عواصم " وكالات": قال مسؤولون إن روسيا شنت اليوم أكبر هجوم صاروخي لها منذ أسابيع على كييف والمنطقة المحيطة بها مما أسفر عن إصابة 17 شخصا على الأقل وأضرار لحقت بمدارس ومبان سكنية ومنشآت صناعية.

وأفادت القوات الجوية بأن دفاعاتها أسقطت جميع الصواريخ التي أطلقتها روسيا بعد توقف 44 يوما عن مثل هذه الهجمات على العاصمة الأوكرانية.

ويبدو أن السبب في الأضرار التي وقعت هو سقوط حطام الصواريخ.

وقال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف إن الجيش الروسي استخدم قاذفات استراتيجية وأطلق أيضا بعض الصواريخ من أراضيه في حين استهدفت الصواريخ المدينة من اتجاهات مختلفة.

وقال مسؤولون في العاصمة الأوكرانية إن العديد من رياض الأطفال والمدارس والمباني السكنية والمواقع الصناعية تضررت بسبب الحطام الناجم عن الصواريخ الروسية التي أُسقطت في أنحاء المدينة.

وقال مسؤولون بالمنطقة إن ما لا يقل عن 40 منزلا خاصا ومبنيين متعددي الطوابق تضرروا فيها.

وقالت أهيا زهربيلسكا رئيسة سياسة العقوبات في الوكالة الوطنية لمكافحة الفساد لرويترز "أنفقت روسيا 390 مليون دولار على الهجوم الصاروخي الذي وقع اليوم على كييف".

وفي السياق ايضا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم سيطرة قواتها على قرية تونينكي الواقعة غرب بلدة أفدييفكا التي سيطرت عليها في فبراير.

وقالت الوزارة في تقريرها اليومي "في منطقة أفدييفكا، تمّ تحرير قرية تونينكي"، لتواصل القوات الروسية بذلك تقدمها الميداني على حساب القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في القوات والذخيرة.

ووفق قناة "ريبار" المقرّبة من الجيش الروسي على تلغرام والتي يتابعها أكثر من 1,2 مليون شخص، فإنّ قوات موسكو تحاول في هذا القطاع الوصول إلى الضفة اليسرى للنهر المحلي من أجل شنّ هجوم باتجاه قريتي سيمينيفكا وأومانسكي.

وحقّقت القوات الروسية مكاسب على الجبهة منذ الاستيلاء على بلدة أفدييفكا في منتصف فبراير، والتي كانت بمثابة موقع محصّن للجيش الأوكراني.

وبعد سقوط أفدييفكا، بدأت أوكرانيا في بناء خطوط دفاعية من أجل وقف التقدّم الروسي، بعدما أنهكها هجومها المضاد الفاشل في صيف العام 2023، وفي مواجهة نقص الذخيرة بسبب تأخّر المساعدات الغربية.

في غضون ذلك، أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم، بأن القوات الروسية تواصل تركيز عملياتها في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وتحقق مكاسب ضئيلة.

وأشار التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إلى أن القوات الروسية حاولت توسيع مناطق سيطرتها شمال غرب مدينة دونيتسك، ومن المرجح جدا أن تتنافس على سلسلة من القرى، تشمل أورليفكا وتونينكي وبيرفومايسكي ونيفيلسكي.

جدير بالذكر أن التقدم الروسي تباطأ خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك ربما يرجع جزئيا إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواته في حملة أفدييفكا، بحسب ما ورد في التقييم.

وأضاف التقييم أن الوضع لا يزال غير مستقر، حيث من المحتمل أن يؤدي نقص الأفراد والذخائر لدى أوكرانيا، إلى الحد من قدرتها على السيطرة على المواقع.

