإن كان لم يبق على دخوله إلا قليل، فلنحذر الغفلة وطول الأمل خشية أن يدهمنا الأجل. وقال ابن الجوزي رحمه الله: “العمر يسير وهو يسير، فأقصروا عن التقصير في القصير. من تذكر حلاوة العاقبة نسي مرارة الصبر. الدنيا دار الآفات، الإثم بقي، والالتذاذ فات”.
وأضاف: أيها المشغول باللذات الفانيات متى تستعد لمُلمات الممات. يا شدة الوجل عند حضور الأجل، يا حسرة الفوت عند حضور الموت، ويا خجلة العاصين، يا أسف المقصرين. يا من يذنب ولا يتوب كم قد كتبت عليك ذنوب، خل الأمل الكذوب، فرُبّ شروق ولا غروب، إن هممت فبادر، وإن عزمت فثابر، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر. تفكروا في مصارع الذين سبقوا، وتدبروا مصيرهم، أين انطلقوا، واعلموا أن القوم انقسموا وافترقوا، قوم منهم سعدوا، وقوم شقوا. من اجتهد وجد، وليس من سهر كمن رقد. يا من شاب وما تاب، أموقن أنت أم مرتاب، يا من عمره يمضي بالساعة والساعة، يا كثير التفريط يا قليل البضاعة. مَن عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل. يا من أنفاسه محفوظة، وأعماله ملحوظة، أيُنفق العمرُ النفيس في نيل الهوى الخسيس؟!
* وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالبارئ الثبيتي بتقوى الله تعالى. قال جل من قائل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاتِه وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}. مبيناً أن اقتراب حلول شهر رمضان له في النفس أزكى مكانة، وفي القلوب محبة؛ نهاره خزائن من الرحمات، وليله مغفرة.
وقال: إن الإقبال على الله في هذا الشهر ألذ ما في الكون، وجوهر الإقبال إقبال القلب بجعل الله –عز وجل- هو الغاية، وأن منافذ الإقبال على الله في رمضان متاحة ومتنوعة مشرعة والصيام من صور الإقبال على الله بترك المسلم طعامه وشرابه ابتغاء مرضاة الله.
وأوضح أن من أقبل على الله بالصيام أقبل الله عليه بجزاء لا يوصف، وفضل لا يترك.. ففي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- “كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعفُ؛ الحسنة بعشرِ أمثالِها، إلى سَبْعِمائة ضِعفٍ، قال الله تعالى: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لِي، وأنا أجزي به؛ يَدَعُ شهوتَه وطعامَه من أجلِي. وللصائمِ فرْحتانِ: فرحة عند فِطرِه، وفرحة عند لقاءِ ربِّه. ولَخَلُوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله من ريحِ المِسكِ”.
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي بأن الصلاة هي أعظم إقبال على الله بالوقوف بين يدي الله ومناجاته؛ قال صلى الله عليه وسلم “إنَّ أحدَكم إذا قام يُصلِّي إنما يُناجي ربَّه، فلْينظرْ كيف يُناجيه”. فالصلاة في رمضان روح وريحان، وقراءة القرآن في رمضان تزيد القارئ إقبالاً على الله، فكل حرف يقرب من الله تعالى. فاقتران رمضان بالقرآن هو النعيم، فهو سبب لإقبال الله على العبد، قال صلى الله عليه وسلم “يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آية تقرؤُها”.
وبين أن على المقبل على الله استثمار كل لحظة من رمضان لأنه سريع الانقضاء، فالجزاء عظيم، والفضل كبير.. ففي الحديث عنْ أَبي هُريرةَ، أنَّ رسُولَ اللَّه قالَ: “يقُولُ اللَّه تَعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعه إذا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُه في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملأ، ذكَرتُه في ملأ خَيْرٍ منْهُمْ”. وكذا الدعاء في رمضان، مقامه عليّ، وشأنه جلي.. قال تعالى: {إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَة الدَّاعِ إذا دَعَانِ. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وأشار إلى أن النفوس في رمضان تهفو إلى الاستجابة إلى مساعدة الآخرين، والشعور لآلام المسلمين، فهو جالب للرحمة. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الرَّاحمون يرحَمُهمُ الرحمنُ. ارحموا أهل الأرضِ يرحمْكم مَن في السماءِ”.
