ما يجري في جنين ليس فلتانا.. حوار مع جمال حويل
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
من مخيم جنين، يتكلم مع الجزيرة نت جمال حويل؛ الرجل الذي كان يومًا مقاتلًا مع ثلّة هم الآن بين شهيد وأسير، في معركة ملحميّة وقعت عام 2002 خلدت في وجدان الفلسطينيين إلى الأبد، بين مجموعة مقاومة بعدّة وعتاد بسيطين وجيش الاحتلال الإسرائيلي المدجج بالآليات والأسلحة المتطوّرة.
وبعد سبع سنوات ونصف من الاعتقال على إثر تلك المعركة، تحرّر حويل من خلف القضبان بعد فوزه -وهو سجين- بعضويّة المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006، وهو المجلس الذي حلّه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عام 2018.
ومنذ بدء معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلق عضو المجلس الثوري لحركة فتح لسانه في الإعلام ورجليه في الميدان، مشيدًا بالمقاومة وداعيًا إلى كفّ الأذى عنها في شمال الضفة الغربية، متخذًا موقفًا مناوئًا لموقف السلطة الفلسطينية وحركة فتح الرسميّ.
وطالب حويل في حوار مع الجزيرة نت، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بلقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وباقي قادة الفصائل الفلسطينية، للاتفاق على برنامج وطني فلسطيني.
أما عن الأسير مروان البرغوثي، فقد صرّح حويل بأنه "الفرصة المهمة لحركة فتح في أي انتخابات قادمة"، وذلك باعتباره شخصية وطنية جامعة، تؤمن بالشراكة وتدعو إلى الوحدة الوطنية، على حد تعبيره.
لقد مرّ على حرب الإبادة في قطاع غزة أكثر من مئة وخمسين يومًا، واصل الاحتلال فيها قتل الأهالي وتجويعهم وحرمانهم من كلّ مقومات الحياة، في حين يصعّد الاحتلال ومستوطنوه اعتداءاتهم على المسجد الأقصى ومدينة القدس، ولا يخلو يوم في الضفة الغربية من اقتحام أو اعتقال أو اغتيال أو مواجهات مع جيش الاحتلال. فمثلاً؛ جنين التي منها حويل، اقتحمها الاحتلال منذ بداية الطوفان أكثر من ثلاثين مرّة.
مع هذا الحال، يصير السؤال عن دور السلطة الفلسطينية المسؤولة عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتنظيمها فتح، مُلحًّا: أين هم من الذي يحدث؟ وما الدور الذي يقومون به خلال معركة طوفان الأقصى؟ وما الواجب فعله؟ هل من سبيل لإصلاح المشهد السياسي؟
في ظلال هذه الأسئلة، جاء هذا الحوار مع القيادي البارز في حركة فتح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية جمال حويل:
نحو 5 أشهر مضت على السابع من أكتوبر، دمار كبير وعشرات آلاف الشهداء والجرحى. البعض يقول: لماذا هاجمت المقاومة إسرائيل وفتحت كل هذه الحرب؟ حتى إن بعض أعضاء حركة فتح ذهب إلى تحميل المقاومة مسؤولية كل ما يجري وطالب بحسابها بعد الحرب.. ما هي رؤيتك لطوفان الأقصى؟عملية "طوفان الأقصى" كانت نتيجة وليست سببًا، والاحتلال ما زال على أرضنا منذ 75 عامًا؛ يبني المستوطنات، ويعتقل الفلسطينيين، ويهوّد مدينة القدس، ويسرق خيراتنا وثرواتنا، وينكل بالفلسطينيين على الحواجز، ويسيطر على المعابر، وفوق ذلك يواصل حصار قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، فيقتل أهلها بشكل بطيء.
عملية طوفان الأقصى هي رد طبيعي ومتوقع بسبب وجود هذا الاحتلال.
قادة الاحتلال الإسرائيلي أنفسهم حذّروا قبل هذه العملية، من أن الضغط والقهر والظلم على الشعب الفلسطيني سوف يولد انفجارًا. إذن، ما يحصل نتيجة وليس سببًا، والمشكلة الرئيسية هي في الاحتلال أساسًا. على سبيل المثال؛ إن كان هناك من يحاصر بيتك، وأنت خرجت من البيت وضربتهم، هل يكون الحق عليك؟ لا، بل من الطبيعي أن تدافع عن نفسك.
صنعت عملية طوفان الأقصى تحولات إستراتيجية في المنطقة، وأعادت فلسطين إلى رأس الأجندة الدولية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، في الوقت الذي كان البعض يفاوض على عمليات التطبيع في المنطقة مقابل مكاسب مالية وليس مكاسب سياسية حتى، وبالتالي عادت فلسطين إلى صدارة الرأي العام الدولي، وانتصرت الرواية الفلسطينية على الرواية الإسرائيلية.
ثم إن إسرائيل التي كانت تصور للعالم وللمنطقة العربية بالتحديد أنها الدولة النووية والتكنولوجية القادرة على حماية هذه الدول العربية من أعداء مفترضين مصطنعين، أثبتت مجموعة من المقاتلين من قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته على 365 كيلومترًا مربعًا، فساد هذا التصوّر، وأسقطوا صورة الجيش الذي لا يقهر، بعد أن حقّقوا انتصارًا عسكريًّا ونفسيًّا واستخباراتيًّا على هذا الاحتلال.
ومن اللحظة الأولى للطوفان، قاد الرئيس الأمريكي اجتماع مجلس الحرب، وقدم وزير الخارجية الأمريكي ووزير الدفاع الأمريكي إلى المنطقة، ودعموا إسرائيل بالقنابل الذكية والعتاد والأسلحة، وأرسلوا حاملة الطائرات والغواصة النووية وطائرات الاستطلاع، وقدّموا لإسرائيل كل الدعم المالي والحماية السياسية على المستوى الدولي؛ يؤكد ذلك أن إسرائيل دون أمريكا لا تساوي شيئًا، وأن من يحمي إسرائيل هي أمريكا.
لا تعيش إسرائيل في المنطقة إلا لسببين: الأول؛ الدعم الأمريكي لها على اعتبار أنها مستعمرة متقدمة في المنطقة، والثاني؛ التفكك العربي، وكل الحروب السابقة التي خاضها العرب مع إسرائيل كانت حروبًا تمثيلية.
استطاعت المقاومة في قطاع غزة خلال ساعات قليلة أن تسيطر على معسكرات "غلاف غزة" من ناحل عوز ومقر الشاباك وفرقة غزة والكتيبة 8200، وهذا يؤكد أنه إذا توفرت الإرادة والاستعداد والإيمان عند الدول العربية، فإنهم يستطيعون إنهاء إسرائيل خلال ساعات.
عدا عن ذلك، اليوم ولأول مرة منذ عام 1948، تحاكم إسرائيل على جريمة الإبادة الجماعية. بالإضافة إلى الصورة العسكرية التي تهشمت لها في المنطقة، كذلك سقطت صورتها كدولة متحضرة في المنطقة العربية التي تصور على أنها متخلفة، وقد باتت إسرائيل اليوم أمام العالم دولة إرهابية مجرمة.
