بوابة الوفد:
2025-05-12@08:31:07 GMT

ردودٌ فى حدود

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

صديقى العالم اللغوى الكبير الأستاذ الدكتور عبدالنعيم خليل، أستاذ علوم اللغة بكلية الآداب جامعة أسوان يذكرك بجيل العمالقة والقمم الشوامخ من أدبائنا الكبار: اطلاعٌ واسع وثقافةٌ موسوعية، وإحاطةٌ بفقه اللغة، وحبٌّ كبير للعربية وعلومها، وذوقٌ عالٍ فى تخريج الدلالات، يجمع بين ذكاء القدماء وخصوصية المحدثين، تستوقفه اللفتة العابرة فيلتمس لها تخريجًا لغويًّا واسع الدلالة، ويثير معها قضايا غاية فى الأهميّة، ربما غفل عنها كثيرون فى هذا الزمان الغُفْل.

ونحن نعلم أنّ لكل كلمة حدًّا ومطلعًا؛ فلئن أصابت الردود حدود الكلمات ووقفت عليها، أفلحت وأفادت وأثمَرت. وإذا تجاوز الرد حدّ الكلمة، كان ردًّا غير علمى بالمرة، يدخل فى باب الهوى ويخلع عنه ربْقة الإنصاف، ثم يجىء مطلعه لا يفيد القارئ ولا السامع سواء. فإنّ الفارق اللفظى مُدْرج فى فقه اللغة كما حققه الأقدمون منذ الثعالبى والعسكرى، وإنى لأرى فى تحقيق عالمنا الجليل هذا، مدعاةً لتجديد العلم بفقه اللغة مع تطور مداخله ونشاط العقول النيرة فى تناوله. 
كتب يُعلق على مقالنا المنشور بالوفد الخميس الماضى بتاريخ ٢٩ فبراير ٢٠٢٤م، ما نصّه: 
قرأتُ مقالًا فى جريدة الوفد للأستاذ الدكتور مجدى إبراهيم أستاذ الفلسفة بكلية دار العلوم جامعة أسوان، وهو بعنوان (الأهل والآل.. فروقٌ لغويّة)، والحق أننى وجدتُ نفسى مباشرة أرغب فى التعليق على هذا المقال لأسباب كثيرة. أولها: لمِا له عندى من مكانة عظيمة قوامها علمه وخُلقه، وثانيها: طرافة الموضوع نفسه بالرغم من قِدم الفكرة؛ فموضوع الفروق اللغويّة متداولٌ فى البحث اللغوى منذ زمن بعيد؛ فقد ألف فيه أبو هلال العسكرى كتابه الشهير (الفروق اللغويّة) وغيره كثير من المؤلفات فى هذا الموضوع، وثالثها: إننى أردتُ أن أنفضَ عن ذاكرتى ما رانَ عليها من غبار الزمن وحوادث الدهر. هذا الموضوع يتصل اتصالًا مباشرًا بفكرة الترادف فى الدّرس اللغوى، والترادف عبارة عن اتحاد بعض الكلمات فى المعنى وقابليتها للتبادل فيما بينها فى أى سياق. وكلمة (آل) فى أصل الوضع ترجع إلى كلمة (أهل) قلبت هاؤها همزة لاتحادهما فى المخرج ثم أدغمت الهمزة فى الهمزة ونتج عنهما الألف الممدودة، إذن هى فى الأصل (أهل) بكل ما تعنيه من دلالة، يؤكد ذلك أنها عند التصغير ترد إلى (أهيل) لأن التصغير يرد الكلمات إلى أصولها. وهى تعنى فى معناها المعجمى أهل الرجل وأصحابه، وقد تعنى أيضًا أتباعه قالوا: آل فرعون وآل لوط، والمقصود أتباعهما، وكذلك آل محمد، صلى الله عليه وسلم، وآل إبراهيم عليه السلام. أمّا كلمة أهل، فهى تعنى أيضًا عشيرة الرجل وذوى قرابته يقول المولى عز وجل: (فابْعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها).
قال شاعرهم: إنْ كان أهلك يمنعونى رغبةً.. عنى فأهلى بى أضنُ وأرغبُ. فالكلمتان مترادفتان معنى إلا أن ترادفهما ليس ترادفًا تامًّا لأن كلا منهما لا تقع موقع الأخرى فى كل تركيب ولا يمكن لأحداهما أن تشغل مكان الأخرى فى بعض التراكيب، وهو ما ينفى الترادف المُطلق بينهما، يتضح ذلك فى تلك التراكيب التى أطلق عليها اللغويون عبارات الأديمز أو العبارات الجاهزة، ومن هذه التراكيب التى وردت فيها كلمة أهل ولا يصح أن تحل محلها كلمة (آل) مثلا: أهلُ الأصول وهم الذين يبحثون فى العقيدة وما يتّصل بها. أهلُ الأهواء وهم الذين يميلون إلى النزعة غير السليمة التى تخالف حكم الشرع. أهلُ الباطن وهم جماعة المتصوفة لأنهم يعنون بباطن الشريعة وينفذون إلى أعماق القلوب. أهلُ البدع وهم المحدثون فى الدين من غير استناد منهم إلى الكتاب أو السّنة. أهلُ الذمّة وهم المعاهدون من اليهود والنصارى. أهلُ الصُّفة بتشديد الصّاد وضمّها، وهم جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أهلُ القياس وهم الذين يعتمدون القياس حجةً فى استنباط الأحكام الشرعيّة. أهلُ الذوق وهم أهل النور العرفانى الذى يقذفه الحق سبحانه فى قلوبهم فيُفرِّقون به بين الحق والباطل.. ولحديث الدكتور عبدالنعيم من حيث هو فقيه لغوى بقيّة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مجدى إبراهيم جامعة اسوان

