زعيم طالبان يدافع عن رجم النساء علناً ويهدد الغرب
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
دافع هبة الله آخند زاده، زعيم حركة طالبان، عن تطبيق حد "رجم النساء" و"الجلد" بشكل علني في أقوى موقف منذ استعادة طالبان السلطة في أفغانستان منتصف آب/أغسطس 2021.
وقال آخند زاده في شريط صوتي نشرته وسائل إعلام مقربة من طالبان تابعته "بغداد اليوم"، إنه على الرغم من أن هذا مخالف للديمقراطية، إلا أنهم يتبعون هذه الأوامر.
وفي هذا الشريط الصوتي، يقول هبة الله آخند زاده: "حتى لو قيل إن ذلك انتهاك لحقوق المرأة، فارجموها، غداً ستزني علنا ونرجم النساء، نحن نطبق قواعد الله في الأماكن العامة."
ونفذت المحكمة العليا لطالبان ما لا يقل عن خمسة أحكام بالإعدام علناً بموافقة زعيم طالبان خلال أكثر من عامين ونصف من حكمها، كما تم جلد عدد من الرجال والنساء المتهمين بجرائم أخلاقية علناً.
وقد أكد زعيم طالبان أن "كل هذا ضد ديمقراطيتكم (الغربية)، لكنه مستمر في جميع الأحوال".
وأضاف أنه يطلق مثل هذا الادعاء "نيابة عن الله"، بينما الغربيون "يمثلون الشيطان".
وبين: "هل تريدون الحقوق التي منحها الغربيون لنسائهم؟"، مؤكداً أن "الغرب يواجه العلماء، وفي الديمقراطية واجه العلماء، العلماء هم الذين هزموا الديمقراطية وأغرقوا سفينة الديمقراطية".
وقال إن عناصر طالبان مستعدون "للتضحية" في هذا الاتجاه.
وكان زعيم طالبان قد تحدث ضد الغرب في عدة مناسبات من قبل، لكن في الكلمات الأخيرة قال بطريقة غير مسبوقة: "أقول للغربيين، لقد قاتلنا ضدكم لمدة 20 عامًا لتطبيق الشريعة، وسنقاتل من أجل الشريعة لـ 20 سنة وأكثر، ولا ينتهي الأمر هنا، ونأتي بدين الله وشريعته إلى الأرض"
وأضاف زعيم طالبان أن "عملنا لا ينتهي هنا عندما نسيطر على كابول، ونعتمد على مقاعد الأقاليم ونشرب الشاي وينتهي كل شي، لا، نحن في الواقع نطبق الشريعة، نحن نقيم حدود الله"
وحتى الآن، لم يظهر هبة الله آخند زاده علنًا إلا في عدد قليل من اجتماعات رجال الدين التي تخضع لحراسة مشددة، كما يرفض الظهور إعلاميًا ونشر مقاطع فيديو، ولم يتم نشر سوى صورة رسمية واحدة له.
وقد وصف كبير المتحدثين باسم طالبان ذبيح الله مجاهد مؤخراً سبب قيامه بذلك بـ "التقوى"، وقال إن زعيم "الإمارة الإسلامية" يريد أن يكون على أعلى مستوى من "التقوى" ولا يحب أن يتم التقاط صور له.
وكان زعيم طالبان قد أصدر مرسوما من ست نقاط بشأن حقوق المرأة في ديسمبر 2021، في وقت مبكر من عودة الجماعة إلى السلطة.
وبحسب الأمم المتحدة، أصدرت حكومة طالبان أكثر من 50 توجيها لتقييد النساء من التعليم والعمل والسفر دون محرم والأنشطة الاجتماعية، وهو ما دعمه زعيم طالبان.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: زعیم طالبان
إقرأ أيضاً:
التوافق الوطني.. هل هو تحالف الفرصة الأخيرة لمعارضي طالبان؟
كابل- أثار إعلان تشكيل ائتلاف "التوافق الوطني لمستقبل أفغانستان"، الذي ضم 3 تكتلات معارضة لحركة طالبان، موجة واسعة من ردود الفعل داخل الأوساط السياسية الأفغانية، خاصة بعدما أعلن حزب الجمعية الإسلامية بقيادة صلاح الدين رباني انسحابه من "المجلس الأعلى للمعارضة الوطنية من أجل إنقاذ أفغانستان"، وهو أحد أهم مكونات الائتلاف.
وبينما قدّم التحالف نفسه بوصفه منصة موحّدة لإطلاق مفاوضات بين الأفغان، فإن الانقسامات المبكرة كشفت حجم التحديات التي تواجهها المعارضة، في محاولتها العودة إلى المشهد السياسي بعد أكثر من 4 سنوات على سيطرة طالبان.
وعُقد الاجتماع الأخير بمبادرة من 3 حركات معارضة رئيسية، وهي: المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية، والجمعية الوطنية للإنقاذ، والحركة الوطنية للسلام والعدالة، وشارك فيه عدد من الأسماء البارزة المنتمية للنظام السابق، مثل الجنرال عبد الرشيد دوستم، وعطا محمد نور، ومحمد محقق، وحنيف أتمر، وعمر داودزي، ويونس قانوني، وسرور دانش.
ودعا التحالف إلى إطلاق مفاوضات سلام شاملة مع حركة طالبان، تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن ودول إقليمية مثل إيران وتركيا وقطر.
لم يكد البيان المشترك يُنشر حتى أعلن "حزب الجمعية الإسلامية" أقدم الأحزاب السياسية في أفغانستان بقيادة صلاح الدين رباني أنه لم يعد عضوا "في المجلس الأعلى للمعارضة"، وهو ما شكّل صدمة لكثير من المتابعين.
