خبراء ومحللون: نتنياهو يسعى لتدشين مرحلة جديدة في غزة بغطاء أميركي
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
يرى خبراء ومحللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى تدشين مرحلة جديدة في حربه على قطاع غزة تنطلق من عدم رغبته في إنهاء الحرب لاعتبارات شخصية، ويتوقعون أن تحظى تلك المرحلة بغطاء من الإدارة الأميركية حتى وإن ظهر في الأفق اتساع دائرة الخلاف بين الطرفين.
وكان نتنياهو قال لموقع بوليتيكو الإخباري إن إسرائيل على وشك إنهاء الجزء الأكبر من الحرب التي قال إنها قاب شهرين أو أقل حتى تطوى صفحتها نهائيا، مشددا على أنه لا وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي سياق حديثه عن الموقف الأميركي، يرى نتنياهو أن هناك توافقا بشأن الأهداف الأساسية وخلافات حول كيفية تحقيقها، وهي التي ظهرت بشكل أوضح في حديث الرئيس الأميركي جو بايدن بأن نتنياهو يضر بإسرائيل أكثر مما يساعدها، حيث يجعل بقية العالم تعارض ما تمثله إسرائيل.
هذا الخلاف يعتبره الدكتور خليل العناني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية صوريا وليس حقيقيا، ويتعلق بأمور تكتيكية وليست جوهرية، فالإدارة الأميركية -حسب حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- شريكة شراكة كاملة للاحتلال في عدوانها على قطاع غزة وليست مجرد داعم خارجي.
وأضاف أن نتنياهو يرى أن الحرب مشروع سياسي وهدف في حد ذاته وليست وسيلة لتحقيق غايات أخرى، لما هو معلوم من ارتباط إيقاف الحرب بمحاسبته، سواء على ملفات فساد سابقة أو إخفاقه في التصدي لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أو فشله في تحقيق أي منجز عسكري على الأرض.
ضوء أخضر أميركيويضيف العناني أن الضوء الأخضر والدعم اللامحدود من الإدارة الأميركية لا يجد معهما نتنياهو أي سبب لإيقاف حربه العبثية في غزة، معتبرا حديث بايدن المتصاعد عن الجانب الإنساني وإعلانه السعي لإنشاء ممر بحري ليسا إلا شكلا من أشكال حملة علاقات عامة لتبييض وجهه داخليا في ظل تراجع شعبيته الواضح.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة أن نتنياهو مع إصراره على استمرار الحرب يسعى إلى تدشين مرحلة جديدة منها لها عنوانان أساسيان، الأول استمرار الضغط العسكري على المقاومة، والآخر وبخط مواز استغلال الكارثة الإنسانية بحيث تتحول إلى عنصر ضغط على المدنيين.
وفي هذا السياق، أشار الحيلة إلى ما تحدثت عنه تقارير من تواصل منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان مع شخصيات داخل غزة في محاولة لتشكيل إدارة بديلة لحماس على الأرض، وهو ما أكد مفوض عام العشائر الفلسطينية في قطاع غزة عاكف المصري رفض التعاطي معه بشكل قاطع.
وربط الحيلة بين حديث نتنياهو عن حاجة الحرب لشهرين حتى تحقق أهدافها وما ذكرته المصادر الأميركية من حاجة الممر البحري وإنشاء رصيف قبالة شواطئ غزة إلى شهرين، معتبرا أن ذلك يأتي في إطار تنسيق مخطط لم يتم الإفصاح عنه لاستغلال ملف الإغاثة لإيجاد سلطة بديلة لحركة حماس.
سياسة الأمر الواقعواعتبر المحلل السياسي الفلسطيني نجاح هذا المخطط مرهونا بسياسة الأمر الواقع ومن ستكون له الغلبة في الميدان، مؤكدا في الوقت ذاته تورط واشنطن في تلك المساعي التي يعمل نتنياهو على تحقيقها.
من جهته، يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي أن إصرار نتنياهو على خيار الحرب يعتمد على أنه لا خيارات حقيقية أخرى له، وأن استمراره في تكرار ادعاءاته بالقدرة على تحقيق النصر وقربه منه يأتي في ذلك الإطار.
وفي هذا الصدد، يشير الشوبكي إلى قراءات سابقة قُدمت لسياسة نتنياهو -وبعضها من مصادر إسرائيلية- بميله إلى جر الحروب لمرحلة تمييع والوصول إلى مرحلة لا يمكن القول فيها بشكل مطلق إن هناك منتصرا ومهزوما، مما يمكنه من تقديم ادعاءات قابلة للتأويل كما حصل في حروب سابقة.
