طرطوس-سانا

انطلقت اليوم في جامعة طرطوس فعاليات الاحتفال المركزي بعيد الطالب العربي السوري الذي ينظمه فرع طرطوس بالاتحاد الوطني لطلبة سورية بمشاركة 67 طالباً وطالبة من مختلف الاختصاصات الجامعية لكليات ومعاهد الجامعة.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول من الاحتفال الذي أقيم في كلية طب الأسنان مجموعة من الأنشطة شملت معرضاً فنياً طلابياً بعنوان “إبداع” وأصبوحة شعرية وحفلاً موسيقياً واسكتشات مسرحية بعنوان “روشيتة”.

نائب رئيس جامعة طرطوس لشؤون الطلاب والشؤون الإدارية الدكتور أديب برهوم بين في تصريح لمراسل سانا أن المعرض نشاط إبداعي تشجعه الجامعة بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية لافتا إلى أن العنصر البشري هو أهم استثمار ومن خلاله تتنافس الدول والشركات العالمية بما تملكه من عمالة مؤهلة ومدربة فعندما يكون جيل الشباب مؤمنا بقضايا أمته ويشارك في حل عدد من القضايا نضمن حاضرنا ومستقبلنا.

بدوره رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية مصطفى الخطيب أوضح أن الاحتفال هذا العام يعتمد على مواهب الطلاب الثقافية والفنية والموسيقية بكافة الكليات والمعاهد مبينا أنه تم اختيار المواهب الطلابية المشاركة من خلال إطلاق استمارة الكترونية من خلال منصة “صلة” التي مكنت الاتحاد من الوصول إلى الطلاب المتميزين في جميع الاختصاصات.

وتضمن المعرض الذي أقيم بمشاركة 40 طالباً وطالبة لوحات فنية وبورتريه وإكسسوارات ومجسمات هندسية ومحنطة لكليتي الهندسة المعمارية والعلوم إضافة إلى منتوجات ومركبات صيدلانية وغيرها من الأعمال الفنية واليدوية والإبداعية للطلبة من مختلف كليات ومعاهد جامعة طرطوس.

وعبر عدد من الطلاب عن أهمية مشاركتهم بالمعرض حيث لفت الطالب حيدر الخنسه إلى أهمية المعرض في تنمية قدرات الطلاب الفنية وتشجيعهم على إبراز مواهبهم والاطلاع على الاختصاصات المشاركة الأخرى، فيما رأت الطالبة ريم أسعد أن المعرض خطوة جيدة للتعرف على مواهب جديدة باعتبار المعرض ساحة فنية تزيد من الخبرة.

كما تم تقديم عرض سينمائي على مدرج كلية طب الأسنان لعمل كوادر فرع طرطوس باتحاد الطلبة خلال كارثة الزلزال العام الفائت والنشاطات المقامة في المحافظة، إضافة إلى أصبوحة أدبية شارك فيها كل من الشعراء محمد حسن وعلي خضور ويزن ريا قدموا من خلالها باقة منوعة من القصائد.

بينما شمل الحفل الموسيقي باقة منوعة من المقطوعات الموسيقية قدمها 16 طالباً وطالبة من طلاب الكليات الذين تميزوا بالعزف والغناء.

وأوضح قائد الفرقة الموسيقية وخريج كلية التربية الموسيقية نور عثمان أن الحفل اليوم فرصة للمواهب الطلابية الشابة لتقديم أنفسهم أمام الجمهور من خلال الغناء وعزف المقطوعات الموسيقية التي تم اختيارها لعمالقة الطرب.

ورأى عازف الأورك كيبورد والطالب بكلية الطب البشري مازن أحمد أن أهمية الحفل الموسيقي تأتي من كونه فرصة وخاصة كأول ظهور لهم ونقلة نوعية إلى الأمام للتطور وتمثيل الجامعة وفرع الاتحاد والطلاب داخل وخارج طرطوس فيما عبرت المغنية محار سلمان وهي طالبة بكلية طب الأسنان عن أهمية الدعم المقدم للطلاب من قبل الهيئات الطلابية لإبراز مواهبهم وتنميتها وتطويرها.

واختتمت فعاليات اليوم الأول بالعرض المسرحي “روشيتة” من تأليف وإخراج علي نصر ويدور العرض المسرحي عن النتائج السلبية لاستخدام الطالب لوسائل الغش في الامتحانات والتي تؤدي إلى حرمان الطالب من متابعة دراسته إضافة إلى ما ينتج عنها من ممارسة الطالب للاختصاص بعد تخرجه في أوساط المجتمع مشيراً إلى أن العمل توعوي تربوي.

ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى السابع من شهر نيسان مسابقات ثقافية وعروضا سينمائية ولقاءات شعرية إضافة إلى تكريم الطلاب الأوائل من خريجي العام الدراسي 2022-2023.

ويحتفل طلبة سورية بعيدهم في الـ 30 من شهر آذار من كل عام إحياء لذكرى انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول لطلبة سورية عام 1950 في مدينة اللاذقية.

ذوالفقار أبوغبرا

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: لطلبة سوریة إضافة إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

اختبارات اليوم الدراسيّ.. رؤية واعدة تواجه تحديات التنفيذ

في خطوة نوعية تمثل تحوّلاً في فلسفة التعليم والتقويم، أعلنت وزارة التعليم إجراء الاختبارات النهائية ضمن اليوم الدراسي. هذا القرار يشكل سابقة هامة تعكس توجهًا نحو بيئة تعليمية أكثر توازنًا، وأقرب لاحتياجات الطلاب النفسية والتربوية. وعلى الرغم من طابع هذا القرار التنظيمي الظاهر، فإنه يحمل دلالات تربوية عميقة تستحق الوقوف عندها.
لقد ظل المجتمع التعليمي لعقود طويلة أسيرًا لنموذج أسبوع الاختبارات المنفصل، الذي غالبًا ما كان يسبب توترًا كبيرًا للطلاب. فقد كان هذا الأسبوع يُقصي الطالب عن حياته اليومية، ويعزز ثقافة الخوف من التقييم، ليصبح بذلك “أسبوع قلق مضاد”. في هذه الفترة، يرتفع ضغط الأسر في المنازل، وينقطع الإيقاع التعليمي الاعتيادي، ويتشكل تصور سلبي عن الاختبارات كمصدر للرعب، وليست أداة لقياس التعلم.
إن القرار الجديد يعيد تعريف العلاقة بين التعليم والتقويم؛ إذ إن دمج الاختبارات ضمن اليوم الدراسي في بيئة مألوفة، وتحت إشراف المعلمين الذين شاركوا الطلاب في التعلم، يخفِّف من حدِّة التوتر ويمنح الطالب فرصة للتعبير عن مستواه الحقيقي بعيدًا عن مشاعر التهديد أو العزلة النفسية. وتؤكد أبحاث علم النفس التربوي أن تقليل قلق التقييم يعد عاملًا رئيسًا لتحسين أداء الطلاب، خاصة أولئك الذين يعانون من رهبة الاختبارات.
من الناحية التربوية، يشكل هذا التوجه فرصة لإعادة النظر في أدوات التقويم نفسها. مع تقليص مساحة الاختبارات الموحدة، تزداد الحاجة لتقييمات أكثر صدقية تقيس الفهم والتفكير النقدي، بدلاً من الحفظ والاسترجاع فقط. كما يتحمل المعلم مسؤولية أكبر في تصميم مهام تقييمية عادلة وواقعية تتوافق مع الأوقات المحددة، وتخدم أهداف التعلم بدلاً من الاكتفاء بالتصنيف أو الترتيب.
علاوة على ذلك، يضمن دمج الاختبارات في اليوم الدراسي انتظام الحضور حتى نهاية العام، ويمنع تراجع الانضباط بعد انتهاء فترة الاختبارات؛ ما يعزز احترام الوقت المدرسي لدى الطلاب والمعلمين على حد سواء.
وعند النظر إلى جودة المخرجات التعليمية، يرتبط هذا القرار بمحاولة سد الفجوة القائمة بين نتائج الطلاب في الاختبارات التحصيلية المدرسية ونتائجهم في اختبارات القدرات والمنافسات الدولية، وكذلك نتائج اختبارات “نافس” الوطنية، ذلك بعدما أظهرت بعض الدراسات فجوة ملحوظة بين الأداء المرتفع داخل الصفوف الدراسية والأداء المتواضع في الاختبارات التي تتطلب مهارات التفكير التحليلي وحل المشكلات والتطبيق العملي.
وإذا تم استثمار هذا القرار ضمن اليوم الدراسي بشكل سليم، من خلال تصميم مهام تقييمية قصيرة تُنمّي مهارات التفكير النقدي والفهم العميق، فإن ذلك قد يسهم تدريجيًا في ردم هذه الفجوة بين ما يتعلمه الطالب فعليًا، وما يُطلب منه في تلك التقييمات ذات المعايير الدولية. بمعنى آخر، قد يتحول القرار من مجرد تنظيم إداري إلى فرصة حقيقية لإعادة ضبط بوصلة التقويم نحو المهارات التي تمكّن الطالب من النجاح محليًا وعالميًا.
