اللواء سمير فرج لـ الوفد: إسرائيل لن تنفذ قرار وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أكد اللواء سمير فرج المفكر الاسترتيجي، أن قرار وقف إطلاق النار يمثل تحول كبير جدا للموقف الأمريكي تجاه التعامل مع إسرائيل، وجو بايدن كان واثقا جدا في اتخاذ هذا القرار .
وتوقع الخبير الاستراتيجي في تصريح خاص لـ الوفد، أن قرار وقف إطلاق النار لن ينفذ لعدة اعتبارات، أولا أن القرار ملزم بمدة أسبوعين فقط خلال شهر رمضان وسوف ينتهي بعد ذلك مفعوله، وثانيا أن القرار ليس ملزم لإسرائيل لأنه لم يبنى على البند السابع وفقا للقانون، وثالثا أن إسرائيل تطالب أمام قرار وقف إطلاق النار إطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى أنه رغم توقعاته بعدم تنفيذ القرار إلا أنه تحول كبير جدا في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وسوف يكون له موقف وتأثير كبير في المستقبل.
وأشار اللواء سمير فرج، إلى أن أمريكا بعد القرار لن تدعم إسرائيل بالأسلحة، خاصة بعد استهلاك إسرائيل على مدار الـ 5 أشهر من الحرب الكثير من الأسلحة والذخائر، متوقعًا أن تضغط أمريكا على إسرائيل خلال الفترة المقبلة.
وحول علاقة زيارة غوتيريش لمعبر رفح وتأثيرها في اتخاذ قرار وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، قال اللواء سمير فرج، إن القرار أمريكي صرف وليس له علاقة بالزيارة، بل مرتبط بالانتخابات الأمريكية التي تقترب وخاصة أن نسبة كبيرة جدا من الشعب الأمريكي متعاطف مع الفلسطينيين وبايدن يسعى لكسب ثقة الشعب، خاصة بعد مشاهد القتل للنساء والأطفال.
وعن توقيع عقوبات على إسرائيل في حالة عدم تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، أكد أنه لن توقع ضد إسرائيل عقوبات خاصة مع عدم تفعيل البند السابع المتعلق بالعقوبات، مضيفا أن إسرائيل على استعداد لوقف إطلاق النار إذا تم إطلاق سراح الأسرى.
الموقف الإسرائيلي من قرار وقف إطلاق النار
قرار وقف إطلاق النار الذي تبنته الأمم المتحدة جاء بمثابة صاعقة على الحكومة الإسرائيلية، التي تعاملت معه باستهتار، معتبرة بأنه ليس له أي أهمية بالنسبة لإسرائيل وأن وقف إطلاق النار لن يكن إلا مع عودة المخطوفين إلى منازلهم.
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه لن يرسل الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن كما كان مقررا، بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض الفيتو، في التصويت بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة دعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه، إن عدم استخدام واشنطن حق الفيتو ضد المقترح يمثل تراجع صريح عن موقفها السابق وسوف يضر بجهود الحرب على حركة حماس في غزة، والإضرار بجهود الإفراج عن أكثر من 130 رهينة.
بينما عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس، قال: إن القرار ليس له أي أهمية عملية بالنسبة لنا، وسوف نستمر في الاستماع إلى صداقاتنا وسوف نفعل دائما ما هو صحيح لأمننا، والعلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي ركيزة لأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية.
وأكد جانتس، أن الحوار المباشر مع الإدارة الأميركية هو رصيد أساسي لا يجب التنازل عنه حتى عندما هناك تحديات وخلافات، متابعا : لقد أحسنت الولايات المتحدة بتوضيح أن وقف إطلاق النار سيتوقف على عودة المختطفين.
وأوضح، أنه من الجيد أن وزير الدفاع موجود الآن في الولايات المتحدة، وسيناقش مع كبار المسؤولين الحكوميين القضايا السياسية والأمنية المطروحة وحاجتنا إلى مواصلة القتال، وليس من الصواب أن يسافر الوفد فحسب، بل سيكون من الجيد لرئيس الوزراء أن يسافر هو نفسه إلى الولايات المتحدة.
أما وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف جالانت الذي كان في واشنطن، قال إن إسرائيل لن توقف حربها في غزة طالما لم تفرج حماس عن الرهائن، وأنه سيشدد في اجتماعه مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في البيت الأبيض، على أهمية تدمير حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم.