جمع حويل بين النضال السياسي والتأليف؛ حيث ألّف كتاب "معركة مخيم جنين الكبرى 2022: التاريخ الحي"
ذكرت أن طوفان الأقصى أعاد إلى القضية الفلسطينية صدارتها على المستوى الدولي، ولكن على المستوى الداخلي وطوال كل هذه المدة لم تجر أي لقاءات أو حوارات ولا اتصالات بين حماس وفتح.. في هذا السياق، ما هي رسالتك -وأنت قيادي في حركة فتح- إلى مركزية فتح وإلى الرئيس محمود عباس؟على المستوى الشخصي، لا تتم دعوتي إلى اجتماعات القيادة، بسبب ترشيحي لمروان البرغوثي لرئاسة النظام السياسي، لأنه رجل يؤمن بالوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة.
وحتى لا تذهب التضحيات هباءً، يجب أن يكون هناك توافق فلسطيني على إستراتيجية وطنية تؤدي إلى دولة فلسطينية، بحدود السابع من حزيران على أقل تقدير، تحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بوجود حماس والجهاد الإسلامي داخل المنظمة.
علينا أن نكون موحدين، لذا أطالب الرئيس أن يجتمع مع هنية ومع قادة الجهاد ومختلف الفصائل لوضع إستراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة الاحتلال، ووضع مشروع سياسي ينسجم مع حجم الحدث وهذه الإبادة الجماعية. فمن غير المعقول، أن المجتمع الإسرائيلي كله موحد على قتل الشعب الفلسطيني وهم على باطل، ونحن المظلومين تحت الاحتلال لا نكون موحدين!
بالتالي، وكما يقول الأخ مروان البرغوثي، الوحدة الوطنية قانون الانتصار، وعلينا أيضًا أن ننطلق من مبدأ يؤمن به مروان البرغوثي، وهو: شركاء في الدم، شركاء في القرار، شركاء في الميدان، شركاء في البرلمان؛ وهذه الصيغة الوحيدة القادرة على لملمة الصف الفلسطيني، ويوجد هناك وثيقة الوفاق الوطني تصلح لأن تكون قاعدة للانطلاق نحو هذه الوحدة.
تجري هذه الأيام لقاءات مع مسؤولين أجانب وعرب، وخلال هذه اللقاءات تجري مطالبة السلطة الفلسطينية بضرورة إجراء إصلاحات في السلطة.. هل تعتقد فعلًا أن السلطة بحاجة إلى الإصلاح؟ وما هي هذه الإصلاحات؟
الإصلاح وترميم الصف الفلسطيني هو حاجة فلسطينية قبل أن تكون دولية، وكل دول العالم التي تطالب "أبو مازن" بالإصلاحات، نفسها طالبت ياسر عرفات بهذه الإصلاحات، وحاصرته بعدها في المقاطعة وقُتل في المقاطعة. وبالتالي نفس السيناريو يعاد، وهذه الإصلاحات هي حاجة فلسطينية ضرورية وليست حاجة عربية أو أمريكية أو غيرها.
هذا الاحتلال والمنظومة التي تقترح مثل هذه الأمور لا تريد أن تقدم شيئًا للشعب الفلسطيني، وتخترع الحجج من أجل إلهاء الوضع الفلسطيني الداخلي بقضايا داخلية.
باعتقادي الأولوية الآن هي لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإغاثة أهلنا في قطاع غزة وإنجاز الوحدة الوطنية، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات فلسطينية عامة يقرر فيها الشعب الفلسطيني بنفسه، والإصلاحات لا تتم إلا من خلال الشعب بانتخابات عامة وليس من خلال الترقيع الذي تقترحه أمريكا، التي هي عدو وخصم لنا وجُرّبت أكثر من مرة، وبالتحديد بعد القرارات الاحترازية الصادرة عن محكمة العدل الدولية ودعوة إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، إذ أوقفت هي وشركاؤها الدعم فورًا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ولذا عن أي إصلاحات تتحدث أمريكا؟
في وجهة نظري، الإصلاحات لا يمكن أن تتم إلا بانتخابات عامة فلسطينية للرئاسة والتشريعي والمجلس الوطني، ويجدد الشعب الفلسطيني ويختار قيادة المؤسسات التي تتولى مسؤولية الإصلاح، أما إعادة تدوير القيادات من هنا وهناك فهي عملية ترقيع لا تؤدي بنا إلا إلى كارثة جديدة.
قبل مدة صدر بيان صحفي عن الرئيس محمود عباس يطالب فيه حماس بإنجاز صفقة تبادل الأسرى تحسبًا لوقوع مجازر في رفح.. بكل تأكيد أنت اطلعت على البيان وفهمت المقصود منه وبأي سياق جاء، هل تعتقد أن حماس فعلًا هي التي تعطل وقف إطلاق النار؟المطلوب هو من إسرائيل وليس من حماس، حماس قامت بما قامت به في طوفان الأقصى، وقالت إنه جاء لوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى ووقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى.
نتنياهو هو من يماطل في عملية تبادل الأسرى، بحسب اعترافات بيني غانتس وآيزنكوت. ونتنياهو لا يريد الإفراج عن الأسرى ولا وقف المعارك، وذلك من أجل الاستمرار في الحلبة السياسية في إسرائيل، وكل العالم وحتى أهالي الأسرى في إسرائيل يحمّلون نتنياهو المسؤولية.
وبالتالي من باب أولى مطالبة إسرائيل والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل، من أجل الموافقة على مطالب المقاومة المحقة والعادلة للشعب الفلسطيني، وليس المطلوب من حماس، فهي تعمل كل ما تستطيع من أجل الإفراج عن الأسرى.
سواء تمت الصفقة أو لم تتم، فإن إسرائيل لن تتوقف يومًا عن ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، فالضفة الغربية فيها الرئيس محمود عباس منذ 20 عامًا، ومع ذلك هناك استمرار لبناء المستوطنات وتهويد القدس وبناء الجدار والسيطرة على المياه وخيرات شعبنا، وكل هذه مجازر.
تحدثت أكثر من مرة عن علاقتك بمروان البرغوثي، وسبق أن ترشحت على قائمته للتشريعي، ولكن منذ ذلك الوقت وأنت ممنوع من حضور لقاءات فتح في المقاطعة ولا تُدعَى إليها.. كيف تعقّب على ذلك؟صحيح، لا تتم دعوتي لأي اجتماعات للمجلس الثوري دون سند تنظيمي، ودون أي رجوع للنظام الداخلي للحركة، وإلى الآن لم أستلم أي قرار لا شفوي ولا مكتوب حول عضويتي في المجلس الثوري.
كذلك لا تتم دعوتي لأي حوار في الإعلام الرسمي، وتم وضعي على القائمة السوداء في هذا الإعلام، علمًا بأن تلفزيون فلسطين هو ملك الشعب الفلسطيني كله، وهو نتاج تضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى.
على الصعيد الشخصي، انتُخبت للمجلس التشريعي وأنا في سجون الاحتلال، حيث أمضيت فيها 11 عامًا، واتهمت بالمشاركة في تأسيس كتائب شهداء الأقصى، وبأنني أحد قادة معركة مخيم جنين، وانتخبت في المجلس الثوري، وكان ترتيبي 9 من بين 80 عضوًا في الداخل والشتات، وبالتالي أنا منتخب من قواعد هذه الحركة.
