كيف تعتزم سفينة أوبن آرمز إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة؟
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
إعداد: بهار ماكويي | حسين عمارة تابِع إعلان اقرأ المزيد
أرز وطحين وعدس ولحوم وتونة معلبة... تثير 200 طن من المواد الغذائية تنقلها سفينة "أوبن آرمز" (الأذرع المفتوحة) الكثير من الآمال لدى سكان غزة. فقد هرع البعض من سكان القطاع في وقت مبكر من يوم الأحد الماضي إلى الشاطئ، جنوب مدينة غزة، على أمل رؤية وصول السفينة، ولكن دون جدوى، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
في مواجهة حالة الطوارئ الإنسانية في القطاع الفلسطيني، حيث فرضت إسرائيل حصارا كاملا منذ بدء الحرب ضد حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أقام الاتحاد الأوروبي ممرا بحريا من جزيرة قبرص، الدولة الأوروبية الأقرب إلى سواحل الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاغزة: أمام خطر الجوع الذي يهدد الفلسطينيين...ما الذي نعرفه عن المساعدات الإنسانية حتى الآن؟
عند افتتاح هذا الممر الإنساني، غادرت السفينة التابعة للمنظمة غير الحكومية الإسبانية "أوبن آرمز" صباح يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار، ميناء لارنكا، على بعد حوالي 370 كيلومترا من غزة. لكن هذه العملية غير المسبوقة، التي شارك في تنظيمها "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ العالمي المركزي) برئاسة الإسباني الأمريكي جوس خوسيه أندرياس، تنطوي على تحديات لوجستية مهمة.
ففي ظل الحصار الإسرائيلي البري والجوي والبحري الممتد منذ ستة عشر عاما، لا يوجد في غزة ميناء بحري وهو ما يعقد عملية إنزال محتويات سفينة المساعدات الإنسانية. فكيف سيتمكن طاقم سفينة "أوبن آرمز" بدعم من متطوعي "وورلد سنترال كيتشن" من تفريغ حمولتها؟
"إننا نعمل على هذه المعضلة الفنية منذ عدة أسابيع. وكان علينا إيجاد طريقة لحل كل العقبات المتعلقة بمكان التفريغ الذي سيتم من خلال المنصة العائمة التي أحضرناها معنا"، تشرح لورا لانوزا، المتحدثة باسم "أوبن آرمز".
سفينة أوبن أرمس
⛴️ This morning, the joint mission of #OpenArms and @WCKitchen set sail from the port of Larnaca ???????? towards #Gaza, carrying a substantial load of 200 tons of food.
????️This is how this humanitarian maritime corridor to the Strip began, in a highly complex mission. We are confident… pic.twitter.com/D6kwMuiKop
هذه المنصة العائمة التي تحمل 200 طن من المواد الغذائية، يتم سحبها حاليا بواسطة السفينة وسط البحر الأبيض المتوسط. وفي مقطع فيديو تم تصويره قبل مغادرتها من قبرص ونشر على موقع "إكس"، تشرح المنظمة غير الحكومية بالقول: "يمكنك أن تروا ورائي. لدينا هذا المنصة. وهي تزن نحو 200 طن ومحملة بجميع أنواع المساعدات الغذائية.
بمجرد وصولنا إلى وجهتنا، سيتم سحبها بواسطة رافعة. ثم سنقوم بتوصيل الإمدادات الغذائية إلى شمال قطاع غزة لمساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إليها في الوقت الحالي".
وورلد سنترال كيتشن
WCK’s John is in Larnaca, Cyprus where our team is working alongside @openarms_fund, United Arab Emirates & Cyprus to send food aid by sea to Gaza. The maritime aid corridor will immediately allow us to scale our efforts & reach more families in northern Gaza.#ChefsForThePeople pic.twitter.com/3jq1KoGilE
— World Central Kitchen (@WCKitchen) March 9, 2024 بناء رصيف عائم في غزةوفي الحين ذاته، تعمل فرق منظمة " وورلد سنترال كيتشن" ليل نهار على إنشاء جسر إنزال، وذلك بحسب هذه المنظمة غير الحكومية ذات الخبرة الواسعة في تقديم المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية: "في غزة، تدير هذه المنظمة بالفعل نحو ستين مطبخا بمساعدة السكان المحليين، معظمهم من النساء، يطبخون ويعدون وجبات الطعام للمحتاجين". "لكن تدفق كميات كبيرة من البضائع سيتطلب استعدادات خاصة – المستودعات والنقل والأمن والإشراف على التوزيع، وهي مهمات لم يتم تنظيمها بعد"، كما تقول اليومية الإسرائيلية اليسارية.
لم يتم بعد تحديد موقع هذا الرصيف ولا يوم الإنزال لأسباب أمنية. المأساة التي قتل فيها أكثر من 115 فلسطينيا، في الأول من مارس/آذار بنيران إسرائيلية وعلى يد مسيرة خلال تسليم المساعدات الإنسانية لا تزال ماثلة في أذهان الجميع.
