عمرو الورداني: قيام الليل أقرب لصدق المناجاة وقرب الإجابة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أقيمت مساء أمس الأحد فعاليات ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، تحت عنوان: "قيام الليل"، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة التراويح.
عمرو الورداني: قيام الليل أقرب لصدق المناجاة وقرب الإجابةوحاضر في الملتقي الدكتور محمد عبد الدايم الجندي عميد كلية الدعوة الإسلامية، والدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والشيخ محمود عبد الباسط قارئًا، والشيخ عبداللطيف العزب وهدان مبتهلًا، وبحضور الدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي عمر هاشم.
وفي كلمته أكد د. محمد عبد الدايم الجندي أن قيام الليل خلوة مع الله (عز وجل) يعلي من منزلة القائمين وينير بصائرهم، حيث تقوم الأبدان والأرواح مقبلة على الله (عز وجل)، ومن عظم قيام الليل أخفى الله أجره وأثنى على عباده القائمين بقوله: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يلازم قيام الليل، وقد ورد أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: “أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا”.
وتابع: علينا أن نتأسى برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد حث على قيام الليل فقال: "واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل"، لأن قيام الليل دليل على قوَّة إخلاص العبد وإيمانه، ولذلك يرفعه الله عزَّ وجلَّ ويعلي من مكانته ومنزلته، مبينًا أن قيام الليل مفتاح الرحمة والرضوان، حيث يقول الله عزَّ وجلَّ: " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ "، وجاء في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تبارك وتعالى عنهما- أنَّ نبيَّنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل".
وفي كلمته أكد الدكتور عمرو الورداني أن الليل قد اختص بكونه أنقى للسرائر، وأدعى للخشوع، فقيام الليل لله (عز وجل) يكون أقرب لصدق المناجاة وقرب الإجابة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة في الثلث الأخير من الليل، فيقول: "هل من داعٍ فأستجيب له، هل من سائلٍ فأعطيه، هل من مستغفرٍ فأغفر له" الله أكبر! يا لها من لحظات مباركة، الله عزَّ وجلَّ وهو الغنيُّ عنَّا ونحن الفقراء إليه، الله (عزَّ وجلَّ) ينادي عباده: “هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من سائلٍ فأعطيه”.
وتابع: صلاة الليل أفضل من صلاة النهار، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"، ويقول الله عز وجل: "إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"، مضيفًا أن قيام الليل باب لدخول الجنة، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"، ويقول: "واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل"، مؤكدًا أن هذه الأيام قيام الليل أشد ثوابا واستحبابا وأعظم أجرًا، ففيه ليلة القدر التي يقول فيها النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قيام الليل مسجد الإمام الحسين ملتقى الفكر المجلس الاعلى للشئون الاسلامية وزارة الأوقاف عمرو الورداني صلاة التراويح صلى الله علیه وسلم عمرو الوردانی الله عز عز وجل
إقرأ أيضاً:
هل يحرم الأكل والشرب بالشمال؟
هل يحرم الأكل والشرب بالشمال؟ سؤال يسأل فيه الكثيرمن الناس فأجاب بعض اهل العلم وقال نهى النبي عن الأكل أو الشرب بالشمال فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله"، رواه مسلم، وبناء على هذا الحديث اختلف العلماء في حكم الأكل والشرب بالشمال هل هو حرام أو مكروه؟
فذهب جماهير أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أن الأكل بالشمال مكروه وليس حرام، وأن النهي من الآداب وليس من الواجبات، والنهي في الحديث نهي أدب وإرشاد، وما كان من هذا الباب فمحمول على التنزيه، أما الشخص المعذور لكونه مريضاً أو شخصاً أعسر أو أشل ونحو ذلك فتزول في حقه الكراهة؛ لأن الكراهة تزول بالحاجة، والأصوليون ذكروا أن ليس كل أمر يفيد الوجوب، وليس كل نهي يفيد التحريم، وأن هناك صوارف تصرف الأمر من الوجوب إلى الاستحباب، أو من التحريم إلى الكراهة، أما التشبيه بالشيطان فلا يفيد الحرمة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى بأن المجلس بين الظل والشمس مجلس الشيطان، رواه أحمد، وأخبرنا صلى الله عليه وسلم في أمر القيلولة بقوله: "قيلوا فإن الشيطان لا يقيل"، رواه الطبراني في الأوسط، والجماهير من العلماء على عدم وجوب القيلولة، وعدم تحريم الجلوس بين الظل والشمس، إلى غير ذلك. وأما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من أكل بالشمال في الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن سلمة بن الأكوع: "أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله! فقال: كل بيمينك. قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر"، فقيل في الجواب عنه أجوبة من ذلك: أن الرجل منافق، بدليل رده أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرًا واستعلاءً، جزم بذلك القاضي عياض، وأن الدعاء عليه لمخالفة الحكم الشرعي عمومًا، جزم بذلك الإمام النووي.
وذهب ابن حزم وابن عبد البر وابن حجر إلى حرمة الأكل أو الشرب بالشمال، وأن الإنسان يأثم بذلك، وحجتهم أن الأصل في النهي التحريم إلا بصارف، ولا يوجد صارف، ولأن التشبيه في هذا المقام يقتضي التحريم، ولأن في الأكل بالشمال تشبهًا بالشيطان، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على من أكل بالشمال بالشلل.
والأقرب والله أعلم هو مذهب الأكثر وهو القول بالكراهة؛ لأن النهي إذا كان يرجع إلى معنى الأدب والإرشاد ولا يتضمن التعدي على ملك الغير فيحمل على الكراهة، ولأن معنى هذا النهي يحمل على مقصد استحباب اليمين في الطيبات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي شأنه كله كما ثبت في الصحيح، ولذلك ورد في الصحيحين: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"، قال القرطبي: "كل هذه الأوامر من المحاسن المكملة والمكارم المستحسنة والأصل فيما كان من هذا الترغيب والندب"، ومع كون الأكل والشرب بالشمال مكروه وليس بحرام فلا ينبغي للمؤمن أن يتعمد ذلك اتباعاً للسنة وتواضعاً لله إلا إذا دعت الحاجة لذلك خاصة إذا كان ممن يقتدى به وينبغي عليه أن يربى ولده وأهله وأصحابه على استعمال اليمين في الأكل والشرب، والله أعلى وأعلم.