إقرأ أيضاً:

«الوطني» يؤجل دراسة مشاركة المواطنين في القطاع التعليمي

أبوظبي: سلام أبوشهاب

وافق مجلس الوزراء على طلب المجلس الوطني الاتحادي بمناقشة موضوعين عامين هما، موضوع سياسة الحكومة بشأن سياسات وبرامج قبول الطلبة في التعليم العالي والبعثات والمنح الدراسية، وموضوع سياسة الحكومة في شأن المعاشات والتأمينات الاجتماعية.
وتلقى صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، رسالتين واردتين من عبدالرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، بشأن عدم وجود مانع لدى مجلس الوزراء من مناقشة الموضوعين.
أحال المجلس موضوع برامج قبول الطلبة في التعليم العالي، إلى لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام، لدراسته وإعداد تقرير شامل لمناقشته في إحدى جلسات المجلس بحضور ممثلي الحكومة، كما أحال موضوع المعاشات إلى لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية لدراسته وإعداد تقرير شامل لمناقشته.

التعليم العالي


كان 7 أعضاء بالمجلس سبق أن تبنوا موضوع برامج قبول الطلبة في التعليم العالي والبعثات والمنح الدراسية وهم الدكتور عدنان الحمادي، الدكتورة مريم البدواوي، آمنة العديدي، حميد الطاير، عائشة الظنحاني، الدكتورة موزة الشحي، نجلاء الشامسي.
وذكروا في طلب المناقشة، أن الحكومة تختص بوضع السياسات والاستراتيجيات والتشريعات والبرامج اللازمة لتنظيم قبول الطلبة في مؤسسات التعليم العالي الحكومي والخاص والبعثات والمنح الدراسية داخل الدولة وخارجها.
وتشمل هذه المهام وضع الخطة العامة للتعليم العالي وتحقيق التنسيق والتكامل بين المؤسسات الحكومية والخاصة بشأن حقول التخصص وقبول الطلبة ومعايير توزيعهم، والإشراف على عملية إيفاد الطلبة للدراسة، وتقديم المنح الدراسية، ومتابعة شؤون المبتعثين لضمان تحقيق أهداف البرامج الدراسية بنجاح.
وأكدوا أن هذا الموضوع يكتسب أهمية خاصة لدوره المحوري في تحقيق احتياجات المجتمع وسوق العمل، ورفع المستوى التعليمي للمواطنين، من خلال تطوير المهارات والمعارف وتعزيز القدرات البحثية والابتكار، وبما يساهم في زيادة إقبال الطلبة المواطنين على التعليم العالي وتعزيز دور المواطنين في الاقتصاد ودعم التنافسية الاقتصادية للدولة.
المعاشاتتبنى موضوع المعاشات والتأمينات الاجتماعية سبعة أعضاء وهم سعيد العابدي، خالد الخرجي، الدكتور طارق الطاير، عائشة ليتيم، مروان المهيري، منى حماد، ميره السويدي، وأكدوا أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لتوفير الحياة الكريمة والآمنة للمواطنين، ويشمل ذلك تعزيز الاستقرار المالي في مرحلة التقاعد والارتقاء بجودة حياة المتقاعدين، وتقديم الخدمات بمعايير تضمن الجودة لأصحاب الحقوق التأمينية وجهات الاشتراك، وكذلك تعزيز الاستدامة المالية واستقرار الأجيال المقبلة.
من جانب آخر، طلبت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية، عبر رسالة من رئيس اللجنة سعيد راشد العابدي، إلى رئيس المجلس، تأجيل دراسة موضوع سياسة الحكومة في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، ووافق المجلس على الطلب.
