عتبر أغنية «رمضان جانا» للمطرب الشعبى الكبير الراحل محمد عبدالمطلب من أفضل وأشهر الأغانى التى عبرت عن الشهر الكريم بجانب أغنية وحوى يا وحوى لأحمد عبدالقادر هذه الأغنية الشهيرة جدا غناها عبدالمطلب عام 1943 وهى من تأليف الشاعر حسين طنطاوى ألحان محمود الشريف.
الطريف أن عبدالمطلب غنى رمضان جانا بسبب احتياجه الشديد للمال وقت الحرب العالمية الثانية وحصل من الإذاعة المصرية على مبلغ 6 جنيهات مقابل غناء رمضان جانا ولم يكن يتصور أن تكون تلك الأغنية من علامات الشهر الكريم على مدى أكثر من 80 عاما عبدالمطلب بصوته الرخيم
استطاع أن يغنى بلسان الملايين حول فرحة قدوم الشهر الكريم وكان لا يزال بلا شك من أفضل المطربين الشعبيين فى تاريخ الغناء المصرى والعربى.
تمر السنوات وتبقى أغنية رمضان جانا حالة نادرة من الإبداع تسعد القلوب بشهر رمضان تلك الأغنية خالدت اسم عبدالمطلب الذى رحل عن دنيانا منذ 44 عاما وبالتحديد يوم 21 أغسطس 1980 رحل بجسده وبقيت أغنية رمضان جانا معبرة عن العصر الذهبى للغناء بكافة أشكاله، أخيرا ربما لا يعلم الكثيرون أن المطرب أحمد عبدالقادر رفض غناء رمضان جانا واكتفى بوحوى يا وحوى التى غناها 1937 لتكون من نصيب عبدالمطلب ملك الأغنية الشعبية وصاحب رمضان جانا التى تدغدغ مشاعر كل من يسمعها على مر الأجيال المختلفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أغنية رمضان جانا عبدالمطلب والعربى رمضان جانا
إقرأ أيضاً:
الميراث.. "قصة حزينة"
فجرت قضية سرقة المربية ذائعة الصيت فى مجال التعليم الدكتورة نوال الدجوي، أزمة مجتمعية بالغة التعقيد يكون فيها الميراث اللاعب الرئيسي فى المشهد بشكل عام، ورأينا كيف كان مفجرا لأزمات واتهامات وقضايا ومحاكم بين عائلات بالكامل، يستوي فى ذلك العائلات الثرية مع من هم أقل حظا فى الوفرة المالية، فالخلاف يمكن أن يحدث بين الورثة على شقة أو قطعة أرض صغيرة أو مبلغ بسيط من المال.
"ماما نوال"، كما يناديها معلمو وطلاب مدارسها وجامعتها، نسجت خيوط أسطورة فى مجال التعليم، وضربت "دار التربية" المثل فى مستوي التعليم الثانوى بنظاميه البريطاني والأمريكي، وتخرجت فى هذه المدارس أجيال تفوقت فى كل المجالات، فكان الحزم والاتقان والحرص على التميز عنوانا لمسته بنفسي عندما كانت ابنتي طالبة فى هذه المدارس.
"فتنة المال" تلعب دائما بمشاعر ضعاف النفوس، فالحفيد الذى تبين أنه الذى سرق كل المبالغ التى أعلن عنها، والذى قيل إنه أيضا صاحب قضية فى المحاكم، لم تكفِه للأسف كل هذه الأموال التى كان ينعم بها بلا شك فى حياته، فلا أعتقد ولا يعتقد أحد أنه كان محروما من الحياة الرغدة التى تعيشها هذه العائلة الثرية أبا عن جد، ولكنه الطمع الذى يسول للإنسان السير فى طريق لا يراعي فيه حتى كبر السن ولا المقام، ويكون سببا فى أن تلوك الألسن سيرة سيدة ظلت تحافظ على مكانتها وهيبتها حتى قاربت على التسعين عاما من عمرها.
رأينا من قبل الفنان الكبير رشوان توفيق وهو يبكي مرارة الخلافات مع ابنته على الميراث، وانشغل الرأى العام وقتها بهذه القضية التى وصلت إلى أروقة المحاكم، وكذلك قضية أبناء الدكتورة سعاد كفافي مؤسس جامعة مصر وخلافاتهم على الميراث أيضا والاتهامات التى ظلت شهورا طويلة حديث وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرا تابعنا ما فجرته المذيعة بوسي شلبي ضد أبناء الفنان محمود عبد العزيز، وما وصل إليه الأمر من الدخول فى الاعراض واستباحة سيرة فنان كبير، بدون أى احترام حتى لحرمة الموت.
ماذا حدث للمجتمع؟ ولماذا يقدم ضعاف النفوس على تجاوز كل الثوابت الاخلاقية والاجتماعية؟ ولماذا لا تردعهم صلة الرحم وتوقير الكبير واحترام السيرة؟ الإجابة بالطبع تتعلق بكل التغيرات الاجتماعية التى غزت أواصر المحبة إلا من رحم ربي، والخلخلة فى النفوس التى أغواها الطمع.
الميراث "قصة حزينة" يلعب الجشع فيها وحب الذات دورا رئيسيا، والأمر له شقان الشق الأول هو ما يحدث أثناء حياة كبير العائلة الذى يضنيه نكران الجميل ونهش جسده وهو حي، وما أصعب هذا الشعور، والشق الثاني ما يتعلق بخلافات الورثة بعد وفاته، حيث يجور الأخ الذكر على الأخوات البنات، ويلقي لهم الفتات معتقدا أن المال مال أبيه ولا يجب خروجه لأطراف أخرى، غير مكترث بشرع الله الذى يلزمنا برد الحقوق إلى أصحابها، ولا حتى مكترث بصلة الأخوة ولا كونهم أكلوا ذات يوم على مائدة الطعام نفسها واستظلوا جميعا تحت سقف بيت أبيهم، وكذلك يجور الأعمام على حق أبناء أخيهم المتوفى، ويجور الأخ الذكر أيضا على باقي أخوته الذكور وهكذا.
الميراث والطمع متلازمتان فى مجتمعنا، فلا قوانين رادعة ولا أعراف شافعة، ولا حتى "العيب" مفردة يعرفونها، نسأل الله أن يطبطب على قلب كل من أصابه جرح بسبب "الورث" وأن يرد الحقوق إلى أصحابها.