غزيون ابتلعهم البحر أثناء محاولتهم انتشال علب طعام
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
عندما سقطت بعض المظلات في البحر بالقرب من الشاطئ شمال غرب مدينة غزة، “دخل شباب وأولاد في البحر حتى يحصلوا على الأكل من المظلات والصناديق التي فيها. ماتوا. هم لا يعرفون السباحة. راحوا وما رجعوا”.
بهذه الكلمات روى عدي نصار البالغ 27 عاما وهو من سكان جباليا، شمال مدينة غزة، الثلاثاء لفرانس برس ما حدث لاثني عشر شاباً وفتى خاضوا غمار البحر الاثنين لانتشال بعض علب الطعام التي تلقيها الطائرات العسكرية فوق شمال قطاع غزة المهدد بالمجاعة، فكانت تلك رحلتهم الأخيرة.
الثلاثاء، أكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحركة حماس أن 12 شخصاً “استشهدوا غرقاً قبالة محافظة شمال قطاع غزة حيث دخل (الإثنين) عشرات المواطنين الجائعين إلى البحر للحصول على مساعدات ألقتها الطائرات داخل البحر” من طريق الخطأ.
وأضاف أن ستة آخرين قتلوا “نتيجة التدافع في أكثر من مكان حين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات ألقتها الطائرات بشكل خاطئ أيضاً في ظل المجاعة المستمرة” في شمال القطاع الذي يقدر أن 300 ألف شخص ما زالوا فيه وسط الركام بلا ماء ولا طعام.
وأصيب ستة أشخاص آخرين بجروح، وفق المصدر نفسه.
وقال شهود عيان إن البحر كان هائجاً، وإن الشباب الذين دخلوا الماء لم يتمكنوا من مقاومة التيار. من جانبه أشار المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى أن عددا منهم قضوا “بعدما علقوا في حبال مظلات طرود المساعدات التي ألقتها الطائرات وسقطت في البحر”.
وليست المرة الأولى التي يُقتل فيها فلسطينيون أثناء جمع المساعدات منذ أن بدأت مطلع شباط/فبراير دول عدة ولا سيما الأردن ومصر وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا، بإسقاط رزم المساعدات، أملا في التخفيف من معاناة سكان الشمال.
وقال عدي نصار الذي كان يعمل سائق أجرة قبل الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فيما كان ينتظر مع مئات آخرين عند شاطئ السودانية “نسمع صوت الطائرة وننتظر أن تلقي المساعدات بالمظلات. أحيانا نشاهد الناس ينظرون الى السماء فنعرف أن الطائرة جاءت”.
وأضاف “عندما ترمي المظلات، ينزل بعضها قريباً منا وأخرى بعيداً، فنجري نحوها علنا نحصل على أي شيء. عندما نصل للصندوق يكون قد تجمع عدد كبير جدًا من الناس حوله، فتحصل مشاكل وضرب وإصابات. يتدافع الناس ومنهم من يقع على الأرض”.
وقال بحزن “القوي يأكل الضعيف…. ينتزع منه العلبة، وأحياناً يُخرج أحدهم سكيناً، وقد يحصل إطلاق نار، ويصاب الناس”.
وأضاف “هذه الطريقة مُذِلة لنا ولا تحفظ كرامتنا. نحن نواجه الموت حتى نحصل على المساعدات، عدا عن المشاكل والضرب والخبط”.
وقال “نريد طريقة محترمة تصل فيها المساعدات لكل دار، فلا ندفع حياتنا ثمنًا بهذه السهولة”، داعياً إلى فتح كل المعابر في غزة “لتوصل الشاحنات المساعدات بشكل كبير للناس، حتى لا يموتوا من الجوع”.
ليس بعيداً منه، وقف أحمد الريفي وهو من سكان مدينة غزة ويبلغ 32 عاما ينظر الى السماء.