وأضاف: سنعمل ضد حماس في كل مكان، بما في ذلك الأماكن التي لم نصل إليها بعد، وسنحدد بديلا لحماس، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من إكمال مهمته، ليس لدينا حق أخلاقي في وقف الحرب ولا يزال هنا كرهائن محتجزون في غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللواء سمير فرج قرار وقف إطلاق النار إسرائيل القرار وقف إطلاق النار قرار وقف إطلاق النار الولایات المتحدة اللواء سمیر فرج
إقرأ أيضاً:
طالبو اللجوء بين رغبات ترامب بالترحيل وقرارات القضاء الأميركي
واشنطن- أوقفت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية التابعة لوزارة الأمن الداخلي جميع قرارات اللجوء "إلى حين التأكد من خضوع كل طالب لجوء لعمليات تدقيق وفحص بأقصى درجة ممكنة" حسب توضيحها.
وجاء ذلك بعد منشور للرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" قال فيه إنه سيُنهي جميع المزايا والإعانات الفدرالية "لغير المواطنين" ويجرّد "المهاجرين الذين يُقوضون الأمن الداخلي من جنسيتهم" ويرحّل "أي مواطن أجنبي يشكل عبئا على الدولة، أو يشكل خطرا على الأمن، أو لا يتوافق مع الحضارة الغربية".
ورغم أن عمليات الترحيل التي تطال المهاجرين غير النظاميين، وبعض النظاميين أيضا، تسير بوتيرة سريعة، إلا أنها لم تقترب من معدلات الترحيل التي قامت بها إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي رُحل خلال سنوات حكمه ما يقرب من 4 ملايين شخص.
وتشير تقديرات محايدة إلى أن ترامب قد رحّل منذ وصوله الثاني للحكم في 20 يناير/كانون الثاني الماضي ما يقرب من 340 ألف مهاجر، رغم تضافر جهود كل وكالات إنفاذ القانون لتنفيذ رغبات الرئيس.
الحكم للقضاءتحمل الإعلانات الأخيرة للرئيس الأميركي مزيدا من التشديد في موقفه تجاه المهاجرين خلال فترة رئاسته الثانية، وخاصة أصحاب حالات اللجوء، سواء لأسباب سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية.
ويقدم سنويا ما يقرب من نصف مليون شخص طلبات للحصول على وضع اللجوء في الولايات المتحدة، وهو إجراء يستغرق ما بين عامين و6 أعوام للبت فيه. وتشير بيانات رسمية إلى أنه خلال عام 2023 حصل 54 ألفا و350 شخصا على حق اللجوء.
ومن جهتها خففت خبيرة قانونية أميركية -تحدثت للجزيرة نت متحفظة على ذكر اسمها لأسباب تتعلق بجهة عملها- من وطأة هذه القرارات. وقالت إن "ترامب سبق أن تعهد بأكثر من ذلك خلال سنوات حكمه الأولى، سواء منع دخول مواطني عدة دول، أو ترحيل 11 مليون مهاجر غير نظامي، أو تشجيع الهجرة من دول أوروبا الإسكندنافية".
إعلانوأضافت أن ترامب يستغل حادثة إطلاق النار -التي وقعت مؤخرا في واشنطن وقُتل فيها عنصر وأصيب آخر من الحرس الوطني- لخدمة أهدافه السياسية بصفة عامة "لكن نحن ندرك استحالة تنفيذ كل تهديداته، هو يقول ما يقول، لكن هناك قانونا ومحاكما لها القول الأخير، وليس رغبات الرئيس".
وضربت الخبيرة القانونية للجزيرة نت مثالا بالمهاجر الشاب محمود خليل الذي قاد حراك الطلاب الاحتجاجي ضد دعم واشنطن لعدوان إسرائيل على قطاع غزة، وطالب ترامب بترحيله، وأصدر وزير الخارجية ماركو روبيو قرارا بإلغاء إقامته الدائمة، واحتفى الرئيس على موقع البيت الأبيض بالقبض عليه "لكنه لا يزال في الولايات المتحدة حرا طليقا بسبب عدالة موقفه أمام القضاء الأميركي".
وقد تحدثت الجزيرة نت مع لاجئ سياسي من أصول ليبية، يُشار إليه باسم عبد العزيز، وحصل مؤخرا على بطاقة الإقامة الخضراء الدائمة، حيث يقول "في الحقيقة بدأت أشعر أن ترامب يريد أن يأخذ حريتي التي غادرت بلدي من أجلها، نعم أشعر بالخوف لأنني مهاجر عربي مسلم، ولست أبيض".
وتساءل "هل أستطيع الجهر برأيي؟ أو الكتابة بسهولة على منصات التواصل الاجتماعي؟" وأضاف "أشعر كل يوم أنني مراقب، وأعيش هذا الصراع بين حريتي وخوفي، وهو وضع لا أحبه".
