نيودلهي- شكّلت نتائج انتخابات الاتحاد الطلابي بجامعة "جواهر لال نهرو" والمعروفة بأحرفها الأولى (JNU) بالعاصمة نيودلهي، والتي أعلنت مساء الأحد الماضي، صدمة لحزب الشعب  الحاكم في الهند، فقد فاز فيها طلبة يمثلون تيارات اليسار والوسط، بينما لم ينجح أي من مرشحي "اتحاد عموم طلبة الهند" (ABVP) التابع لحزب رئيس الحكومة ناريندرا مودي.

وقد فاز بكل المناصب في هذه الانتخابات الطلابية مرشحو اليسار واتحاد الطلاب التابع لحزب المؤتمر، من رئيس ونائب الرئيس والأمين العام والأمين المساعد للاتحاد، ومما زاد من الأهمية أن الفائز برئاسة الاتحاد دهانان جاي من "المنبوذين" وهي أول مرة يفوز فيها أحد أبناء هذه الطائفة بالانتخابات الطلابية بهذه الجامعة منذ 27 سنة.

وتعتبر هذه الانتخابات الأولى التي تُجرى لاختيار الاتحاد الطلابي بالجامعة بعد انقطاع دام 4 سنوات، بحجة عدم توفر الأوضاع المناسبة بعد جائحة كورونا، وقد شارك فيها 73% من الطلبة، وهي نسبة اقتراع عالية تُظهر اهتمام الطلبة بتغيير الأوضاع، وقد جاءت هذه النتائج رغم محاولات مسؤول الانتخابات إلغاء ترشيح بعض المرشحين بحجة أو أخرى.

الطلاب يستمعون للمناظرة الرئاسية بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي (صني ديمان) معقل فكر يساري

تعتبر جامعة "جواهر لال نهرو" -التي أقيمت سنة 1969 بالعاصمة- أهم جامعة في الهند، وهي تستقطب الطلاب من كل أنحاء البلاد ومن الخارج، وتُعتبر -منذ بدايتها- معقلاً للفكر اليساري ومعارضة لأفكار التطرف الهندوسي، ويوجد فيها 20 مركزا للبحث العلمي إلى جانب الكليات المعتادة، ووفق إحصائيات 2021 كان بها 8 آلاف و847 طالباً و631 مُعلما.

وقد درس بهذه الجامعة شخصيات مميزة، مثل الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد سنة 2019 أبهيجيت بانرجي، ورئيس وزراء ليبيا الأسبق علي زيدان، ورئيس وزراء نيبال السابق بابو رام بهتّاراي، كما درس بها عديدون من زعماء الهند البارزين، مثل رئيس الحزب الشيوعي الحالي سيتارام ياتشوري، ووزير الخارجية جاي شنكر، ووزيرة الخزانة نيرمالا سيتارامان.

وقد حاولت حكومة مودي بعد مجيئها للحكم سنة 2014 أن تغير طابع هذه الجامعة، فاختارت مديريها ليكونوا ممن يدينون بالأيديولوجية الهندوسية المتطرفة، كما حاولت تعيين أساتذة من أصحاب هذه الأيديولوجية.

وظل زعماء حزب مودي يهاجمون هذه الجامعة ويشهّرون بها، ويعتبرونها "مركزا للذين يريدون تقسيم الهند مرة أخرى" ووصل الأمر أن قام طلبة ينتمون لاتحاد عموم الطلبة التابع للحزب الحاكم بشن هجوم دموي على زملائهم والأساتذة المحسوبين على اليسار، فى 5 يناير/كانون الثاني 2020.

ورغم وجود تسجيلات الفيديو والتعرف على بعض المشاركين بهذا الهجوم، لم تتم إلى اليوم مساءلة المهاجمين أو اعتقالهم أو تقديمهم للمحاكمة، بينما يتم فورا اعتقال آخرين يقترفون أبسط المخالفات، وفي أبريل/نيسان 2022 تجدد العنف بالحرم الجامعي بسبب محاولة السلطات منع اللحوم بمطاعم الجامعة.