"يجب أن نكون حذرين. لدينا كل الضمانات بأن كل شيء سيكون على ما يرام، لكن الواقع في غزة يتغير طوال الوقت"، حسب لورا لانوزا. "فنحن نحاول تجنب أي خطر على السكان بشكل واضح".
موافقة الجانب الإسرائيليجاءت هذه المبادرة من المنظمتين غير الحكوميتين، لكن حكومات قبرص والإمارات العربية المتحدة تدعمان أيضا هذه العملية. فقد وافقت إسرائيل على ذلك. وتم تفتيش شحنة السفينة مسبقا من قبل عسكريين إسرائيليين وصلوا إلى لارنكا للتأكد من أنها لا تحمل معدات عسكرية أو أسلحة أو أغراض يمكن استخدامها لأغراض قتالية، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس.
كما وافقت إسرائيل على المساهمة في مشروع بناء رصيف تعهدت به الولايات المتحدة على ساحل غزة. فيما حددت وزارة الدفاع الأمريكية أن بناء هذا الرصيف العام سيستغرق نحو 60 يوما وسيعمل فيه أكثر من 1000 جندي. وقال المتحدث باسمها بات رايد إن الميناء المؤقت "يمكن أن يوفر أكثر من مليوني وجبة يوميا لمواطني غزة".
وقد غادرت بالفعل سفينة حربية الولايات المتحدة متجهة للمنطقة بالمعدات اللازمة لبناء هذا الرصيف. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن إسرائيل "تنسق لإنشاء" هذه البنية التحتية.
بينما قال وزير الدفاع، يوآف غالانت، يوم الأحد الماضي، من قارب عسكري قبالة ساحل غزة "سنحرص على وصول المساعدات لمن يحتاجونها"، مؤكدا أن هذا "سيسرع من انهيار حماس". وتتهم إسرائيل الحركة الفلسطينية التي استولت على السلطة في غزة عام 2007 بتحويل المساعدات الإنسانية لها ولمقاتليها.
سفينة مساعدات إنسانية ثانية في الانتظارإن بناء هذا الميناء المؤقت والآمن من شأنه أن يجعل من الممكن إدامة وصول المساعدات عن طريق البحر. لكن في مواجهة خطر المجاعة الوشيك في غزة، حيث توفي 25 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، معظمهم من الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، لم ترد منظمة "أوبن آرمز" إضاعة المزيد من الوقت.
اقرأ أيضابروآكتيفا أوبن آرمز... من طوق نجاة للمهاجرين إلى مزود للمساعدات في مناطق النزاعات
وتقوم المنظمة غير الحكومية بالفعل بإعداد سفينة مساعدات إنسانية ثانية مع قبرص التي أعلنت أن سفينة الشحن الثانية هذه ستكون "أكبر بكثير". "إذا سارت الأمور وفقا للخطة (...) فلقد أنشأنا بالفعل آلية لسفينة شحن ثانية أكبر بكثير، وبعد ذلك سنعمل على جعلها عملية أكثر انتظاما بأحجام أكبر" كما قال لاحقا وزير خارجيتها خلال مؤتمر صحافي في بيروت جمعه بنظيره اللبناني.
تعتقد الأمم المتحدة أن إرسال المساعدات عن طريق البحر والإنزال الجوي، الذي تضاعف في الأيام الأخيرة، لا يمكن أن تحل محل الطريق البرية لتوصيل المساعدات. وبينما رحب المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس ليرك، بمغادرة أول سفينة مساعدات إنسانية، فقد أكد أمس الثلاثاء على "الحاجة إلى الوصول عن الطريق البرية والتسليم الآمن والمنتظم".
وقد أدى سقوط الطرود التي رمتها الطائرات على مدينة غزة في 9 مارس/آذار الجاري إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرة، وفقا لمصدر طبي. وقال محمد الغول، وهو رجل يبلغ من العمر 50 عاما يعيش في مخيم الشاطئ للاجئين حيث وقع الحادث: "المظلة لم تفتح وسقطت الشحنة مثل صاروخ على سطح أحد المنازل". فيما نفى الجيشان الأردني والأمريكي أن تكون أي من طائراتهم أصل هذا الحادث. من جهتها، تنفذ بلجيكا ومصر وفرنسا وهولندا أيضا عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على القطاع.
النص الفرنسي: بهار ماكويي | النص العربي: حسين عمارة
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج غزة وكالة الأنباء الفرنسية إسرائيل حماس الاتحاد الأوروبي الشرق الأوسط البحر الأبيض المتوسط قبرص غزة الولايات المتحدة حماس مساعدات إنسانية بيروت الأمم المتحدة بلجيكا غزة حصار غزة الحرب بين حماس وإسرائيل الهجرة غير الشرعية منظمات إنسانية منظمات غير حكومية للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل غزة شهر رمضان الإمارات العربية المتحدة السعودية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا المساعدات الإنسانیة غیر الحکومیة أوبن آرمز فی غزة
إقرأ أيضاً:
أيهما أذكى؟ النشطاء يقارنون بين جميناي وشات جي بي تي
ضجّت المنصات التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بنقاشات واسعة، عقب تسريبات من صحف أميركية عن "حالة تأهب قصوى" داخل شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، بعد تحديث غوغل الأخير لروبوت محادثة ذكي .
