بوابة الوفد:
2025-06-01@15:50:26 GMT

عبدالحليم حافظ.. الألم والإبداع

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

بتاريخ ميلاد.. وتاريخ وفاة.. يتحدد الإنسان.. أى إنسان، وبين التاريخ الأول والثانى يكون الثراء أو الإفقار.. يكون الوجود الذهبى أو النسيان والتلاشى بلا أى كلمة تذكر.. وقليل من البشر من لديه القدرة أن يحفر اسمه من ذهب لكى يبقى عبر أجيال وأجيال، وقد تطول ذكراه عبر القرون.. لعل أفضل مثال على ذلك.. التاريخ المصرى القديم.

. فقد بقى وسوف يبقى.. وفى عالم الفن نجد أسماء وأسماء.. ومنهم العندليب الأسمر..عبدالحليم حافظ.. كان الألم هو المحرك الأول له.. والألم هنا سواء الألم النفسى أو الألم الجسدى.. فقد عانى كثيرًا وكثيرًا على المستوى النفسى وعلى المستوى الجسدى. 
يوم مولده 15يونيه 1929 ماتت أمه! أنه يتيم الأب والأم.. وهذا الأمر ألمه نفسيًا.. ورغم أنه غنى للحب إلا أنه عانى من الحب منذ الصغر.. فهذا اليتيم وجد حب الآخرين، فهو يدرك أن ذلك الحب لا يطال حب الأم والأب.. وهذا الألم ظل معه طيلة حياته ولم يفارقه.. إنه الألم النفسى والشعور الدائم والدفين بألم الوحدة رغم كل الصحاب ورغم الشهرة ورغم الضجيج.
الألم الثانى هو ألم المرض.. فقد جاء عبدالحليم من القرية ومعه جرثومة تعمل فى داخله وهى سبب فنائه.. ومنذ عام 1955 بدأ الألم وبدأت جرثومة الفناء تعمل فى داخله.. وتظهر بين الحين والآخر. لقد عقد المرض والألم حلفًا مع عبدالحليم. كان عبدالحليم يدرك أن الفناء هو المحتوم، وأن تلك الآلام التى يعانيها لا نهاية لها.. وتنقل بين مستشفيات لندن وباريس وأمريكا.. لكن لا فائدة.. كلها محاولات لتأجيل لحظة النهاية.. كان عليه أن يجد التعويض ولا يستسلم لتلك الآلام وجعلها بمثابة القوة الدافعة نحو الإبداع.. نحو مقاومة كل ما هو سلبى وسيئ.. لذلك عليه أن يبدع ويتألق ويترك بصمة من الصعب أن تتلاشى فى مسيرة الغناء والأداء.. مع الألم وقسوته كان الإبداع بكل جمالياته وتألقه.. وعاش عبدالحليم.. وكلما تألق وأبدع واشتهر كلما زاد الألم وتوغلت الجرثومة الداخلية تستفحل وتستفحل وتدمر الكبد والمرارة ويزداد النزيف مع كل مجهود يبذله فى إبداعه وتألقه ونجوميته.. ولم يبق إلا أن تتحقق نبوءة قارئة الفنجان.. فطريقك مسدود ومسدود.. ومات عبدالحليم.. وتألم كثيرًا.. ولكنه ترك لنا الإبداع الجميل الذى نستمتع به.. نستمتع نحن بإبداعه.. وكان لزامًا عليه أن يتألم هو من أجل ذلك الإبداع ومن أجل أن يسعد الأجيال.. كان عبدالحليم يؤمن بقيمة الكلمة المكتوبة وقيمة الثقافة.. يقول: إن الكلمة المكتوبة بقلم نظيف هى أشرف ما فى الوجود. إن سلامة موسى فى كتابه (عقلى وعقلك) أهدانى مفاتيح نفسى، وكل نفس بشرية. وقال: هذه قراءاتى وللمرض فضله فيها.. عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم!.. ورحل حليم فى (30/3/1977) رحم الله عبدالحليم حافظ.

الفلسفة وعلم الجمال– أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون

إقرأ أيضاً:

مؤلف موسيقي: رفض الذكاء الاصطناعي يعطل الإبداع

أكد الموسيقي والمؤلف الفني موريو سعيد، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أمرًا مستقبليًا، بل أصبح واقعًا لا مفر منه، مشددًا على أن رفضه أو تجاهله لن يُجدي نفعًا، بل سيعطل عجلة التطور الفني والتقني في جميع المجالات.

وقال «سعيد»، خلال لقائه مع هشام موسى مراسل برنامج «خط أحمر» المذاع عبر شاشة فضائية «الحدث اليوم» مساء الجمعة، على هامش مهرجان القاهرة للسينما الفرانكوفونية، إن التعامل مع الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون بمنطق الاستفادة منه، وتطويعه لخدمة الفنون، بدلًا من مقاومته أو الخوف منه.

وأوضح، أن الذكاء الاصطناعي بات يستخدم في العديد من الفنون، وساهم في تبسيط مراحل إنتاج الأعمال الفنية، مؤكدًا أنه يمثل فرصة عظيمة لجيل الشباب، حيث أصبح بإمكانهم صناعة أفلام كاملة باستخدام أدوات وتقنيات مدعومة بهذه التكنولوجيا الحديثة.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يأتِ لينهي دور الإنسان، بل ليدعمه، ويمنحه أدوات جديدة للإبداع، داعيًا الفنانين إلى احتضان هذه الوسائل المتطورة وتوظيفها في خدمة الإبداع، بدلًا من الوقوف ضد تيار التقدم.

طباعة شارك ذكاء اصطناعي موسيقي مؤلف فني

مقالات مشابهة

  • علماء يبتكرون علاجًا مشتقًا من نبات يشبه الصبار لتخفيف آلام السرطان المستعصية
  • سبب مرض كتف الأبوة النادر الذي يعاني منه ولي عهد الأردن
  • في ذكرى ميلاده.. نجيب سرور شاعر الألم الإنساني وصوت المقهورين
  • ريهام عبد الغفور تتألق بالأسود في أحدث ظهور لها عبر إنستجرام | شاهد
  • بحضور نجلها.. ريهام عبدالغفور تحصد جائزة حقوق الإنسان عن «ظلم المصطبة» |تفاصيل
  • برج القوس .. حظك اليوم الأحد 1 يونيو 2025: حافظ على صبرك
  • تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد والابتكار
  • أخصائي كلى يحذر: مسكنات الألم “قنابل موقوتة” تهدد صحة كبار السن
  • مؤلف موسيقي: رفض الذكاء الاصطناعي يعطل الإبداع
  • كيف ينظف النوم عقولنا؟