الاحتلال لا يحترم القيادة الفلسطينية، والرئيس سبق أن صرح بأننا كلنا تحت بساطير الاحتلال، وصائب عريقات سبق أن قال بأن رئيس الوزراء هو رئيس الإدارة المدنية، ولذا فإن مسمّيات الوزير أو السفير أو اللواء وغيرها لا تساوي شيئًا مقابل هذا الظلم الذي يواجهه شعبنا أمام الاحتلال، وبالتالي يجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا.
مروان البرغوثي هو الفرصة المهمة لحركة فتح في أي انتخابات قادمة، بما أنه يحظى بإجماع كبير في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وعلى مستوى قواعد حركة فتح.
لقد عشت معه فترة طويلة جدًّا أثناء وجودي في الأردن، حيث كان مبعدًا، وكنت طالبًا ورئيس مجلس الطلبة، وبعدما عدنا، كان هو أمين سر حركة فتح وأنا مسؤول في شبيبة فتح، وفي بداية الانتفاضة اتهمنا الاحتلال بتأسيس الكتائب وقيادة الانتفاضة، ودخلنا السجون ونجحنا في انتخابات المجلس التشريعي من داخل السجون.
أمضى مروان البرغوثي في السجون ما مجموعه 30 عامًا، و7 سنوات إبعاد، و4 سنوات إقامة جبرية، وطورد، و4 محاولات اغتيال، وهو دكتور في العلوم السياسية وأستاذ أكاديمي في جامعة القدس أبو ديس، وفاز في المجلس التشريعي واللجنة المركزية بأعلى الأصوات، وهو خالٍ من الفساد، ويؤمن بالشراكة الحقيقية، ودومًا كان يطالب بأن نحمل جميعًا الهم الفلسطيني وليس فتح لوحدها.
وخلال آخر أسبوعين، جرى عزل مروان البرغوثي ثلاث مرات، ودخل عامه الـ 24 في سجون الاحتلال، ولم يخرج من العزل الانفرادي، ومع ذلك حوّل السجن إلى جامعة وخرّج 240 طالب ماجستير، وأكثر من 1200 طالب بكالوريوس، وهو يتعرض لهجمة شرسة جسدية ونفسية.
هل للحالة التي يمثلها مروان البرغوثي امتدادات في الشارع؟مروان البرغوثي ليس تيارًا فلسطينيًّا، وهو قائد فتحاوي لكل فتح، وتجاوز قضية فتح فهو من قيادات الشعب الفلسطيني، وبالتالي مروان ليس تيارًا كبعض الحالات، وإنما هو حالة فلسطينية علينا أن نستغلها، إذ يسمى مانديلا فلسطين، وحالته النضالية لا تقل عن حالة مانديلا، وهو رمز لحرية الشعب الفلسطيني وفي العالم كله، ومروان مهم وجوده خارج السجن كضرورة فتحاوية ووطنية وشعبية.
تتحدث حركة حماس على الدوام عن الإفراج عن الأسرى، وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، لأنهم يؤمنون بالشراكة مع فتح في الفترة اللاحقة.
إذا اعتقد البعض أنه يستطيع القضاء على حركة حماس فهو واهم، وإذا اعتقد البعض أنه يستطيع القضاء على حركة فتح فهو واهم، ولا يوجد لنا خلاص إلا بوحدتنا ووضع مشروع وطني فلسطيني كبير له علاقة بالاستقلال، يوازي حجم الكارثة والإبادة الجماعية والتضحيات والثمن الكبير الذي دفعه الشعب الفلسطيني.
بين فترة وأخرى يجري الحديث عن مرحلة ما بعد أبي مازن، وقيادات في فتح تطرح نفسها باستمرار، ويجري تداول أسماء مروان البرغوثي ومحمد دحلان وحسين الشيخ وجبريل الرجوب وغيرهم.. ما هي رؤيتك لمرحلة ما بعد أبي مازن؟ما بعد "أبو مازن"، لن يكون رئيس للشعب الفلسطيني إلا باختيار الشعب الفلسطيني، يمكن أن ينجحوا باختيار بعض الشخصيات في مناصب هنا وهناك، ولكن الشعب الفلسطيني لن يقبل، ولن تكون الشرعية إلا للشعب الفلسطيني، ومن يختاره الشعب سوف نضرب له تعظيم سلام.
دائمًا ما أدعو الرئيس لتوحيد حركة فتح وتوحيد الشعب الفلسطيني ومن ثم الذهاب إلى البيت، لأنه في الحكم منذ نحو 20 سنة وقبلها في المشهد السياسي.
علينا أن نوحد الشعب الفلسطيني ونشكل قيادة وطنية فلسطينية موحدة في منظمة التحرير، وتشكيل حكومة تعمل على وقف العدوان وإعادة الإعمار في غزة وتحضر لانتخابات فلسطينية عامة، يتم اختيار الرجل الذي يلي "أبو مازن" من الشعب الفلسطيني مباشرة وليس من أمريكا أو دولة عربية هنا وهناك، لأنه بحسب التجارب السابقة، كل من اختارتهم أمريكا ووضعتهم في موقع القيادة في الشرق الأوسط لم يصمدوا كثيرًا أمام الحالة الشعبية، ولا أعتقد أن أي قائد فلسطيني لديه شرف وكرامة يقبل أن يأتي على ظهر دبابة إسرائيلية.
في سياق حديثك عن توحيد حركة فتح.. هل تعتقد أنه يجري اليوم إضعاف حركة فتح من قبل بعض القيادات التي تتصدر المشهد؟التنظيمات الفلسطينية كلها تمر بحالة ضعف وليس حركة فتح وحدها. وجهة نظري أن الحالة الفلسطينية كلها بحاجة إلى إعادة تقييم في المرحلة القادمة على المستوى التنظيمي والمستوى الوطني.
نعم حركة فتح فيها ترهل، والمجلس الثوري واللجنة المركزية يجب أن يكون لهما دور أكبر من هذا، ولكن غابت المؤسسات بعد حل المجلس التشريعي ومجلس القضاء، حيث لا يوجد في البلد من يحاسب من، من يحاسب الوزير عندما يخطئ ومن يحاسب مدير الجهاز الأمني، ومن يحاسب الرئاسة ورئيس الوزراء.
كان لدينا مؤسسات تقيم وتحاسب، ولكن غياب بعض المؤسسات وعدم وجود المؤسسات المهمة، أدى إلى خلل كبير وفساد في هذه المؤسسات، وبالتالي مطلبنا أن نعود للشعب الفلسطيني.
نعم هناك احتكار في القرار، ولا يوجد مؤسسات تشارك في اتخاذ القرارات، وبعض القيادات في اللجنة المركزية والثوري تسمع بالقرارات من الإعلام أو من رسالة عبر الهاتف، وبالتالي قضية مثل قضية فلسطين يجب أن لا تقاد بهذه الطريقة، وإنما بعمل جماعي يرتقي إلى مستوى القضية الفلسطينية وتكون مرجعيته الشعب الفلسطيني، وبغير ذلك سوف نكون على خطأ وسوف نرتكب جريمة بحق هذا الجيل والأجيال القادمة.
فتح قادرة على أن تقيم مشروعًا وطنيًّا، ولكن فتح التي تؤمن بالشراكة والوحدة الوطنية، بحاجة إلى روح مثل روح مروان البرغوثي وزكريا الزبيدي وأسرانا الأبطال من أبناء فتح والفصائل الأخرى.
