توتر أمريكي صيني روسي.. إلغاء تأشيرات وطرد علماء وتكثيف الرقابة الأمنية
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
أكد مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية أن جميع حاملي التأشيرات المرتبطين بجامعة “هارفارد”، بمن فيهم الطلاب والعاملون والزوار، يخضعون حالياً لتدقيق شامل ضمن إجراءات تهدف إلى كشف أي ثغرات أمنية أو سوء استخدام لنظام التأشيرات.
وفي تصريحات لشبكة “فوكس نيوز”، أوضح المسؤولون أن التحقيق يشمل تأشيرات دراسية (F-1)، وتأشيرات عمل مؤقت (B-1)، وتأشيرات سياحية (B-2)، إلى جانب أنواع أخرى، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقارير عن “سلوك مؤيد للإرهاب” في احتجاجات شهدها حرم الجامعة، وفق ما أفادت به وزارة الأمن الداخلي.
وكانت الوزارة قد ألغت بالفعل برنامج تأشيرات الطلاب الخاص بجامعة هارفارد، ما يعني منع الجامعة من تسجيل طلاب أجانب للعام الدراسي 2025-2026، مع مطالبة المسجلين حالياً بمغادرة الولايات المتحدة أو الانتقال إلى مؤسسات تعليمية أخرى قبل بداية العام المقبل، تجنباً لفقدان وضعهم القانوني.
وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم صرّحت بأن “استضافة الطلاب الأجانب امتياز، لا حق”، متهمة هارفارد بـ”رعاية العنف ومعاداة السامية والتعاون مع الحزب الشيوعي الصيني داخل الحرم الجامعي”، إضافة إلى “فشلها المتكرر في تقديم سجلات سلوكية تخص حاملي التأشيرات”.
وأكدت نويم أن قرار الإلغاء جاء بعد تجاهل متكرر لمطالب الوزارة، مشيرة إلى أن الجامعة منحت مهلة 72 ساعة لتقديم البيانات المطلوبة لاستعادة برنامج التأشيرات، وأوضحت أن هذه الخطوة “يجب أن تكون تحذيراً لبقية الجامعات الأمريكية”.
جامعة هارفارد من جانبها وصفت القرار بأنه “غير قانوني”، فيما جرى بالفعل إلغاء تصاريح دراسية لما لا يقل عن 12 طالباً لمشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.
وفي تصعيد إضافي، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب تجميد نحو 3 مليارات دولار من التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة، معظمها موجه للأبحاث، وفتحت تحقيقات عبر وزارات العدل والتعليم والصحة تتهم الجامعة بالفشل في مكافحة معاداة السامية، والتمسك بسياسات “عنصرية” تحت شعار التنوع والإنصاف والشمول (DEI).
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد في التوتر السياسي والاجتماعي داخل الجامعات الأمريكية على خلفية الموقف من الحرب في غزة، وما ترتب عليها من احتجاجات طلابية واسعة واجهتها السلطات بموجة من الإجراءات القانونية والإدارية الصارمة.
قاضية فيرمونت تصدر حكمًا غير مبرر بشأن احتجاز عالمة روسية من جامعة “هارفارد”
أصدرت قاضية فيدرالية في ولاية فيرمونت الأمريكية، كريستينا رايس، حكمًا يؤكد أن استمرار احتجاز سلطات الهجرة لعالمة روسية من جامعة “هارفارد” غير مبرر قانونيًا، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أشهر من توقيفها في مطار بوسطن.
وتم توقيف كسينيا بيتروفا، البالغة من العمر 31 عامًا، في فبراير الماضي خلال عودتها من رحلة إلى فرنسا، بعدما تم اكتشاف عينات أجنة ضفادع في أمتعتها، والتي كانت مخصصة لتجارب علمية تحت إشراف مديرها في كلية الطب بجامعة “هارفارد”، وألغت سلطات الهجرة تأشيرتها دون وجود أساس قانوني، في خطوة وصفتها القاضية رايس بـ”الاستثنائية وغير المسبوقة”.
ورغم صدور هذا القرار الذي يزيل عقبة رئيسية أمام الإفراج عنها، لم يصدر أمر بالإفراج الكامل عن بيتروفا، بسبب توجيه المدعين الفيدراليين في بوسطن اتهامات جنائية لها بمحاولة تهريب عينات الأجنة بطريقة غير قانونية، وهي الآن تحت احتجاز دائرة المارشال الأمريكية، وينتظر أن يتخذ القاضي المسؤول عن قضيتها الجنائية قرارًا بشأن الإفراج بكفالة خلال الأسبوع المقبل.
وقالت القاضية رايس إن الإفراج بكفالة عن بيتروفا في قضية الهجرة مناسب، خاصة بعد إعلان دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية نيتها إعادة احتجازها حال الإفراج عنها في القضية الجنائية.
من جانبه، أكد محامي بيتروفا، غريغوري رومانوفيسكي، أن موكلته لا تشكل خطرًا على المجتمع ولا تهدد بالهرب، مشددًا على أن استمرار احتجازها في إطار الهجرة ليس له مبرر.
يُذكر أن القاضية أشارت في جلسة الاستماع إلى أن عينات أجنة الضفادع ليست خطرة أو سامة، ولا تحتوي على حياة، وأن بيتروفا لم تكن ملزمة بإخطار الجمارك بها كمادة بيولوجية تستوجب التصريح.
