يحاول «تنظيم داعش الإرهابي» العودة بجميع الوسائل والأدوات الممكنة إلى العراق وإعادة خلافته مرة أخرى بعد القضاء عليه في 2019، إلا أن الأجهزة الأمنية العراقية تقف له بالمرصاد، إذ تكثف بشكل مستمر من عملياتهم لتعزيز الأمن والاستقرار بمختلف أرجاء الأراضي العراقية، كما تطور التقنيات التي تعتمد عليها لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، كان آخرها في 18 مارس 2024، حيث أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقي اللواء «يحيى رسول» تعاقد العراق على رادارات فرنسية بجانب إرسالها لجان فنية وعسكرية إلى دول عدة للتعاقد على شراء أسلحة مقاومة الطائرات، وذلك في إطار جهودها لتحسين منظومتها الجوية.

 

ضربات جوية 

وتجدر الإشارة إلى أن حرص العراق على تطوير سلاح الجو، يأتي في إطار تنفيذها خلال الأشهر الماضية ضربات جوية لاستهداف عناصر «داعش» خاصة الذين يختبئون في المناطق الجغرافية التي يصعب وصول القوات إليها، ولذلك فإن تطوير سلاح الجو قد يمكن القوات العراقية من الوصول  لهذه المناطق التي تصفها بـ"مناطق معقدة جغرافيا ذات تضاريس صعبة" يتواجد فيها مسلحي تنظيم «داعش»، وهو الأمر الذي نجم عنه نجاح الجيش العراقي في تقييد إرهاب داعش واستهداف عدد كبير من قياداته.

وفي إطار الجهود القوات العراقية لمواجهة داعش، فقد أعلنت خلية الإعلام الأمني،  في 18 مارس الجاري، نجاح عمليات جهاز مكافحة الإرهاب ضد «داعش الإرهابي» في  محافظة صلاح الدين ، وتلول الباج، ومحافظة نينوى، وقضاء الحضر وادي الثرثار، حيث نجم عن هذه العمليات التي تمت  بإسناد طيران الجيش العراقي في تطهير مضافات وأنفاق تابعة لعصابات داعش الإرهابية، وتدمير عدد من الأحزمة الناسفة والقنابل والمواد المتفجرة إضافة إلى القاء القبض على أحد عناصر مفارز التفخيخ في عصابات داعش.

دعم إيراني 

ومما تقدم، تطرح بعض التساؤلات، الأول عن أسباب تمدد «تنظيم داعش» في بلاد الرافدين، والثاني، خاص بمدى قدرة القوات الأمنية العراقية على القضاء نهائيا على «داعش»، وللإجابة على هذه التساؤلات، تقول الدكتورة «حنان عبداللطيف» المدير الإقليمي لمركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، أن التنظيم الإرهابي يستغل مطالب المواطنين بالمحافظات المحررة المنادية بتحسين الخدمات وإنهاء الفساد وإطلاق سراح المعتقلين، للعودة مرة أخرى.

وأفادت «عبداللطيف» في تصريح خاص لـ« البوابة نيوز» أن تمدد «داعش» في العراق، يرجع في الأساس إلى تواطؤ بعض القوى العراقية والحكومات خاصة المحسوبة على ميليشيا الحشد الشعبي الموالية للنظام الإيراني، لكسب الامتيازات السياسية وإلهاء المواطنين بأن الدولة تكافح الإرهاب، ولذلك فإن عودته هذه المرة قد يكون بتوجيه من النظام الإيراني إلى القوى الموالية له داخل بغداد، لإعادة نشر الإرهاب في البلاد ولطرف أنظار القوى الخارجية عما يحدث داخل طهران.

وأضافت أن نجاح العراق في القضاء عليه، يعد "متروك" للمجتمع الدولي وتحديدًا للولايات المتحدة الأمريكية، فإذا أبدت استعدادها لمساندة تلك الحكومة العراقية وإبعادها عن نظام الملالي، فوقتها سينتهي الإرهاب بالعراق.

احتمال قائم

ومن جهته، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أنه بالمقارنة بوضع داعش في سوريا ووضعه في العراق نجد أنه أضعف في العراق نظرا لوجود دولة قوية وموحدة وجهاز استخبارات قوي وأجهزة أمنية مدربة جيدا، لكن رغم ذلك يظل هناك تواجد نسبي لداعش في العراق مستغلاً بعض الثغرات الأمنية ومستفيدا دعائيا من حضور وامتيازات قوى شيعية حيث يروج لنفسه في أوساط السنة أنه الضامن لإحداث توازن بين الشيعة والسنة ومنح السنة حقوق متساوية في التمثيل السياسي وتوزيع الثروة، وما دامت هناك مظالم وتوترات طائفية فإن «داعش» سيظل حاضرا بالمشهد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: داعش العراق القوات العراقية إيران تنظيم إرهابي فی العراق

إقرأ أيضاً:

استهداف محيط السفارة العراقية في طهران دون تأكيد رسمي .. تفاصيل

قالت هبة التميمي، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية من بغداد، إن هناك أنباء أولية تحدثت عن استهداف محيط السفارة العراقية في طهران، حيث شوهد تصاعد للدخان قرب الموقع، إلا أن الحكومة العراقية لم تُصدر أي بيان رسمي حتى اللحظة يؤكد أو ينفي وقوع الهجوم.

وأشارت التميمي، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد عبيد، على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن هذه التطورات تتزامن مع تصعيد أمني واسع في المنطقة، حيث كانت هناك محاولة سابقة لاستهداف قاعدة «عين الأسد» بثلاث سيارات، لكنها لم تُسفر عن أضرار كبيرة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

وأوضحت التميمي أن الحكومة العراقية تسعى جاهدة للنأي بنفسها عن التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران، وتعمل على ضبط الفصائل المسلحة داخل البلاد، مضيفة أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أكد خلال لقائه مؤخرا بسفير الاتحاد الأوروبي، أن العراق لا يرغب في أن يكون جزءًا من هذا الصراع، ويواصل حراكا دبلوماسيا نشطا عبر وزارة الخارجية لمنع انجراف البلاد نحو التصعيد.

وأكدت التميمي أن بعض الفصائل العراقية، مثل كتائب حزب الله، أصدرت بيانات تهديد في حال تصاعد الصراع بشكل أوسع، لكن لم يسجل أي تحرك ميداني فعلي حتى الآن، كما عقدت اجتماعات غير معلنة بين الحكومة العراقية وهذه الفصائل لضمان بقاء العراق خارج دائرة المواجهة.

طباعة شارك بغداد العراق السفارة العراقية

مقالات مشابهة

  • غادة عبد الرازق راقصة وحاتم صلاح طبيب نفسي.. لقطات من الإعلان التشويقي لفيلم أحمد وأحمد
  • تحولات استراتيجية تؤثر على العراق بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا 
  • مسؤول عسكري إسرائيلي يكشف سبب تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها إيران وتأثيرها
  • قائد عسكري إيراني: شرعنا باستخدام أسلحة جديدة ومتطورة
  • إسرائيل تدمن انتهاك الأجواء العراقية: من 1981 إلى 2025
  • إلهام شاهين تعود إلى مصر.. وتوجه رسالة للسلطات العراقية
  • أكثر من (5) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • يد العراق تشارك في بطولتين بالسعودية والبحرين قبيل نهاية العام
  • ضُربت إيران فهل ستشتعل الجبهة العراقية؟
  • استهداف محيط السفارة العراقية في طهران دون تأكيد رسمي .. تفاصيل