أقيمت مساء أمس الأحد فعاليات ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، تحت عنوان: "قيام الليل"، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة التراويح.

عمرو الورداني: قيام الليل أقرب لصدق المناجاة وقرب الإجابة

وحاضر في الملتقي الدكتور محمد عبد الدايم الجندي عميد كلية الدعوة الإسلامية، والدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والشيخ محمود عبد الباسط قارئًا، والشيخ عبداللطيف العزب وهدان مبتهلًا، وبحضور الدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي عمر هاشم.

وفي كلمته أكد د. محمد عبد الدايم الجندي أن قيام الليل خلوة مع الله (عز وجل) يعلي من منزلة القائمين وينير بصائرهم، حيث تقوم الأبدان والأرواح مقبلة على الله (عز وجل)، ومن عظم قيام الليل أخفى الله أجره وأثنى على عباده القائمين بقوله: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يلازم قيام الليل، وقد ورد أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: “أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا”.

وتابع: علينا أن نتأسى برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد حث على قيام الليل فقال: "واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل"، لأن قيام الليل دليل على قوَّة إخلاص العبد وإيمانه، ولذلك يرفعه الله عزَّ وجلَّ ويعلي من مكانته ومنزلته، مبينًا أن قيام الليل مفتاح الرحمة والرضوان، حيث يقول الله عزَّ وجلَّ: " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ "، وجاء في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تبارك وتعالى عنهما- أنَّ نبيَّنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل".

محافظ القاهرة نائبا عن السيسي في صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان بالسيدة زينب نقيب الأشراف من الإسماعيلية: نقف مع السيسي لاستكمال مسيرة التقدم والبناء

وفي كلمته أكد الدكتور عمرو الورداني أن الليل قد اختص بكونه أنقى للسرائر، وأدعى للخشوع، فقيام الليل لله (عز وجل) يكون أقرب لصدق المناجاة وقرب الإجابة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة في الثلث الأخير من الليل، فيقول: "هل من داعٍ فأستجيب له، هل من سائلٍ فأعطيه، هل من مستغفرٍ فأغفر له" الله أكبر! يا لها من لحظات مباركة، الله عزَّ وجلَّ وهو الغنيُّ عنَّا ونحن الفقراء إليه، الله (عزَّ وجلَّ) ينادي عباده: “هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من سائلٍ فأعطيه”.

وتابع: صلاة الليل أفضل من صلاة النهار، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"، ويقول الله عز وجل: "إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"، مضيفًا أن قيام الليل باب لدخول الجنة، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"، ويقول: "واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل"، مؤكدًا أن هذه الأيام قيام الليل أشد ثوابا واستحبابا وأعظم أجرًا، ففيه ليلة القدر التي يقول فيها النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قيام الليل مسجد الإمام الحسين ملتقى الفكر المجلس الاعلى للشئون الاسلامية وزارة الأوقاف عمرو الورداني صلاة التراويح صلى الله علیه وسلم عمرو الوردانی الله عز عز وجل

إقرأ أيضاً:

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: كيف وصلتنا السنة؟ (4)

إن الحقيقة الأولى التى ينبغى أن تعلم هى أن أول من قام بتدوين السنة النبوية هو سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنه، صلى الله عليه وسلم، أمر بتدوين السنة، فكان مما أمر صلى الله عليه وسلم بتدوينه السنن التى تعد قوانين عامة تنظم النواحى الاقتصادية والسياسية والإدارية للدولة، ومن ذلك أمره، صلى الله عليه وسلم، بكتابة تلك الصحيفة التى آلت إلى سيدنا على رضى الله عنه بعد ذلك.

وهى صحيفة فيها بيان لحدود حرم المدينة النبوية، والنهى عن تغيير علامات حدود الأرض والتعدى عليها، والقوانين الجنائية الخاصة بأنواع الجراحات وما يترتب عليها من قصاص أو دية، وتحديد أعمار الإبل التى تجب فى الديات، والنهى عن إجارة الجناة، والأمر بالحفاظ على عهود المسلمين وعدم نقضها، وغير ذلك.

وقد كانت هذه الصحيفة معلقة بقراب [غمد] سيف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه دلالة على أنها قانون ثابت لا ينقض.

ويرى د. محمد حميد الله أن هذه الصحيفة هى «وثيقة المدينة» التى كتبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دستوراً لدولة الإسلام الأولى بالمدينة المنورة، والتى تعد أول دستور لدولة فى تاريخ العالم، وقد ذكرت بطولها فى بعض كتب السيرة، وروى نصوصاً منها كأحاديث متفرقة بعض المحدثين كالإمام أحمد والبخارى ومسلم وأبوداود والترمذى وابن ماجه.

كما أنه، صلى الله عليه وسلم، كتب كتاباً خاصاً بالصدقات بين فيه مقدار زكاة الحيوانات، وظل مع الخلفاء بعده، وحينما تولى سيدنا أبوبكر رضى الله عنه أمر الخلافة نسخ نسخة من هذا الكتاب لسيدنا أنس بن مالك رضى الله عنه حينما وجهه إلى البحرين، وكان لدى سيدنا عمر نسخة من هذا الكتاب، توارثها آله من بعده.

وقد روى البخارى وغيره أن أناساً شكوْا إلى سيدنا على سعاة «عمال» عثمان على الزكاة، فأرسل سيدنا على ولده محمد ابن الحنفية إلى سيدنا عثمان رضى الله عنه بهذا الكتاب، فرده سيدنا عثمان لأنه كان على علم بما فيه، ولا يستبعد أن تكون لديه نسخة منه أيضاً.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يأمر بتدوين مثل هذه السنن لمن يرسلهم إلى الجهات المختلفة، ومن هذا كتابه الذى كتبه لعمرو بن حزم (ت 53هـ)، حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة ويأخذ صدقاتهم، وقد احتوى هذا الكتاب على أحكام فى الصلاة، والزكاة، والديات، والطلاق، والعتاق، وبيان بعض الكبائر.. وغير ذلك.

وقد كان أصحاب النبى، صلى الله عليه وسلم، والتابعون يرجعون إلى هذا الكتاب ويدعون آراءهم.

وقد احتفظ عمرو بن حزم بهذا الكتاب حتى صارت نسخة متوارثة عند آله من بعده، حتى إن سيدنا عمر بن عبدالعزيز (ت 101هـ) حينما استخلف، أرسل إلى المدينة يلتمس كتاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى الصدقات، وكتاب عمر بن الخطاب السابقة الإشارة إليه، فوجد عند آل عمرو بن حزم كتاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى عمرو بن حزم فى الصدقات، ووجد عند آل عمر كتاب عمر فى الصدقات، مثل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنسخا له.

وقد اطلع محمد بن شهاب الزهرى (ت 124هـ) على هذا الكتاب بنفسه، حيث أحضره له أبوبكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت 120هـ)، وقد اعتمد الأئمة الأربعة فى مذاهبهم على هذا الكتاب.

وقد كتب، صلى الله عليه وسلم، كتاباً مثل هذا للعلاء بن الحضرمى (ت 21هـ) حين أرسله إلى البحرين بين فيه فرائض الصدقة فى الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال، وكتب أيضاً كتاباً لوائل بن حجر (ت 50هـ) لما أراد الشخوص إلى بلاده.

وكذلك كتب، صلى الله عليه وسلم، لمن وفد عليه من الوفود كتباً تتضمن ما يحتاجونه من أمور السنة، ومن كتبه هذه ما كتبه لوفد ثقيف، ووفد تجيب، ووفد نجران، ووفد غامد..

وهذا الذى ذكرناه من الكتب التى أمر صلى الله عليه وسلم بتدوينها ليس هو كل كتبه صلى الله عليه وسلم، وإنما هو نماذج تدل بجلاء على أن أول من بدأ بتدوين السنة فعلاً هو سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويؤخذ منها أيضاً أن التصنيف فى السنة - أى: كتابة الكتب فى موضوعات خاصة- كان هو صلى الله عليه وسلم أول من سنه وبدأ به.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: الأضحية تدخل البهجة والسرور على الفقراء
  • مركز الأزهر العالمي للفتوى: 3 أعمال مستحبة يوم الجمعة
  • حكم قراءة القرآن قبل أذان الجمعة في المساجد.. «الإفتاء» توضح
  • 6 سنن تُكفر ذنوبك.. اغتنمها في الجمعة الأخيرة من ذي القعدة
  • علي جمعة يوضح أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة
  • د. يوسف عامر يكتب: حق الجوار  
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: كيف وصلتنا السنة؟ (4)
  • التيسير فى الحج
  • 5 محظورات في الإحرام.. تعرف عليها
  • شروط الأضحية من البقر والجاموس.. اعرف الوقت المحدد للذبح