ويقبع عدد من طلبة الجامعة بالسجون، مثل عمر خالد وشرجيل إمام، بتهم يقال إنها ملفقة، ولا تقوم المحاكم بالإفراج عنهم بكفالة منذ سنوات، رغم أن الإفراج هو السياسة المعتادة هنا، بل هو مطلوب حسب تعاليم المحكمة العليا.

الحركة الهندوسية تروج بفيلم لرواية أن الجامعة تمثل وكرا لليساريين الكارهين الهند (الجزيرة) حملات تشهير وشيطنة

ومنذ ظهور مساعي الحكومة لتغيير طابع الجامعة، بدأ اتحاد الطلاب فيها بمعارضة الخطط الحكومية الرامية لتغيير المناهج وإدخال مواد هندوسية إلى الدراسة، لتقام منذئذ قضايا عديدة ضد طلبة الجامعة بسبب هذه الأنشطة.

وقد أعلن أكثر من 500 أكاديمي من عدة دول تأييدهم للطلبة في كفاحهم لمنع "الهندكة" كما أصدر 130 شخصية أكاديمية وعالمية بيانا أيدوا فيه طلبة هذه الجامعة، كان من بينهم نعوم تشومسكي وأورهان باموك.

واستكمالا لخطوات مهاجمة توجهات الجامعة، من المقرر أن يُعرض الأسبوع القادم فيلم حول جامعة "جواهر لال نهرو" يُظهر من وجهة نظر الحركة الهندوسية المتطرفة أن هذه الجامعة "وكر لليساريين ممن يكرهون الهند ويحاولون تمزيقها" وبالتالي لابد من تغيير أسسها الفكرية، وبلغ الأمر ببعض المتطرفين الهندوس أن طالبوا بإغلاقها لأنها "وكر لأعداء الهند" حسب زعمهم.

من جهته أعلن الرئيس الجديد لاتحاد طلبة الجامعة أنه سيحارب شيطنة جامعته وحملة تشهير مستمرة يشنها اليمين الهندوسي المتطرف منذ 10 سنوات، وقال جاي إنه سيهتم بتوفير الأمن للطالبات بالحرم الجامعي، وسيعارض تقليص ميزانية الجامعة، وسيعمل على رفع المنح الدراسية وتحسين البنية التحتية.

ويرى مراقبون سياسيون أن نتائج هذه الانتخابات دليل على فشل الحكومة في تغيير طابع هذه الجامعة، وهي مؤشر لما قد يحدث بالانتخابات العامة التي ستجرى بالبلاد، ابتداء من 19 أبريل/نيسان القادم، حيث إن الطلاب بصورة تقليدية يمثلون المجتمع ويؤثرون فيه، وظل الزعماء الطلابيون يبرزون السنوات التالية كقياديين بالأحزاب، ويصلون البرلمان ويتقلدون مناصب رفيعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات هذه الجامعة

إقرأ أيضاً:

آبل غاضبة من ملصقات تكشف تفوق هواتف منافسة بسبب منهجية اختبار مشكوك فيها

شهدت الساحة التقنية مؤخراً جدلاً واسعاً بعد انتشار ملصقات تسويقية وأخبار تشير إلى تفوق هواتف منافسة على أجهزة آيفون في اختبارات الأداء، ما أثار غضب شركة آبل التي شككت في منهجية هذه الاختبارات.

 تعود جذور الأزمة إلى تحديثات في أدوات القياس مثل Geekbench 6، والتي أظهرت نتائج متباينة بين هواتف آيفون وهواتف أندرويد الرائدة، خاصة سلسلة Galaxy S23 Ultra من سامسونج مقارنة بـ iPhone 14 Pro، حيث سجلت أجهزة آبل تفوقاً أكبر في نتائج الاختبارات الجديدة، ما دفع مستخدمي أندرويد وبعض الجهات التسويقية إلى التشكيك في حيادية منهجية الاختبار واتهامها بالانحياز لصالح آبل.

