أدى انهيار جسر فرنسيس سكوت كي في ولاية ماريلاند الأميركية إلى طرح تساؤلات عن حالة هذا الجسر والجسور في الويلات المتحدة بشكل عام.

وأظهرت تسجيلات المراقبة ناقلة الحاويات "دالي" وهي تصطدم بالجسر الواقع في مدينة باليتمور، ما تسبب بانهيار عدة أقواس من الجسر في النهر.

وأدى انهيار الجسر، الذي تم تدشينه في عام 1977، إلى إحياء التدقيق ليس فقط في هيكله، بل أيضا في حالة الجسور في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان انهيار الجسر قد وقع بسبب أي عيوب في هيكله.

وقال مسؤولون إن طاقم السفينة أبلغ السلطات قبيل الحادث بمشكلة تقنية جعلت السفينة "تفقد قوة الدفع بصورة مؤقتة"، بحسب حاكم ولاية ماريلاند، ويس مور، وسمح هذا الإبلاغ بوقف جزء من الحركة المرورية على الجسر، وإنقاذ أرواح.

واعتبر مور أن الجسر "يتوافق تماما مع القواعد" الهندسية، في حين أشار بعض الخبراء إلى أن الجسر، الذي اكتمل في عام 1977، تم تصميمه قبل عصر سفن الحاويات الضخمة.

وقال أندرو بار، خبير الهندسة المدنية والإنشائية في جامعة شيفيلد، إن "الفيديو لا يُظهر أي عيوب هيكلية واضحة في الجسر، لكنه لم يكن مصمما لينجو من الاصطدام المباشر بسفينة كبيرة".

وأضاف بار أن جسر فرانسيس سكوت كي لا يبدو أنه يحتوي على بنية تحتية وقائية إضافية لحمايته من ضربات السفن، التي أصبحت أكثر خطورة مع تغير حجم وتصميم سفن الشحن على مر السنين.

وخلال العقد الماضي وحده، زاد متوسط سعة سفن الحاويات بنحو 50  في المئة، وفق بار.

وتشير شبكة "سي أن أن" إلى أن انهيار 3 جسور في 3 أشهر هذا العام، في الولايات المتحدة والصين والأرجنتين، يثير مخاوف.

ووقع حادث الصين في أواخر فبراير عندما اصطدمت سفينة شحن بجسر ليشينشا بمقاطعة قوانغتشو الجنوبية، مما أدى إلى انشطار الجسر إلى قسمين.

وقبل ذلك بشهر، اصطدمت سفينة شحن كبيرة بجسور زاراتي-برازو لارغو التي تعبر نهر برانا في الأرجنتين، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالسفينة.

وحدثت كل هذه الأحداث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وكلها تضمنت سفنا تجارية كبيرة.

وسلطت هذه الحوادث الضوء على "الحاجة الملحة لتحسين أو حماية الجسور القديمة لاستيعاب السفن الحديثة الأكبر حجما"، وفق "سي أن أن".

وقال سال ميركوغليانو، وهو بحار تجاري سابق وخبير بحري: "علينا أن نتذكر أن هذا الجسر تم بناؤه قبل 50 عاما، وكانت السفن (وقتها) أصغر كثيرا من دالي".

وأضاف أن "دالي" ليست حتى سفينة حاويات شديدة الضخامة، فهناك سفن عاملة أكبر منها بكثير.

ورغم  أن هذه الحوادث قد تبدو متشابهة، إلا أنه قد تكون هناك عوامل مختلفة مؤثرة، وفق باسم أندراوس، أستاذ الهندسة الإنشائية بجامعة إلينوي.

ويشير أندراوس إلى أن هناك أسبابا مختلفة لكل هذه الحالات.. "لكن هناك الآن وعيا أكبر بوجود احتمال ليس ضئيلا أن تضرب سفينة جزءا من الجسر، سواء كان ذلك دعامة الجسر أو البنية الفوقية".

وأضاف أنه يمكن إضافة هياكل إضافية، مثل المصدات، إلى الجسور، تحت الماء وبعيدا عن الأنظار، مما يؤدي إلى إبعاد السفن التي تنجرف عن مسارها.

وتستخدم العديد من الموانئ والممرات المائية هياكل متجذرة في قاع البحر أو قاع النهر، يمكن أن تمتد فوق الماء. وهي غالبا تستخدم كنقطة رسو للسفن، ويمكنها أيضا حماية الجسور من حوادث الاصطدام.

وأعلنت السلطات في بالتيمور، مساء الثلاثاء، تعليق عمليات البحث عن 6 أشخاص فُقد أثرهم إثر انهيار الجسر ، مشيرة إلى أن المفقودين باتوا الآن يُعتبرون في عداد الموتى.

