كيف تفوز شركات التكنولوجيا الكبرى بحرب المواهب في الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
قد يبدو الأمر أشبه بخطوة شيطانية في مباراة شطرنج، ولكنه في واقع الأمر مصطلح مفيد لوصف أحدث مناورة محسوبة للشركات قام بها ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت.
تحاول شركات التكنولوجيا في كثير من الأحيان اصطياد فرق من الموظفين الأذكياء من خلال ما يسمى بالاستحواذ: الاستحواذ على شركة ناشئة لتوظيف الأشخاص.
أعلنت شركة مايكروسوفت هذا الأسبوع أنها قامت بتعيين اثنين من المؤسسين الثلاثة لشركة Inflection، التي كانت ذات يوم واحدة من أهم شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العديد من موظفيها البالغ عددهم 70 موظفا.
وسيشرف الآن مصطفى سليمان وكارين سيمونيان على Microsoft AI، التي ستتولى مسؤولية خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة للمستهلك، بما في ذلك برنامج Copilot chatbot، ومحرك البحث Bing، ومتصفح Edge الخاص بها.
إن موجة التوظيف الأخيرة التي قامت بها مايكروسوفت، في أعقاب استثمارها بقيمة 13 مليار دولار في OpenAI وشراكتها الأخيرة مع شركة ميسترال الفرنسية، تسلط الضوء على نية الشركة في التحالف مع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة الطموحة والسيطرة على السوق. لقد كان أيضًا من أوائل الداعمين لـ انعطاف.
النشاط المفرط للشركة، المصحوب بالكثير من ضجيج المستثمرين حول الذكاء الاصطناعي، ساعد مايكروسوفت على الظهور من جديد باعتبارها الشركة العامة الأكثر قيمة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 3.1 تريليون دولار، أي أكثر من جميع الشركات المدرجة في مؤشر FTSE 100 في لندن مجتمعة. مرة أخرى، تركت مايكروسوفت منافستها اللدودة جوجل.
توضح خطوة مايكروسوفت التدافع للحصول على أفضل الباحثين بين أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، حيث يراهنون على مطالبهم في اقتصاد الذكاء الاصطناعي المستقبلي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
#سواليف
أكدت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير حديث لها أن #المخاوف_المتزايدة بشأن قيام #الذكاء_الاصطناعي بالقضاء على #الوظائف لا تزال حتى الآن غير مدعومة بأي أدلة اقتصادية حقيقية، مشيرة إلى أن #سوق_العمل_العالمي لا يزال صامدًا بل ويُظهر مؤشرات نمو في عدة قطاعات.
وقالت الصحيفة إن الذكاء الاصطناعي يواصل تطوره أسبوعًا بعد أسبوع، حتى بات قادرًا على تنفيذ مهام متقدمة مثل كتابة التقارير وإنشاء الفيديوهات الفورية، مع انخفاض ملحوظ في معدلات “الهلاوس” التي كانت تميز الجيل السابق من هذه النماذج.
ومع ذلك، لم تظهر أي موجة تسريح جماعي بسبب الذكاء الاصطناعي، رغم أن مصطلح “AI unemployment” (البطالة بسبب الذكاء الاصطناعي) سجل أعلى معدل بحث عالميًا عبر غوغل في وقت سابق هذا العام.
مقالات ذات صلةترجمان لا أكثر.. وتكنولوجيا لا تُطيح بالبشر
واستند التقرير إلى دراسة شهيرة نُشرت مؤخرًا للباحثين كارل بنديكت فري وبيدرو يانوس-باريديس من جامعة أكسفورد، والتي تربط بين الأتمتة وتراجع الطلب على المترجمين. إلا أن بيانات وزارة العمل الأميركية تكشف أن عدد العاملين في مجالات الترجمة والتفسير ارتفع بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يدحض هذه الفرضية.
كما أشار التقرير إلى شركة التكنولوجيا المالية “كلارنا” التي كانت قد تباهت سابقًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة خدمات العملاء، لكنها عادت مؤخرًا عن هذا التوجه. وقال المدير التنفيذي للشركة، سباستيان سيمياتكوفسكي: “سيظل هناك دائمًا إنسان إذا أردت ذلك”.
لا دليل على “كابوس الوظائف”
وحلل التقرير أيضًا معدلات البطالة بين خريجي الجامعات الجدد مقارنة بمتوسط البطالة العام في أميركا، وهو مقياس غالبًا ما يُستخدم لاستشراف آثار التكنولوجيا على الوظائف.
ووجدت “إيكونوميست” أن نسبة بطالة الخريجين بلغت نحو 4% فقط، وهي نسبة منخفضة تاريخيًا، وأن الفارق بين بطالتهم وبطالة باقي السوق بدأ منذ 2009، أي قبل ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي بزمن طويل.
وفي تحليل شامل لبيانات التوظيف حسب المهنة، ركز التقرير على وظائف “الياقات البيضاء” مثل العاملين في الدعم الإداري، والخدمات المالية، والمبيعات، وهي الفئات التي يُعتقد أنها الأكثر عرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي. لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا، إذ ارتفعت نسبة العاملين في هذه الفئات بشكل طفيف خلال العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة لا يزال منخفضًا عند 4.2%، وأن نمو الأجور لا يزال قويًا، وهو ما يتعارض تمامًا مع فرضية انخفاض الطلب على العمالة.
أما عالميًا، فقد سجل معدل التوظيف في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) مستوىً قياسيًا في عام 2024.
لماذا لا يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
وطرحت “إيكونوميست” تفسيريْن رئيسييْن لثبات معدلات التوظيف رغم ضجة الذكاء الاصطناعي:
وختمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أنه لا يوجد في الوقت الحالي ما يستدعي الذعر، فالحديث عن “نهاية الوظائف” لا يزال أقرب إلى صبي يصرخ بوجود ذئب، بينما لا شيء في الأفق حتى الآن.