طفرة تنموية وحضارية بدأت تشهدها محافظة الإسكندرية في الأوانة الأخيرة، خاصة في مجال الاهتمام بالقضاء على الميادين العشوائية، وإضاءة واجهة حضارية على الميادين والشوارع الرئيسية بالمدينة العريقة والتي تعتبر العاصمة الثانية لمصر، المدينة التي تستقبل نحو 5 ملايين وافد وزائر سنويا سواء من داخل مصر أو من خارجها.

على قدم وساق تسير أعمال مشروع تطوير ورفع كفاءة شارع النبي دانيال بالإسكندرية والذي يعتبر واحدا من أقدم وأعرق الشوارع في المدينة، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى عام 331 قبل الميلاد عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقي دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لامبراطوريته ، يعد هو  الحدث الأكبر والذى انتظره أهالى الإسكندرية كثيرا، هو تطوير شارع "النبى دانيال" أقدم شوارع الإسكندرية وأكثرها شهرة، لما يتمتع به بمقومات ثقافية وتراثية وقيمة دينية كبيرة، حيث تم الانتهاء من تطوير 300 متر فى المشروع الأكبر لتطوير الشارع الحيوى بنسبة إنجاز نحو 40% من أعمال المشروع.

يعتبر شارع "النبى دانيال" أحد أهم الشوارع التاريخية بالإسكندرية، فهو أقدم شارع فى الإسكندرية، وبمثابة مجمع لدور العبادة للأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، بالإضافة إلى القيمة الثقافية والتراثية لهذا الشارع حيث يضم عدد من المراكز الثقافية، وأكبر سوق للكتب المستعملة بالمحافظة.

 ويوجد بالشارع مسجد النبى دانيال الآثرى يعود إلى "محمد بن دانيال الموصلى"، أن شارع النبى دانيال يعد شارع تاريخى له أهمية دينية كبرى، حيث يحتوى على أهم 3 مزارات دينية بالاسكندرية، فهو مجمع أديان فى حد ذاتة، وجميعها مزارات دينية أثرية وتراثية، حيث يوجد فى بداية الشارع مسجد " النبى دانيال الأثرى" ويعد من المساجد الأثرية لأحد العارفين بالله وهو الشهيد محمد بن دانيال الموصلى، ثم حرف اسم المسجد إلى مسجد النبى دانيال أحد أنبياء العهد القديم، والمسجد يقع فى نطاق شارع النبى دانيال بمنطقة محطة الرمل وسط الاسكندرية، وهو مسجل فى عداد الأثار الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 231 لسنة 2005 وصدر له قرار بالحرم الخاص به برقم 168 لسنة 2018.

وفى منتصف الشارع يقع كلا من المعبد اليهودى القديم، الكنيسة المرقسية، فى الجهة المقابلة له من نفس الشارع، ويعد المعبد اليهودى الذى تم ترميمه من قبل وزارة الاثار، أحد أهم وأكبر المعابد اليهودية فى مصر، حيث أنشأته الجالية اليهودية بالإسكندرية فى عام 1881 ميلادية، وقد تم تسجيله فى مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد عدد 63 سفرا من الأسفار اليهودية بالمعبد أى 63 نسخة قديمة من التوراة.

 فيما تعد الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، هى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ولها أهمية تراثية ودينية وترايخية كبرى، حيث أنشأت بمنزل صانع أحذية مصرى يدعى "أنيانوس" وهو أول المؤمنين بالمسيحية، وقد حول منزله إلى كنيسة، لتكون بمثابة أول كنيسة بقارة أفريقيا وانتشر منها الإيمان المسيحى إلى باقى الدول الإفريقية.

 وحرصت الكنيسة  على الحفاظ على الطابع الأثرى للكنيسة وعدم تغيير تلك المعالم الاثرية خلال عملية الترميم، حيث أن الأيقونات القديمة وحجاب الهيكل الأثرى يرجع تاريخهما إلى عام 1870 م.

من جانب أخر أكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أن أعمال تطوير ورفع كفاءة شارع النبى دانيال تتم بطول 750 مترا، باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر بـ 103 ملايين جنيه.

