جوجل تطرد مهندسًا احتج على المشاركة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
طردت شركة جوجل مهندسًا سحابيًا قام بمقاطعة باراك ريجيف، المدير الإداري لأعمالها في إسرائيل، خلال خطاب ألقاه في حدث تكنولوجي إسرائيلي في نيويورك، وفقًا لشبكة CNBC. "أنا مهندس برمجيات في Google وأرفض بناء تكنولوجيا تدعم الإبادة الجماعية أو المراقبة!" وشوهد المهندس وسمع وهو يصرخ في مقطع فيديو التقطته الصحفية المستقلة كارولين هاسكينز وانتشر على الإنترنت.
في العام الماضي، نشرت مجموعة من موظفي جوجل رسالة مفتوحة تحث الشركة على إلغاء مشروع نيمبوس، بالإضافة إلى التنديد بـ "الكراهية والإساءة والانتقام" التي يتعرض لها العمال العرب والمسلمون والفلسطينيون داخل الشركة. وقال المهندس: "مشروع نيمبوس يعرض أفراد المجتمع الفلسطيني للخطر! أنا أرفض بناء التكنولوجيا التي سيتم استخدامها للفصل العنصري السحابي". وبعد إخراجه من المكان، قال ريجيف للجمهور إن "فن امتياز العمل في شركة تمثل القيم الديمقراطية هو إفساح المجال لآراء مختلفة". وأنهى كلمته بعد أن قاطعه متظاهر ثان واتهم جوجل بالتواطؤ في الإبادة الجماعية.
وقع الحادث خلال مؤتمر MindTheTech في نيويورك. ويبدو أن موضوعها لهذا العام كان "قف مع التكنولوجيا الإسرائيلية"، لأن الاستثمارات في إسرائيل تباطأت بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر. كتبت هاسكينز وصفًا تفصيليًا لما شاهدته في الحدث، لكنها لم تتمكن من البقاء حتى انتهى الأمر، لأن الأمن طردها أيضًا.
أخبر مهندس Google الذي قاطع الحدث هاسكينز أنه يريد "أن يعرف مهندسو Google Cloud الآخرون أن هذا هو الشكل الهندسي - وهو الوقوف تضامنًا مع المجتمعات المتضررة من عملك." لقد تحدث إلى الصحفي دون الكشف عن هويته لتجنب التداعيات المهنية، لكن من الواضح أن جوجل اكتشفت هويته. وفي بيان لموقع Engadget، قال متحدث باسم Google: "في وقت سابق من هذا الأسبوع، قام أحد الموظفين بتعطيل زميل في العمل كان يقدم عرضًا تقديميًا - مما أدى إلى التدخل في حدث رسمي ترعاه الشركة. هذا السلوك ليس مقبولًا، بغض النظر عن المشكلة، والموظف تم إنهاؤه بسبب انتهاك سياساتنا."
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
المندوس.. خزانة الأسرار والكنوز من قلب التراث والذاكرة الجماعية
«المندوس» من أقدم القطع التي كانت تزين البيوت العُمانية، لا سيما غرف النساء. صنع من الخشب، وغالبا ما يزخرف بمسامير معدنية أو نقوش يدوية، ويكون له قفل مميز يزين بالحديد أو النحاس. يستخدم لحفظ الأغراض الثمينة مثل المجوهرات، والملابس، والعطور، وحتى الأموال والمستندات، وكان جزءا جوهريا من جهاز العروس، حيث تنفرد المرأة بأغراضها الخاصة بعد الزواج.
ويعد «المندوس» أحد الرموز الحية للتراث المادي غير المنقول في سلطنة عُمان. ولم يكن مجرد صندوق خشبي تحفظ فيه الأغراض الشخصية، بل تحول إلى معلم ثقافي وتراثي، يعكس أنماط الحياة، والأدوار الاجتماعية، والتقاليد المتوارثة جيلا بعد جيل؛ فهو أحد رموز الهُوية الثقافية الوطنية، مما يستدعي المحافظة عليه وتوثيقه وتعزيز حضوره في ذاكرة الأجيال.
