استعدادا لعيد الفطر:التسوق في العشر الأواخر لص يسرق أثمن أوقات المسلمين ويهدر أجر ليلة القدر
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
التسوق في العشر الأواخر، عادة تهدر أثمن الأوقات التي يجب على المسلمين اغتنامها في شهر رمضان المبارك، لا سيما وأن الكثير من الناس، يخرجون إلى الأسواق لشراء متطلبات العيد من الكسوة، وجعالة العيد وغيرها، بالذات في وقت المساء حيث تمتلئ الأسواق والشوارع والمولات التجارية، في أمانة العاصمة ومراكز المدن في المحافظات والمديريات بالمتسوقين، وهو الأمر الذي يعتبره علماء ومشائخ دين إهدار ومضيعة للأوقات الثمينة التي ميزها الله ورسوله في العشر الأواخر، لما لها من فضل وأثر كبير، خاصة وأن ليلة القدر يتم ترقبها في هذه الأيام المباركة، وهي من افضل الليالي المذكورة في القرآن، أجرها خير من الف شهر، والانشغال عنها بالخروج للتسوق يعتبر إهداراً لأثمن الفرص من الأجر والثواب في شهر رمضان وحياة الإنسان بكلها .
الثورة /
يخرج الكثير من الناس للتسوق في العشر الأواخر من رمضان استعداداً لعيد الفطر المبارك، هناك البعض يرى أن من الأفضل شراء الكسوة والملابس قبل رمضان ويفضل أن يكون آخر شهر شعبان واستغلال أوقات هذه الليالي العظيمة في التفرغ للعبادة وللذكر وقراءة القرآن وقيام الليل بالذات في العشر الأواخر، ويبرر البعض خروجهم للتسوق في العشر الأواخر من رمضان نتيجة صرف نصف المرتب بمناسبة العيد، كون الرواتب متوقفة منذ تسع سنوات تأخير شراء متطلبات العيد في رمضان أو العشر الأواخر.
بين الأسواق
وبحسب علماء ودعاة، فإن التسوق في العشر الأواخر من رمضان يعتبر لصاً يسلب أثمن الأوقات التي تمر بحياة المسلم، فيتسلل ليسرق العشر الأواخر، ويضيع فرصة اغتنام الأجر، وبلوغ ليلة القدر، فبينما يعتكف البعض مؤثرا الأجر العظيم، يضيع الآخرون أوقاتهم في التجول بين الأسواق غافلين عن الأجر العظيم في الساعات الذهبية التي اعتاد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على الاعتكاف بها، لتكون الأيام الأخيرة في الشهر الفضيل صراعا بين الاعتكاف في المسجد والذهاب للأسواق استعدادا لعيد الفطر.
وقد أشار العلماء والدعاة إلى أهمية أن يكون التسوق في نهار رمضان، وأن يتم تحديد ساعات لإنهاء شراء المتطلبات، لافتين إلى أهمية الاستعداد لهذا الشهر قبله بفترة حتى لا يخسروا أجر الليالي الأخيرة.
لصوص الأجر
ويقول العلماء ومشائخ الدين : إن طبيعة الإنسان أن يقاوم اللصوص، لكن ما يحدث في رمضان من مظاهر تتنافى مع فضائل الشهر الكريم، هو تشجيع لأولئك المحتالين بإشغال الناس بالمسلسلات والبرامج والمسابقات المتنوعة التي تسرق أوقات المسلمين في شهر القرآن، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، و ترك الفرصة للأنواع المختلفة من اللصوص ليسرقوا أجرنا، ويسلبوا أهم ليالي الشهر، ففيها تفتح أبواب الرحمة والبركات وتتجلى نفحات قراءة القرآن والتهجد والتراويح والاستغفار، يتوجه البعض لباب آخر يهدر الأوقات الثمينة تاركين هذه الشعائر، ومنفتحين على الأسواق وشراء مستلزمات العيد والانشغال بشاشات التلفاز والتلفونات ومواقع التواصل الاجتماعي، وينصح العلماء المسلم بأن يختار بداية شهر رمضان لإنهاء هذه الاستعدادات أو التسوق في نهار رمضان، حتى لا يضيع فضل الليالي الكريمة، ويقضي أثمن