لماذا يستفزنا نديم قطيش لهذا الحد؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
رغم أن مستخدمي الشبكات الاجتماعية ما قصروا في نديم قطيش، إلا أنني أُريد تحليل خطابه أكثر لنفهم لما يستفزنا هراء «الشرقين أوسطين» لهذا الحد. أعتمد في نقدي على المقال الذي نشرته الشرق الأوسط في 26 مارس 2024، الذي يحمل شكلا ومضمونا ما قاله على سكاي نيوز، ربما مع بعض التفصيل.
يقول في الفقرة الثانية: «في غزة، يصارع أكثر من مليون فلسطيني شبح المجاعة، في حين تنفق مدن مئات المليارات من الدولارات للتطوير».
أما عن تبنيهم للمقاومة، فالمقاومة -كما أفهمها- وبحكم التعريف، تأتي كردة فعل للتعرض للظلم (أيا كان)، إنها تعني أنك الطرف الأضعف في الصراع، وأنك تستخدم ما بيديك من أدوات (مهما قلت، ومهما ضعف مفعولها) لرفع هذا الظلم. فأنت لا تُسمي افتعال روسيا لحربها ضد أوكرانيا مقاومة، بينما ينطبق على دفاع أوكرانيا عن نفسها مفهوم المقاومة. المقاومة إذن ليست خيارا، ويُمكن أن ينبري تحتها عدد لانهائي من الأفعال. فحمل مفاتيحك حول عنقك حتى تحين العودة - مقاومة، وزرع أشجار الزيتون كُلما اقتلعت - مقاومة، وأن تطبخ العدس كل يوم لمن هُجروا من الشمال - مقاومة أيضا، وحمل السلاح مقاومة لا شك في مشروعيتها. ولنفترض أن للفلسطينيين أن يختاروا بين الرضا بالاستعمار، ومقاومته. كيف لنا أن نجعل الرضا أرفع شأنا أخلاقيا من المقاومة؟ عندما نكون أمام معضلة أخلاقية كثيرا -أجرؤ أن أقول غالبا- ما يكون الفعل الفاضل (كما يحب أن يسميه الفلاسفة) أصعب من الرذائل. الاستسلام أسهل من التغيير، والرضا بالشيء أيسر من رفضه وتحمل ثمنه الذي كثيرا ما يكون باهظا.
يتحدث قطيش في الفقرة نفسها عن «(إعلاء) أولويات السلام». فكرة السلام في السياق الفلسطيني مهمة؛ لأنها لطالما استخدمت كعذر لاستدامة توسيع المستعمرات، وكل أشكال الظلم التي تأتي مع الاستعمار، بينما تجري مباحثات السلام مثل إلهاء عما يحدث على الأرض. لمباحثات السلام أيضا وظيفة أخرى، وهو تأطير القضية بشكل يُساوي بين الطرفين. فيما ينزع من الفلسطينيين حقهم في استعادة الأرض، العودة، تحديد المصير، والتأكيد أن الوجود الإسرائيلي غير مشروع البتة، وما كانت الدولة الإسرائيلية لتوجد لو أن العالم -لا أقول يسير بمبادئ العدالة- ينبري للمبادئ نفسها، دون تمييز. مفاوضات السلام تضع العرب في موقع مساومة، وتعرضهم لضغط يدفعهم للقبول ببعض ما لهم، عوض أن يُرد لهم حقهم الكامل.
لن أُعلق على عدم سياقية ما يقوله عن هجمات السابع من أكتوبر؛ لأننا «خلّصنا الكلام» في هذه المسألة لكثرة ما «عدنا وزدنا فيها».
قبل أن أُنهي المقال، أُحب التعليق على تقليعة الذكاء الاصطناعي. من يُتابع مبادرات الإمارات والسعودية في هذا المجال، يُدرك بسهولة أن استثماراتهم في المجمل شكلية، إنها تدعي المواكبة، بل والريادة، دون أن توفر الظروف للتطوير وأهمها الوعي الحقيقي، والمساءلة الأخلاقية والقانونية لهذه التكنولوجيا.
نعم ثمة شرقان أوسطان، شرق نجحت فيه القوى الاستعمارية للتوصل إلى صيغة تُقنّع فيها استعمارها تحت أقنعة الاستشارات والصفقات الاقتصادية، وشرق آخر يظهر فيه بجلاء بطش الاستعمار والاستغلال والعنصرية. شرق وُفرت له ظروف تُلهيه بما يكفي ليكون راضيا ومستكينا، وآخر تُجبره الظروف على أن يصمد ويقاوم. شرق تقدر فيه السلطة على شراء الأصوات، وملاحقتها -إن تعذر الشراء-، وشرق لا يملك رفاهية اللعب الناعم، فتتواطأ فيه السلطة مع الجناة، وتساهم في الإبادة. شرق يشتعل، وشرق يُوشك أن يشتعل.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ما هو الحد الأقصى للسحب والإيداع النقدي اليومي بعد تحديثات البنوك الأخيرة؟
يبحث الكثير من المواطنين عن الحد الأقصى للسحب والإيداع النقدي اليومي بعد تحديثات البنوك الأخيرة، حيث حدث بنك مصر أنظمة العمل به وكذلك البنك الاهلي، وذلك بعد أن ثبت البنك المركزي المصري سعر الفائدة في آخر اجتماع له.
حيث يصل أعلى حد متاح للسحب النقدي من ماكينات الصراف الآلي ATM التابعة للبنوك العاملة بالقطاع المصرفي المصري إلى 30 ألف جنيه يومياً.
ويعطي البنك المركزي المصري الصلاحية للبنوك بوضع حدود السحب اليومي من الـ ATM عبر بطاقات «الائتمان والخصم المباشر والمدفوعة مقدماً» شرط ألا تتخطى حاجز 30 ألف جنيه للبطاقة الواحدة.
ومن فروع البنوك، سمح البنك المركزي للعميل بسحب نقدي عبر الشباك يصل إلى 250 ألف جنيه يومياً، وذلك للعملاء الأفراد والشركات.
وبالنسبة للإيداع النقدي، لا يضع البنك المركزي أي قيود أو حدود على عملية الإيداع اليومي أو الشهري سواء عبر فروع البنوك أو من خلال ماكينات الصراف الآلي.
وتمتلك البنوك العاملة في مصر شبكة ماكينات صراف آلي ATM موزعة بجميع أنحاء الجمهورية تصل إلى 25.705 ألف ماكينة، ويبلغ عدد بطاقات الصخم المباشر التي تم إصدارها حتى نهاية يونيو الماضي نحو 27.52 مليون بطاقة، وعدد بطاقات الائتمان نحو 6.698 مليون بطاقة، بينما عدد البطاقات المدفوعة مقدما حوالي 34.99 مليون بطاقة.
اقرأ أيضاًمع ترقب لقرار «المركزي».. استمرار صرف مستحقات شهادات الادخار لمدة سنة في بنكي مصر والأهلي
فتح حساب «توفير وجاري» مجانا.. خدمات البنوك في مصر حتى منتصف ديسمبر 2025
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في منتصف تعاملات اليوم السبت 6 ديسمبر 2025