كشف تصريحات لمدير أمن العاصمة عدن، اللواء مطهر الشعيبي، عن وجود مصنع لإنتاج الحبوب المخدرة في محافظة المحويت الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وقال الشعيبي في كلمة له بمناسبة تدشين أسبوع التوعية بالمخدرات، بأن المصنع الذي تديره قيادات بمليشيا الحوثي الإرهابية يشبه مصانع المخدرات التي كانت موجودة في سوريا بعهد نظام بشار الأسد.

الشعيبي أشار إلى أن هذا الكشف جاء من خلال التحقيق مع أحد المضبوطين من قبل إدارة الأمن بتجارة المخدرات ويحمل جنسية إحدى الدول العربية، وسط ترجيحات بأنها "لبنانية".

مدير أمن عدن، أكد بأن المصنع يُعد جزءا من شبكة تهريب وتجارة مخدرات تديرها المليشيا الحوثية لتمويل عملياتها العسكرية، مشيراً إلى أن الحبوب المخدرة يتم تهريبها إلى المحافظات المحررة، إضافة إلى المملكة العربية السعودية، ودول الخليج.

لافتاً إلى أن أجهزة الأمن في عدن احبطت خلال الأشهر الماضية عدة عمليات تهريب لحبوب مخدرة مصدرها مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، في ظاهرة وصفها بـ"الخطيرة والممنهجة".

وتُعيد تصريحات مدير أمن عدن، إلى المشاهد التي تابعها العالم في الأيام والأسابيع التي تلت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، والمتعلقة بمصانع إنتاج حبوب مخدر "الكبتاجون" بكميات ضخمة.

الأسد الذي مثل أحد أهم اركان مشروع إيران بالمنطقة، كان قد نجح في تحويل سوريا إلى أكبر دولة منتجة ومصدره لهذا المخدر، وبنسبة وصلت إلى 80% من حجم الإنتاج العالمي بحسب تقارير دولية، أكدت أيضاً إن أرباح نظام الأسد من ذلك كان تتجاوز الـ 5 مليار دولار سنوياً.

 تصدر نظام الأسد لإنتاج مخدر "الكبتاجون" جاء بدعم وإشراف من قبل عناصر حزب الله اللبناني الذراع الأهم لطهران في المنطقة، وكان له السبق في هذا المجال منذ عام 2006م، لينقل خبراته في هذا المجال إلى نظام الأسد.

وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن 82 في المئة من حبوب الكبتاغون المضبوطة في منطقة الشرق الأوسط بين عامي 2019 و 2023 كان مصدرها سوريا، يليها لبنان (17%).

وتعد تجارة المخدرات واحدة من أهم مصادر التمويل لأنشطة النظام الإيراني وأذرعه بالمنطقة، في مواجهة العقوبات الاقتصادية الأمريكية والدولية التي تستهدف تجفيف مصادر تمويل النظام وأذرعه.

وفي هذا السياق، تؤكد تقارير دولية على أن إيران تُعد واحدة من أهم مصدري المخدرات في العالم، وتحديداً مخدر "الأفيون" الذي يتم زراعته في أفغانستان المجاورة والخاضعة لحكم حركة طالبان المتشددة، ورغم العداء العقائدي بين الطرفين، إلا أن إيران تُعد محطة تصدير لأفيون أفغانستان.

وإلى جانب الأسباب المالية، فإن تجارة المخدرات بالنسبة لإيران وأذرعها بالمنطقة هي أداة موجهة لاستهداف المجتمعات في الدول التي تسعى طهران لمد نفوذها إليها، وعلى رأسها دول الخليج العربي التي تُعد أهم أهداف لشبكات تهريب المخدرات الإيرانية وأذرعها.

ومع سقوط نظام الأسد في سوريا والضربات الموجعة التي تلقها حزب الله في لبنان، يبدو أن طهران قد اتجهت إلى نقل تجربتها في إنتاج وتجارة المخدرات وبخاصة مخدر "الكبتاجون"  إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.

وهو ما حذرت منه الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الارياني الذي أكد بأن مليشيا الحوثي تحاول تحويل اليمن إلى نقطة انطلاق جديدة لصناعة وتهريب المخدرات نحو السعودية ودول الخليج العربي.

وكشف الإرياني في هذا السياق قيام مليشيا الحوثي بتحويل "جزءا من مصانع الأدوية في صنعاء إلى معامل لإنتاج الكبتاجون، في جريمة مركبة تجمع بين انتهاك مقدرات الشعب اليمني واستخدامها كوسيلة لتمويل أنشطتها الإرهابية"، حد قوله.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی نظام الأسد فی هذا

إقرأ أيضاً:

ملف دمشق.. 134 ألف وثيقة تفضح آلة القتل الممنهج في سجون نظام الأسد

كشف تحقيق استقصائي، أجراه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) وشبكة واسعة من الشركاء الإعلاميين، عن أدلة غير مسبوقة حول عملية التعذيب والقتل الممنهج داخل شبكة سجون نظام بشار الأسد.