هذا يدفعني إلى السؤال عمّا إذا كانت حركة فتح لا تزال تقود زمام الأمور في الضفة الغربية؟إذا قلت بأن فتح تقود الحالة 100% سوف أكون مخطئًا، ومجافيًا للحقيقة، وهناك خلل في العلاقة ما بين فتح والسلطة، والمشكلة الأساسية عندما تتغطى مؤسسات السلطة وخاصة الأمنية وتتجاوز التنظيم ولا تتعاطى مع التنظيم بشكل جدي وعلى الأرض، وبالتالي تفقد هذا التوازن، وكذلك إذا أصبح التنظيم في الميدان قويًّا بدون أن يرى مؤسسات السلطة الفلسطينية فهذا أيضًا يحدث خللًا في التوازن.
وبالتالي يجب أن تكون السلطة للشعب الفلسطيني ومؤسسات السلطة للشعب الفلسطيني وليس لتنظيم هنا وهناك، والتنظيمات هي تنظيمات تعبر عن الحالة في داخل المجتمعات.
إسرائيل هي أصلًا لا تريد لك أن تكون مسيطرًا في الضفة الغربية، وكل يوم تقتحم المدن والمخيمات، وتقتل وتغتال وتدمر، وبالتالي حسب رؤيتي، أي مؤسسة أمنية في العالم مسؤوليتها حماية المواطنين من الاحتلال وهذا الأصل، وليس كما يريد الاحتلال تحويل السلطة الفلسطينية لشركة أمنية تحمي الاحتلال، وهذا لا يقبله أي إنسان عاقل.
عقيدة المؤسسة الأمنية هي حماية الوطن والمواطن من الاحتلال المجرم، وبالتالي السلطة غير مسيطرة على الأرض، والاحتلال يقتحم "مناطق أ" وبيوتًا قرب المقاطعة ومنزل الرئيس، وبالتالي كيف تريد أن تكون مسيطرًا والاحتلال لا يسمح لك بأن تكون كذلك، ولن يكون أي سيطرة للسلطة بدون أي مشروع سياسي وتقديم ثمن لهذه السيطرة على الأرض.
هل تعتقد أن هذه هي الأسباب التي أدت إلى ضعف مشاركة الضفة الغربية في مساندة قطاع غزة في ظل الوضع الحالي؟كان مطلوبًا من الضفة الغربية دور أكبر على المستوى الجماهيري، ولكنها أيضًا قدمت أكثر من 400 شهيد، و8000 أسير حتى الآن، وينتشر فيها 800 حاجز بين المناطق، ويجري فيها تنكيل وقمع، تدفعه منذ عام 2021 وقبل ذلك.
صحيح أنه كان مطلوبًا منها دور أكبر من ذلك، وهذه مسؤولية كل من يطالب بالمقاومة الشعبية، بالتالي أين هي المقاومة الشعبية من إغلاق الشوارع أمام المستوطنين، الذين يحرقون حوارة وترمسعيا، وأين الوجود الشعبي، وهذا يدفعنا إلى نتيجة بأن من يقود الوضع ويطالب بالمقاومة الشعبية لا يجد له تأييدًا، لأن هناك خللًا في الثقة بين الجماهير والقيادة.
ما يجري من مقاومة في الضفة الغربية المحتلة، السبب فيه هو الاحتلال، منذ إنشاء مخيم جنين وحتى اليوم لم يتغير شيء على حالة اللاجئ الفلسطيني، ولا يوجد أفق سياسي، ولا أمل سياسي، والوضع الاقتصادي سيّئ، والانقسام سيّئ، وبالتالي الشعب الفلسطيني في شمال الضفة الغربية انفجر في وجه الاحتلال الذي لا يريد أن يقدم شيئًا له.
الاحتلال دمر الحياة في جنين ومخيم جنين، من الكهرباء والمياه والبنية التحتية، وذلك من أجل جعل حياة الشعب الفلسطيني مستحيلة، فهو يريد تهجير الفلسطينيين ليس فقط في غزة، وإنما أيضًا في الضفة الغربية، ويعشش في ذهنه الفكر التوراتي لدولة يهودا والسامرة.
ما يقع في شمال الضفة، يقع أيضًا في غيرها من عمليات الذئاب المنفردة. ونحن مقبلون على شهر رمضان، وفي ظل القيود التي يفرضها الاحتلال على الذهاب للمسجد الأقصى، فالموضوع مرشح لهذه المواجهات بشكل كبير جدًّا، وأعتقد أن الضفة الغربية سوف تتحول إلى لهيب من النار في وجه هذا الاحتلال المجرم الذي يمعن في القتل والتدمير، والواقع في الضفة الغربية يتجه نحو مزيد من الإحباط ومزيد من الانسداد في الأفق السياسي، علاوة على رؤية ما يجري من جرائم في قطاع غزة، فالأمور مقبلة على انفجار أكبر بكثير.
في المقابل هناك من يصف هؤلاء المقاومون بالانفلات الأمني أو بأنهم خارجون عن القانون، ويجري أيضًا اعتقال أفراد منهم وتعذيبهم في سجون السلطة، وفي الوقت ذاته تطالب قيادات في فتح والسلطة بالهدوء في الضفة الغربية.. ما هو موقفك من ذلك؟نفس هؤلاء من القيادات الفلسطينية اتهموا ياسر عرفات بالاتهامات ذاتها، ولكن أنا أقول بأن ما يجري في جنين ليس فلتانًا ولا خروجًا عن القانون، وإنما هؤلاء أبطال مقاومون يواجهون الاحتلال.
لا أطلب من المؤسسة الأمنية مواجهة الاحتلال، فأنا أعرف تعقيدات اتفاق أوسلو والعمل في الميدان في مواجهة الاحتلال، ولكن في المقابل وعلى الأقل، لا نقلّم أظافرنا التي تواجه الاحتلال.
"تعالوا، نريد عمل تهدئة في شمال الضفة الغربية"، ولكن مقابل ماذا؟ هل سيتم الإفراج عن أموال المقاصة ووضع حد لمحاولات اغتيال المطاردين والإفراج عن جثامين الشهداء وتسليم مناطق في مناطق ج وجعلها تتبع للسلطة الوطنية؟ ما هو المقابل؟ أنا لا أرى أي مقابل حقيقي، فلا الاحتلال انتهى، ولا هو يقدم أي ثمن حقيقي للسلطة مقابل الهدوء في شمال الضفة الغربية.
الخارجون عن القانون هم العملاء والجواسيس، وجماعة وتجار الإدارة المدنية الذين يجري إعدادهم للمرحلة القادمة، والفاسدون ولصوص الوطن والأموال ولا يتم متابعتهم ومحاسبتهم، وأبناء بعض المسؤولين الذين يرتكبون مخالفات أمام الجميع وتحل قضاياهم بفنجان قهوة؛ هؤلاء كلهم هم الخارجون عن القانون، أما شباب المقاومة في شمال الضفة فلا يأخذون الخاوات ولا يعربدون على الناس، بل هؤلاء أبطال معظمهم مصاب وإخوتهم شهداء ومنازلهم تضررت، ولذا علينا التحدث مع هؤلاء الشباب، فهم شباب صغار بشر يمكن أن يكون لهم أخطاء ولكن بالحوار والتفاهم يحل كل شيء.