أوكرانيا:التصدي لهجوم صاروخي استهدف كييف خاركيف

من جانبها، أعلنت أوكرانيا أنّها أسقطت فجر اليوم 31 صاروخاً أطلقتها روسيا في اتجاه كييف أسفر حطامها عن إصابة 13 شخصاً بجروح، وذلك في أكبر هجوم يستهدف العاصمة الأوكرانية منذ يناير، بعدما توعدت موسكو بالانتقام من عمليات القصف التي تستهدف الأراضي الروسية.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع دوي انفجارات قوية في العاصمة اعتبارا من الساعة الخامسة فجرا،" الثالثة صباحا بتوقيت جرينتش "إضافة الى أصوات إطلاق صواريخ من أنظمة الدفاع الجوي.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنّه "تمّ إسقاط جميع الصواريخ في منطقة كييف"، مضيفة أنّ من بينها صاروخان بالستيان من طراز "إسكندر" و"كينجال" إضافة إلى 29 صاروخ كروز أطلقت من قاذفات روسية. ووفق الرئاسة الأوكرانية، فقد أُصيب 13 مدنياً في كييف جراء حطام الصواريخ الذي تسبّب أيضاً بأضرار مادية.

وأوضح رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو على تطبيق تلغرام أن الحطام تساقط على مناطق عدة في كييف، خصوصاً على "مبنى سكني"، مشيراً إلى "اشتعال النيران في عدد من السيارات".

ويأتي الهجوم في وقت تحقق القوات الروسية بعض التقدم الميداني، مستغلة معاناة القوات الأوكرانية من نقص في العديد والذخيرة في ظل تعليق المساعدات العسكرية الأميركية بسبب خلافات سياسية في الكونغرس.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أعقاب الهجوم الصاروخي "يتواصل هذا الإرهاب ليل نهار. من الممكن وضع حدّ له بفضل الوحدة العالمية (...) هذا ممكن اذا أظهر شركاؤنا إرادة سياسية كافية".

كما يأتي الهجون غداة إعلان روسيا وأوكرانيا عن ضربات تسبّبت في مقتل عدد من المدنيين على جانبي الحدود حيث تزايدت عمليات القصف في الآونة الأخيرة.

ففي خاركيف ثاني كبرى مدن أوكرانيا، قُتل أربعة أشخاص وأُصيب سبعة آخرون بجروح في قصف روسي الأربعاء، حسبما أعلن الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف.

وأوضح أنّ جثّة واحدة تمّ انتشالها بينما بقيت اثنتان عالقتان تحت الأنقاض، مضيفاً أنّ اثنين من المصابين في حالة خطيرة.

وتقع خاركيف، التي تتعرّض للقصف الروسي بشكل متنظم، على بعد حوالى أربعين كيلومتراً من الحدود مع روسيا.

على بعد حوالى 70 كيلومتراً من هذه المدينة، في منطقة بيلغورود الروسية، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون بجروح في عمليات قصف "كثيفة"، حسبما أفاد حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.

وشهدت المنطقة قصفا منذ صباح الأربعاء، بحسب غلادكوف، خصوصا من راجمات الصواريخ، موضحا أنّ أضراراً لحقت بمبانٍ سكنية ومدرسة وروضة أطفال. وكانت هذه المواقع خالية بعدما قرّرت السلطات الإقليمية هذا الأسبوع إغلاق المدارس مؤقتاً في المناطق الحدودية بسبب الهجمات.

وكان غلادكوف أعلن هذا الأسبوع أنّه سيتمّ إنشاء نقاط تفتيش عند مداخل عدّة قرى قريبة من أوكرانيا، شهدت توغّلات مسلّحة في الأسابيع الأخيرة.

ونُفّذت مجموعات تقدّم نفسها على أنّها تضمّ مقاتلين روس متحالفين مع كييف ومعارضين للرئيس فلاديمير بوتين، محاولات التسلّل هذه انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية، غير أنّ الجيش الروسي يؤكد أنه تصدّى لها.

وفي السياق، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنّ المنطقة التي ستقام فيها نقاط التفتيش حول قرية كوزينكا، هي المكان الذي نفّذت فيه هذه المجموعات "الأعمال الأكثر نشاطاً".

وأضاف أنّه خلال الانتخابات الرئاسية الروسية الأسبوع الماضي، "حاول مقاتلون أوكرانيون الاستيلاء على بلدات في منطقتي بيلغورود وكورسك".

تقديم مساعدات بـ60 مليار دولار

من جهة اخرى، دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال زيارة إلى كييف امس إلى الثقة في الدعم المستمر من الولايات المتحدة، والذي يتم عرقلته حاليا بسبب نزاعات سياسية داخلية.

وتحدث سوليفان مع رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، وغيره من كبار المسؤولين خلال الزيارة.

