بوابة الفجر:
2025-05-28@00:33:44 GMT

الدولة الأموية.. منشأها وأصل التسمية

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

الخلافة الأموية تعد  الفترة الثانية من الخلافة الإسلامية التي تلت الخلفاء الراشدين مباشرة، وتُعتبر أكبرها في تاريخ الأمة الإسلامية. اشتملت على خمس طبقات اجتماعية مختلفة، وشهدت ازدهارًا في العلوم والفنون، ولذلك أُطلق عليها لقب "العصر الذهبي".

لماذا سميت الدولة الأموية بهذا الاسم

تمت تسمية الدولة الأموية بذلك الاسم بناءً على أصول الخلفاء الذي توالوا بها، فهم ينحدرون من بني أمية بن عبد شمس، وهو كان من قبيلة قريش، وكان بني أمية من أشراف العرب، وتم تأسيس الدولة بعد النزاع حول خلافة بين الصحابيين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

من هو مؤسس الدولة الأموية

يعود الفضل إلى معاوية بن أبي سفيان في تأسيس الدولة، وتسلسل حكم الدولة من ذرية معاوية بن أبي سفيان، حتى وصل إلى هشام بن محمد المعتمد بالله.

كم دامت الدولة الأموية

بدأ فترة حكم الدولة الأموية في عام 41 هجريًّا، وحتى 132 هجريًّا، أي واحد وتسعون عامًا، واتسعت الدولة بفضل فتوحات الخلفاء وكان عدد سكانها يبلغ 34 مليون نسمة.

حتى زالت الدولة الأموية في عام 750 ميلاديًّا، وبدأت المدة في مدينة دمشق وأخذوها مقرًّا لهم، ثم قبل ستة سنوات من انتهاء الدولة، أخذوا حرّان عاصمة لهم، وكان ذلك في عام 744 ميلاديًّا.

حضارة الدولة الأموية

كانت الدولة الأموية تتألف من خمس أصناف في المجتمع، بالرغم من أنها كانت دولة متدرجة في التحضر والتطور، إلا أنها قسمت كالتالي:

الطبقة الأولى: طبقة الخلفاء وأسرهم (الطبقة الحاكمة)، وهي من تتولى السلطة في البلاد.الطبقة الثانية: طبقة كاتبي الدواوين وكبار القادة، والولاة.الطبقة الثالثة: وهي طبقة العلماء، ولكنهم كانوا يتعاملون معاملة كبارة القادة، فقط كان الناس يظهرون لهم كل الاحترام والتقدير، حتى الخلفاء أنفسهم.الطبقة الرابعة: وهي طبقة الأغنياء من التجار والشيوخ.الطبقة الخامسة: وكانت هذه الطبقة الأخيرة، والتي تشمل عامة الشعب.نظام الخلافة في الدولة الأموية

كان عصر الخلافة الأموية له تنظيم كبير، فالخلافة وصلت إلى ما يقارب الواحد وتسعين عامًا، وكان لديها دعائم الحكم السليم، وكان نظام الحكم فيها بالوراثة، والتي بدأت منذ معاوية بن أبي سفيان، حتى وصلت إلى هشام بن محمد المعتمد بالله.

مظاهر التحضر في الدولة الأموية

كانت الدولة الأموية لها نظام متميز في الحضارة، ويبدو أنها كانت تتأثر بالحضارات الأخرى، وعرفت الدولة الأموية بأبنيتها والتقدم الدائم والرقي والتنوع في البناء والعمران، خاصةً في المدن التي كان بها استقرارًا سياسيًا، ولم تكون في ساحة حرب.

وعرف الأمويين الكثير من العلوم والمعارف، فالعصر الأموي شهد حركة ثقافية واسعة، وهذه الحركة انتشرت بين مختلف طبقات المجتمع، ومن هذه الحركات: (تعريب الدواوين، صك العملة، التمازج بين اللغات).

كانت من أهم مظاهر الحضارة في الدولة الأموية، التوسعات الدولة الإسلامية التي شاهدتها في هذه الفترة، وخاصة في عهد الوليد بن عبد الملك، والذي جهد كثيرًا في الفتوحات الإسلامية وقام بتوطيد دعائم الحكم والقضاء على الثورات والفتن.

تمكن العرب في فترة الأمويين من بسط سلطانهم على أكبر أراضي العالم، فوصلت حدود الدولة الإسلامية في الفتوحات إلى شمال شرق إسبانيا في الغرب، والصيف في الشرق.