هذا يدفعنا إلى سؤال أخير، أنت طرحت مبادرة للرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية لوقف ملاحقة هؤلاء المقاومين، هل لك أن تطلعنا على تفاصيل هذه المبادرة؟قمنا بالدعوة لاجتماع حضره نحو 700 شخص في مخيم جنين، وقلت علينا أن نضع مبادئ عامة، بأن الحوار يجب أن يكون الأساس في التعاطي فيما بيننا، وأن نجرّم إطلاق النار على مقرات المؤسسة الأمنية، وأن نجرّم إطلاق النار على الناس وخاصة أنه قد قتل حتى الآن 5 مواطنين بشكل خاطئ برصاص الأمن وتم حل قضاياهم، وأن نحرّم ملاحقة المطلوبين لإسرائيل.
هذه قواعد عامة للاحترام المتبادل، تجرّم استخدام الرصاص فيما بيننا، لتسود لغة الحوار فيما بيننا. وأي بندقية خارجة عن القانون نحن مع محاسبتها ومحاسبة لصوص السيارات الصغار وبعض الجهات المتنفذة التي تمتلك سيارات مسروقة.
نحن مع حماية المقاومة وعدم ملاحقة المقاومة وعدم اعتقال المقاومين، إلا إذا كان هناك مشروع مطلوب من السلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، وبالتالي تعالوا نجلس معًا ونتحدث بأخوة ومحبة وبأريحية.
الحل سهل إذا كان هناك نوايا وإرادة من الجميع، والبعض يعتقد أن هذه كسر عظم وكسر لهيبة السلطة، ولكن القوات الخاصة الإسرائيلية التي تقتحم رام الله لا تقلل من هيبة السلطة، واعتقال ضباط أجهزة أمنية على الحواجز وخلع ملابسهم وأخذ سلاحهم.. أليس هذا ضربًا لهيبة السلطة الوطنية؟ وبالتالي ضرب الهيبة وكسر العظم لا يكونان بين أبناء الشعب الواحد، وإنما مع الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی شمال الضفة الغربیة السلطة الفلسطینیة الإفراج عن الأسرى الإبادة الجماعیة فی الضفة الغربیة الشعب الفلسطینی المجلس التشریعی للشعب الفلسطینی الوحدة الوطنیة مروان البرغوثی المجلس الثوری هذا الاحتلال طوفان الأقصى على المستوى إطلاق النار فی قطاع غزة فی المنطقة فی المیدان محمود عباس عن القانون مخیم جنین هنا وهناک شرکاء فی حرکة فتح علینا أن من یحاسب أن تکون لا یوجد أن یکون ما یجری أکثر من لا تتم ما بین یجب أن فتح فی من أجل
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: موقفنا ثابت مع الشعب الفلسطيني والجمهورية الإسلامية في إيران ضد العدو الإسرائيلي
الثورة نت /..
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ثبات موقف اليمن مع الشعب الفلسطيني المظلوم ومع أحرار الأمة والجمهورية الإسلامية في إيران ضد العدو الإسرائيلي، وفي مواجهة العدو الإسرائيلي والأمريكي.
وأوضح السيد القائد في كلمته اليوم حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وإيران والتطورات الإقليمية والدولية، أن المعركة من قطاع غزة إلى إيران واحدة، والقضية واحدة، والأمة واحدة.
ولفت إلى أن كيان العدو الصهيوني هو عدو واحد يستهدف الأمة بكاملها بدعم غربي.. مبينا أن مهمة العدو الإسرائيلي الرئيسة التي يدعمه الغرب من أجلها هي استهداف أمتنا والعمل على إخضاعها والسيطرة عليها.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يركز على الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويستهدف بشكل متعمد الجميع بما فيهم الأطفال والنساء.. موضحا أن هذا الأسبوع يعتبر من أشد الأسابيع في الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بحصيلة تجاوزت 3 آلاف شهيد وجريح.
وأكد أن الإبادة الجماعية عبر مسألة المساعدات وفق الفكرة المشتركة بين العدو الإسرائيلي والأمريكي هي فكرة عدوانية ظالمة غاشمة.. مبينا أن حصيلة الجرائم في قطاع غزة تكشف عن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني، وأنه إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة.
وذكر قائد الثورة أن مراكز المساعدات باتت من أكثر الأماكن التي يقتل فيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل يومي، وكل يوم هناك مآس كبيرة تظهرها المشاهد المأساوية المحزنة والمؤلمة جداً لأبناء الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الأمريكي داعم للعدو الإسرائيلي وشريك له في فكرة تحويل مراكز المساعدات الإنسانية إلى مصيدة للإبادة الجماعية.. مؤكدا أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي والأمريكي في مراكز توزع المساعدات تشويه كبير للعمل الإنساني وإساءة كبيرة جدا إلى العمل الإنساني.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي يحاول الالتفاف على مسألة تقديم الغذاء والعمل الإنساني والمساعدات بطريقة وحشية وإجرامية ووقحة.
ودعا السيد القائد إلى نشاط كبير وتحرك مستمر وواسع للضغط لإيقاف هذه المهزلة البشعة التي يستخدمها كيان العدو الصهيوني.. مشددًا على أن كيان العدو الصهيوني، ليس من تكون عبره المساعدات، وهو ليس في مستوى أن يقوم بمثل هذا العمل الإنساني فهو عدو متوحش مجرم معتدٍ.
وطالب بنشاط دولي واسع وضغط من العالم الإسلامي، لأن معاناة الشعب الفلسطيني كبيرة جداً، ويتضور جوعًا وهناك مجاعة تضطرهم للذهاب للحصول على المساعدات لدى عدو متربص بهم ومجهز لعملية القتل والإبادة لهم.
وأكد أن العدو الإسرائيلي مستمر في منع دخول الوقود إلى قطاع غزة ما يؤثر حتى مسألة مياه الشرب ونقلها، ومستمر في نسف للمباني والمربعات السكنية فما سلم من قصف الطيران يقوم بنسفه وتدميره بالكامل.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي قام هذا الأسبوع بنسف مربعات سكنية وأحياء سكنية بشكل كامل في سياق مساعيه العدوانية لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وذكر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن كل الأعمال العدوانية الإجرامية تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.. مؤكدا أن اقتحام المسجد الأقصى وطرد المصلين وإغلاقه بالكامل وتحويل محيطه إلى ثكنة عسكرية هي تطورات خطيرة.
وقال” إن إغلاق المسجد الأقصى ومنع الناس من الصلاة فيه خطوة عدوانية متقدمة ومحاولة من العدو لاستغلال الأحداث الجارية، وينبغي ألا يغفل المسلمون أبداً عن الخطوات العدوانية تجاه المسجد الأقصى مهما كان هناك من أحداث وتطورات”.. مؤكدا أن الخطوات العدوانية الصهيونية تجاه المسجد الأقصى تهدف إلى السيطرة التامة عليه وهدمه وتغيير معالمه وتهويده.
وأشاد بالصمود العظيم وثبات المجاهدين في قطاع غزة.. مشيرًا إلى أن التعاون بين المجاهدين في قطاع غزة والعمل المكثف والصمود العظيم يقدم، نموذجاً راقياً في ظل ظروف في غاية الصعوبة.
وأكد قائد الثورة أن الصمود العظيم للمجاهدين في قطاع غزة يعبر عن الإرادة والإيمان والثبات والاستبسال في سبيل الله، وأن صبرهم له ثمرته العظيمة والمهمة.