والجسر المؤلف من أربعة مسالك يمتد على 2.6 كيلومتر في جنوب غرب بالتيمور، المدينة الصناعية والساحلية الكبرى في ولاية ماريلاند على مسافة، حوالي 60 كيلومترا من جنوب شرق العاصمة واشنطن.

وهو محور أساسي بين الشمال والجنوب للمواصلات والاقتصاد في الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ويحمل اسم فرنسيس سكوت كي، الذي ألّف كلمات النشيد الوطني الأميركي.

وعُلّقت الملاحة البحرية في مرفأ بالتيمور الذي يعدّ من أكثر المرافئ حركة في الولايات المتحدة "حتّى إشعار آخر"، بحسب السلطات.

90 ثانية.. كيف أنقذ تحذير "اللحظة الأخيرة" الكثيرين بانهيار جسر بالتيمور؟ أسهم تحذير صوتي صدر قبل دقائق من اصطدام السفينة دالي بجسر فرنسيس سكوت كي المروري في بالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في إنقاذ حياة كثيرين، كانوا على وشك استخدام الجسر، بحسب "أسوشيتد برس".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران تتوعد برد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور"

حذر المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني، الخميس، من رد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور" وسط حديث عن توجيه ضربة لإيران.

وقال نائيني: "إذا أقدم النظام الإسرائيلي المتهور على فعل أحمق وهاجم، فسيقابل برد مدمر وحاسم داخل حدوده الجغرافية الضيقة".

وأكد نائيني أن القوة العسكرية الإيرانية تطورت بشكل كبير ومذهل مقارنة بالماضي، مشيرا إلى أن استقرار المنطقة والعالم لن يتحقق إلا بإبادة إسرائيل.

من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية: "سنرد على أي تهديد بشكل متناسب وعلى مستواه. قدرات الجيش تتضاعف شهرًا بعد شهر. اليوم يتم إنتاج طائرات مسيّرة متنوعة داخل قواتنا المسلحة".

رسالة عراقجي

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن إسرائيل هجوما على منشآت نووية إيرانية.

وذكر عراقجي في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "تحذر إيران بشدة من أي مغامرة من جانب النظام الصهيوني، وسترد بقوة على أي تهديد أو عمل غير قانوني من هذا النظام".

وأضاف أن إيران ستعتبر واشنطن "مشاركة" في أي هجوم من هذا القبيل، وسيتعين على طهران اتخاذ "تدابير خاصة" لحماية المواقع والمواد النووية لديها في حال استمرار التهديدات، وسيتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحقا بتلك الخطوات.

ولم يحدد عراقجي أي تدابير، إلا أن مستشارا للمرشد الإيراني قال في أبريل إن طهران قد تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو تنقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أفاد فيه تقرير لشبكة (سي.إن.إن) بأن إسرائيل ربما تستعد لشن ضربات على إيران.

وتعقد طهران وواشنطن جولة خامسة من المحادثات النووية، الجمعة، في روما وسط خلافات حادة بشأن تخصيب اليورانيوم في إيران، والذي تقول الولايات المتحدة إنه قد يفضي إلى تطوير قنابل نووية، فيما تنفي إيران أي نية لذلك.

ونقلت شبكة "سي.إن.إن"، الثلاثاء، عن مسؤولي مخابرات القول إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل اتخذت قرارا نهائيا بشأن اتخاذ إجراء عسكري، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستقرر في نهاية المطاف تنفيذ هجوم.

مقالات مشابهة

  • جدل بشأن استخدام أسلحة كيميائية في السودان
  • الولايات المتحدة وكندا تبحثان فرص التعاون بشأن التحديات العالمية المشتركة
  • أطول ناطحة سحاب بالعالم في دمشق.. خبر يشغل سوريا هذه صحته سوريا
  • صحف عالمية: التحركات الدولية ضد إسرائيل متأخرة وتغطية على صمت شهور
  • إيران تتوعد برد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور"
  • هيئة فنون العمارة والتصميم تتفتح النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض" وتطلق برنامج "جسور: مجموعات التصميم"
  • الإمارات: استهداف السفن في البحر الأحمر دليل على حدوث اضطرابات في الشرايين البحرية
  • أبرز 10 دول بالعالم تسمح بالدراسة الجامعية والعمل معًا
  • جيل المستقبل يصنع الأمجاد.. كيف تبني مصر منتخبات تليق بالعالم؟
  • تضارب الروايات بشأن دخول المساعدات إلى غزة