ونشر موقع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين "ملف دمشق"، وهو ملخص لمجموعة ضخمة من الوثائق الأمنية والمخابراتية المسربة (أكثر من 134 ألف سجل) نسبة كبيرة، يتم الكشف عن البيروقراطية المنظمة التي حولت آلاف المعتقلين إلى أرقام، وقامت بتوثيق قتلهم بأكثر من 33 ألف صورة فوتوغرافية عالية الجودة.

التحقيق لا يوثق الجرائم فحسب، بل يسلط الضوء على المعاناة المستمرة للعائلات التي لا تزال تبحث عن إجابات، والتحديات الهائلة التي تواجهها الحكومة الجديدة في سوريا للكشف عن مصير أكثر من 100 ألف مفقود.

الآلة البيروقراطية للقتل
يمثل "ملف دمشق"، الذي حصل عليه في البداية تلفزيون NDR الألماني وتمت مشاركته مع ICIJ و24 شريكاً إعلامياً، أضخم مجموعة صور فوتوغرافية مسربة تظهر سجناء سوريين مقتولين. تم التقاط هذه الصور من قبل مصورين عسكريين في الفترة ما بين 2015 و2024، وتوثق وفاة ما يزيد عن 10,200 سجين فردي.

تزوير أسباب الوفاة والحصانة القضائية
كشف التحقيق عن الآلية المنهجية التي اتبعها النظام لإخفاء جرائم القتل الجماعي:
التوثيق بالصور: تم تكليف المصورين العسكريين بأخذ صور للجثث من زوايا متعددة (في بعض الأحيان يصل عدد الصور إلى 177 في يوم واحد)، وكتابة رقم المعتقل على بطاقة بيضاء أو مباشرة على الجسم.

الغطاء البيروقراطي: كانت الصور تُرسل إلى المحاكم العسكرية حيث كان قاضٍ يوقع على الوفيات، مما يمنح أعضاء النظام حصانة قضائية لجرائمهم.

المستشفيات العسكرية: تم نقل المعتقلين الذين قضوا نحبهم بشكل روتيني إلى مستشفيات عسكرية معروفة (مثل مستشفى حرستا وتشرين العسكريين) حيث كان الأطباء يصدرون شهادات وفاة مزورة.

سبب الوفاة الموحد: غالباً ما كانت شهادات الوفاة تذكر سبب الوفاة على أنه "سكتة قلبية تنفسية" أو "سكتة قلبية"، في محاولة لتمويه حقيقة التعذيب والتجويع.

الأدلة الجسدية والفحص الجنائي
أظهر تحليل عينة عشوائية من 540 صورة أجراها فريق من المحققين الألمان دليلاً مروعاً على سوء المعاملة الممنهج:

التجويع والتعذيب: ثلاثة أرباع الضحايا في العينة تحمل علامات واضحة على التجويع، وما يقرب من الثلثين ظهرت عليهم علامات أذى جسدي ناتج عن التعذيب.

إهانة الموت: كانت الجثث تُعامل باحتقار، حيث ظهرت العديد منها مكدسة عارية في وضعيات مشوهة، مما يؤكد انتهاك حقهم في الدفن اللائق.

الامتداد لملف "قيصر"
يشكل هذا الكنز الجديد من الصور تسلسلاً مروعاً لصور "قيصر" التي تم تهريبها قبل أكثر من عقد، والتي وثقت جرائم سابقة (2011-2013). لقد كانت صور "قيصر" أساساً للملاحقات القضائية الدولية، بما في ذلك محاكمات التعذيب في ألمانيا التي أدت إلى سجن ضباط سوريين سابقين، مما يؤكد أن "ملف دمشق" يظهر استمرار وشدة القتل الذي مارسته السلطات السورية لسنوات إضافية.

وخلف الأرقام والوثائق البيروقراطية، هناك قصص لعائلات دُمرت بالكامل تبحث عن إغلاق لمعاناتها، نشر التقرير العديد منها.

وشملت قوائم القتلى التي وثقها "ملف دمشق" الناشط المعروف مازن الحمادة (رقم 1174)، الذي كان يظهر في الصور ممدداً بملابسه العسكرية وآثار القيود على معصميه، والذي قُتل بعد أن كرس حياته للنضال من أجل الحرية.

مقالات مشابهة

  • من حوران إلى قلب دمشق كواليس معركة سقوط نظام الأسد
  • مساعد قيصر يثير جدلا واسعا في سوريا بعد انتقاده للرئيس الشرع
  • قسد تمنع التجمعات بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد في شمال وشرق سوريا
  • شبكة حقوقية: انتهاكات جماعة الحوثي في اليمن تسببت بتوقف المشاريع الإغاثية والإنسانية
  • الشرع: نظام بشار الأسد وإسرائيل هم الإرهابيون
  • سوريا بعد عام: تفاصيل انتصار الثورة وتعقيدات المرحلة الانتقالية
  • مليشيا الحوثي تدفع بتعزيزات إلى محيط مدينة تعز
  • احتفالات تعم سوريا في الذكرى الأولى لانتصار الثورة
  • أبناء الحديدة يجددون دعمهم لفلسطين ولبنان ويدعون للنفير لمواجهة مخططات تمزيق اليمن
  • ملف دمشق.. 134 ألف وثيقة تفضح آلة القتل الممنهج في سجون نظام الأسد