وأوضح أن إقبال الله على العبد يكون بجوده وكرمه ورحمته ومغفرته.. قال صلى الله عليه وسلم: يقولُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ “مَن جَاءَ بالحَسَنَة فَلَه عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَن جَاءَ بالسَّيِّئَة فَجَزَاؤُه سَيِّئَة مِثْلُهَا أو أَغْفِرُ، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِرَاعًا، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ منه بَاعًا، وَمَن أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُه هَرْوَلَةً، وَمَن لَقِيَنِي بقُرَابِ الأرْضِ خَطِيئَة لا يُشْرِكُ بي شيئًا لَقِيتُه بمِثْلِهَا مَغْفِرَةً”. وفي روايةٍ: “فَلَه عَشْرُ أَمْثَالِهَا، أو أَزِيدُ”.
وبين أن المسلم حين تحل به مواسم الطاعة يفرح بها، ويشمر عن ساعد الجد؛ ليغتنم مواسم الخير، ويعمر أوقات الطاعة التي لا تفوت، يسابق إلى المغفرة والجنة.. قال صلى الله عليه وسلم: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَة القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية قال صلى الله علیه وسلم إقبال على الله الإقبال على الله تعالى سبیل الله فی رمضان رضی الله ه عز وجل الله عن إلى الل
إقرأ أيضاً:
دعاء الزلزال كما ورد عن النبي .. ردده وطمئن قلبك
دعاء الزلزال كما ورد عن النبي، شعر سكان القاهرة الكبرى وعدة مناطق ومحافظات من مصر، بهزة أرضية نتيجة زلزال بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر ضرب جزيرة كريت اليونانية اليوم الأربعاء، وفقًا لمركز جي إف زد الألماني لأبحاث علوم الأرض.
دعاء الزلزال كما ورد عن النبي
كان يقول: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك. عندما تحدث بعض المظاهر الطبيعية ، فقد روى الإمام أحمد والترمذي عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
ماذا نقول عند حدوث الزلزالقال الله تعالى "وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا"، لذلك أعلنت دار الإفتاء المصرية عن الأعمال التي يجب فعلها عند الشعور بالفزع والخوف، وهي:
1-الإكثار من الاستغفار.
2-ذكر الله عز وجل.
3-التضرع إلى الله تعالى بالدعاء.
4-دعاء النبي في الشدائد
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي
ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد الحبيب وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم إنا نسألك باسمك الذي فزعت الجن من مخافته، وتزلزلت الأقدام من سطوته، و خرست الافواة من عزته و اقشعرت الجلود من هيبته.
دعاء الزلازل والهزات الأرضية"اللهم أبدل قلقي سكينة وهمي انشراح وسخطي رضا وخوفي طمأنينة وعجزي قدرة وحزني فرح وضيقي سعة وعسري يُسر وضعفي قوة".
"اللهم آمن خوفي واشرح صدري وفرج همي وبدل حزني فرحًا".
" يا رب إني أناجيك من همي وحزني وخوفي وقلقي وألمي وكربي وجرحي وكسرتي فأغثني".
"أعوذ بكلمات الله التامّات من غضبه وعقابه، وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين” اللهم بدل خوفي بأمان وحُزني بفرح وهمي بفرج".
"ربي لجأتُ إليك بحزني، همي ضيقتي وخوفي اللهم فاستبدل كل حزني بسعادة تنسيني بؤسي وقلة حيلتي".
"اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل، والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن".
"يا رب آمن خوفي واشرح صدري وفرج همي وبدل حزني فرحًا، وعسري يسرًا يا الله".
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم".
"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق".
"اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك".