سقوط الدولة الأموية

سقطت الدولة الأموية في الشام في المرة الأولى، ثم قامت مرة أخرى في الأندلس، ثم انهارت وانتهت الدولة الأموية من الأندلس في عام 750 ميلاديًا.

وسقطت في الشام في المرة الأولى وهي في قمة قوتها وحضارتها مما أدى إلى صدمة كبيرة لدى المؤرخين والكتاب، ولكن هذا السقوط  في المرتين كان له العديد من الأسباب:

ظهور الأحزاب السياسية: بدأ ظهور الأحزاب السياسية والتي كانت أبرزهم الخوارج، وكان لذلك أثرًا كبيرة على الدولة الأموية، فهم اعترضوا على طريقة الحكم، وكانوا يروون أن منصب الخلافة ليس حكرًا على بني أمية وعائلة قريش، وأنه العدل في تولي السلطة.المعارضة والعداء: أبدى أبناء الصحابة رضي الله عنهم، في المعارضة والعداء الأمويين في الكثير من الآراء، وفي مقدمة هذه المعارضات (ولاية العهد واستبعاد الحكم بالشورى)، فكانوا بني أمية لا يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونهج الصحابة رضي الله عنهم.العصبية القبلية: كان قد انتهت العصبية الجاهلية عند وجود الحنيفية، ولكنّها عادت مرة أخرى عند بني أمية، مما أجج الصراعات بين قبائل العرب، وكانوا في حينها قبائل العرب هم الدعم والسند للدولة، وانهيارهم جعل الدولة تنهار.أسباب اقتصادية: بدأ حرمان الموالي من الامتيازات الاقتصادية مما أدى إلى الاضطرابات الثورات من قبل الموالي على الدولة.أسباب اجتماعية: وذلك لوجود أربع جماعات مختلفة في عصر بني أمية، وهم: (أنصار بني أمية (السنة)، وأنصار العلويين (الشيعة)، والعباسيون، والخوارج)

وبذلك نكون انتهينا من الحديث عن الدولة الأموية باستفاضة، والتي كان عصرا إحدى العصور ازدهارًا وتألقًا، وكان خلفائها من نسل معاوية بن أبي سفيان، ومن قبيلة قريش، وكانوا مسلمين ومؤمنين بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تبقى حتى لقرن واحدٍ، وتهدمت وانقضت لأسباب عديدة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدولة الاموية معاوية بن أبي سفيان علي بن أبي طالب الدولة الأمویة بنی أمیة فی عام

إقرأ أيضاً:

بين خيار الديكتاتورية والديمقراطية الفاشلة

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

منذ بدء الخليقة والإنسان يبحث عن إلهٍ يعبده ويستعين به ويلجأ إليه، وهي حالة فطرية- على ما يبدو- فُطر الإنسان عليها ليبحث عن قوة تفوق قوته ليستعين بها في الشدائد ومُلمات الدهر.

لذا رأينا هذا الإنسان عبر تاريخه يبحث عن الإله في الطبيعة أولًا، متمثلًا في الشمس والقمر، وتقديس الظواهر والمنافع؛ كالنار والبقر، وصولًا إلى عصور الرسالات السماوية بجلاء دعواتها كأديان سماوية، وكذلك رموز التنوير والإصلاح ومؤسسي الأديان الوضعية كالبوذية والهندوسية وغيرها، والتي لم تخرج في تعاليمها العميقة عن جوهر الفطرة والرسالات السماوية، من حيث الدعوة إلى الصلاح والخيرية في العمل والعبادة.

ومنذ نشوء المجتمعات وتحولها من مكونات صغيرة وتشكلها إلى ما يُشبه تكتلات المجتمعات الكبيرة والدولة في القرون المتأخرة، أتتْ الحاجة إلى منظومات وقواعد بشرية تنظم العلاقات بينهم وتحفظ الحقوق لهم؛ حيث نشأت الفرضيات وتعددت النظريات لتحقيق ذلك الهدف بصورة تواكب عصر الدولة وأطوارها ومراحلها وتتناغم معه.

