تراجع ترتيب مصر فى المؤشرات العالمية يوجب وضع برامج عمل مكثفة لتحسين الأداء

 

يختلف خبراء الاقتصاد كثيرا حول سبل تقييم السياسات الحاكمة للأداء، وتتباين رؤى البعض بشأن أسباب الأزمات الاقتصادية التى تمر بها بعض الدول، إذ يُمكن تحميلها لأسباب خارجية فى كثير من الأحيان، إلا أنه من الضرورى استقراء وتقييم السياسات الاقتصادية وفقا للمؤشرات العالمية.

وبمعنى آخر فإن مصر يمكن أن تحدد وضعها الاقتصادى، وإن كان يلزم التحرك لتصحيحه أم لا، وفى أى طريق يجب التحرك، وما هى الأولويات، من خلال قراءة ترتيب مصر فى القوائم المعتمدة فى العالم والمعبرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن الأداء الاقتصادى. وهذا ما فعله المركز المصرى للدراسات الاقتصادية مؤخرا بإصداره لتقرير صغير مهم جدا يحمل عنوان ترتيب مصر عالميا.

وتبدو معظم المؤشرات المعتمدة فى التقرير تراجع وضع مصر الاقتصادى، وضرورة السعى لوضع برامج تصحيح سياسات بما يساهم فى تحسن الترتيب مقارنة بالآخرين. ويمكن اعتماد مقارنة مصر بعدد من الدول الشبيهة إقليميا مثل تركيا والمغرب والإمارات للوقوف على الصورة بوضوح.

فى مؤشر التنافسية العالمية ترد مصر فى المركز الـ93، وهو مركز متراجع إن عرفنا أن تركيا تحتل المركز الـ61 والمغرب فى الـ75 والإمارات 25.

وربما يبدو مؤشر البنية التحتية أفضل كثيرا إذ ترد فيه مصر فى المركز الـ52، بينما ترد تركيا فى المركز الـ49 والمغرب 53 والإمارات فى المركز الـ12.

وثمة مؤشر آخر مهم هو اعتماد تكنولوجيا المعلومات وفيه ترد مصر فى مركز متأخر وهو الـ106 بينما ترد تركيا فى المركز الـ69 والمغرب فى المركز الـ97، وتأتى الإمارات فى المركز الثانى عالميا.

بالنسبة للمهارات الفردية ترد مصر فى المركز الـ99 وترد تركيا فى المركز الـ78، بينما ترد المغرب فى مركز أكثر تأخرا وهو 111، وتأتى الإمارات فى المركز 39.

وإذا جئنا لمؤشر سهولة ممارسة الأعمال فإن مصر تحتل المركز الـ114، وهو متأخر جدا إذا علمنا أن تركيا فى المركز الـ33 والمغرب فى المركز الـ53 والإمارات 16.

وهناك مؤشر آخر له علاقة بسوق العمل وهو مؤشر الفجوة بين الجنسين، ففيه تحتل مصر المركز 134 متفوقة على المغرب التى تأتى فى المركز 136 بينما تأتى تركيا فى المركز الـ126 وتحتل الإمارات المركز الـ71.

أما مؤشر الذكاء الرقمى فإن مصر تحتل مركزا متوسطا فيه وهو الـ78 لكنها لا تتفوق على الدول المختارة حيث تحتل تركيا المركز الخمسين والمغرب في المركز الـ74 والإمارات فى المركز الأول عالميا.

وبدون توضيح فإن مصر تشغل ترتيبا متأخرا فى مؤشر السعادة وهو الـ132 عالميا بينما تحتل تركيا المركز الـ104 والمغرب الـ106 والإمارات 25.

وفى مؤشر مواجهة الجوع فإن مصر تأتى فى المركز الـ56 وتركيا الـ17 والمغرب 43 والإمارات فى المركز الأول.

ووفقا لخبراء اقتصاد ورجال أعمال فإن بيئة الاقتصاد فى مصر تحتاج لبرامج مكثفة لمواجهة البيروقراطية والإجراءات الحاكمة للاستثمار، كما يلزم تكثيف الجهود لتحسين المؤشرات الخاصة بالطاقات البشرية لرفع كفاءتها وتنمية مهاراتها بشكل أفضل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المهارات البشرية خبراء الاقتصاد الأزمات الاقتصادية فإن مصر مصر فى

إقرأ أيضاً:

(حسين خوجلي .. المتهم الأول في بحري)

على غير موعد وجدتني فجأة في قلب مكالمة جماعية عبر خاصية الواتس آب تجمع ثلة من أبناء وبنات بحري المغتربين و النازحين ،لوهلة، اعتراني ذلك الوجس الذي يسبق الأخبار السيئة فمكالمات كهذه لا تأتي في الغالب إلا وهي تحمل على أكتافها الفواجع ،تماسكت، ورددت في سري اللهم اجعله خيراً، ثم أجبت.

استقبلني الجمع بترحاب دافئ، لكن سرعان ما تبيّن لي أن سبب اجتماعهم ليس سوى شكوى جماعية من الأستاذ حسين خوجلي وقد اتضح أن الرجل نشر مقالاً استعاد فيه إحدى طرائف شاعرنا الراحل أبو آمنة حامد ، عليه ألف رحمة ونور ، فأشعل بكلماته فتيل الذكريات و الطرائف .

