في خطوة تُعزّز موقع الإمارات كإحدى أبرز وجهات الابتكار عالميًا، أعلنت شركتا أوبر وWeRide عن بدء تشغيل أول سيارات ذاتية القيادة بالكامل داخل أبوظبي، بعد عام من التجارب المحدودة التي أطلقتها الشركتان في 2024.

 الإعلان الجديد يمثل نقطة تحول مهمة في مشهد النقل الذكي بالمنطقة، حيث تنتقل أبوظبي من مرحلة الاختبار إلى التشغيل الفعلي للمركبات دون وجود أي سائق بشري على متنها.

سيتمكن أي مستخدم لتطبيق أوبر داخل جزيرة ياس—المنطقة السياحية التي تمتد على مساحة 12 ميلًا مربعًا—من اختيار خيار "ذاتية القيادة" عند طلب خدمة UberX أو Uber Comfort، ورغم أن اختيار هذا الخيار لا يضمن دائمًا وصول سيارة ذاتية القيادة، إلا أنه يتيح الفرصة لتجربة واحدة من أكثر تقنيات النقل تطورًا في العالم.

تعتمد أوبر على سيارات GXR من WeRide، وهي مركبات كهربائية بخمسة مقاعد مستوحاة من تصميم سيارة Farizon SuperVan التابعة لعملاق السيارات الصيني جيلي. 

وتأتي هذه المركبات مزودةً بأكثر من 20 جهاز استشعار وكاميرا، ما يمنحها القدرة على قراءة الطريق، والتعرف على بيئة القيادة المحيطة، واتخاذ قرارات فورية دون تدخل بشري، وهو ما يرفع مستوى الأمان ويقلل من نسبة الأخطاء البشرية أثناء القيادة.

كانت أوبر قد أطلقت شراكتها الأولى مع WeRide في عام 2024 عبر أسطول تجريبي شمل سيارات ذاتية القيادة ولكن مع وجود سائق متخصص في التنقلات للتدخل عند الحاجة، ومع التطوير التقني السريع الذي شهدته الأشهر الماضية، أصبحت المركبات جاهزة للعمل بشكل مستقل بالكامل، ما يسمح للمستخدمين بركوب سيارة دون وجود أي شخص خلف المقود.

وتُعد جزيرة ياس بيئة مثالية لبدء التشغيل الكامل، نظرًا لطبيعتها المنظمة، وبنيتها التحتية المتقدمة، وكثافة الزوار العالية، ما يجعلها منطقة اختبار نموذجية قبل التوسع المتوقع في مناطق أخرى من أبوظبي خلال الفترة المقبلة.

تعكس خطوة أوبر في أبوظبي استراتيجية عالمية واضحة تتبناها الشركة، وهي التعاون مع الشركات المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية بدلاً من تطوير هذه المركبات بنفسها. فإلى جانب WeRide، وقّعت أوبر شراكات مع شركات رائدة مثل وايمو في أتلانتا، وبايدو في آسيا والشرق الأوسط، وMomenta في أوروبا.
وتتولى هذه الشركات توفير المركبات والتكنولوجيا، بينما تُركّز أوبر على دورها الأساسي: مطابقة الركاب بالمركبات، وإدارة عمليات النقل على نطاق ضخم.

في حالة WeRide داخل الإمارات، تتعاون أوبر كذلك مع شركة سيارات الأجرة المحلية تواصل للنقل، التي ستتولى عمليات الصيانة والشحن والإدارة التشغيلية لأسطول المركبات ذاتية القيادة، ما يضمن تقديم خدمة مستقرة وقادرة على التوسع.

لا تُعد أبوظبي سوى الخطوة الأولى في خطة أكبر تعمل عليها أوبر وWeRide. فقد أعلنت الشركتان عن نية التوسع في 15 مدينة جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما سيضعهما في موقع ريادي داخل سباق المركبات ذاتية القيادة عالميًا. ومن المتوقع أن يشمل هذا التوسع مدنًا في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، في وقت تتسابق فيه الشركات العالمية على تقديم خدمات نقل آمنة، ذكية، ومنخفضة التكلفة.