اتهامات متبادلة حول التلاعب بالاختبارات

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مزاعم بأن آبل قد تدخلت أو أثرت على مطوري برامج الاختبار لتحسين نتائجها مقارنة بالمنافسين، خاصة بعد أن أظهرت النسخ الجديدة من Geekbench زيادة الفجوة في الأداء لصالح آيفون. 

لكن مصادر تقنية أكدت أن هذه الاتهامات لا تستند إلى أدلة، وأن تحديث أدوات القياس جاء لمواكبة التطورات في عتاد الأجهزة والتركيز على تقنيات حديثة مثل التعلم الآلي والواقع المعزز، ما قد يفسر تغير النتائج دون وجود تلاعب مباشر.

ردود فعل الشركات المنافسة

لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تشهد فيها آبل انتقادات بسبب منهجية المقارنة مع المنافسين. ففي واقعة سابقة، واجهت الشركة هجوماً من شركات مثل سامسونج وHTC وRIM بعد أن عرضت آبل في مؤتمر صحفي مشاكل في استقبال الإشارة لدى هواتفهم، في محاولة لتبرير مشاكل الإشارة في آيفون.

 الشركات المنافسة رفضت هذه المقارنات ووصفتها بأنها محرفة للحقائق وتهدف لتحويل الأنظار عن مشاكل آبل التقنية، وأكدت أن اختبارات آبل لا تعكس الاستخدام الواقعي أو ظروف التشغيل الفعلية للهواتف.

موقف آبل من الجدل الدائر

آبل بدورها رفضت الاتهامات بالتلاعب أو التأثير على نتائج الاختبارات، واعتبرت أن التغييرات في أدوات القياس تهدف إلى تقديم صورة أكثر دقة عن أداء الهواتف في المهام الحديثة، وأن الفروقات في النتائج تعكس التطور الحقيقي في معالجاتها وليس انحيازاً منهجياً. 

وتؤكد الشركة أن أي مقارنة تقنية يجب أن تستند إلى معايير شفافة وموحدة تأخذ في الاعتبار الاستخدام الفعلي للمستهلكين، وليس فقط الأرقام النظرية أو نتائج اختبارات محددة قد تكون عرضة للتأويل.

خلاصة المشهد التقني

تتواصل حالة الجدل بين آبل ومنافسيها حول مصداقية اختبارات الأداء، في ظل تصاعد الحملات التسويقية التي تعتمد على نتائج هذه الاختبارات لإبراز تفوق منتج على آخر. 

وتبقى مسألة منهجية القياس والشفافية في عرض النتائج نقطة خلاف رئيسية تشغل الرأي العام التقني وتؤثر بشكل مباشر على ثقة المستهلكين في العلامات التجارية الكبرى.

طباعة شارك آبل iPhone 14 Pro سامسونج

مقالات مشابهة

  • جامعة صحار تنظم معرضًا للتصوير الضوئي والفنون التشكيلية
  • استضافت عدد من الجامعات.. والي الجزيرة يعلن عن نفرة لإعمار جامعة الجزيرة
  • جامعة الملك عبدالعزيز و”مسند العلم” يوقعان اتفاقية تعاون لاستقطاب الطلاب الدوليين المميزين
  • مجلس جامعة أسوان يقر نتائج التخرج ويعتمد بروتوكولات تعاون جديدة
  • جامعة سوهاج تحتفل بتخريج الدفعة 20 من الطلاب ذوي الإعاقة
  • جامعة أسيوط تعلن عن نتائج امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من الكليات
  • نتيجة امتحانات الفصل الدراسي الثاني في 9 كليات بجامعة أسيوط
  • المنشاوى يعلن عن اعتماد نتائج عدد من كليات جامعة أسيوط الأهلية(تفاصيل)
  • 50 عملا في المعرض الفني لطلبة جامعة صحار بـ"بيت الزبير"
  • آبل غاضبة من ملصقات تكشف تفوق هواتف منافسة بسبب منهجية اختبار مشكوك فيها