وأشار إلى أن كيان العدو الصهيوني خطر على كل أبناء الأمة وشعوبها بعدائه الشديد وحقده، مع إفلاسه إنسانيًا وأخلاقيًا وقيميًا وعدم التزامه بأي ضوابط أو قوانين.. مؤكدًا أن الكيان الغاصب فيما هو عليه من التوحش والحقد والإجرام خطر على الناس في كل واقع حياتهم”.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية كبيرة في ريف دمشق وهذا تطور خطير، ونفذ كذلك عملية ترويع للأهالي ومداهمات للمنازل بعد منتصف الليل في ريف دمشق الغربي، وقام بإعدام أحد الشبان واختطف 7 آخرين بينهم شاب معاق في عمليته العسكرية العدوانية في ريف دمشق الغربي.
ولفت إلى أن التوجهات في المواقف بسوريا لا تسعى أن يكون هناك أي شيء إطلاقاً يستفز الإسرائيلي في محاولة طمأنته أنه لن يستهدف بأي شكل من الأشكال من سوريا.. مبينا أن العدو الإسرائيلي توغل في قرى بريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي وقام بعمليات اختطاف وأنشأ نقاط تفتيش.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي مستمر بتنفيذ غارات استباحت الأجواء السورية بشكل كامل، ويستبيح الأجواء السورية في العدوان على إيران كما هو الحال في أجواء الأردن وأجواء العراق.. مشددا على أهمية أن يبقى الصوت الإنساني المساند للشعب الفلسطيني المظلوم قوياً في مختلف البلدان.
وتطرق السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى المظاهرات التي خرجت في عدد من بلدان العالم.. وقال” خرجت مظاهرات كبيرة في هولندا وكذا في بلجيكا وهذه المظاهرات مهمة جداً”.
وفيما يتعلق بالعدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران، أكد قائد الثورة أن العدوان الإسرائيلي الغادر على الجمهورية الإسلامية تطور خطير على مستوى المنطقة بكلها.. وقال” ما قبل العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران قام الأمريكي بأسلوب الخداع بالدخول في مفاوضات معها بوساطة عمانية”.
ولفت إلى أن الغرب يكرر الأخذ والرد والنقاش حول الملف النووي ليجعل منه مشكلة كبيرة وذريعة في مواقفه العدائية ضد الجمهورية الإسلامية.. مبينا أن الغرب يتخذ مواقف عدائية ضد إيران في الملف النووي رغم أنه مع دول أخرى وكذا العدو الإسرائيلي يمتلكون السلاح النووي وينتجونه.
وذكر أن الجمهورية الإسلامية تؤكد مراراً وتكراراً أنها لا تريد إطلاقاً أن تنتج السلاح النووي ولا أن تمتلكه وأن ذلك محظور في رؤيتها الدينية.. مشيرا إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران أتاحت المجال للرقابة القوية على منشآتها النووية وحملات التفتيش، وغير ذلك من الإجراءات التطمينية.
وأكد السيد القائد أن الموقف الغربي من الجمهورية الإسلامية في إيران راجع لعدة نقاط مهمة وجوهرية وذات أهمية لكل بلدان أمتنا الإسلامية.. مبينا أن إيران ليست دولة خانعة وخاضعة للغرب بل دولة متحررة مستقلٌة تبني نهضة إسلامية على أساس من الاستقلال ولا تشبه حال بعض الأنظمة التابعة للغرب في توجهاتها السياسية وفي مواقفها بل في كل نشاطها.
وذكر أن من أهم الدوافع العدائية للغرب ضد الجمهورية الإسلامية هو الموقف الداعم للشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران ثبتت بشكل مستمر ولم تتراجع عن دعم الشعب الفلسطيني إطلاقاً وهو أحد مبادئها الإسلامية.
وبين أن تبني إيران لقضايا الأمة والمظلومين والمستضعفين مقلق للأعداء وهو من أكبر أسباب الحقد ضدها.. مؤكدا أن من عوامل العداء ضد الجمهورية الإسلامية في إيران تتعلق بنهضتها العلمية.
وأكد قائد الثورة أن الملف النووي ذريعة غربية وإيران تقدم كل الآليات المتاحة للاطمئنان إلى عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي.. وقال” بعيدا عن الاعتبارات الشرعية والقيمية لإيران، لكن لماذا يُتاح لأمريكا أن تمتلك السلاح النووي وتستخدمه؟”.
ولفت إلى أن أمريكا وإسرائيل تملكان السلاح النووي وهما يشكلان الخطر على المجتمع البشري، وأمريكا استخدمت السلاح النووي لإبادة المجتمعات البشرية كما حصل في اليابان.
وأضاف” إذا كان التعاطي مع السلاح النووي من باب ما يشكله من تهديد للبشرية، فأول من ينبغي أن يمنع من امتلاكه هو العدو الإسرائيلي”.. لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي متوحش ومتفلت من كل القيم والأخلاق والقوانين والمواثيق ومن كل الاعتبارات.
وشدد على أن الخطر هو في امتلاك العدو الإسرائيلي للسلاح النووي وكذلك الأمريكي الذي استخدمه لإبادة الناس في اليابان.. مبينا أن الأمريكي أباد المدنيين في اليابان بالسلاح النووي ولم يستهدف المعسكرات أو جبهات القتال.
وذكر قائد الثورة أن الأعداء قلقون من أن تمتلك إيران القدرة النووية بعيداً عن مسألة السلاح النووي وأي قدرة عسكرية وعلمية، وهم يعادون إيران طالما هي في الاتجاه المتحرر المتبني لقضايا الأمة على أساس من الانتماء الإسلامي.
ولفت إلى أن الأمريكي قدم الغطاء للعدوان الإسرائيلي على إيران، ومارس “الخداع الاستراتيجي” وأصبح أداؤه في المفاوضات جزءا من أساليب التمهيد للعدوان، وهذه فضيحة وحجة عليه.. لافتا إلى تزامن العدوان على إيران مع هجمة إعلامية وحرب نفسية بهدف تحقيق إنجاز كبير لكن العدو فشل.
وأكد أن العدوان على إيران فاشل والخسائر والأضرار لن تحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية، ومع الصمود الإيراني وتماسكه اتجه للرد الفاعل المدمر القوي ضد العدو الإسرائيلي.
وأفاد بأن مستوى الرد الإيراني في حجمه وقوته وفاعليته وتأثيره جعل العدو الإسرائيلي في وضع غير مسبوق، ولم يسبق للعدو الإسرائيلي حتى في كل جولاته العدوانية التي دخل فيها في معركة مع الأنظمة العربية أن كان في وضعية مثل هذه.. مؤكدا أن الرد الإيراني المدمر والقوي والفعال بزخمه الكبير ألحق بالعدو الإسرائيلي دماراً هائلا.
وذكر السيد القائد أن الصهاينة في كل أنحاء فلسطين هم في حالة رعب وخوف إلى درجة أن البعض منهم باتوا يهربون بالتهريب عبر الزوارق إلى قبرص.. مبينا أن العدو الإسرائيلي يسعى بكل جهد إلى التعتيم الإعلامي ويمنع عمليات التصوير، وما يخرج من تصوير هو خارج نطاق المنع.
وأكد أن الحالة الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مطمئنة ومستوى التفاعل الشعبي كبير جدا.. مبينا أن حالة العدوان الإسرائيلي حالة مستفزة جداً وردة الفعل تجاهها هي ردة فعل مقاومة مجاهدة غاضبة ومستاءة.