وأشار العابدي في الرسالة التي حصلت «الخليج» على نسخة منها إلى أنه وفي إطار عمل اللجنة، عقدت في وقت سابق اجتماعاً لدراسة تقرير موضوع «سياسة الحكومة في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة»، وأثناء مناقشتها مشروع التقرير، تلاحظ وجود تداخل وتشابه بين الموضوع قيد الدراسة وموضوع استراتيجية الحكومة في شأن البحث والتطوير، وهو ما تأكد أثناء مناقشة المجلس له في الجلسة الخامسة المعقودة بتاريخ 8 يناير الماضي.
وبناء عليه وبعد تداول أعضاء اللجنة ما تناوله تقرير كل موضوع على حدة، انتهت اللجنة إلى عدم وجود جدوى حقيقية من مناقشة الموضوع في جلسة عامة مع الحكومة في هذا الدور، حيث لا توجد أفكار جديدة من الممكن مناقشتها، ما سيؤدي إلى تكرار المناقشة، وكذلك الحال بالنسبة للتوصيات، لذلك تطلب اللجنة تأجيل دراسة هذا الموضوع إلى دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الثامن عشر، علماً بأنها ستقترح على لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية والطعون والشكاوى، التوصيات التي ترى أهمية إضافتها إلى الموضوع، وذلك لإتاحة الفرصة للاطلاع على المخرجات النهائية.
القطاع التعليميطلبت لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، في رسالة من رئيسة اللجنة مريم ماجد بن ثنية إلى صقر غباش، تأجيل دراسة موضوع سياسة الحكومة بشأن تعزيز مشاركة المواطنين في القطاع التعليمي، ووافق المجلس على الطلب.
وأشارت مريم بن ثنية في الرسالة التي حصلت «الخليج» على نسخة منها، إلى أنه في إطار عمل اللجنة، عقدت اجتماعاً سابقاً، لدراسة موضوع «سياسة الحكومة بشأن تعزيز مشاركة المواطنين في القطاع التعليمي»، ومن خلال الدراسة الأولية، ارتأت تأجيل دراسة الموضوع إلى الدور الثالث من الفصل التشريعي الثامن عشر، لإتاحة الفرصة للاطلاع على مخرجات المناقشة وتأثيرها في مخرجات العملية التعليمية، والذي تدرسه لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام، حيث ترى اللجنة أن هناك تشابهاً وتداخلاً جوهرياً بين الموضوعين قيد الدراسة، ما يستدعي التنسيق وتحقيق التكامل بين الجهود وتجنب التكرار لضمان تقديم توصيات أكثر شمولية ودقة تساهم في تحسين وتطوير القطاع التعليمي وتعزيز مشاركة المواطنين فيه.

مقالات مشابهة

  • بعد أنباء عن عزم قطر تقديم طائرة رئاسية لترامب.. هكذا كانت بعض ردود الفعل في أمريكا
  • «الوطني» يؤجل دراسة مشاركة المواطنين في القطاع التعليمي
  • أول حادثة سرقة لـ الحجر الأسود ودفنه على حدود مكة.. القصة كاملة
  • فهم حدود التضامن العربي مع غزة
  • مراسلة سانا: وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو ومحافظ ‏ريف دمشق الأستاذ عامر الشيخ يفتتحان عدداً من المدارس في منطقة ‏الزبداني بريف دمشق بعد إعادة تأهيلها بالتعاون مع منظمة رحمة بلا حدود
  • أحمد عزمي: ردود الأفعال حول ظلم المصطبة أكبر مما كنت أحلم ..والمسلسل يمس المجتمع المصري بشكل مباشرl حوار
  • اسرة الفنانة نانسي عجاج تصدر بيان وتوضيح هام
  • الدكتور يسري جبر: الصلاة الواحدة في المسجد النبوي بـ مائتي ألف
  • ردود الفعل الإيجابية تتوالى عن تنظيم مصر للمنتدى الإقليمي الأوليمبي
  • في ذكرى مولده...وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود بقرية السلام