الدكتور يسري الشرقاوي يكتب: «القمح والخبز»
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
مما لا شك فيه أننا أمام العديد من القضايا الاستيرادية والاستهلاكية، ولعل واحدة من أهم هذه القضايا هى قضية «القمح» وما يتبعها من سلسلة متصلة فى ظواهر متعددة وتتدخل فيها عناصر كثيرة وجهات متعددة.
إن «قضية القمح» وتوفير القمح واستيراده وزراعته وحصاده ومطاحن الأقماح وصوامع تخزين الأقماح، وخطوات إنتاج الدقيق ومنظومة توزيعه وبيعه، ومنظومة التعامل مع المخابز المرخصة والتى تنتج الخبز المدعوم ومنظومة المخابز الحرة الخاصة الأخرى التى انتشرت، وتعاطى المواطن مع استهلاك واستخدام وشراء وتوزيع الخبز، وكل ما سبق ذكره ورغم كل الدراسات والأبحاث، إلا أنه يجب إعادة النظر فيه إذا كنا فى حاجة ماسة إلى السيطرة والترشيد لفاتورة استيرادنا والحفاظ على الأمن القومى الاقتصادى المصرى.
وحتى لا نتشعب كثيراً فى هذه النقطة ولا نهدر حق كبار الباحثين الذين أفنوا حياتهم فى هذا الملف وقدموا كل الحلول إلا أن التطبيق ما زال غائباً عن المشهد فى بعض الصور، قد يكون محموداً جداً أن يتم تسعير إردب القمح بـ٢٠٠٠ جنيه من المزارع، وهذا أول الغيث ونور قادم من بعيد يعبر عن اهتمام الدولة بالزراعة والمزارعين وزراعة القمح، لكن الحقيقة مهما زدنا الإنتاجية سيظل توزيع «كميات أجولة الدقيق» يحتاج مراجعة والقضاء على المافيا المتجذرة فى بعض قيادات غرف تجارية وروابط أصحاب المخابز، وهذا ملف عتيق يحتاج البتر، وعلى وجه آخر أتصور أن المعادلة السعرية لإنتاج رغيف خبز بجودة لا بد أن تُفتح وتطرح للمناقشة بلا أى خجل، المواطن فى كافة قرى مصر وسكانها يمثلون ٥٠٪ وأكثر من المجتمع المصرى يحصلون على الخبز المدعم بـ٥ قروش لتجفيفه واستخدامه بشكل غير مباشر أعلافاً للماشية والطيور، نستورد القمح بالدولار ونغذى الماشية المصرية بالدولار، كيف يستقيم الأمر، وفى ذات الملف كل قرية الآن بها من ٥-٦ مخابز خاصة تنتج رغيف الخبز بـ١ جنيه وأكثر وكل المواطنين فى القرى دون استثناء يستخدمون الخبز من المخابز الخاصة استخداماً مباشراً آدمياً، والخبز المدعوم غذاء حيوانياً، هل هذا العبث سيستمر لمجرد أن الكل يخشى فتح ملف الخبز وسعره المدعوم لأنه أمن قومى وملف سياسى وعاماً بعد عام تتفاقم الفاتورة الاستيرادية.
للأسف الشديد الدولة تستورد الأقماح بمليارات الدولارات وحتى كتابة هذه النقطة هناك مافيا تجارة دقيق مستورد تمرره عبر منافذ الدولة وقنواتها وتتاجر فيه وتحقق ثراء ناجماً من الدولار والدقيق المدعوم لصالح المواطن يستفيد به التاجر الجشع أو العنصر المتجذر والمتأصل فى مافيا الدقيق، يا سادة: اجلسوا مع أصحاب المخابز الصغيرة البسطاء وابعدوا عن الرؤوس ومجالس إدارات الغرف الخاصة والروابط لأنهم جزء من المشكلة.. الموضوع ليس بسيطاً وهو ملف كبير يحتاج مساحة أكبر لشرحه والدخول فيه تفصيلاً ولن يستطيع أحد الدخول فى «عش الدبابير».. إلا الدولة بفكر وإرادة وقوة حاسمة إذا أردنا أن ندخل للمشكلات الاقتصادية الحقيقية وحلها حلاً جذرياً يضمن استدامة اقتصاد بلا انتكاسة أو عودة للأزمات الطاحنة.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
البحيرة .. توريد 274 ألف طن قمح منذ بدء الموسم
أكدت الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، أن المحافظة تشهد موسم توريد متميز، بفضل تضافر الجهود التنفيذية والميدانية، ومتابعة لحظية لكافة نقاط ومراكز الإستلام، موضحةً أن المساحة المنزرعة بالقمح هذا الموسم بلغت 307 ألف فدان، فيما تبلغ الطاقة الإستيعابية للصوامع والشون 496 ألف طن، بما يضمن قدرة منظومة التخزين على إستيعاب كامل الإنتاج بأعلى كفاءة ممكنة.
حيث بلغ إجمالي ما تم توريده حتى صباح اليوم ، نحو 274190 طناً من محصول القمح، تم استلامها عبر 37 مركز تجميع موزعة على نطاق واسع بمراكز ومدن المحافظة.
وأكدت المحافظ أن الدولة مستمرة في تقديم كافة أوجه الدعم للمزارعين، من خلال تسهيل إجراءات التوريد، وسرعة صرف المستحقات المالية، وتشجيعهم على زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحصول، في ضوء توجه الدولة لتحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح وتقليل الفجوة الإستيرادية.
يأتي ذلك في إطار الخطة القومية لتأمين إحتياطي إستراتيجي من المحاصيل الإستراتيجية، وعلى رأسها القمح، حيث وفّرت الدولة من خلال وزارة التموين والتجارة الداخلية، ومحافظة البحيرة، مختلف التيسيرات لضمان موسم توريد آمن يحفظ المحصول ويصون جودته.
وتناشد محافظة البحيرة جميع المزارعين سرعة التوجه إلى أقرب مركز تجميع أو صومعة معتمدة لتوريد محصول القمح في أقرب وقت ممكن، وذلك للإستفادة من التسهيلات الممنوحة وضمان إنتظام عمليات التسليم .