بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية)_ كان قبل الإسلام تاريخ للدبلوماسية والعمل الدبلوماسية من قيم وعادات وأعراف وقواعد، وعندما جاء الإسلام كان هناك سير على هذا الأسس، مع استبعاد تلك القواعد التي لا تتناسب وقواعد الإسلام، وإنشاء قواعد وأسس وقيم وأعراف تناسب وفلسفة ومنطق وقواعد الإسلام. وكان هذا اتساقا مع منطق الأمم العظيمة دومًا، وهي أنها لا تأتي بالهدم وإنكار كل ما كان قبلها، وإنما تأخذ به وتُكمل عليه، وهكذا كانت رسالة وفلسفة الإسلام بشكل عام، فلقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي تحدث عن جوهر الإسلام وهي (الأخلاق) بأنه جاء ليكملها وليس لإنشائها، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

ومن الأسس الدبلوماسية التي كانت موجودة قبل الإسلام وصار عليها كما هي، الصفات المتميزة التي ينبغي أن يتحلى بها السفراء، مثل اللباقة و الحكمة وحسن المظهر …الخ، ونظام إيفاد الرسل للأمم الأخرى، وتقديم الرعاية للسفراء ممثلين الأمم المختلفة من الدولة التي يعملون بها مثل توفير مسكن ملائم  وتقديم لهم مزايا كنوع من التكريم . وأيضًا قاعدة أن السفير يمثل دولته وحاكمها ولا يمثل نفسه في كل ما يقوله ويفعله، وكذلك طريقة كانت تسمى (بأوراق الطريف) التي تعطي للسفير كنوع من أنواع تسهيل عمله، والمقابل لها حاليًا هي جوازات السفر الدبلوماسية.

وإلى جانب كل هذا اعتمد الإسلام وأخذ قواعد أخرى وجدت وعُمل بها قبله، وهي ديوان الرسائل المقابل له حاليًا ديوان رئاسة الجمهورية،  نظام رد الرسل الي يعبر عنه بالقاعدة المشهورة في العمل الدبلوماسي (Persona non grata) التي تعني إبلاغ الدولة حكومة الدولة الأخرى أن أحدًا من الأفراد الدبلوماسيين الذين ينتمون إليها غير مرغوب فيه، أي يجب تركه لهذه الدولة وإنهاء عمله بها. حظر قيام السفير ببعض الأعمال داخل الدولة التي يعمل بها أو بشكل عامّ وضع قيد على تعاملاته ونشاطاته بما يضمن أمنة وأمن الدولة التي يعمل بها، ومبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات الدبلوماسية، ومبدأ احترام عادات وتقاليد الأمم الأخرى.

ولتسمح لي حضرة القارئ الفاضل بعرض، تلك الأسس والقواعد الدبلوماسية الأخرى التي وضعتها الدولة الإسلامية و استحدثتها في العلاقات الدبلوماسية في المقال القادم بإذن الله.

مراجع المقال:

      د/ رؤوف شلبي، إتجاهات في دبلوماسية الدعوة الإسلامية.       د محمد الصادق عفيفي / تطور التبادل الدبلوماسي في الإسلام، مكتبة الأنجلو المصرية.       د/ فاوى الملاح، سلطات الأمن والحصانات والامتيازات الدبلوماسية في الواقع النظري والعملي، منشأة المعارف.       السفير/ عبد القادر سلامة ، قواعد السلوك الدبلوماسي في الإسلام، دار النهضة العربية. Tags: الدبلوماسيةالدبلوماسية في الإسلام

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الدبلوماسية الدبلوماسية في الإسلام الدبلوماسیة فی فی الإسلام

إقرأ أيضاً:

القدس في مرمى التهويد .. السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحذر: الحفريات تحت الأقصى عدوان على الإسلام وصمت الأمة خيانة

يمانيون / تقرير خاص

في ظل تصاعد الانتهاكات الصهيونية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، تواصل سلطات العدو الصهيوني تنفيذ حفريات واسعة النطاق أسفل الحرم القدسي الشريف، بهدف تحويل المعالم الإسلامية إلى مواقع ذات طابع يهودي تلمودي، ضمن مشروع تهويدي متكامل.