وأشار "الشريف" إلى أن المرحلة الأولى تضمنت أعمال التطوير بداية من شارع الشهداء مع ميدان محطة مصر حتى شارع فؤاد بطول 300 متر مع إعادة ترميم ودهان الواجهات الخاصة بـ 16 عمارة مع مراعاة المبانى التراثية مع عمل أنظمة إضاءة للواجهات، فضلًا عن عمل نموذج موحد لكافة المحالّ الموجودة بالشارع مع مراعاة توحيد اللافتات الإعلانية للمحالّ طبقًا للتنسيق الحضارى مع استخدام خط الإسكندرية بالإضافة إلى دهان وعمل واجهات (جى ار سى) لأسوار إدارة الإشارة والمعهد الدينى والمركز الثقافى الفرنسى مع إعادة تأهيل ودهان المنطقة الأثرية (الصهريج) فضلاً عن إعادة تأهيل ودهان مسجد سيدى عبد الرازق وبوابة مسجد النبى دانيال مع مراعاة إقامة سوق للكتب بما يتناسب مع الهوية البصرية للمكان وتغيير الأرصفة وتشطيبات الأرضية، ليتحول الشارع إلى ممشى تراثى مع مراعاة الإضاءات الجانبية للشارع بأعمدة إضاءة ديكورية وإضاءات على العمائر لإبراز الزخارف المعمارية، وذلك بعد رفع كفاءة البنية التحتية للشارع بجميع المرافق.

وأضاف المحافظ أن هناك تكامل بين تطوير شارع النبى دانيال وبين أعمال التطوير التى تمت فى ميدان محطة مصر والمتحف اليونانى الرومانى، وذلك لإعادة إحياء المناطق والشوارع والميادين التراثية والتاريخية ووضعها على خريطة السياحة العالمية، حيث يأتى إعادة تأهيل شارع النبى دانيال برصد لأهم المبانى المسجلة بقائمة حصر المبانى ذات الطراز المعمارى المميز بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى بشارع النبى دانيال مع إعادة النسق الحضارى للشارع وتنظيم نشاط بيع الكتب من خلال مجموعة من الأماكن بباكيات محددة ذات تصميم يتماشى مع الطابع التراثى للشارع بشكل عام.

وأكد المحافظ أن شارع النبى دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع فى عروس البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يعود تاريخ الشارع إلى عام 331 قبل الميلاد عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الأغريقى دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لأمبراطوريته لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواه لعصر جديد وكان شارع النبى دانيال هو جزء من الشارع الرئيسى الطولى للمدينة وقت إنشاءها.

 

وقال "الشريف" إن الشارع بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاث حيث يضم؛ الكنيسة المرقسية وهى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ومعبد إلياهو وهو أقدم المعابد اليهودية التى شيدت فى الإسكندرية، ومسجد النبى دانيال، مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان فى أنحاء العالم وتجسيدا مصرى حقيقى لمقوله "إن الدين لله والوطن للجميع"، مشيرا إلى أن الغرض من أعمال التطوير هو ترميم ودهان جميع المبانى الموجودة فى الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلى للمبانى التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها حيث يوجد نحو 15 مبنى تراثيا بالشارع.

وأوضح المحافظ أن هناك مخطط ورؤية استراتيجية لتطوير ورفع كفاءة جميع المواقع الأثرية والتراثية فى الإسكندرية للحفاظ عليها وعودتها إلى سابق عهدها وخاصة أن التغيرات المناخية قد أثرت عليها، مؤكدا بأنه سيتم الاهتمام بالمكتبات المتواجدة فى الشارع وتوحيد شكلها والالتزام بشكل موحد للحفاظ على المظهر الحضارى والتراثى للشارع ولعدم إعاقة حركة المرور، مؤكدا أن الهدف من التطوير هو ترميم لكل واجهات والمبانى الموجودة مع الحرص على لون المبانى التراثية.

 

 أشارت الدكتورة جاكلين عازر نائب محافظ الإسكندرية، إلى أنه سيكون هناك تكامل بين تطوير شارع النبى دانيال وبين أعمال التطوير التى تمت فى محطة مصر، لافتة إلى أن شارع النبى دانيال شاهد على تاريخ الإسكندرية لذا فان جميع أجهزة الدولة تتكاتف لإعادة الرونق إلى هذا الشارع، مؤكدة بأنه سيتم الاهتمام بمنافذ بيع الكتب التى بالشارع وتوحيد شكلها، وسيكون هناك تكامل مع جميع المبانى التراثية التى فى الشارع وكذا التكامل مع مشروع التطوير الذى تم فى محطة مصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية التطوير اللواء محمد الشريف المحافظ أعمال التطویر مع مراعاة محطة مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

شريان جديد للطاقة.. حقل «وارة برقان» يفتح آفاقاً واعدة للإنتاج النفطي الخليجي

أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، اليوم الاثنين، عن اكتشاف نفطي جديد في حقل “شمال الوفرة وارة برقان”، الواقع على بُعد نحو 5 كيلومترات شمال حقل الوفرة، وذلك في إطار التعاون الاستراتيجي المستمر بين البلدين في إدارة الموارد الطبيعية المشتركة.