ووفقا لمجلس الأمن القومي في واشنطن، تحدث المستشار الأمني للرئيس جو بايدن عن العديد من برامج المساعدات المختلفة للبلاد، التي تتعرض لهجوم من روسيا.

في الوقت نفسه، دعا سوليفان الكونجرس الأمريكي إلى الإفراج عن أموال جديدة لأوكرانيا. وتعطل الدعم لكييف منذ أشهر بسبب خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس.

وذكرت صحيفة "كييف إندبندنت" أن سوليفان تعهد بأن تقدم الولايات المتحدة حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار.

وقال يرماك بعد الاجتماع: "نعلم على وجه اليقين أن إدارة الرئيس بايدن والفريق بأكمله يبذلون كل ما في وسعهم اليوم لتمرير حزمة المساعدات اللازمة".

وأضاف أن المحادثات تركزت على الاستعدادات لقمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقبلة في واشنطن. كما تمت مناقشة قمة خطة السلام للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي ستعقد في سويسرا.

وتستهدف خطة زيلينسكي انسحابا كاملا للقوات الروسية من أوكرانيا.

كما تحدث زيلينسكي عن قمة السلام المزمعة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم الأربعاء. ووفقا للمكتب الرئاسي، أكد زيلينسكي أهمية مشاركة الهند في القمة.

وحافظت الهند تقليديا على علاقات وثيقة مع روسيا وهي واحدة من أهم عملاء النفط الروسي، الذي لم يعد يشتريه الغرب.

وتؤكد نيودلهي أنها محايدة بشأن حرب روسيا ضد أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين لكنها حذرت موسكو من احتمال استخدام أسلحة نووية.

سويسرا تتجه نحو تصويت على ترسيخ حيادها

وفي سياق منفصل، يتجه السويسريون للتصويت على ترسيخ حيادهم بعد أن أعادت الحرب في أوكرانيا فتح النقاش في الدولة الواقعة في جبال الألب حول مدى تعاونها مع حلف شمال الأطلسي، فضلا عن استئناف العقوبات الأوروبية.

جمعت منظمة "برو سويس" السيادية أكثر من 100 ألف توقيع لإطلاق استفتاء يهدف إلى ترسيخ الحياد السويسري بشكل أفضل في الدستور، حسبما أعلن وولتر ووبمان أحد مسؤوليها في حديث لصحيفة "بليك".

وقال "جمعنا 140 الف توقيع (...) في 11 ابريل سنرفع المبادرة الى المستشارية الفدرالية. حتى ذلك التاريخ سنستمر في جمع التواقيع".

أثار الحياد السويسري، الذي أسيء فهمه في الخارج، العديد من النقاشات منذ بداية الحرب في أوكرانيا، بحيث فسره كل حزب سياسي على طريقته.

وكانت سويسرا - غير العضو في الاتحاد الأوروبي - ثابتة في ما يتعلق بحيادها العسكري، لكنها من ناحية أخرى تبنت العقوبات التي فرضتها بروكسل على روسيا، وهو قرار دانه بشدة الحزب السويسري الرئيسي، الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وهو يميني متطرف.

كما انتقدت موسكو تبني سويسرا العقوبات الاوروبية وترفض مذاك أن تجري المحادثات الاممية حول سوريا في جنيف.

وقال ووبمان النائب السابق عن الاتحاد الديموقراطي المسيحي في المقابلة "بتبني العقوبات الاوروبية على روسيا قطعنا طريقنا. في نظر الروس ابتعدنا عن الحياد".

ينص الدستور الفدرالي السويسري على أن الحكومة والبرلمان "يضمنان الحياد" لكن منظمة برو سويس ترغب في الذهاب أبعد من ذلك.

وتطالب مسودة الاستفتاء التي اقترحتها - ويطلق عليها في سويسرا اسم "المبادرة الشعبية" - بأن يضمن الدستور أن يكون الحياد "مسلحا ودائما" ويطبق "بشكل دائم وبدون استثناء".

كما سيتم حظر التدابير القسرية غير العسكرية، أي العقوبات، إلا عندما تقررها الأمم المتحدة.

وترغب برو سويس التي تعارض أي تقارب مع الحلف الاطلسي، ايضا في ان يحظر الدستور انضمام سويسرا الى حلف عسكري او دفاعي الا في حال تعرض البلاد لهجوم عسكري مباشر.