وقالت دار الإفتاء المصرية ، إنه لا يوجد في السنة النبوية دعاء يسمي بـ" دعاء الزلازل "، مؤكدة أنه أجمع علماء الدين أنه لم يرد فى السنة النبوية دعاء محدد مستحب قوله عند الزلازل فقط.
وأوضحت “ الإفتاء” في تحديدها ما أفضل دعاء وقت الزلزال؟، أنه ورد في السنة النبوية الشريفة أدعية كثيرة يستحب قولها عند حدوث البلاء ومنها الزلازل، واتفق علماء الفقه والسنة على أن الزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية هي من آيات الله عز وجل، العظام في هذا الكون.
وأضافت أن تلك الكوارث التي يبتلي بها الله عز وجل، عباده تذكيرا أو تخويفا أو عقوبة، وعلى الإنسان حين وقوعها أن يتذكر ضعفه وعجزه وافتقاره بين يدي الله تعالي، فيلجأ إليه بالدعاء والتضرع لعل الله عز وجل، يكشف هذا البلاء عنه وعن عموم الناس، وينصح علماء الدين في هذه الحالة بالإكثار من الاستغفار والدعاء والتصدق، وأن يصلي متضرعا إلى الله عز وجل برفع البلاء.
وتابعت: كما ينصح العلماء بترديد قول النبي صلي الله عليه وسلم، والذي كان يردده إذا عصفت العواصف "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به " رواه مسلم.
وأشارت إلى أن ما يجب علينا فعله عند الشعور بالفزع هو التضرع بالدعاء والإكثار من الصلاة والاستغفار عند حدوث الزلازل ونحوها، إذ قال الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: " وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا"،
وذكر الفقهاء عن دعاء الفزع من الزلزال، أنه يفضل الإكثار من الاستغفار وذكر الله سبحانه وتعالى مثلما يحدث في الكسوف والخسوف، ويردد الشخص: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به".
ونبهت إلى أن من الأدعية المشهورة والمستحبة فى وقت حدوث البلاء، ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك العفو والعافية، فى الدنيا والآخرة، اللهم إنى أسألك العفو والعافية، فى دينى ودنياى، وأهلى ومالى، اللهم استر عوراتى، وآمن روعاتى، اللهم أحفظني من بين يدى، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقى، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".
وقال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 282، ط. دار الكتب العلمية): [تُستحبُّ الصَّلاة في كلِّ فزعٍ: كالرِّيح الشَّديدة، والزلزلة، والظلمة، والمطر الدائم؛ لكونها من الأفزاع والأهوال، وقد رُوِي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه صلَّى لزلزلة بالبصرة] اهـ.
وأكد الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 602، ط. دار الكتب العلمية): [يُسنُّ لكلِّ أحد أن يتضرَّع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها؛ كالصَّواعق والرِّيح الشديدة والخسف، وأن يُصلِّي في بيته منفردًا، كما قاله ابن المقري لئلَّا يكون غافلًا؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.
وشددت دار الإفتاء أنه بناءً على ما سبق: فإنَّه يُستحبُّ الدعاء عند وجود ما يُرَوّع الإنسان بالدعاء المذكور؛ فيقول الداعي: هو الله، الله ربي لا شريك له، وأن يفزع لصلاة ركعتين عندها؛ لئلَّا يكون غافلًا عن الله الذي يُفرّج الكروب. أنه لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة النبوية الشريفة دليل على استحباب ذكر أو دعاء معين عند حدوث الزلازل ، ولكن يستحب للمسلم أن يدعو بما شاء ولاسيما الدعاء بأن يصرف الله عنه وعن الناس هذا البلاء.
كما أنه مما يستحب ترديده وقت الزلازل هو:" اللَّهمَّ إنِّى أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، فى الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّى أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، فى دِينى ودُنياى، وأهلى ومالى، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتى، وآمِنْ رَوعاتِى، اللَّهمَّ احفَظْنى من بينِ يدى، ومن خلفى، وعن يمينى، وعن شمالى، ومن فَوقِى، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي"، وورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عصفت الريح قال : "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به".