وقال الميكانيكي الذي دمرت جرافات الجيش ورشته عندما اجتاحت دباباته أحياء الدرج والشجاعية والرمال قبل شهر ونصف شهر، “والله، الأكل نحصل عليه بصعوبة ونرى الموت على طريق صلاح الدين عند دوار الكويت (حيث تصل شاحنات المساعدات القليلة) أو لدى انتظار ما تلقيه الطائرات… كله موت وخطر”.
اقرأ أيضاًتقاريرمع الإقبال عليه في الشهر الكريم.. سُنة “السواك”: مرضاةٌ للرب.. وفوائد صحية متعددة
وأضاف أن “الناس لم تعد تحتمل بعضها، الكل يقاتل ويضرب للحصول على طحين أو معلبات ومياه وعدس وفول وحمص وطحينة”.
وقال “الكل جائع، لذلك يموت الناس للحصول على طرد غذائي. لا أحد يأتي بمساعدات للناس. كل واحد يجري وراء المساعدات لنفسه، وتحصل عمليات إطلاق نار وقتل وإصابات. هناك أشخاص قتلوا”.
وعدا عن مخاطر الموت دهسا أو غرقا أو بالرصاص من أجل لقمة العيش، لا ينتهي الخطر عند الظفر ببعض الطعام. وقال رافي “هناك لصوص يعتدون على الناس في الطرق ويسرقون الطحين والمعلبات والطرود”.
وأضاف “نريد حلا. حرام ما يحدث لنا. لا طائرات ولا شاحنات المساعدات توصل ما نحتاج اليه. نريد أن تأتي وكالة الأونروا وتوزع بصورة محترمة لكل أسرة في غزة” ما تحتاج اليه.
لكن إسرائيل قررت منع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين من العمل في شمال غزة، وقالت إنها ستتعاون مع وكالات أممية أخرى.
وتطالب وكالات الإغاثة بفتح المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل وإدخال ما يكفي من المساعدات واتخاذ “إجراءات عاجلة” لدرء المجاعة التي ستقع خلال أسابيع في القطاع الذي يعاني سكانه وعددهم 2,4 مليون شخص من سوء التغدية الحاد وسط دمار شامل.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
السقوط الثالث لـ”هورنت إف 18″ ..هل بدأ عداد السقوط؟
يمانيون../
الحادثة الثالثة في سجل خدمة حاملة الطائرة ترومان في البحر الأحمر وفي الوقت ذاته العددُ الأكبر في تاريخ هذا النوع من الطائرات “F/A-18 Super Hornet” يسأل الجميع: هل انتقل الدور على “الإف “18 بعد الـ إم كيو 9، وهل تصبح الأرض المعروفة بـ مقبرة الغزاة مقبرةً لأحدث تكنولوجياتهم؟ هي كذلك الآن فكيف عسى التاريخ يسجّل هذا اللقب؟ وكيف لكتبة التاريخ ورواة البطولات ومدوّني المذكّرات، وضع خيطٍ فاصل بين رواية الحقيقة اليمنية وروايات الخيال السريالية؟! كيف وقد عييَ الأمريكي اليوم عن سردِ أسبابٍ مقنعةٍ للسقوط أو إنكارها وفي أحسن الأحوال الإعراض عن نشر أخبارها وحين يعجز عن إخفائها يلجأُ إلى تجزأتها بين فترة وأخرى.
هل تتحول “مقبرة الغزاة” إلى مقابر تكنولوجيتهم؟
في تطور لافت يثير تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على تفوقها البحري في العالم ويسقط شعارها كحامية للملاحة الدولية، شهدت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان سلسلة من الحوادث المتتالية حدثت تحت ضغط الاشتباك اليمني الأعنف في تاريخ الحاملة وحتى تاريخ البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، أسفرت هذه الحوادث عن فقدان سلاح الجو في البحرية الأمريكية ثلاث طائرات مقاتلة متطورة من طراز F/A-18 سوبر هورنت في فترة وجيزة.