في هذا الاستطلاع نسلط الضوء على جوانب حسية ورمزية مرتبطة بالمندوس العُماني، كما نقدم شهادات لنساء من أجيال مختلفة، عايشن هذا الموروث...
«المندوس» هو صندوق خشبي متين ذو غطاء يختلف بتصاميمه، يصنع يدويا، ويزين بزخارف معدنية ونقوش تقليدية، ويستخدم لحفظ الممتلكات الثمينة كالذهب، والمجوهرات، والعطور، والنقود، والمستندات المهمة. وتعود تسميته إلى الأصل الفارسي لكلمة «مندوس» التي تشير إلى صندوق التخزين، إلا أن الشكل العُماني تطور ليأخذ طابعا فنيا خاصا ومميزا.
ظهر مع ازدهار التجارة البحرية في عُمان، وكانت التجارة البحرية القديمة في طريق اللؤلؤ، للهند، وإفريقيا، وتم إدخال الطرازات الأولى من الهند منذ القرن الثامن، وذاع استخدامه في القرن التاسع عشر وحتى الستينيات. وبعض «المناديس» القديمة عمرها أكثر من 100 سنة.
المواد المستخدمة
تستخدم أنواع متعددة من الأخشاب في صناعة «المندوس»، كخشب الساج، وهو الأشهر نظرا لمتانته ومقاومته للعوامل الجوية والحشرات، وخشب التيك والماهوجني ويستخدم بنسب أقل في «المناديس» المزخرفة. وتضاف إليه مسامير وألواح نحاسية تثبت على هيئة زخارف هندسية أو نباتية، وقد تستخدم أنماط مثل النجوم والدوائر والأقواس. كما أن بعض المناديس القديمة يزين سطحها بقفل تقليدي معدني أو نقشات محفورة يدويا.
صناعة المندوس
يصنع المندوس يدويا عبر استخدام أدوات تقليدية مثل: المنشار اليدوي، والإزميل، والمطرقة النحاسية، ومكواة الحرق (للنقش على الخشب). ويتم تجميع الأجزاء عبر دق المسامير وربط الزوايا الحديدية، ثم تثبيت الأشرطة النحاسية والمفاصل. وتخضع بعض المناديس للتلميع أو الطلاء الطبيعي لإبراز لون الخشب.
أنواعه ومحتوياته
هناك نوعان أساسيان وهما مندوس العروس: حجمه كبير ومزخرف، يستخدم لنقل جهاز العروس، ومندوس المجوهرات أو النقود ويكون أصغر حجما، وأقل زخرفة. ويحتوي المندوس على رف علوي أو درج داخلي صغير ومخفي، ويضم بعض الأحيان صندوقا سريا أسفل المقبض الداخلي، وتكون المقابض من النحاس أو الحديد، وبعض الطرازات ترتكز على أرجل خشبية للتهوية والحماية من الرطوبة.
الاستخدامات التقليدية
في الماضي، كان المندوس يستخدم بشكل يومي أو شبه يومي من قبل النساء والرجال، وارتبط بوظائف مختلفة كحفظ الحلي الذهبية والعقود الفضية، وتخزين العطور التقليدية مثل اللبان والمسك والعنبر، والحفاظ على الوثائق المهمة أو النقود الورقية والفضية، وتقديمه كجزء من «جهاز العروس» ليلة الزفاف، فضلا عن استخدامه كصندوق زكاة أو مهر.
مكانته في العصر الحديث
مع تطور أنماط الحياة، تحول المندوس من أداة عملية إلى قطعة تراثية وديكورية. وبات يستخدم في تزيين المجالس العُمانية والصالونات، وحفظ الذكريات والصور التذكارية، والعرض في المعارض والمهرجانات التراثية، وتقديمه كهدية رمزية في المناسبات الرسمية. كما ساهم بعض الفنانين الحرفيين في تطوير تصميماته ليناسب الأذواق المعاصرة دون الإخلال بهُويته التقليدية.