واضاف ووبمان "يمكننا التحالف مع الآخرين فقط في حال تعرضنا لهجوم مباشر. إذا تحولنا إلى طرف حرب علينا أن ندافع عن أنفسنا".

بعد رفع التواقيع الى المستشارية والتحقق منها، يستغرق الأمر عموما عدة أشهر أو حتى بضع سنوات، قبل إجراء التصويت.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القوات الروسیة فی منطقة

إقرأ أيضاً:

17 خطوة نحو السلام.. مبادرة أمريكية لرسم مستقبل أوكرانيا

البلاد (واشنطن)

مع اقتراب موعد انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في مدينة لاهاي، تجد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نفسها أمام لحظة حاسمة، تستدعي طرح رؤية شاملة للسلام في أوكرانيا، تتجاوز الطروحات التقليدية الرامية فقط إلى وقف إطلاق النار، نحو خطة أكثر طموحاً تتضمن معالجة شاملة لجذور الصراع، وتوازن دقيق بين الأمن الإقليمي والمصالح الإستراتيجية لجميع الأطراف. فعلى الرغم من التعقيدات الجيوسياسية المحيطة بالملف الأوكراني، التي تتضمن تشدد موسكو، وتزايد الانشغالات الغربية في ظل التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط، إلا أن غياب مبادرة دبلوماسية أمريكية واضحة يفتح الباب أمام تفاقم الأوضاع، ويعرض واشنطن لمخاطر انزلاق تدريجي نحو أزمات مفتوحة لا تملك السيطرة عليها بالكامل. فمواصلة الدعم العسكري غير المرتبط بخطة سياسية متكاملة؛ قد تتحول إلى عبء استراتيجي طويل الأمد، في حين أن أي انسحاب مفاجئ من هذا الدعم؛ قد يفضي إلى انهيار الدفاعات الأوكرانية، ومن ثم إضعاف مصداقية الغرب في وجه خصومه.
من هذا المنطلق، تبدو الحاجة ملحّة إلى تقديم خارطة طريق للسلام تتضمن سبعة عشر بندًا تشكل حجر الأساس لأي تسوية محتملة. تبدأ الخطة بوقف إطلاق نار دائم على خطوط التماس الحالية مع إمكانية محدودة لتبادل الأراضي بشكل متفق عليه، تليه ضمانات متبادلة بعدم تغيير الحدود بالقوة أو اللجوء إلى التخريب. وتشير الخطة إلى أهمية رعاية الأمم المتحدة لمفاوضات مستقبلية تهدف إلى تحديد الوضع النهائي للمناطق المتنازع عليها مثل دونباس وشبه جزيرة القرم، مع احترام إرادة السكان المحليين عبر آليات ديمقراطية. كذلك تشدد الخطة على ضرورة منع جميع أشكال العمليات التخريبية عبر الحدود، بما يعزز الثقة ويحد من احتمالات التصعيد المتجدد.
أما في ما يتعلق بالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، فتقترح الخطة رفعًا تدريجيًا مشروطًا، مع الاحتفاظ بآلية تضمن إعادة فرضها تلقائيًا في حال حدوث أي خرق من الجانب الروسي. وتدعو إلى تحويل الأصول الروسية المجمدة إلى صندوق إعمار أوكراني تديره الأمم المتحدة، ويوزع عائداته بشكل متوازن على المناطق الخاضعة لكييف وتلك الواقعة تحت السيطرة الروسية، بهدف تحقيق العدالة والتنمية المتوازنة. كما تتضمن الخطة بنودًا خاصة بضمان الحقوق الثقافية واللغوية للأقليات في البلدين، على أن تُكفل دستوريًا، بما يحد من خطاب الكراهية ويعزز الانسجام الاجتماعي.
ومن النقاط الجوهرية في هذا المقترح دعوة أوكرانيا إلى تبني حياد دائم في دستورها، والتخلي عن مساعي الانضمام إلى الناتو، مقابل تجميد توسع الحلف في مناطق جديدة، بما في ذلك استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد أي طلبات عضوية إضافية. في المقابل، تنص الخطة على اعتراف روسي واضح بحق أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعلى ضرورة احترام سيادتها في بناء قدراتها الدفاعية دون قيود تعسفية. ومع ذلك، تضع الولايات المتحدة قيودًا على نوعية المساعدات العسكرية التي تقدمها لكييف، بحيث لا تشمل صواريخ بعيدة المدى أو دبابات ثقيلة أو طائرات مقاتلة، تجنبًا لاستفزاز موسكو.