العالم اليوم- وخاصة بشقه الغربي- في حيرة حقيقية في بحثه عن "إلهٍ" جديد مُعاصر يُلبي متطلبات الدولة ويحافظ على حقوق الشعب، ويعصم الدولة من الانهيار في عصر العولمة وإعلام الشعوب؛ فقد اختُبرت نظريات الديمقراطية الغربية في موضعين قريبين جدًا، وهما جائحة "كورونا" و"طوفان الأقصى"؛ حيث تبين للعالم مدى هشاشة الديمقراطية الليبرالية الغربية، وحجم غياب الدولة الوطنية في مفاصلها، ومدى حاجتها للإصلاح والتغيير بعد التراجع الشعبي الكبير في الإقبال على صناديق الاقتراع واعتبارها زبونية سياسية بامتياز.

خروج الملايين من الفرنسيين إلى الشارع لأكثر من عامين لم يُغيِّر شيئًا من نهج الحكومة وسياساتها، كما كشف عن حجم الفجوة والجفوة بين الشارع والمؤسسات التي تدعي تمثيل الشعب والحرص على مصالحه والصالح العام للدولة. ثم أتى "طوفان الأقصى" ليُزلزل عروش ونظريات الديمقراطية الليبرالية في الغرب، وليظهر حجم القمع والبطش المُدخر لدى الحكومات الغربية لمواجهة المطالب التعبيرية والمعيشية الشعبية التي تندرج تحت مظلة الحقوق والحرية والديمقراطية.

البُعبُع الذي يلوح به الغرب عادة لقمع معارضي ممارسات الديمقراطية البشعة، هو العودة إلى الديكتاتورية، رغم ممارسة الساسة في الغرب لها بلا وعي؛ حيث يتجلى التفرد بالسياسات والقرار والمصير إلى حد كبير. والديكتاتورية شكل من أشكال الحكم المُطلق؛ حيث تكون سُلطات الحكم محصورة في شخص واحد أو مجموعة معينة كحزب سياسي أو دكتاتورية عسكرية. وهي حالة مطلوبة لضبط الدولة وتخطي الفلتان بعد الحروب الخارجية أو الأهلية أو تشظي الدولة وغياب هيبتها. وفي التاريخ نماذج عدة من الديكتاتورية بأنواعها المُستبِد والمُستنير، والتي بفضلها تم الحفاظ على الدولة وتحقيق القوة والتنمية بها ومن أمثال ذلك: بيسمارك في ألمانيا وستالين في روسيا وحكم العسكر في كوريا الجنوبية والجنرال فرانكو في إسبانيا، وكذلك لي كوان في سنغافورة ومهاتير محمد في ماليزيا كنماذج للديكتاتور المُستنير.

كتب العديد من المفكرين في الغرب كتب تحمل تشريح علمي للديمقراطية وما وصلت إليه من حاجة للتغيير والتطوير، ولعل من أبرزها كتاب "الديمقراطية.. الإله الذي فشل" لهانز هيرمان هوبا (وهو اقتصادي ألماني أمريكي)، والذي يصف به الديمقراطية بـ"الإله الذي فشل" في تحقيق غايات الناس والدولة العصرية.

وكذلك كتب "نهاية الديمقراطية" و"نهاية ديمقراطية تايشو" و"نهاية الديمقراطية الموجهة" و"نهاية الديمقراطية ماري جيهينو" و"الإسلام والديمقراطية" و"اختراع الديموقراطية".

العالم اليوم في مُفترق طرق حقيقي- وإن لم يُعلن عن ذلك- في بحثه عن نظريات وأدوات تواكب عصره وتلبي رغبات الشعوب وتطلعاتها نحو تحقيق العدالة والحرية والحفاظ على الدولة الوطنية بأقل التكاليف على الدولة والمجتمع مقارنة بالديمقراطيات الحالية بكافة أنواعها.

قبل اللقاء.. الشعوب اليوم لم يعد همها أن تحكم؛ بل كيف تُحكم.

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • نادي أمية مع خان شيخون ضمن مباريات الدوري السوري الحر على أرض الملعب البلدي بإدلب
  • مصر تُعلن عن اكتشاف ثلاث مقابر أثرية في الأقصر
  • لماذا تنتصر الدولة السودانية
  • الاستقلال؛ كيف يكون مكتملاً بعد 79 عاماً..؟؟
  • هذا ما يؤمن به رئيس الجمهورية... الآتي أفضل مما سبق
  • ركنة العين تسجل أقل درجة حرارة على الدولة
  • شراكات تنموية
  • بين خيار الديكتاتورية والديمقراطية الفاشلة
  • رئيس جهاز العبور يتابع أعمال تطوير الطرق وأعمال الصيانة بمشروعات الإسكان
  • تذكير مهم للغاية :- ل”الطبقة السياسية العراقية “قبل حدوث التغيير القادم !