جريدة الوطن:
2024-06-11@21:21:49 GMT

التغيرات المناخية والقارة الأفريقية

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

التغيرات المناخية والقارة الأفريقية

 

اتجاهات مستقبلية

 

التغيرات المناخية والقارة الأفريقية

 

 

 

أعلنت دولتا ملاوي وزيمبابوي مؤخرًا حالة الكارثة الطبيعية في البلاد؛ وذلك بسبب موجة الجفاف الشديدة الناجمة عن ظاهرة “النينو” المناخية، الأمر الذي أثر بشدة على الأمن الغذائي في كلتا الدولتين.

وتشير التقديرات الأولية في دولة مالاوي إلى أن ما يقارب مليونَيْ أسرة تنشط في القطاع الفلاحي قد تأثرت بالجفاف، كما تضرر نحو 750 ألف هكتار من الذُّرة؛ أي 44 في المئة من المساحة المزروعة على المستوى الوطني، الأمر الذي اضُّطر معه رئيس البلاد إلى مناشدة كلٍّ من المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة المعنية والبنك الدولي والمنظمات غير الحكومية، تقديمَ الدعمِ من أجل تجاوز هذه الكارثة.

ومن جانبها قدَّرت الحكومة في زيمبابوي أن 2.7 مليون شخص سيعانون من جرّاء الجوع هذا العام، على الرغم من أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى.

وتعتبر ظاهرة النينيو ظاهرة مناخية تحدث بشكل طبيعي، وترتبط باضطراب في أنماط الرياح؛ ما يعني ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في شرق ووسط المحيط الهادي. ويحدث ذلك – في المتوسط – كل سنتين إلى 7 سنوات، ويستمر عادةً من 9 إلى 12 شهرًا، ويمكن أن يؤدي إلى طقس متطرف مثل الأعاصير المدارية، والجفاف الطويل، وحرائق الغابات اللاحقة. وبذلك، فإنه من المؤكد تأثُّر المزيد من الدول الأفريقية جنوب الصحراء بهذه الظاهرة، خلال الأيام القادمة.

ومع أن القارة الأفريقية تتسبب في أقل من 4 في المئة من الانبعاثات الكربونية العالمية، إلا أنها تُعدُّ أكثر القارات تأثرًا وتضرُّرًا بشدة بسبب آثار تغير المناخ؛ ومنها زيادة معدل الاحتباس الحراري، وفقدان قابلية الأراضي للزراعة، ونزوح بعض السكان إلى المناطق المجاورة، فضلًا عن ظهور المزيد من الأمراض والأوبئة. وطبقًا، لتقديرات تقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغير المناخ، فإنه بحلول العام 2030، يمكن أن يعيش نحو 116 مليون أفريقي في مناطق ساحلية منخفضة الكثافة السكانية؛ الأمر الذي يقتضي ضرورة سرعة اتخاذ إجراءات منسَّقة لمعالجة ارتفاع مستويات سطح البحر في مختلف أنحاء القارة.

وفي السياق ذاته، توقّع مركز سياسات المناخ الأفريقي أن تتراوح تكاليف خسائر تغيُّر المناخ وأضراره في “القارة السمراء” ما بين 290 إلى 440 مليار دولار، حيث تأثر في العام 2022 – بشكل مباشر – أكثر من 110 ملايين شخص في القارة بالمخاطر المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه؛ ما تسبب في أضرار اقتصادية تزيد على 8.5 مليارات دولار. وهناك بعض التقديرات تؤكِّد أن أفريقيا تحتاج إلى أكثر من 50 مليار دولار (45.5 مليار يورو) سنويًّا، حتى عام 2030، لكي تواجه بشكل كافٍ تحديات التكيف مع آثار تغير المناخ. وبرغم ذلك، فإن القارة حصلت إجمالًا على 11.4 مليار دولار فقط، بين عامي 2019 و2020، وإن فجوة تمويل التكيف الحالية تتراوح ما بين 194- 366 مليار دولار سنويًّا.

وأخيرًا، يمكننا القول إن على المجتمع الدولي أن يلعب الدور المنوط به لمساعدة سكان القارة السمراء على الصمود والبقاء في ظل المعاناة التي تشهدها القارة من تداعيات تغيرات المناخ، ويجب أن تقدِّم وكالات الأمم المتحدة المعنيّة بأعمال الإغاثة – على وجه السرعة – المساعدات والإعانات للدول التي أعلنت حالة الكارثة الطبيعية فيها، والتي من المتوقع أن تزداد خلال الفترة المقبلة.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الأرقام واختبار الخارج.. أرامكو السعودية قبل وبعد الطرح الجديد

أعلنت شركة أرامكو النفطية السعودية، الأحد، أن مستثمرين من خارج المملكة استحوذوا على غالبية الأسهم التي طرحتها للبيع، وأشارت الى أنها ستجمع من خلالها 11.2 مليار دولار.

وكانت المجموعة العملاقة المملوكة بمعظمها للدولة أعلنت أواخر مايو طرح 1.545 مليار سهم، أي نحو 0.64 في المئة من أسهمها المصدرة، للبيع في السوق السعودية.

ويعد هذا الطرح الثاني بعد طرح عام أولي في 2019 لنحو 1.5 بالمئة من أسهم الشركة، التي تعد خامس أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، وقد جمع 25.6 مليار دولار، مما جعله أكبر طرح عام أولي في العالم.