وعلى صعيد التجارب الدولية، يدعم القرار ما اتبعته دول رائدة في إصلاح التعليم. ففي فنلندا، تُدمج التقييمات القصيرة في اليوم الدراسي، ما يخفف الضغط النفسي ويركز على التعلم العميق. أما في مقاطعة أونتاريو الكندية، فيُنظر إلى التقويم كأداة لتحفيز التفكير النقدي وتحسين الأداء، لا أداة للفرز فقط. كما خفّضت سنغافورة من مركزية الاختبارات الموحدة، ودمجت التقييمات المرحلية لتعزيز الصحة النفسية ودعم المهارات التطبيقية. كما تعتمد نيوزيلندا تقويمًا بنائيًا مستمرًا يتيح للطالب التقدم وفق قدراته ضمن بيئة تعلم طبيعية، وهذه التجارب تؤكد أن تحويل الاختبار من محطة قلق إلى أداة نمو، يتطلب إعادة تصميم فلسفة وآليات التقييم، وهو ما بدأت الوزارة تسير نحوه، لكن نجاحه مرهون بجودة التنفيذ ووضوح الأهداف والتفاعل الإيجابي مع الميدان التربوي وأولياء الأمور والمجتمع.
هذا، ورغم المبررات التربوية القوية التي تدعم هذا التحول، فإنه يواجه تحديات حقيقية تستوجب تهيئة شاملة للميدان التربوي قبل البدء في تطبيقه، بهدف تفادي أي آثار سلبية محتملة. فالتنفيذ المفاجئ دون إعادة تعريف واضحة لطبيعة اليوم الدراسي، قد يؤدي إلى إرباك المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، بدلًا من تحقيق التنظيم المنشود .
كما إن التهيئة المدروسة لهذا القرار، قادرة على إزالة العديد من التساؤلات، والقلق المنتشر حاليًا حول آليات التنفيذ. ومن بين هذه التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة: ما جدوى استمرار اليوم الدراسي بعد انتهاء المقررات؟ وكيف سيتم تنظيم محتوى الحصص المرافقة للاختبارات؟ وكيف يستطيع المعلم التوفيق بين أجواء التقويم وضمان الانضباط والتركيز؟ وهل تم تجهيز الإدارات والمدارس والمعلمين بشكل كافٍ لضمان تحقيق أهداف القرار بنجاح؟
وفي الختام، إن إجراء الاختبارات ضمن سياق اليوم الدراسي ليس مجرد تعديل شكلي، بل هو ترجمة عملية لرؤية تعليمية جديدة تراعي الطالب كشريك في التعلم لا موضوعًا للتقييم فقط. وإذا ما تم التعامل مع هذا القرار بوعي مؤسسي شامل، فقد يكون بداية حقيقية لإصلاح ثقافة التقييم في مدارسنا، وتعزيز بيئة تعليمية صحية ومتوازنة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات ورشة العمل الثالثة لجراحات الفتق بالمنظار بطب أسوان
  • انطلاق فعاليات معرض الرعاية الطبية بمشاركة نحو 136 شركة
  • انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الخامس لقسم المسالك البولية بـ طب جامعة جنوب الوادي بمدينة الغردقة
  • اختبارات اليوم الدراسيّ.. رؤية واعدة تواجه تحديات التنفيذ
  • الاحتفال بعيد تأسيس إيبارشية هولندا بحضور عمدة المدينة | صور
  • نائب محافظ الجيزة تشارك بافتتاح فعاليات المعرض المؤقت "باستت حامية سقارة" بمتحف ايمحتب
  • نائب محافظ الجيزة تشارك في افتتاح فعاليات المعرض المؤقت باستت حامية سقارة
  • انطلاق النسخ الافتتاحية من المعرض الدولي للمعدات والأدوات ومعرض FSB Show Riyadh في الرياض بحضور خبراء القطاع
  • انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2025 في مادتي اللغة الأجنبية الثانية والاقتصاد
  • انطلاق فعاليات معرض "موسم المانجو" في مسقط.. الخميس