الساعات في التجول بين مختلف المجمعات التجارية، مشبهين هذا السلوك بالطالب الذي يترك ساعات المراجعة في الأيام الأخيرة قبل دخول الامتحانات، ما يتسبب في ضياع مجهوده في المذاكرة، ويوصي العلماء بأن يكبح المسلم جماع رغباتهم التي يستدعي بها اللصوص لتسليم ثروته، لافتين إلى أن الأيام الأخيرة لهذا الشهر يجب أن تبذل في العبادة، فالمسلم الذي يضيع وقته في الأسواق أو المسلسلات والتلفونات، يضيع أثمن ما عنده من أجل أهون ما عند الله وهي الدنيا الفانية، ويوضح العلماء أن التسوق ليس الآفة الوحيدة التي يتعرض لها المسلم في رمضان، مشيرين إلى انشغال الأسرة بالتحضير للعيد في منازلهم، فبعض النساء يمكثن في منازلهن ولكنهن يقمن بالتجهيز لاستقبال عيد الفطر، وإعداد “كعك العيد”، ويدعو العلماء إلى ترك كل أسباب تضييع الأجر، وأن الشيطان يجهز لرمضان بإعداد عدته قبله بشهور طويلة، فصانعو المسلسلات يشتغلون بها منذ زمن، بينما يستعد المسلمون للعيد في الأوقات الذهبية، غافلين عن عظم هذا الوقت، مؤكدين أن ذلك يأتي بسبب قلة الوعي وعدم القدرة على حسن تدبير الأولويات.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
"ألف ليلة وليلة".. بين الحُب والأدب والسياسة
أنيسة الهوتية
زرعتَ في قلبي قصة ألفِ ليلةٍ وليلة
جئتَ بما لا يُروى، وأخذتَ قلبي ومضيت
أتيتَ مثل الخريف،
لم تُزهِر في أيامي، بل بعثرتني
وعُدتَ لتصير نبعًا،
فجعلتني أكثر عطشًا، أكثر تيهًا
ادعُ لقلبٍ ما عرف السلام
ادعُ لي… إن كنتَ تذكرني، إن لم تنسَ اسمي
كن فانوسًا في عتمة روحي
وارتدِ قميص حضني الدافئ
فأنا من ينتظرك تحت نافذة المعشوق
أيا ريح الحب، إن مررت من هناك
بلّغه عني…
قل له: ما زال قلبي يُحب، وما زال ينتظره…
رغم غيابه، رغم الخريف الذي جاء به
قل له: كل ليلةٍ من لياليّ هي ألف
وكل دعائي هو عودته…
بهذه الروح الرومانسية، تنبض كلمات الأغنية الإيرانية "هزار ویک شب" (ألف ليلة وليلة) بصوت عرفان طهماسبي، الأغنية التي تحوّلت إلى "ترند" في الأدب المُغنّى، لا تقل شاعرية عن الحكايات التي ألهمت اسمها.
و"ألف ليلة وليلة" ليست مجرد عنوان أغنية رومانسية. أو واحدة من أعظم أساطير الأدب العالمي، وُلِدت في الشرق، وتربّت على ألسنة الحكواتيين؛ حيث الحكمة تسير جنبًا إلى جنب مع الحب، وحيث الحكاية قد تنقذ حياة امرأة، أو تؤجّل موت أمة.
الحكايات التي بدأت بشهرزاد، وانتهت بملكٍ تغيَّر قلبه بهذه الحكايات. وبين البداية والنهاية، تسكن العبرة، ويتكرّر السؤال: ما الذي يُمكن لحكاية أن تغيّره؟
"ألف ليلة وليلة" الحالية توسعت، وأصبحت روايات مُمتعة جغرافيًا.. وسياسيًا.. وناريًا.
فبينما كانت إيران تُطلق أغنيتها، كانت تُطلق أيضًا صواريخها. وبين مشهدين لا يفصل بينهما إلا صوت، تقف الحكاية من جديد: بين لمعان العيون بسماع كلمات شهرزاد ورواية الصواريخ، بين العاشق والمقاتل، بين صوت الناي.. وضجيج القصف.
كانت "ألف ليلة وليلة" تُروى لتنقذ الأرواح، والآن كذلك تُروى لتُنقِذ الأرواح المُستهدَفة مستقبلًا.
لكنَّ إيران، هذه المرة، تكتبها على طريقتها:
ليلةٌ.. فليلة.. فقصف.. فسكوت.
وعلى ما يبدو، أنها لن تُنهي قصة القصف بألف ليلة وليلة؛ بل بالمزيد من الليالي، إلى أن تنتهي صفحات إسرائيل، ولا يبقى شيء للكتابة عليه.. سوى الرماد!
ثم يقال: رُفعت الصواريخ مع الأقلام والصحف!
رابط مختصر