بدأ الجميع يستدعون الطرائف، وكل طرفة تنجب احد ابناء بحري فتتم إضافته للمكالمة ، حتى صار مجلسنا أشبه بمهرجان صغير للضحك والذكريات ومع كل ضحكة، كان الحنين يحفر مجراه في الصدور، فيقود إلى حكاية أعمق، وذكرى أدفأ واسم غائب تشتاقه الأرواح وحين جاء دور احدهم في الحكاية، تسلل الحزن من ثغرة صغيرة و كحال أفراحنا التي لا تكتمل مؤخراً ،فجأة، انفجرت إحداهن في نوبة بكاء حار وما هي إلا لحظات حتى انتقلت العدوى إلى أخريات، وتحوّل الضحك المتوهج قبل قليل إلى صمت مبلّل، و تحولت القصص الى غصة في الحناجر و تسربت دموع الجميع و جعلتنا ننسحب واحداً تلو الآخر من المكالمة ، هذه المكالمة التي جعلتنا نعبر من ضفاف الضحك إلى مجرى البكاء، لم تكن كسابقاتها، وكأنما بحري نفسها كانت بيننا، تربّت على أكتافنا بينما عيناها تدمع معنا.

طرفة شاعرنا الراحل أبو آمنة حامد قادتنا إلى أسرته، وحنان وكرم الحاجة فاطمة زوجته، وشهامة ورجولة الشهيد أيمن ابنهم. وأخذتنا إلى قفشات هشام درماس في الشعبية، وعذوبة صوت كمون، و”مندلين” عاطف بحلة خوجلي، وهناك أيضًا أشرف فريني، أسطورة بحري الفنان الذي ضل طريقه إلى الملاعب ليُطلق عليه أبو اللول، أجمل القفشات في استاد التحرير.

مجرد طرفة داخل مقال، جابت بنا شوارع حي الدناقلة حيث خالد نحل و( الهلالي)و( السربندية) وخراطيشو، وأزقة الديوم، وحكاوى قشلاق البوليس، وبيت ود أبكر العامرة.
هذه المدينة التي تسكننا، حتى الآن لا نعلم إلى أي قبيلة ينتمي ( الحوت ) ولا لأي قبيلة ينتمي (فرفور) فهناك في حي الصبابي يستظل الفقراء والأغنياء تحت ظلال أشجار المانجو، وبين حقول الجرجير كأسرة واحدة فالقبيلة عندنا هي بحري، والحي الذي نسكنه هو العائلة. فنجد طه سليمان الشمباتي، وفرفور ود الصبابي، والحوت ود المزاد و شمسها التي غابت .
لم تخلُ مكالمتنا من بعض النميمة في هدى عربي، حينما تحدثنا عن سرقتها لصوت وموهبة والديها، وعن دموع عوض احمودي القريبة جدًا. كانت نميمةً ذات بُعد خامس، لم ترحم عاطف بلو، ولم تترك (اليمانية) في حالهم. ولم ننسَ (آل طُلبة)، و(آل جردل)، ومحجوب عبد الحفيظ، ويسرية محمد الحسن.

بحري لا تحتاج لأن تعرفها بنفسك ، فهي التي ستتعرف عليك. وإن جئتها غريبًا، ستصبح ابنها في أقل من ساعة. فبحري ليست مجرد أحياء سكنية، بل هي عائلات عريقة، بدايةً من أبو العلا، ومعوض، ورستم، والسناهير، والكوارته، والخواض، وآل عامر و حمد و خوجلي، ولن تكفي المساحة لذكر البقية، فجمهورية شمبات وحدها تحتاج مجلدات لفرقانها وعائلاتها، وقد تجف أقلامنا إن تحدثنا عن الحلفايا والهجرة والمزاد و (توتي )، نعم، توتي فبحري إبنة توتي الشرعية .
أما المغترب البحراوي، فهو يجرّ بحري معه أينما حلّ في لهجته، في قهوته، وفي ضحكته التي تبدأ قبل أن تمتد يده للمصافحة، وفي سخريته التي يهاجم بها الغرباء قبل أن يتعرف إليهم، ليكسر الحواجز ويفتح الأبواب ، وعندما يلتقي ببحراوي آخر في الغربة، فلا مجال للحديث في السياسة أو أي شأن آخر فالحديث كله لبحري وحكاويها، حتى وإن كانوا يلتقون يوميًا.
المؤلم في الأمر، أن بحري الآن تحتاج إلى أبنائها، وتتألم لفراقهم… بحري تحتاج لــ( رامبو ) جديد فجميع أبنائها المغتربين ينامون على صوت إبن البادية وهو يردد…
حسنك أمر
أحمل صبابات الهوى
و أحضن براي نار الجوى
لا كل قلبي و لا فتر
حسنك أمر
واااا لهفة القلب الحنين
وااااا لوعتو
شايل عذاب الغربة
يحلم
و ينتظر يوم رجعتو
أبكاهو في دربك سفر
لكنو حابس دمعتو
وااااااا ضيعتو
واااااااااا ضيعتو
لو ما رجع من غربتو
واااااا ضيعتو
نزار العقيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ذوبان الأنهار الجليدية في تركيا مؤشر على أزمة مناخية
  • مختص: التحول الرقمي أصبح شرطا أساسيا للبقاء والتوسع في بيئة الأعمال الحديثة
  • رئيس «الجمارك»: حريصون على توفير خدمات متكاملة ومحفزة لـ المُصدرين والمنتجين
  • الغرفة التجارية بالقاهرة: تسريع الإفراج الجمركي يخفض أعباء الإنتاج والتصدير
  • صندوق تنمية المهارات يختتم برنامج “ذكاء الأعمال باستخدام Power Bi”
  • (حسين خوجلي .. المتهم الأول في بحري)
  • «أجواء الأشخرة» .. تنعش الاقتصاد وتدعم بيئة ريادة الأعمال
  • تقرير: مصر تتفوق على ليبيا والمغرب في صادرات النحاس بشمال إفريقيا
  • احباط محاولة امرأتين تهريب 11 ألف و600 أورو إلى تركيا عبر مطار وهران
  • الرباعية تحتاج إلى رباعية !!!