وبحسب بيان مشترك صادر عن الجهات المختصة في البلدين، فقد تدفق النفط الخام من مكمن “وارة” في البئر الاستكشافي (وارة برقان – 1) بمعدل تجاوز 500 برميل يوميًا، مع درجة كثافة نوعية تتراوح بين (26-27 API)، مما يشير إلى جودة متوسطة للنفط المستخرج، ويعزز من جدواه الاقتصادية والتجارية.

ويعد هذا الاكتشاف النفطي هو الأول منذ استئناف عمليات الإنتاج في المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المجاورة لها في منتصف عام 2020، بعد فترة من التوقف استمرت لعدة سنوات نتيجة لظروف تشغيلية وفنية. ويمثل الاكتشاف الجديد مؤشراً إيجابياً على الإمكانات غير المستغلة التي لا تزال تزخر بها هذه المنطقة الحيوية.

ويكتسب هذا الاكتشاف أهمية بالغة على المستويين الإقليمي والدولي، إذ يعزز من قدرة السعودية والكويت– كدولتين رئيسيتين في منظمة أوبك– على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، في وقت يشهد فيه سوق النفط العالمي تقلبات في الأسعار ومخاوف من شح الإمدادات نتيجة التوترات الجيوسياسية العالمية، كما يعكس الاكتشاف مدى التقدم التقني الذي وصلت إليه عمليات التنقيب والاستكشاف لدى البلدين، خاصة في المناطق المشتركة والمعقدة جيولوجياً.

وتُعد المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت نموذجاً فريداً للتعاون السيادي في استغلال الثروات الطبيعية المشتركة، وتدار بموجب اتفاقيات ثنائية تضمن تقاسم الموارد والإنتاج. وتضم المنطقة عدة حقول نفطية وغازية رئيسية، أبرزها حقلا الوفرة والخفجي، حيث تشرف على عملياتها شركة أرامكو لأعمال الخليج من الجانب السعودي، والشركة الكويتية لنفط الخليج من الجانب الكويتي.

وفي هذا السياق، أكد محللون أن الاكتشاف الجديد في “شمال الوفرة وارة برقان” يعكس نتائج إيجابية لعودة عمليات المسح الزلزالي والاستكشافات الجيولوجية المكثفة التي بدأت بعد استئناف الإنتاج، مما يبشر بمزيد من الاكتشافات المحتملة في المستقبل القريب.

ومن المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في دعم الخطط التنموية للطاقة في البلدين، ويعزز من مكانتهما كموردين موثوقين للطاقة عالمياً. كما قد يسهم في اجتذاب المزيد من الاستثمارات التقنية في قطاع الاستكشاف والإنتاج، لا سيما مع تزايد الطلب العالمي على النفط في ظل التحول المتوازن نحو مصادر الطاقة المتجددة.

مقالات مشابهة

  • إماراتي يعود إلى عرعر بحثًا عن صديق الطفولة بعد 40 عامًا من الفراق.. فيديو
  • وزير النقل: مشروع الطريق البري «مصر - تشاد» شريان حيوي لتعزيز التكامل الاقتصادي
  • أعمال فايزة أحمد وروائع الموسيقى العربية في حفل التراث بأوبرا الإسكندرية
  • غروب الشمس كما لم تره من قبل.. «مانهاتنهنج» تضيء نيويورك هذا الأسبوع
  • وزير التموين والمدير التنفيذي لجهاز “مستقبل مصر” ومحافظ الإسكندرية يتفقدون أعمال التطوير بمحطة الزيوت بالمكس
  • انطلاق أعمال تأهيل إنارة شارع طلعة الحاضر في حماة بتقنية LED الموفرة للطاقة
  • شريان جديد للطاقة.. حقل «وارة برقان» يفتح آفاقاً واعدة للإنتاج النفطي الخليجي
  • بتكلفة 30 مليون جنيه .. تنفيذ أعمال المشروعات الخدمية والتنموية بأبو كبير
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في مواطن أقدم على ارتكاب جرائم إرهابية
  • لم تتزوج وعكفت على تحفيظ الأطفال.. وفاة جنات مبارك أقدم محفظة قرآن في المنوفية