ويقول رباني -في حديثه للجزيرة نت- إن "المجلس انشغل بتحالفات فئوية وموسمية وتكتيكية خلال 4 سنوات ماضية"، ويضيف "يجب التركيز على النضال الحقيقي لاستعادة سيادة القانون والديمقراطية في أفغانستان، وأن هذه التحالفات لا تستطيع حل الأزمة الحالية لأنها لا تملك رؤية شاملة يلتف حولها الأفغان".
إعلانويعكس هذا الطرح رأيًا داخل الأوساط السياسية، وهو أن المعارضة -رغم تحركاتها- لا تمتلك نفوذا على الأرض داخل أفغانستان، ولا تستطيع فرض شروط على طالبان، التي ترى نفسها حكومة مستقرة مكتملة الشرعية، وتشير المصادر إلى أن إيران وتركيا وقطر دعمت مبادرة عقد الاجتماع، بهدف توحيد رؤية المعارضة تمهيدا لأي حوار سياسي.
ويقول الباحث في الشؤون السياسية عبد الرحمن شريفي للجزيرة نت إن "هذا النوع من التحالفات يعكس إدراك المعارضة أنها لا تمتلك اليوم القدرة العسكرية التي كانت تراهن عليها سابقا، وأنها فشلت في فتح جبهات عسكرية داخل الأراضي الأفغانية لذا لجأت إلى انطلاق مفاوضات السلام، التي ترفضها طالبان بكل شدة، وأن انسحاب رباني إشارة إلى أن الائتلاف يعاني من أزمة ثقة داخلية منذ اللحظة الأولى".
قال محمود فضلى مدير مكتب الرئيس الأفغاني السابق -في حديثه للجزيرة نت- إن "هذه التحالفات مشاريع تجارية مؤقتة"، مضيفا أن "أمراء الحرب يشكلون تحالفا كل بضعة أسابيع ثم تنهار، وأنهم جمعيا خسروا مكانتهم في أفغانستان، إذ لم يتمكنوا من تقديم خطة تخدم أفغانستان منذ وصول طالبان إلى السلطة، والشعب الأفغاني جربهم طيلة عقدين ماضيين"، معتبرا أن الثقة بهم تعد خطأ إستراتيجيا.
ويرى الخبراء في الشأن الأفغاني أن المعارضة الأفغانية تعاني تاريخيا من الانقسامات، وأن انسحاب صلاح الدين رباني يعيد إلى الواجهة هشاشة التحالفات السياسية.
ويقول رئيس المخابرات الأفغانية السابق رحمة الله نبيل -للجزيرة نت- إن "أفغانستان تحتاج إلى تحالف تفوح منه رائحة الأمل لا رائحة صفقة"، محذرا من أن "أي مشروع سياسي تديره الدول الأجنبية بدل الشعب مصيره الفشل، والجميع يعرف من أجبر هؤلاء على تشكيل تحالف".
ويفيد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد -للجزيرة نت- بأن "قضية تشكيل التحالفات السياسية لا تحظى بأهمية تُذكر"، معتبرا أن "الشخصيات التي تقف خلفها قضت حياتها السياسية في تشكيل تحالفات لم تُفضِ إلى أي نتائج ملموسة".
ويضيف مجاهد أن تكرار هذه التجارب لن يؤدي إلى نتائج مؤثرة، بل يمثل إعادة إنتاج للأخطاء ذاتها، ويرى أن "هذا التحالف يفتح الباب أمام الانقسامات، ويُشكّل عائقا أمام مسار التنمية والاستقرار في البلاد، ولا يجب تكرار التجارب الفاشلة ولا ينبغي العودة إلى مسارات ثبت فشلها".
وترى الخبيرة في الشؤون الحزبية ليلى جلال -في حديثها للجزيرة نت- أن "حركة طالبان تتعامل مع هذه الأحزاب من موضع قوة، ولا ترى حاجة للمفاوضات في أفغانستان ولا حاجة لإعادة فتح ملف شكل النظام، وعلى الجميع أن يقبل النظام الحالي، ولا أعتقد أن التحالف الحالي يجد آذانا صاغية في أفغانستان".
مطلب إقليميمن جهة أخرى، تقول مصادر مقربة من التوافق الوطني إن التحالف جاء بدعم من الدول المؤثرة في المنطقة، وإنها تريد بدء المفاوضات الأفغانية، ولكن الخبير في العلاقات الدولية مهرداد ناصري يقول -للجزيرة نت- إن "الدول الإقليمية لا تريد إسقاط طالبان، بل تريد استقرارا يمنع الفوضى، لذلك قد تدعم الحوار الأفغاني الأفغاني، لكنها لن تراهن على تحالفات غير مستقرة".
إعلانويرى خبراء في الشأن الأفغاني أن هناك 3 عقبات رئيسية قد تهدد بقاء الائتلاف الحالي:
الانقسامات الداخلية، مثل انسحاب حزب الجمعية الإسلامية بقيادة صلاح الدين رباني كمثال مبكر. غياب النفوذ الميداني داخل أفغانستان، لأن المعارضة تعمل من الخارج. فقدان ثقة الشارع الأفغاني، بعد تجربة نصف قرن من التحالفات المنهارة.ويمثل "التوافق الوطني" محاولة أخيرة لإحياء السياسة في أفغانستان، والرهان على الحوار مع الحكومة الأفغانية الحالية بوصفه الخيار الوحيد أمامها، لكن الانقسامات المبكرة، وغياب الثقة الشعبية، وضعف الأدوات العملية، كلها عوامل تجعل مستقبل هذا التحالف غامضا.