الاعتكاف للنساء.. فوائده وشروطه وما يباح للمعتكف
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
في أوقات الخشوع والتأمل، يلجأ الكثيرون إلى الاعتكاف كوسيلة للتقرب إلى الله وتعزيز الروحانية في شهر رمضان المبارك، ويعتبر الاعتكاف فرصة لقضاء الوقت في عبادة خاصة واستغلال ليالي العشر الأواخر بطاعة الله وطلب المغفرة والرحمة.
وفي هذا السياق، تقدم بوابة الفجر الإلكترونية لمتابعيها تفاصيل كاملة حول اعتكاف النساء.
ووفقا لما أوضحته دار الإفتاء فإن مدة الاعتكاف تبدأ مما يُطْلَقُ عليه اسم الاعتكاف عُرْفًا وهي أقل مدة للاعتكاف، حيث يجوز للمصلِّي إذا دخل المسجد أن ينوي الاعتكاف مهما كان مكثه فيه ليحصل له ثوابه، موضحة أنه يجوز أن يعتكف المسلم شهرًا لو أراد، بشرط أن لا يضيع واجباته الدينية أو الدنيوية.
فوائد الاعتكافوالمقصود من الاعتكاف في العشر الأخر من رمضان الانقطاعُ عن الناسِ والتفرغ لطاعةِ الله في المسجد طلبًا للثواب وإدراكِ ليلة القَدْرِ، حسبما أوضحت دار الإفتاء، مؤكدة أنه ينْبغِي للمعتكفِ أنْ يشتغلَ بالذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والعبادةِ، وأن يتَجنَّب ما لا يَعنيه من حديثِ الدنيَا، ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة.
شروط الاعتكافوكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم اعتكاف العشر الأواخر من رمضان في المسجد، والانقطاع لعبادة الله؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عنهُمَا قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ». [أخرجه البخاري]، حيث قالت دار الإفتاء أنه يجوز للمسلم أن ينوي الاعتكاف في المسجد وقت تواجده فيه ولو كان قليلا على قول بعض الفقهاء.
وأكدت أنه على المعتكف أن يملأ وقته بالأعمال الصالحة وأن يكثر من الذكر والتسابيح والاستغفار وقراءة القرآن وألا يضيع وقته في غير ما شرع الاعتكاف من أجله.
وحدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية شروط الاعتكاف، حيث أوضح أنه للاعتكاف شروطا لا يصح إلا بها، ومنها:
الإسلام فلا يُقبل الاعتكاف إلا من مسلم.الطهارة والمقصود بها الطهارة من الحدث الأكبر، فلا يصح الاعتكاف من حائض أو نفساء أو جنب.النية بالانقطاع والتعبدابتغاء وجه الله.أن يكون الاعتكاف في مسجد تُصلى فيه الفرائض جماعة.ما يباح للمعتكفويباح للمعتكف عدد من الأمور ومنها الكلام المباح الذي دعت إليه الحاجة، الخروج لحاجته التي لا بد منها كالتداوي إن كان مريضا، تصفيف شعره، وتقليم أظفاره، وتنظيف بدنه، ولبس أحسن الثياب، والتطيب بالطيب.
وله أن يأكل ويشرب في المسجد وينام فيه بشرط المحافظة على نظافته وصيانته، وتناول الطعام والشراب في المسجد، والنوم فيه بشرط المحافظة على نظافته وصيانته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاعتكاف الاعتكاف للنساء فی المسجد
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: سرعة انقضاء الأيام والأعوام عبرة وعظة لأولي النهى
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي، المسلمين في خطبته بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، من تمسك بأسبابها نجا.
وقال الدكتور أحمد الحذيفي: فإن تقوى الله جل وعز وخشيته في الغيب والشهادة أوثق أسباب رضوانه، وأوسع أبواب امتنانه، فهي التجارة التي لا تبور، والزاد الذي لا ينفد، والسرور الذي لا ينقطع، ونعيم الحياة العاجل قبل النعيم الآجل المقيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
وتابع: وإن في سرعة انصرام الأيام وانقضاء الأعوام لعبرةً لذوي الحِجا ومتَّعَظًا لأولي النُّهى، يقف المؤمن عند ذلك وقفة المتأمِّل، ويلتفت التفاتة المدّكر، فيقيس آتي زمانه على ماضيه؛ لأنه يعلم أن اليوم سيصير أمسًا، وأن ضجيج اليوم سيحول همسًا، فما أشبه عامَنا الغاضِرَ بعامنا الغابر، ويومَنا الحاضرَ بأمسنا الدابر، وكأن تشابه أحداث الزمان دَوَرانُ رَحا، ومدةَ بقائه كإقامة شمسِ ضحى، إنها سنة الله التي بها قضى في كَوْنه وخَلْقه، فلا يستقر حال ولا يدوم، ولكنها الحياة تتقلب بأهلها، وتمور بمَن عليها، حتى تنتهي رحلةُ الحياة ومسيرةُ العمر إلى لقاء الله جل وعز.
وبين الدكتور أحمد الحذيفي، أننا حين نودع عامنا الهجري ونطوي أيامه فإننا نصافح العام الجديد المطلَّ علينا بأكفّ الأماني، ونستفتحه بتباشير التفاؤل والآمال، ونودّع ما مضى من أيام عامنا المنصرم بما استودعه من صالح النيات والأقوال والأعمال، ودعنا بوداع عامنا موسمًا عظيمًا من مواسم الخير، امتن الله فيه على المسلمين بأداء شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وأجلّ مبانيه العظام، واستقبلنا موسم شهر الله المحرم، موسم يتلوه آخر، في سلسلة من مواسم الخير متصلة الحلقات، متوالية الأوقات، شهر الله المحرم قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)، فدل ظاهر هذا الحديث أن صوم شهر الله المحرم هو أفضل ما تطوع به العبد تطوعًا مطلقًا من الصيام بعد رمضان، كما أن أفضل التطوع المطلق بالصلاة قيام الليل.
وخاطب الدكتور أحمد الحذيفي، المؤمنين والمؤمنات قائلًا: إن الله اختصكم بالوفود على هذه البقاع المباركات والمواضع المحرمات في هذه الأوقات الفاضلات والأزمنة الشريفات، ووفق ولاة أمرها إلى القيام على رعاية هذه المقدسات، والعناية بها وبقاصديها وزائريها حق العناية، في أفياء وارفة من الأمن والإيمان والسكينة، وظلال وادعة من الرخاء والبشر والطمأنينة، فاستشعروا أيها المؤمنون والمؤمنات والقاصدون والقاصدات هذه النعم العظمى والمنن الجُلّى، بكثرة اللهج بشكر الله والثناء عليه، وتعظيم قدر هذه البقاع واستشعار حرمتها ومقدساتها ومقدَّراتها، والحرص على اتباع سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيها، والدعاء لولاة أمرها بالتوفيق والتسديد والمعونة والثواب الأوفى في الدنيا والأخرى.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي خطبته بالدعاء للقائمين على خدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما والعناية بقاصديهما وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، سائلًا الله عزوجل أن يجزاهم الثواب وأوفاه يا أكرم الأكرمين، وأن يحفظهم بحفظه ويحيطهم بعنايته، وأن يحفظ هذه البلاد الطيبة الطاهرة المملكة العربية السعودية مأرز الإيمان ومهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين.