فهم التفرق العنصري والتمييز العنصري: نحو عالم أكثر عدالة وتسامح
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
تعتبر التفرق العنصري والتمييز العنصري من أكثر المسائل تعقيدًا وأهمية في عالمنا المعاصر، حيث تمثل تلك الظواهر تهديدًا للسلام الاجتماعي والتنمية الشاملة للمجتمعات. وفهمهما بشكل صحيح يمثل خطوة أساسية نحو التصدي لهما والعمل على إنهاء تأثيراتهما الضارة. لذا، دعونا نتعمق في تحليل تعريفاتهما وأثرهما على المجتمعات:
1.
التفرق العنصري:
يشير التفرق العنصري إلى الممارسات والسلوكيات التي تستند إلى اعتقاد بتفوق أو سوء تمثيل جماعة على حساب جماعة أخرى استنادًا إلى العرق أو الأصل القومي أو الدين أو اللون أو الثقافة أو الديانة أو الجنس أو الجنسية أو الهوية الجنسية أو أي خصائص أخرى مماثلة.
هذا النوع من التمييز يتسبب في تقسيم المجتمعات وتشويه العلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى عدم المساواة وانعدام العدالة في الفرص والحقوق. ويتجلى التفرق العنصري في مجموعة متنوعة من السياقات، بما في ذلك التوظيف، والتعليم، والخدمات الصحية، والسكن، والقضاء.
2. التمييز العنصري:
في حين يشير التفرق العنصري إلى الاعتقادات والممارسات، يشير التمييز العنصري إلى التصرفات التي تؤدي إلى إقصاء أو تحييد أو تقييد فرص أو حقوق الأفراد أو الجماعات على أساس العرق أو الأصل القومي أو الدين أو اللون أو الثقافة أو الديانة أو الجنس أو الجنسية أو الهوية الجنسية أو أي خصائص أخرى مماثلة.
هذا التمييز يظهر على سبيل المثال في رفض منح وظيفة لشخص بسبب عرقه، أو منع الدخول إلى مكان عام بسبب دينه، أو تقييد حركة الأفراد في المجتمع بناءً على لون بشرتهم.
إن مكافحة التفرق العنصري والتمييز العنصري تتطلب تضافر الجهود من كافة أفراد المجتمع والمؤسسات، وتحتاج إلى تبني سياسات عامة وتعزيز الوعي وتغيير السلوكيات الاجتماعية. من خلال العمل المشترك والمتواصل، يمكننا بناء مجتمعات أكثر عدالة وتسامحًا، حيث يمكن لكل فرد أن يعيش بكرامة واحترام، بغض النظر عن خصوصياته الشخصية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التمييز العنصري عدالة التمییز العنصری الجنسیة أو
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تحذر من تداعيات استخدام التكنولوجيا الرقمية على حياة الأفراد
حذرت منظمة الصحة العالمية من تداعيات استخدام أجهزة المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الاعتماد على هذه الوسائل، ضمن عوامل أخرى، يصيب الأشخاص بالوحدة.
وقالت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية إن واحدا من بين كل ستة أشخاص حول العالم يتأثرون سلبيا بالوحدة، التي بجانب العزلة الاجتماعية، يمكن أن تؤدي للمرض الجسدي، مما يساهم في وفاة 871 ألف شخص حول العالم سنويا. وأوضحت المنظمة أن الوحدة تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والأزمات القلبية والسكري والاكتئاب والتوتر والانتحار.
وأشارت المنظمة إلى أن المراهقين الذين يشعرون بالوحدة أكثر عرضة بنسبة 22% لتحقيق درجات أقل مقارنة بنظرائهم، في حين يواجه البالغون الذين يشعرون بالوحدة تحديات تتعلق بالعثور على وظائف أو الحفاظ عليها. ولا يتعلق تأثير الوحدة على الأفراد فقط، ولكن المجتمع أيضا، في ظل التكاليف التي تقدر بالمليارات التي يتم إنفاقها على أنظمة الرعاية الصحية، فضلا عن الخسائر في الوظائف.
ووصف فيفيك مورثي، المشارك في رئاسة اللجنة، الوحدة بأنها " شعور مؤلم وذاتي يشعر به الكثيرون عندما لا تشابه العلاقات التي نحتاجها العلاقات التي لدينا. وعلى العكس، فإن العزلة الاجتماعية تعد حالة موضوعية تتمثل في قلة العلاقات والتعاملات". وخلص تقرير اللجنة إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص أكبر سنا وواحد من بين كل أربعة بالغين يعاني من العزلة الاجتماعية. وتتضمن اسباب الإصابة بالوحدة،المرض وتدني جودة التعليم وانخفاض الدخل والافتقار لفرص التواصل الاجتماعي والعيش المنفرد واستخدام التكنولوجيا الرقمية. وأشار مورثي إلى أن البشر تواصلوا لآلاف السنين ليس فقط من خلال الكلمات، ولكن من خلال تعابير الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت والصمت. وتتلاشى هذه الاشكال من التواصل عندما يعتمد الأشخاص فقط على الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى السويد كمثال إيجابي، حيث طبقت البلاد استراتيجية وطنية ضد الوحدة، مثلما قال وزير الشؤون الاجتماعية جاكوب فورسميد. وتصف السويد الوحدة بأنها ليست فقط مشكلة فردية ولكن أيضا تؤثر على المجتمع ككل. ويتم بذل الجهود لتعزيز التواصل الاجتماعي في أماكن مثل المحال والمطاعم و الأحياء والنوادي.
ويحصل جميع الأطفال والمراهقين في السويد قريبا على بطاقات مسبقة الدفع يمكن استخدمها فقط لحجز أنشطة ترفيه جماعية. وقال فورسميد إن السويد تعتزم حظر الهواتف المحمولة في المدارس العامة. وأظهرت الدراسات أن هذا من شأنه تعزيز التواصل الاجتماعي وتقليص التنمر الإلكتروني. وأوضح فورسميد أن الأطفال والمراهقين ينامون بصورة أفضل، ويجدون سهولة في التخلي عن هواتفهم المحمولة خلال وقت فراغهم، موضحا أن الأطفال غالبا ما يشعرون بالغضب عندما ينشغل آباؤهم بهواتفهم المحمولة.
وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الرقمية لها منافعها، مثل التمكن من إجراء مكالمات الفيديو التي كانت مستحيلة سابقا، فقد أكدت اللجنة أهمية إيجاد مساحات في الحياة يمكن للأشخاص التواصل معا سويا بعيدا عن أدوات الانشغال التكنولوجية. وقال مورثي" وجود أماكن ومساحات في حياتنا يمكننا من خلالها التواصل بصورة مباشرة مع آخرين بدون الانشغال الذي تسببه التكنولوجيا يعد أمرا مهما للغاية".