كذلك، تدعو الخطة إلى نشر قوات حفظ سلام محايدة تحت إشراف الأمم المتحدة، ومنع تواجد أي قوات تابعة للناتو داخل الأراضي الأوكرانية. وتتضمن ضمانات أمنية روسية في مقابل التزام أمريكي بعدم نشر قوات عسكرية في الدول المتاخمة لروسيا، مع احتفاظ واشنطن بحق التراجع عن هذا التعهد إذا أقدمت موسكو على أي هجوم جديد ضد أوكرانيا. وعلى صعيد التسلح، تقترح الخطة اتفاقية جديدة بشأن الصواريخ المتوسطة المدى، تُلزم روسيا بسحب منظوماتها من بيلاروسيا وكالينينغراد، مقابل التزام أمريكي بعدم نشر صواريخ مماثلة في ألمانيا. كما تعيد الخطة فتح باب التفاوض حول الحد من الأسلحة النووية عبر استئناف المحادثات انطلاقًا من معاهدة “ستارت”، في إطار رؤية أوسع للحد من مخاطر التسلح النووي في أوروبا.
وتتوج هذه الخطة بطرح فكرة إنشاء مجلس أمن أوروبي دائم ضمن هيكلية الأمم المتحدة، يضم الدول النووية الخمس، مع إمكانية انضمام دول أخرى مؤثرة مثل الهند والبرازيل وألمانيا، على أن يتولى هذا المجلس متابعة الأزمات الأوروبية ووضع آليات دائمة للردع والحوار.
أما على صعيد آليات التنفيذ، فتؤكد الخطة أن انطلاق مفاوضات السلام مرهون بقبول أوكرانيا وحلفائها في الناتو لهذه الشروط. فإذا وافقوا عليها، يتم طرحها على الجانب الروسي، وفي حال رفضها الكرملين، يتعين على الولايات المتحدة الاستمرار في دعم كييف عسكريًا دون تغيير. أما إذا رفض الأوكرانيون والأوروبيون هذه الخطة، فيجب على واشنطن أن تعلن صراحة أن هذا الرفض سيترتب عليه وقف الدعم العسكري الأمريكي، مع تحميلهم مسؤولية ما قد يترتب على استمرار الحرب وتصاعدها.
ويشكّل التوقيت عاملًا حاسمًا في هذا السياق، إذ يعاني القادة الأوكرانيون من ضغوط داخلية هائلة، ويحتاجون إلى غطاء سياسي خارجي – وخاصة من الولايات المتحدة – يمنحهم هامش مناورة لتقديم تنازلات قد تبدو غير شعبية على المستوى الداخلي، على غرار ما حدث تاريخيًا في تجارب مشابهة مثل خروج فرنسا من الجزائر أو انسحاب أمريكا من فيتنام. وتعدّ مواكبة واشنطن للموقف الأوكراني في هذه المرحلة الحساسة أمرًا ضروريًا ليس فقط لتحقيق السلام، وإنما للحفاظ على مكانة الولايات المتحدة القيادية في النظام العالمي.

مقالات مشابهة

  • بين التصعيد والتنسيق.. هل تتجه واشنطن وطهران إلى صفقة جديدة؟| تفاصيل
  • القوات المسلحة الإيرانية تتعهد بـ"رد حازم" بعد الضربات الأمريكية
  • تحذير مرعب من واشنطن بعد قصف النووي: "ابقوا في منازلكم".. والأنظار تتجه إلى قطر
  • القوات المسلحة الإيرانية تتعهد بـ"ردا حازما" بعد الضربات الأميركية
  • روسيا تشن هجوما كبيرا بالمسيّرات على كييف
  • أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي
  • أوكرانيا تهدد برد مكثف يشمل العمق الروسي بعد هجمات موسكو الأخيرة
  • إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهدافها؟
  • 17 خطوة نحو السلام.. مبادرة أمريكية لرسم مستقبل أوكرانيا
  • بوتين: أوكرانيا كلها لنا وأينما وطأت أقدام جيش روسيا فهي لملك لها