مخاوف "أوبن إيه آي" ظهرت جليّة في مذكرة سرية لرئيسها التنفيذي سام ألتمان حذر فيها من التهديد الذي يشكله تحسين روبوت المحادثة الذكي المنافس على مستقبل الشركة.
ويأتي هذا الاستنفار ليس كإجراء روتيني، بل كتحد فرضته المنافسة الشرسة مع شركة "غوغل" وتطبيقها المطور "جميناي 3" (Gemini 3)، الذي تشير البيانات إلى أنه بدأ بسحب البساط من تحت أقدام "شات جي بي تي" (ChatGPT).
وبحسب بيانات شركة "سيميلر ويب" (Similar Web) الأميركية، تسبب إطلاق "جميناي 3" قبل أسبوعين في انخفاض عدد زوار "شات جي بي تي" من 200 مليون إلى 191 مليون زيارة أسبوعيا، مسجلا خسارة تصل إلى 12 مليون مستخدم، أي ما يعادل 6% من إجمالي الزيارات.
وتشير تقارير موسعة لشركة "سنسور تاور" (Sensor Tower) المتخصصة في الاقتصاد الرقمي، إلى أن نمو مستخدمي "شات جي بي تي" بدأ يتباطأ رغم تصدره السوق عالميا، في ظل تقدم متسارع لمنافسه "جميناي" الذي حقق نموا في عدد المستخدمين النشطين شهريا بنسبة 30%، مع زيادة ملحوظة في مدة الاستخدام داخل التطبيق.
وفي السياق التقني، وضعت منصة "إل إم-أرينا" (LM-Arena) العالمية لاختبارات أداء الذكاء الاصطناعي، نموذج "جميناي 3" في الصدارة متفوقا على جميع منافسيه، وفي مقدمتهم "شات جي بي تي"، لا سيما في معايير قوة الاستدلال العام والخبرة.
ويتميز "جميناي" بتفوقه في فهم الصور والفيديو بفضل نموذجه متعدد الوسائط، وتقديم إجابات أدق مدعومة بالأدلة، فضلا عن توفير مزايا مجانية أوسع وسعر أرخص للفئة المتقدمة (125 دولارا مقابل 200 دولار لمنافسه).
في المقابل، لا يزال "شات جي بي تي" يتفوق في سرعة الاستجابة، وواجهته الحوارية البسيطة، وقدرته على توليد نصوص إبداعية بصياغة أكثر "أنسنة".
مقارنة المستخدمينورصدت حلقة (2020/12/8) من برنامج "شبكات" منصات التواصل تباينا كبيرا في آراء المستخدمين حول "حالة الطوارئ" التي رفعتها "أوبن إيه آي"، وانقسمت الآراء بين منبهر بالقدرات العلمية لـ"جميناي"، وبين متمسك بـ "شات جي بي تي" لسهولته وسرعته.
إعلانورأت المدونة لبنى أن نموذج غوغل يتفوق بمراحل في المجالات العلمية، وكتبت:
جيميناي ذكي ومميزاته خارقة بشكل يفوق الوصف، ويفهم موادي أكثر، أغلب موادي تتعلق بالفيزكس أما جي بي تي لو يفحط عشرين ساعة ما جابها وكمان مميزاته محدودة
أما المغرد رضا فكان له رأي مغاير، معتبرا أن "جميناي" يفتقر لسرعة البديهة التي يتمتع بها منافسه، فعلّق:
جيمناي غبي ما يفهم من أول مرة لازم شرح مع تفاصيل عشان بس يقرب من الفكرة اللي أبيها.. عكس شات يفهمها وهي طايرة
كما أجرى الناشط ضياء اختبارا عمليا للقدرات المنطقية للنموذجين عبر سؤال (هل لدي رخصة الإفطار في رمضان وقت الحج؟)، مشيرا إلى تفوق "جميناي" في اكتشاف الخطأ المنطقي، وعلق قائلا:
بعت لجي بي تي وجميناي نفس السؤال.. فقال جميناي سؤالك غير منطقي ومستحيل يحصل.. لكن طبعا البيه التاني قالي سؤالك عبقري وبعدين رخصلي بالإفطار!
أما الناشط أبو نورة فأشار إلى استخدامه لكلا النموذجين للحصول على أفضل نتيجة، مؤكدا أن البداية تكون دائما مع "شات جي بي تي"، وكتب:
أنا أقعد أنقل الصيغ بينهم وأعدل عليها لين يوصل لشكل النص اللي أبيه.. وبكل مرة أسوي هالحركة.. لكن غالبا أبدأ في شات جي بي تي تحسه يستوعبك أسرع
وتخطط شركة "أوبن إيه آي" لردها الأول على هذا الصعود القوي من خلال تحديث "شات جي بي تي 5.2" (ChatGPT 5.2) المتوقع إطلاقه خلال الأيام المقبلة، في سوق لم يعد الصراع فيه ثنائيا فقط، إذ سجلت تطبيقات محادثة أخرى نموا هائلا خلال عام 2025.