ويرى أن مساعي نتنياهو في حربه ضد حماس لم تعد عسكرية فقط، وأن الخطوة اللاحقة تتمثل في خلق ملفات تمكن من وجود مساحات لخلافات فلسطينية فلسطينية، معتبرا ذلك أمرا كارثيا في حال تحققه، ويستلزم يقظة وحراكا من الفصائل الوطنية الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: حكومة نتنياهو ترتكب جرائم حرب وتتخذ التجويع سلاحا
تناولت صحف ومواقع عالمية الأوضاع المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ترتكب جرائم حرب ممنهجة، وتستخدم التجويع وسيلة لإخضاع السكان، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة قد لا يمكن احتواؤها.
ففي تقرير لصحيفة واشنطن بوست، رُصدت ظاهرة متنامية تتمثل في بحث العائلات الفلسطينية عن الطعام في النفايات، وهو مشهد غير مسبوق في غزة حتى في أسوأ ظروف الحصار السابقة، وفق وصف الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الممارسات المؤلمة بدأت بالظهور خلال الأشهر الأخيرة من الحرب، تحت وطأة الجوع المدقع، في وقت يحرص فيه كثيرون على القيام بها ليلا تجنبا للإحراج الاجتماعي.
من جانبها، أكدت منصة ذي إنترسبت أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع بفعالية في غزة، داعية إلى مواجهته بسلاح المساعدات الإنسانية العاجلة لوقف التدهور الكارثي في الوضع الغذائي.
ونقل الموقع عن منظمات إغاثية قولها إن الحصار الإسرائيلي لا يزال محكما، وإن الجيش يكثف استهدافه للجهات التي تحاول إيصال المساعدات، في وقت يعاني فيه واحد من كل 5 فلسطينيين من جوع حاد.
التعليم عن بعدوفي تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية، وُثّقَت محاولات صمود أكاديمية في غزة، حيث لجأت الجامعات الكبرى إلى التعليم عن بُعد لجذب آلاف الطلبة رغم دمار المؤسسات التعليمية.
إعلانوذكرت الصحيفة أن جامعتي الأزهر والأقصى، والجامعة الإسلامية، بادرت منذ صيف العام الماضي بإطلاق برامج إلكترونية، واعتبر عميد كلية الزراعة بجامعة الأزهر ذلك "تحديا قوميّا" في وجه الحرب.
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد نشرت مقالا لرئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، اتهم فيه حكومة نتنياهو بارتكاب جرائم حرب، واصفا إياها بـ"العصابة الإجرامية" التي حولت غزة إلى منطقة كارثة إنسانية.
وشدد أولمرت في مقاله على أن العمليات العسكرية تفتقر لأي أهداف أو إستراتيجية واضحة، وأنها تُدار بدوافع سياسية شخصية، ما يمثل سابقة خطيرة في تاريخ إسرائيل السياسي والعسكري.
وفي السياق ذاته، كشفت الغارديان البريطانية عن رسالة موقعة من أكثر من 800 محام وقاض بريطاني، من ضمنهم قضاة سابقون بالمحكمة العليا، طالبوا فيها بفرض عقوبات على إسرائيل وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة.
وأكد الموقعون أن هناك أدلة متزايدة على ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، فضلًا عن خروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، مطالبين بتحرك فوري لوقف هذه الانتهاكات.
خطوة ضروريةوفي سياق منفصل، نشرت مجلة فورن أفيرز الأميركية مقالا تناول الأوضاع في سوريا، معتبرة أن تخفيف العقوبات الأخيرة خطوة ضرورية لكنها غير كافية لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية والسياسية.
وشدد المقال على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وسريعة لدعم جهود التعافي والاستقرار، مشيرا إلى أن التأخر في إعادة الإعمار قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الداخلية وتزايد التجاذبات الإقليمية.
وأخيرا، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مطلعين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتبنى موقفا غير متحمس تجاه دعم أوكرانيا، متأثرا بعوامل شخصية وسياسية.
وبحسب التقرير، فإن كراهية ترامب للرئيس الأوكراني زيلينسكي، ورفضه لسياسة العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى قناعته بقدرته على التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تُشكل رؤيته بشأن الحرب.
إعلان