وقالت الشركة في بيان موجه الى سوق الأسهم السعودية، إن الطرح الأخير "تم بموجبه تخصيص غالبية الأسهم المخصصة لشريحة المؤسسات المكتتبة في الطرح لمستثمرين خارج المملكة".

وأفادت مصادر مطلعة على الملف وكالة فرانس برس بأن نحو 58 بالمئة من هذه الأسهم خصصت لأجانب، بزيادة عن نسبة 23 بالمئة التي اعتمدت في الطرح العام الأولي الذي كان الأكبر في العالم.

وأشارت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها، إلى أن نحو 70 بالمئة من طلبات الاكتتاب من خارج السوق المحلية كانت من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بينما تنوعت الأخرى بين اليابان وهونغ كونغ وأستراليا.

وينظر إلى الطرح الجديد كاختبار لاهتمام المستثمرين الأجانب بالاكتتاب في الشركة التي يتوقع أن تموّل أرباحها برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المعروف بـ"رؤية 2030"، الهادفة لتنويع مصادر إيرادات المملكة الناتجة بشكل أساسي من النفط.

وكانت أرامكو أعلنت الجمعة تحديد سعر الطرح النهائي بمبلغ 27.25 ريال سعودي للسهم الواحد. وهذا الرقم هو أقرب الى الحد الأدنى ضمن النطاق السعري الذي تمّت الإشارة إليه سابقاً، وراوح ما بين 26.7 ريالا (7,12 دولار) و29 ريالاً (7,73 دولار).

وأنهت الشركة تداولات الخميس عند سعر 28,30 ريال للسهم الواحد، مما يجعل قيمتها السوقية عند نحو 1.83 تريليون دولار. وبموجب سعر السهم المحدد الجمعة، تناهز القيمة السوقية للشركة 1.76 تريليون دولار.

في المقابل، بدأت الشركة تداولات الأحد بسعر 27.95 ريالاً للسهم الواحد، وارتفع الى 28,15 بجلول الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت غرينيتش.

وكانت أرامكو أشارت الجمعة الى أنه "سيتم تخصيص كافة الأسهم المخصصة للمكتتبين الأفراد بحيث يعطى كل مكتتب ما لا يقل عن 10 أسهم، وسيتم تخصيص الأسهم المتبقية على أساس تناسبي بمتوسط تخصيص قدره 25.13%".

وقال مصدر قريب من عملية الاستحواذ لفرانس برس إن تغطية التجزئة تضاعفت 3.7 مرة، وأن إجمالي الطلب من المستثمرين من المؤسسات والأفراد تجاوز 65 مليار دولار.

ولفت المصدر في إشارة إلى طرح 2019، إلى أن "الصفقة برمتها كان سيغطيها الطلب العالمي مرات عدة. لقد كانت أقوى بكثير في هذه المرحلة مما كانت عليه في الطرح العام الأولي".

ورأى المصدر أن الطرح يعتقد بأنه أكبر طرح ثانوي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا منذ العام 2000، وأكبر صفقة في أسواق المال على مستوى العالم منذ العام 2021، وأكبر طرح في الشرق الأوسط منذ الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو، الذي جمع 29.4 مليار دولار في نهاية المطاف.

وأعلنت أرامكو العام الماضي أنها ستبدأ في توزيع أرباح على أساس الأداء بالإضافة إلى أرباحها الأساسية. وأفادت الشهر الماضي عن توزيعات أرباح أساسية للربع الأول يبلغ مجموعها 20.3 مليار دولار، وتوزيع أرباح مرتبطة بالأداء بقيمة 10,8 مليار دولار سيتم دفعها في الربع الثاني.

وقالت إلين والد من مركز "المجلس الأطلسي" (Atlantic Council) للأبحاث، مؤلفة كتاب عن تاريخ أرامكو، إنه "ليس مستغرباً أن يرغب المتداولون المؤهلون في شراء الأسهم، خصوصاً بعد رؤية كيفية صرف توزيعات الأرباح بغض النظر عن حجم الايرادات التي حققتها الشركة".

وتعد المملكة العربية السعودية أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم. وقبل الإعلان عن الطرح الجديد، كانت الحكومة تمتلك 82.18 بالمئة من أسهم أرامكو. وباتت النسبة نحو 81.5% بعد الطرح الثاني.

ويسيطر صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي، والشركات التابعة له على نحو 16 في المئة من أسهم الشركة.

وأعلنت أرامكو عن أرباح قياسية في عام 2022 بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط في شكل قياسي، مما سمح للسعودية بتسجيل أول فائض في موازنتها منذ نحو عقد.

لكن أرباح درة تاج الاقتصاد السعوديّ انخفضت بمقدار الربع العام الماضي، من جراء انخفاض أسعار النفط.

مقالات مشابهة

  • لجنة العشر الأفريقية: خطة لتصحيح الظلم التاريخي بحق القارة السمراء في مجلس الأمن
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ
  • الباعور يؤكد موقف ليبيا الداعم لإصلاح مجلس الأمن وإنصاف القارة الإفريقية
  • أكثر 3 ولايات تركية تصديرًا للخارج
  • مستثمرون أجانب استحوذوا على غالبية أسهم أرامكو المطروحة
  • الأرقام واختبار الخارج.. أرامكو السعودية قبل وبعد الطرح الجديد
  • صندوق النقد: مصر سددت 2.56 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2024
  • وزارة العمل تنظم ورش حول عمل التغيرات المناخية على العمال والمنشآت بالشرقية
  • ماذا يعني تمرير صندوق النقد الدولي المراجعة الثالثة للاقتصاد المصري؟ ‌