ولفت إلى أن الشعب الإيراني لم يتجه للاستسلام والخنوع والرضوخ بل للاستياء والغضب والتحرك في إطار الدفاع ورد الفعل المشروع الطبيعي.. مبينا أن الجمهورية الإسلامية في إيران تمتلك كل عناصر القوة والثبات المعنوية والمادية والعدو الإسرائيلي لن يتمكن من إلحاق الهزيمة بها أو السيطرة عليها.
وأوضح أن ما يقوله ترامب من هراء وتهريج عندما يطرح مسألة الاستسلام غير المشروط على إيران وهو كلام غير عقلاني.. مشيرا إلى أن الشعب الإيراني مستفز بالعدوان الإسرائيلي ومستاء وغاضب ومتجه لتعزيز تعاونه ووحدته الداخلية وموقفه الواحد والقوي.
كما أكد قائد الثورة أن الشعب الإيراني يمتلك كل مقومات البقاء والثبات والصمود والرد القوي والمؤثر وكل عوامل النصر.. موضحا أن إيران بلد إسلامي كبير وأصيل ودولة مسلمة حرة ناهضة وقوية، وليس حالها كحال الصهاينة ممن هم لفيف من شذاذ الآفاق بجواز سفر وأمتعة محزومة للمغادرة.
ولفت إلى أن الصهاينة في أي هجوم عليهم يصنفونه على الفور بخطر وجودي لأنه ليس لهم وجود أصيل ولا ثابت، والصهاينة هم في حالة جهوزية للمغادرة على الدوام.
وذكر أن إيران كبلد إسلامي أصيل وقوي وكبير يمتلك نهضة علمية متقدمة ونموذجية وبنية اقتصادية قوية.
وقال” العدو الإسرائيلي اعتدى وبشراكة أمريكية ودعم أمريكي على إيران حقداً على نهضتها العلمية الشاملة كأنجح نموذج إسلامي متميز”.. مبينا أن إيران نموذج ملهم وفاعل مؤثر في العالم الإسلامي وغرب آسيا وتزخر بعلمائها ومفكريها والعقول النيرة التي تزخر بها.
وأشار إلى أن استهداف العلماء في مختلف المجالات العلمية من أهداف العدوان الإسرائيلي على إيران لأنه يعتبرهم مشكلة كبيرة.. وقال” الأعداء حاقدون لا يتحملون أن تكون هناك نهضة داخل الأمة ويغتاظون حينما تحقق إيران نسبة نمو علمي من بين الأعلى في العالم”.
وبين السيد القائد أن الأعداء يحقدون على إيران لأنها تحقق مرتبة متقدمة علمياً في مجالات الطب والهندسة والتقنيات وعلى صعيد التعليم الجامعي وتقود نهضة حديثة وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في معظم احتياجاتها وحررت شعبها من الخضوع للآخرين.
وأوضح أن إيران تمتلك قدرات عسكرية ضخمة ومتطورة وبزخم كبير وترسانتها الصاروخية هائلة وكانت طوال العقود الماضية في حالة إعداد وبناء عسكري تراكم الإنجاز في هذا الجانب ولديها قوة عسكرية ضخمة في الحرس الثوري والجيش والتعبئة، وهي مبنية على أساس الإيمان ومؤهلة وكفؤة.
وقال” الشعب الإيراني كبير وحيّ يمتلك عقيدة التحرر والإيمان ويؤمن بالثورة الإسلامية”.. مبينا أن إيران تملك قيادة راشدة مؤمنة وحكيمة وقوية متمثلة بمرشد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي حفظه الله.
وذكر أن بنية النظام الإسلامي في إيران قوية جداً ومعه جيلين من العلماء والقادة والكوادر الكفؤة والمؤهلة.. موضحا أن استشهاد قيادة عسكرية أو شخصية معينة لن يؤثر على إيران لأنها تملك الآلاف من الكوادر التي لها دورها وكفاءتها.
وأكد السيد القائد أن العدوان على إيران لن يضعفها ناهيك عن هزيمتها أو دفعها للاستسلام، بل سيزيدها قوة على كل المستويات.. مبينا أن الأعداء يكشفون حقيقتهم للشعب الإيراني، ولا سيما لجيل الشباب الذي لم يدخل في مواجهات ومخاطر عسكرية.
ولفت إلى أن النظام الإسلامي هو امتداد للشعب الإيراني وليس منفصلاً عنه.. مؤكدا أن العدوان الإسرائيلي فاشل بالرغم من أنه مدعوم من الغرب بشكل كبير على كل المستويات، وقصفه لبعض المنشآت في إيران لن يحقق أهدافه، ولن يتمكن أبدًا من القضاء على القدرات في المجال النووي الإيراني.
ولفت إلى أن عملية اليوم قوية وقالت عنها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها أكبر عملية من منذ بداية عمليات الرد الإيراني.. وقال” 14 موجة من موجات القصف الصاروخي في الرد الإيراني تتم بزخم كبير وبعمليات هادفة مؤثرة تضرب اهدافاً مؤثرة على العدو”.
كما أكد السيد القائد أن الرد الإيراني مؤثر على العدو في الجانب العسكري والاستخباراتي وفي التصنيع العسكري.. مشيرا إلى أن عمليات اليوم كانت من أهم العمليات والعدو الإسرائيلي يحاول أن يحرف الحقائق بشأنها.
ولفت إلى أن تضرر مستشفى عسكري للعدو من موجة انفجار لا يقارن مقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي تجاه المستشفيات في غزة.. مبينا أن العدو الإسرائيلي يقتحم المستشفيات في غزة ويقتل كوادرها الطبية والصحية ويقتل المرضى ويستهدف حتى الحضانات ويدمرها.
وذكر أن العدو الإسرائيلي ليس مؤهلا لأن يتحدث مع الآخرين عن أنهم استهدفوا مستشفى عسكري لأنه تأثر بموجات انفجار على أهداف مشروعة.
وأوضح السيد القائد أن الأمريكي يطرح طرحاً سخيفا جدا حينما يتحدث عن الاستسلام غير المشروط وهو طرح لا يمكن أن يتحقق إطلاقاً، ويكشف عن حقيقة توجهات الأعداء وما يسعون له تجاه الأمة بكلها.
وأكد أن الأعداء يريدون من كل المسلمين أن يكونوا مستسلمين لهم وخانعين لهم وخاضعين لهم.. مبينا أن” الاستسلام غير المشروط يعني أن تكون الأمة الإسلامية مستباحة بالكامل لهم وألا يكون هناك اعتراض على أي شيء يعملونه بها مهما كان إجرامياً وعدوانياً وغير مشروع”.
وقال” ينبغي أن تصنع الأحداث بأهميتها وما فيها من المآسي حالة الوعي لدى أمتنا بشكل كبير”.. مشيرا إلى أن الموقف الغربي يتبنى الموقف الإسرائيلي في العدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران وبشكل واضح ومفضوح.
وذكر أن موقف الغرب مهم بالنسبة لأمتنا وكذلك بالنسبة لبعض التيارات في الشعب الإيراني لأن ترى الأوروبيين على حقيقتهم وهم يتبنون العدوان.
وأشار إلى أنه عندما يستهدف العدو الإسرائيلي مقدرات وإمكانات الشعب الإيراني يأتي البريطاني والفرنسي والألماني ومن معهم ليقولوا هذا من حق إسرائيل!.. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي في حالة عدوان على شعوب أمتنا بدءا من الشعب الفلسطيني.