دلالاته الثقافية والاجتماعية
يحمل المندوس في طيّاته رموزا عميقة؛ فهو يرمز إلى هُوية المرأة العُمانية وعلاقتها بالبيت والتراث، ويوثق لحظات الزواج والمناسبات السعيدة، ويستخدم أحيانا لحفظ الهدايا والعطايا، كما يمثل الخصوصية الفردية والحياة الداخلية للمرأة.
آراء الأجيال
تقول الجدة سلامة الهنائية: كنت أحفظ في المندوس ملابسي، ومصوغاتي، والبخور، وحتى الفلوس؛ لأنه الخزنة في البيت، مبينة أنها كانت تستخدمه يوميا، فالعرس لا يكتمل من دون المندوس. وتشير إلى أن بعض الناس كانوا إذا سافر أحد من أفراد الأسرة، يضع وصيته ومصوغاته في مندوس كأمانة، لا تُفتح إلا بعد عودته. فكان المندوس شاهدا على الأسرار والعهود، وكان مغلقا ومفتاحه في ثوبي.
وتوضح بدرية الوهيبية بقولها: زمان، كان المندوس كخزينة الذهب.. إذا سمعت صوت فتحه في بيت، فإنه يبشر بخبر جميل.. إما أم جهزت ابنتها للزواج، أو امرأة تتفقد ذهبها. وكان يعبق برائحة اللبان والعطور، وعندما نفتحه، تخرج رائحة الزمن الجميل. وتضيف: مندوسي كان قطعة من جهازي أحتفظ به حتى اليوم. وكنت أضع فيه كل شيء، لكني الآن أضعه للزينة، وأصبح قطعة فنية تذكرني بزمن أمي.
من جانبها أشارت عائشة المحروقية بقولها: نضع في المندوس أدوات العروس والعطور، وكان حاضرا في الأعراس حتى وقت قريب، فجأة اختلفت الأذواق وابتعد الناس عنه، ولكن لا تزال بعض البيوت العُمانية تحتفظ به وخاصة مع الجدات، مبينة أن استخدامات المندوس لم تكن في البيت وحسب فحتى التجار يضعون الأموال والوثائق، فالاستخدام لم يكن محصورا على النساء، واستخدمه الجنسان كوسيلة للتخزين والتوثيق.
أما نورة السعدية فتوضح أن المندوس أصبح مجرد قطعة جمالية، بالرغم من أهميته التراثية، إلا أن سباق الأجيال مع رحلة التغيير حولته من الاستخدام العملي إلى الديكور. بل تحول الموضوع إلى محاولات إلى تطويره، وتمت الاستعانة بالألوان لتواكب أذواق الشباب، والشباب اليوم يرونه قطعة تراثية وأنيقة تزين الصالون، فهو تحفة تراثية. ومع ذلك يبقى المندوس المزين بالنجوم والمسامير هو الأصل والتراث.
في حين يقول الحرفي محمد البلوشي، وهو يقوم بصناعة المناديس إنه ورث الحرفة عن عائلته، وأن المندوس يتنوع بأشكاله بحسب زخرفته وقطع الخشب المستخدمة، فيصنع من أخشاب صلبة وثقيلة، تستورد غالبا من الهند وإفريقيا، مثل: الساج وهو الأكثر شيوعا لأنه متين ومقاوم للرطوبة، والسيسم وهو خشب عالي الجودة، يستورد أحيانا من زنجبار، فضلا عن أخشاب الصندل، والسدر، والقرط، والألمس، وبعض الأنواع الأخرى، مبينا أن هذه الأخشاب قوية وتدوم لقرابة 150 سنة أو أكثر.
أما عن الديكورات والتفاصيل الزخرفية، فيشير إلى أن المندوس يزين بالمسامير النحاسية أو البرونزية، وأحيانا مطلية بالذهب أو الفضة، ترص في أنماط هندسية كالدوائر، والنجوم، أو خطوط متعرجة، بتصاميم متنوعة. وتضاف أحيانا صفائح نحاسية أو فضية محفورة بطريقة النقش، وزخارف رفيعة على المفاصل والقفل، لافتا إلى أن هناك أنماطا متوارثة يقومون بصناعتها، وأن الجيل الجديد ما زال يقتني المندوس.