إطلاق السيارات ذاتية القيادة بالكامل في أبوظبي لا يُمثل مجرد خطوة تقنية جديدة، بل هو إعلان رسمي بدخول المنطقة إلى حقبة "النقل الثوري"، حيث تصبح القيادة البشرية خيارًا وليس ضرورة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سیارات ذاتیة القیادة

إقرأ أيضاً:

إيرباص تقترب من إنهاء تحديثات أسطول A320 العالمي

أعلنت شركة "إيرباص" الاثنين أن أقل من 100 طائرة من طراز "ايه 320" لا تزال متوقفة عن العمل بسبب خلل في برنامج التحكم، من أصل حوالي 6000 طائرة يُحتمل تأثرها بهذا العطل.

وأفادت الشركة في بيان أن "الغالبية العظمى" من هذه الطائرات خضعت للتعديلات اللازمة، مشيرة إلى أنها تعمل مع شركات الطيران "لتعديل أقل من 100 طائرة متبقية لضمان إمكان إعادتها إلى الخدمة".

وكانت الشركة الأوروبية العملاقة في صناعة الطائرات أعلنت مساء الجمعة عن وقف الآلاف من طائراتها من طراز "ايه 320" ذات الممر الواحد عن الخدمة موقتا بهدف الاستبدال العاجل لبرنامج تحكم جراء خلل في الأداء ناجم عن التعرض للإشعاع الشمسي، وذلك عقب حادث وقع أواخر أكتوبر في الولايات المتحدة.

فقد واجهت طائرة من طراز إيرباص ايه320 تابعة لشركة جيت بلو في 30 أكتوبر مشكلة في التحكم أثناء الطيران بسبب عطل في الكمبيوتر. وانخفضت الطائرة فجأة أثناء رحلة بين كانكون في المكسيك ونيوارك في الولايات المتحدة، ما اضطرها للقيام بهبوط اضطراري في تامبا في ولاية فلوريدا.

وبعدما حثت عملاءها على وقف حوالى 6000 طائرة متأثرة عن العمل فورا، تمكنت "ايرباص" من معالجة المشكلة بسرعة على آلاف منها الجمعة والسبت، ما خفف المخاوف من حدوث اضطراب واسع النطاق في حركة النقل الجوي العالمية.

وأشارت "إيزي جت"، إحدى أكبر الشركات التي تشغّل عائلة طائرات "ايه 320"، الاثنين إلى أنها نجحت في تحديث إلكترونيات الطيران على جميع طائراتها المتأثرة "دون أي تعطل في جدول رحلاتنا" خلال عطلة نهاية الأسبوع.

كما أفادت شركة الطيران منخفض التكلفة "ويز إير" الاثنين أنها لم تضطر إلى إلغاء أي رحلات خلال العملية التي اكتملت لكامل أسطولها المتأثر.

تُعد A320، بمختلف طرازاتها، الطائرة التجارية الأكثر مبيعا في العالم. وقد دخلت الخدمة عام 1988، وسُلِّمت 12257 طائرة منها حتى نهاية سبتمبر.

والاثنين، كررت إيرباص اعتذارها "عن الصعوبات والتأخيرات التي لحقت بالركاب وشركات الطيران" بسبب هذا الوضع، شاكرة إياهم "على تفهمهم لقرار إعطاء الأولوية المطلقة للسلامة".

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية: الإيدز يواصل انتشاره عالميًا رغم التوسع في العلاج والوقاية
  • وزير التعليم يبحث مع «جايكا» التوسع في مشروع المدارس المصرية اليابانية
  • مدفعية K9A1EGY الكورية.. ماذا نعرف عن أقوى منظومات المدفعية ذاتية الحركة؟
  • التنفيذ القضائي .. حجز هذه المركبات فورا
  • إيرباص تقترب من إنهاء تحديثات أسطول A320 العالمي
  • سوبرجيت تؤكد التزامها بتقديم أعلى مستويات الخدمة عبر أسطول حافلات حديث وشبكة خطوط متطورة
  • التوسع الزراعي في مصر.. خطة استراتيجية لزيادة الإنتاج وتوسيع الصادرات الزراعية
  • إثبات الإعالة شرط لامتلاك الأفراد للحافلات.. ومعادلة "الموظفين" تضبط أسطول الشركات
  • إثبات الإعالة شرط لامتلاك الأفراد للحافلات.. ومعادلة "الموظفين" تضبط أسطول الشركات-عاجل