وتعد هذه الطائرة رائدة سلاح الجو في البحرية الأمريكية بلا منازع بمواصفاتها الفريدة المصممة للعمل في ظروف بحرية وحربية متقلبة وضاغطة، ما يفتح باب التساؤلات على مصراعيه عن الأسباب الحقيقية وراء حوادث الإسقاط أو السقوط وما إذا كانت واشنطن تخفي ما هو أعظم من خسائرها في معركتها الخاسرة مع اليمنيين!.
سجل خدمة حاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر مُثقلاً بثلاث حوادث لطائرات F/A-18 سوبر هورنت في أقل من ستة أشهر، وهو العدد الأكبر من نوعه في تاريخ هذه الطائرة المتطورة خلال فترة مماثلة. هذه الحوادث، التي بدأت بسقوط طائرة في 22 ديسمبر 2024 زعم الأمريكيون أنه ناجم عن “خطأ”، وتلتها حادثة أخرى في 28 أبريل 2025 عزاها الأمريكيون مبدئيًا إلى “التفاف حاد اضطرت له الحاملة تحت ضغط القصف اليمني” وآخرها في 6 مايو 2025 حيث أُعلن عن فقدان طائرة أخرى “بسبب فشل في الهبوط”، تثير شكوكًا متزايدة حول الروايات الأمريكية للأحداث.
تضارب الروايات الأمريكية وتكهنات متزايدة:
يُلاحظ تضارب في الروايات الأمريكية حول أسباب سقوط الطائرات، حيث بدأت بادعاء “الخطأ” ثم الإشارة ضمنيًا إلى ضغط القصف اليمني قبل أن تُختتم بفشل تقني في الهبوط. التضارب، كما أشارت مصادر غربية يُغذي التكهنات حول إمكانية وجود أسباب أخرى للفقد أو الإحجام عن الاعتراف بحقيقة وأرقام الخسائر الأمريكية في العمليات مع اليمنيين، بما في ذلك احتمال إصابة الحاملة بشكل مباشر وربما لأكثر من مرّة أثناء الاشتباكات المتتالية مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، ولعل إشارة المصادر الغربية التي نقلت خبر الطائرة كان كافياً للكشف عما تخفيه البحرية الأمريكية من احتمال أن فقدان الطائرة جاء نتيجة إصابتها بنيران يمنية في الاشتباك الأخير الذي أعلنه ناطق القوات المسلحة اليمنية مساء الأربعاء وتحدّث عن تفاصيل الهجوم الأخير على الحاملة ترومان قبل إعلان وقف اطلاق النار
هل انتقل الدور على “الإف 18” بعد “الإم كيو 9″؟ سؤال يُطرح بقوة:
في ظل الخسائر المتكررة للطائرات الأمريكية المتطورة، بما في ذلك طائرات الاستطلاع بدون طيار من طراز MQ-9 التي سبق وأن أسقطها اليمن،( 7 في أقل من شهر) يتصاعد التساؤل عما إذا كانت “الإف 18 سوبر هورنت”، التي تُعتبر من أحدث وأهم الطائرات المقاتلة في ترسانة البحرية الأمريكية، قد بدأت هي الأخرى في التحول إلى هدف سهل أمام القدرات اليمنية المتنامية. وهو تساؤل يُعيد إلى الأذهان الصورة التاريخية لليمن كـ “مقبرة للغزاة”، ويطرح احتمالية تحولها إلى “مقبرة لأحدث تكنولوجياتهم”.
كما ورد في التحليل المرافق للبيانات الخبرية الصادرة عن أكثر من مؤسسة إعلامية غربية، يبدو أن الولايات المتحدة تواجه صعوبة متزايدة في تقديم “أسبابٍ مقنعةٍ للسقوط أو إنكارها”، وفي أحسن الأحوال تلجأ إلى “الإعراض عن نشر أخبارها” أو “تجزأتها بين فترة وأخرى” حين تعجز عن إخفائها تمامًا، العجزُ هذا يُشير إلى ضغط استثنائي تواجهه القوات الأمريكية في البحر الأحمر، وربما يُفسر “دراماتيكية فن الهروب الذي أتقنته الحاملات الأمريكية أمام الضربات اليمنية”.