وردا على سؤال حول رأيه بما ينوي ترامب اتخاذه من قرارات متشددة تجاه المهاجرين واللاجئين على خلفية حادثة إطلاق النار الأخيرة، قال عبد العزيز "إن ما جرى غير مبرر، لكن ترامب يستغل سلطته وجبروته لإرهابنا. نشهد حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة يوميا، لكن ترامب هاجمنا لأن القاتل مهاجر ومسلم وليس أبيض معتبرا أن جميع المهاجرين قتلة ومجرمين ومرضى. هذا عار على ترامب وحزبه".
واتفق مع ذلك لاجئ سياسي من أصول مصرية -فضل عدم الكشف عن اسمه- وقال إنه "لا يوجد رابط أو مبرر، فحالة القاتل الأفغاني الذي نفذ عملية إطلاق النار، والذي جاء من بلاده عبر بوابة الاستخبارات الأميركية تركت كثيرا من علامات الاستفهام حول دوافع ما أقدم عليه، كما أن التعميم بصفة عامة شيء خاطئ ولا فائدة منه، بل يؤدي إلى الظلم والاستقطاب في تلك القضايا".
وأضاف أن "حوادث إطلاق النار بين الأميركيين أنفسهم هي الأعلى عالميا مقارنة بمن يطلق النار من المهاجرين من كافة الخلفيات. وإن شئنا الإنصاف فالتشديد يجب أن يكون في تأمين الحدود، والتأكد من أهلية المتقدمين للجوء والهجرة بما يؤدي لتكافؤ الفرص، مع عدم الانتقاص من الحقوق الإنسانية لكافة الراغبين في الحصول على اللجوء أو الهجرة".
عقاب جماعي
وكان ترامب قد أعلن أن إدارته أمرت بوقف فوري لمعالجة طلبات الهجرة من أفغانستان، رغم عدم انتهاء التحقيقات حول دوافع المهاجم الأفغاني، وأنها ستقوم بمراجعة شاملة لوضع الإقامة الدائمة للمهاجرين من 19 دولة صنفت على أنها "مثيرة للقلق" بينها أفغانستان وإيران وليبيا والسودان واليمن، كما وجه إدارته لاتخاذ خطوات لوقف الهجرة إلى الولايات المتحدة.
إعلانوقد أصدر وزير الخارجية قرارا بوقف إصدار التأشيرات لجميع المسافرين بجوازات سفر أفغانية، وذلك بعد أن كشفت التحقيقات الأولية أن المشتبه به في إطلاق النار هو لاكانوال الذي جاء إلى الولايات المتحدة عام 2021، ضمن برنامج يوفر حماية خاصة للأفغان الذين عملوا مع القوات الأميركية قبل انسحابها وعودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.
وفي مقال رأي نشرته هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" على موقع "إكس" قالت إنه "يجب ألا يلقى اللوم على كل الأفغان نتيجة فعل عنيف لرجل واحد" ورد ستيفن ميلر، كبير مستشاري ترامب لشؤون الهجرة، بالقول إن هذا الرأي يمثل "كذبة الهجرة الكبرى".
وأضاف ميلر على الموقع نفسه أنه "لا يتم استيراد الأفراد فقط، بل المجتمعات أيضا" وقال "إن المهاجرين وذريتهم يعيدون إنتاج الظروف والمخاوف التي كانت في أوطانهم الممزقة".
تهديدات سابقةطبقا لتقديرات مركز "بيو" للأبحاث، يوجد بالولايات المتحدة ما يقرب من 14 مليون مهاجر غير نظامي، غالبيتهم من المكسيك ودول أميركا الوسطى، إضافة لعدة ملايين آخرين ينتظرون القرار النهائي بما يتعلق بطلبات اللجوء الخاصة بهم، وأغلبهم دخل البلاد بطرق غير نظامية.
وكان ترامب قد تعهد بترحيل هذه الأعداد خلال فترة حكمه الأولى، وعاد وكرر تعهداته ذاتها بعد وصوله للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويمثل ترحيل المهاجرين غير النظاميين عُرفا سارت عليه كل الإدارات السابقة، إلا أن ترامب استخدم قضية الهجرة بصفة عامة كأساس هام لحملاته للانتخابات الرئاسية الثلاث، إضافة لتبنيه سياسات متشددة لم تعرفها البلاد من قبل.
غير أن تقارير مختلفة خرجت لتشكك في قدرة وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك على ترحيل هذا العدد الكبير لنقص الإمكانات المادية والبشرية، في حين تتصور إدارة ترامب أن التشدد تجاه خطاب الترحيل الجماعي لطالبي اللجوء قد يكون رادعا لآخرين يرغبون في دخول البلاد بالطريقة ذاتها.