ولفت السيد القائد إلى أن الغرب يصف الاعتداءات الصهيونية بأنها “دفاع عن النفس” في ممارسة للدجل والتزييف وتنكر للحقائق الواضحة، ويتبنى كل ما يفعله العدو الإسرائيلي ضد أمتنا وهذا انكشاف يكشف فعلا عن حقيقتهم وسوئهم وعدوانيتهم.
وأوضح أن الغرب أراد أن يكون الكيان الصهيوني رأس حربة في العدوان والتسلط والظلم ضد أمتنا.. مبينا أن الدول الغربية تكشف عن حقيقتها العدوانية وهذا ما ينبغي على شعوبنا وكل العالم معرفته.
وذكر أن “من أهم ما نستفيده من الأحداث هو الوعي والمعرفة والفهم الصحيح”.. مؤكدا أن استهداف الأعداء لإيران يهدف إلى إزاحة العائق الأكبر بهدف السيطرة الإسرائيلية على المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية.
وأفاد بأن تنفيذ المخطط الصهيوني وتثبيت معادلة الاستباحة من الأهداف الأساسية للعدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران التي تمثل العائق الأكبر أمام السيطرة الإسرائيلية التامة على الشعوب والبلدان العربية والإسلامية.. وقال ” الأعداء مستعجلون في محاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني، والاتجاه للسيطرة على بقية البلدان”.
وأضاف” لو كان حجم هذه الهجمة التي حصلت ضد إيران على بلد عربي، كيف سيكون وضعه؟ هل سيتحمل بهذا المقدار؟ ولا سيما البلدان التي لم تبن واقعها على أساس مواجهة الخطر الصهيوني”.
وتابع” المفترض أن يكون الإسرائيلي هو العدو الفعلي لكل الدول العربية وأن تبني قدراتها العسكرية وواقعها بما يؤهلها لمواجهة هذا الخطر، وينبغي على كل الدول الإسلامية الثبات على موقفها المعلن من العدوان الإسرائيلي على إيران”.
وأفاد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بأن موقف الدول الإسلامية من العدوان على إيران جيد وينبغي الثبات على هذا الموقف، وعلى الدول العربية والإسلامية ألا تخنع وألا تخضع لأمريكا لأنها تحاول أن تؤثر على موقفها لصالح الموقف الإسرائيلي.
وقال” ينبغي للدول العربية المستباحة أجواؤها وفي المقدمة العراق أن تسعى لمنع العدو الإسرائيلي من استباحة أجوائها لأن هذا اعتداء عليها”.. مبينا أن بعض البلدان تصدر مواقف بأنها لا تريد أن تكون طرفاً في هذا الصراع لكن عندما تكون أجواؤها مستباحة للإسرائيلي فهو لم يحقق ما أعلن عنه من حياد.
وذكر بأن العدو الإسرائيلي استباح أجواء الأردن وسوريا والعراق ويفترض أن يكون هناك سعي لمنع هذه الاستباحة ولو بتبني الموقف.. وقال” لا يجوز لأحد أن يبرر استباحة العدو الإسرائيلي لأجواء بعض البلدان لأن بمقدورها أن تفعل مواقف معينة مقابل الاستباحة وانتقاص السيادة”.
وأضاف” على الشعب العراقي أن يسعى ولو في المستقبل للخروج من وضعية الاستباحة وألا يبقى الوضع كما هو الحال في سوريا والأردن، ومن المهم لكل أبناء أمتنا ولكل شعوبنا أن تسهم هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي تجاه حقيقة الأعداء وعناوينهم المخادعة”.
وأشار إلى أن ” على الأمة أمام الأحداث أن تتجه لتعزيز حالة الإخاء والتعاون بين أبناء العالم الإسلامي وعناصر القوة”.. مبينا أن الأمة في مستوى بلدانها وشعوبها وإمكاناتها لا ينقصها العدة ولا العدد ولا الإمكانات، وما ينقصها هو الوعي والشعور بالمسؤولية والتحرك على أساس ذلك”.
وقال” لا ينبغي أبداً أن تقبل الأمة بأن يسعى حفنة من اليهود المجرمين الطغاة للسيطرة التامة عليها وإذلالها وإخضاعها واستباحتها ونهب ثرواتها”.. لافتا إلى أن القرآن الكريم أرقى مصدر يرتقي بالأمة في وعيها ومصاديقه متجلية في الواقع وشواهده من الأحداث اليومية.
وأكد السيد القائد أن العمليات العسكرية الإسنادية من يمن الإيمان والجهاد والحكمة، في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، استمرت خلال هذا الأسبوع عبر القصف الصاروخي.. وقال إن “عملياتنا العسكرية ضد العدو الإسرائيلي مستمرة، وحظر ملاحة العدو مستمر ومسيطر عليه بشكل تام في مسرح العمليات”.
وأوضح أن التحرك اليمني بقدر ما هو مساندة ونصرة للشعب الفلسطيني، هو سبب للنصر وعامل بناء وتأهيل وارتقاء.. مشددًا على أن الحظر للملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، ومسرح العمليات الممتد إلى خليج عدن والبحر العربي مستمر وحاسم ومسيطر عليه بشكل تام.
كما أكد أن الأنشطة الشعبية مستمرة بكل أنواعها من وقفات وندوات وفعاليات، وأنشطة التعبئة العامة مستمرة.. مشيدًا بالخروج المليوني المستمر بزخم عظيم وتفاعل صادق ووفاء بكل ما تعنيه الكلمة.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية تأتي في سياق الجهد الشعبي وكنوع من البناء والتأهيل المبني بالإيمان والإخلاص، وله أهمية وبركة في النفوس.
ودعا السيد القائد الشعب اليمني للخروج يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات، نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي على أمتنا الإسلامية، وتأييدًا لموقف الجمهورية الإسلامية في ردها على العدوان الإسرائيلي ودفاعها عن نفسها وعن هذه الأمة وتضامنًا مع شعبها.
وأكد أن “الخروج المليوني للشعب اليمني يأتي في سبيل الله وفي إطار موقف عظيم ومقدس، وجزء من جهاد شعبنا، ويستحق منا الاستمرار بشكل أسبوعي”.
وقال “موقفنا ثابت مع الشعب الفلسطيني ومع أحرار أمتنا ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ضد العدو الإسرائيلي وفي مواجهة العدو الإسرائيلي وأيضًا في مواجهة الأمريكي”.
وأضاف” “نظرتنا واسعة بأننا أمة واحدة وعلينا مسؤولية واحدة وعلينا أن نعالج في واقع أمتنا حالة الفرقة والشتات التي يستغلها الأعداء لاستهداف شعوب أمتنا”.. موضحًا أن “كل الأعمال التي نؤديها في سبيل الله هي مهمة جدًا في عزتنا وكرامتنا وقوتنا ودفع للعدو عنا، أما الله فهو غني عنا”.
وأكد السيد القائد أن الخروج المليوني الأسبوعي لشعبنا العزيز هو بحضور كبير ووازن ومهم ومؤثر وله نتائج مهمة جدًا.. مشددًا على أنه جزء من الجهاد في سبيل الله تعالى وله الأثر النفسي والتربوي وله بركاته المعنوية.