سخرية يمنية وتأكيد على استمرار الدعم لغزة:
بالنسبة لليمنيين، تحولت حوادث حاملة الطائرات ترومان وروايات السقوط المصاحبة لها إلى مادة للسخرية بما تتضمنه من فبركات تصدرها البحرية الأمريكية مبررة لها ، كما ورد في البيانات، وعلى محمل الجد، كشفت هذه الحوادث عن نزف عسكري وعجز أمريكي عن معضلة تشتد بالتحدي وتمتد بما لا تجدي معه الحلول الأمريكية نفعاًـ أمام الموقف اليمني الواضح والثابت بل والمتصاعد بالاسناد تحت سقف عهدهم لفلسطين الذي بدأ بـ”لستم وحدكم” ويتنامى انتصارات على قاعدة هو الله.
تحليل محتمل من مصادر رسمية (افتراضي):
تندر التعليقات الأمريكية تعقيباً على الحوادث المتكررة وتتكرر على نحوٍ ممل حتى التصريحات على سبيل اعتراف بالإكراه تحت ضغط أسئلة الصحافة وتساؤلات الإعلام.
لا تتعدى تعليقات المسؤولين العسكريين الأمريكيين القول : “نحن على علم بالتقارير حول حوادث فقدان طائراتنا في البحر الأحمر” مع إضافة رتيبة مفادها: ” سلامة طيارينا وأفراد طواقمنا هي أولويتنا القصوى، وختاماً: ” يتم التحقيق في ملابسات كل حادثة بدقة لتحديد الأسباب واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرارها في أسلوب ممل ومكرر من التصريحات النمطية والتي لا تقول الحقيقة بقدر ما تخفي الجزء الأكبر منها”.
تحليل مُحتمل من خبير عسكري صيني: “تشير الحوادث المتكررة لفقدان طائرات F/A-18 الأمريكية في البحر الأحمر إلى تحديات عملياتية ولوجستية كبيرة تواجه البحرية الأمريكية في هذه المنطقة. قد تكون الضغوط النارية التي يفرضها اليمنيون على البحرية الأمريكية بالإضافة إلى الظروف التشغيلية المكثفة الناجمة عن الاشتباكات المتواصلة، قد ساهمت في هذه الخسائر. هذه الحوادث قد تدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها العملياتية وانتشارها في المنطقة في ظل تنامي مؤشرات تراجع القوة الأمريكية الذي كشفت عنه المواجهات الجارية مع اليمنيين في البحر الأحمر والبخر العربي”.
محلل أمريكي وخبير عسكري: فقدان ثلاث طائرات سوبر هورنت في فترة قصيرة يمثل خسارة كبيرة لقوة الردع الأمريكية. يجب على البنتاغون تقديم تفسيرات واضحة وشفافة لهذه الحوادث. إذا كانت هناك عوامل أخرى غير الأخطاء التقنية أو التشغيلية، مثل تأثير العمليات اليمنية، فيجب معالجتها بشكل مباشر لضمان سلامة الطيارين والحفاظ على الجاهزية القتالية وإذا لزم الأمر مراجعة قرار العمليات ضد اليمن من أساسه”.
تعددت الأسباب الأمريكية المسوّقة لحوادث الطائرة والحقيقة أن ضغطا استثنائيا في اشتباك ناري غير عادي أسفر عن فضيحة غير مسبوقة في دراماتيكية “فن الهروب” الذي أتقنته الحاملات الأمريكية أمام الضربات اليمنية.
وبالنسبة لليمنيين تحوّلت ترومان وروايات الإسقاط التي رافقتها إلى محطٍ للسخرية حتى أن الكثيرين تمنوا أن يطول بقاؤها، وعلى محمل الجد كشفت عن نزف عسكري وعجز أمريكي عن معضلة تشتد بالتحدي وتمتد بما لا تجدي معه الحلول الأمريكية نفعاً.
موقع أنصار الله يحيى الشامي