بكين تندد بإلغاء واشنطن تأشيرات طلابها الصينيين وتقدّم احتجاجاً رسمياً
وجهت الصين انتقاداً حاداً للقرار الأمريكي بإلغاء تأشيرات عدد من الطلاب الصينيين، معتبرة هذا الإجراء “غير منطقي” ومتحيز، بحسب ما صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، اليوم الخميس.
وأكدت ماو نينغ أن الولايات المتحدة ألغت تأشيرات الطلاب الصينيين بذريعة ايديولوجية وبأسباب تتعلق بالحقوق الوطنية، مشددة على أن بكين تعارض بشدة هذه الخطوة وقدمت احتجاجاً رسمياً لدى واشنطن.
يأتي هذا التصعيد عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأربعاء، عن نية إدارته “إلغاء فعلي” لتأشيرات الطلاب الصينيين، خصوصاً الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون في مجالات تعتبرها واشنطن حساسة. كما أعلن روبيو مراجعة معايير منح التأشيرات لتعزيز التدقيق في طلبات القادمين من الصين وهونغ كونغ.
وفي سياق متصل، دعت بكين الولايات المتحدة إلى رفع “الرسوم الجمركية الأحادية الجانب غير المبررة” بشكل كامل، بعد أن عطلت محكمة فدرالية أمريكية غالبية الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما أعلنه المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، هي يونغغيان.
ويبلغ عدد الطلاب الصينيين الدارسين في الولايات المتحدة نحو 277 ألف طالب خلال العام الدراسي 2023-2024، رغم أن الهند تفوقت على الصين لأول مرة منذ سنوات، وفق بيانات رسمية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا أمريكا هارفارد الصين وأمريكا جامعة هارفارد دونالد ترامب روسيا وأمريكا الولایات المتحدة الطلاب الصینیین
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تلغي تأشيرات طلاب صينيين.. وبكين ترد
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ستبدأ "بشكل صارم" في إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو يدرسون في مجالات حيوية، هو قرار تعرض لانتقادات حادة من بكين.
وإذا تم تطبيق هذه الخطوة على شريحة كبيرة من مئات الآلاف من طلاب الجامعات الصينيين في الولايات المتحدة، فإنها قد تعطل مصدرا رئيسيا للدخل للمؤسسات التعليمية الأمريكية وخطا حيويا من أصحاب الكفاءات لشركات التكنولوجيا الأمريكية.
وتسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تكثيف عمليات الترحيل وإلغاء تأشيرات الطلاب كجزء من جهود واسعة النطاق لتنفيذ برنامجها المتشدد بشأن الهجرة، بحسب ما نقتل وكالة "رويترز".
وقال روبيو في بيان إن وزارة الخارجية ستجري أيضا مراجعة لمعايير التأشيرة لتعزيز التدقيق في جميع طلبات التأشيرة المستقبلية من الصين وهونج كونج.
وأضاف أن "وزارة الخارجية الأمريكية ستعمل مع وزارة الأمن الداخلي لإلغاء التأشيرات الممنوحة للطلاب الصينيين بشكل صارم".
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد تعهدت في وقت سابق "بحماية الحقوق والمصالح المشروعة" للطلاب الصينيين في الخارج بقوة، في أعقاب تحرك إدارة ترامب لإلغاء صلاحيات جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب، وكثير منهم صينيون.
ووفقا لوزارة التجارة الأمريكية فإن الطلاب الأجانب، الذين يشكل الطلاب من الهند والصين 54 بالمئة منهم، ساهموا بأكثر من 50 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي في عام 2023.
ولم يذكر بيان روبيو تفاصيل بشأن نطاق تطبيق إلغاء التأشيرات. وحتى لو كان العدد صغيرا نسبيا، فقد يُعيق تدفق الطلاب الصينيين الراغبين في الالتحاق بالتعليم الجامعي في الولايات المتحدة.
بدورها، وصفت الصين قرار الولايات المتحدة بأنه "غير المنطقي" بعد إلغاء تأشيرات طلاب صينيين، مؤكدة أنها قدمت احتجاجا لدى واشنطن عقب إعلان وزير الخارجية ماركو روبيو ذلك الإجراء.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ الخميس: إن "الولايات المتحدة ألغت بشكل غير منطقي تأشيرات طلاب صينيين بذريعة الأيديولوجيا والحقوق الوطنية" مضيفة أن "الصين تعارض هذا بشدة وقد قدمت احتجاجا لدى الولايات المتحدة".
ومنذ عقود صارت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة للكثير من الطلاب الصينيين الباحثين عن بديل للنظام الجامعي الصيني شديد التنافسية، والذين انجذبوا إلى السمعة الطيبة للجامعات الأمريكية.
وينحدر هؤلاء الطلاب عادة من عائلات ثرية قادرة على تحمل التكاليف الباهظة للدراسة في الجامعات الأمريكية.
وبقي الكثير من هؤلاء بعد التخرج في الولايات المتحدة وينسب إليهم الفضل في تعزيز القدرة البحثية الأمريكية والقوى العاملة في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، انخفض عدد الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة إلى حوالي 277 ألفا في 2024، من حوالي 370 ألفا في 2019، بسبب التوتر المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم وتشديد الرقابة من جانب الحكومة الأمريكية على الطلاب الصينيين وجائحة كوفيد-19.