وفي الوقت الذي يغيب فيه الموقف العربي والإسلامي الرسمي، ويخيّم الصمت على غالبية الأنظمة، برز الموقف اليمني الذي عبّر عنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – كموقف استثنائي وصريح في وجه هذه الانتهاكات الخطيرة.

السيد القائد يحذر : الحفريات تحت الأقصى عدوان على الإسلام كله

في خطاب واضح وصارم، أدان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – ما تقوم به سلطات العدو من حفريات وإنشاء أنفاق تحت المسجد الأقصى، معتبرًا ذلك “اعتداءً صريحًا على قدسية الإسلام ومقدسات الأمة”.

وأكد أن المشروع التهويدي الجاري في القدس، وخاصة في محيط وأسفل المسجد الأقصى، يمثل استفزازًا خطيرًا لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم، محذرًا من أن استمرار هذه الممارسات الصهيونية في ظل الصمت العربي والدولي يعد تواطؤًا خطيرًا وخيانة للمقدسات حيث أشار بالقول : “ما يجري في القدس عدوان مباشر على الأمة الإسلامية كلها، وواجب الجميع أن ينهضوا بمسؤوليتهم، فالسكوت تواطؤ، واللامبالاة خيانة.”

حفريات تحت الأقصى: بحث عن الهيكل وطمس للهوية الإسلامية

تستمر سلطات العدو الإسرائيلي بحفر شبكة أنفاق معقدة تمتد أسفل المسجد الأقصى وساحة البراق وبلدة سلوان، بدعوى البحث عن ما يسمى بـ”الهيكل اليهودي”، رغم أن عشرات السنوات من الحفريات لم تثبت وجود أي أثر أثري يدعم هذه المزاعم. وترافق هذه الحفريات مشاريع ضخمة لتهويد البلدة القديمة، منها إقامة متاحف يهودية، وإنشاء “مدينة يهودية تحت الأرض”، وتحويل معالم إسلامية إلى كُنُس ومراكز دينية تلمودية.

الأنفاق تهدد الاستقرار المعماري والحياة المقدسية

أدت الحفريات إلى تشققات وانهيارات في منازل المقدسيين، خاصة في حي سلوان والبلدة القديمة، ما يشكل خطرًا على السكان ويهدد بنية المسجد الأقصى. وقد وثّقت منظمات محلية ودولية هذه الأضرار وسط تجاهل من سلطات الاحتلال

صمت رسمي عربي مقابل تحرك شعبي يمني

رغم خطورة ما يحدث، يلاحظ مراقبون الغياب الكامل للمواقف الرسمية من معظم الأنظمة العربية والإسلامية، في مقابل ذلك، يُسجل الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله على أنه أحد الأصوات الصريحة والواضحة في وجه المشروع التهويدي.

ودعوة السيد القائد للجماهير العربية والإسلامية للنهوض بمسؤوليتها تجاه المسجد الأقصى، جاءت كرسالة قوية وسط صمت الدول العربية وتطبيع بعضها العلني مع الاحتلال.

 الأقصى في خطر… والمواقف تُصنّف التاريخ

تشير التطورات الميدانية في القدس إلى أن العدو الصهيوني لا يكتفي بتغيير الواقع الجغرافي، بل يسعى إلى تغيير الوعي والهوية. وفي حين تلتزم الأنظمة الرسمية الصمت، يبقى صوت المقاومة والوعي الإسلامي الحقيقي هو الأمل الباقي لحماية المسجد الأقصى، وفي مقدمته الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – الذي يمثل اليوم صوتًا نقيًا في زمن التخاذل.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم ربيع: جماعة الإخوان تعمل على استهداف المؤسسات الصلبة في الدولة
  • أحمد الفرماوي: يوم عرفة سيد الأيام وصيامه يكفّر ذنوب عامين
  • بعد انتهاء الحروب البلدية... متى تبدأ الحروب الأخرى؟
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • أمير القصيم: الملك عبدالعزيز وحد المملكة لخدمة الإسلام لا لمكاسب دنيوية .. فيديو
  • النائب العام للاتحاد يستقبل السفير اليمني لدى الدولة
  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • القدس في مرمى التهويد .. السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحذر: الحفريات تحت الأقصى عدوان على الإسلام وصمت الأمة خيانة
  • رسالة سلام وعطاء .. إشادة دولية بجهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة الخندق تثبت أن الإسلام لم يأت بمواقف عدائية ضد أحد