وفد من حماس يتوجه غداً للقاهرة لبدء جولة مفاوضات جديدة حول العدوان على غزة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
الثورة نت/
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن اعتزام وفد من قياداتها التوجه غدًا الأحد إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات حول وقف العدوان على غزة.
وقالت الحركة في تصريح لها نقله المركز الفلسطيني للإعلام اليوم السبت: إن وفدا قياديًّا برئاسة عضو المكتب السياسي في الحركة، خليل الحية سيتوجه غداً الأحد إلى القاهرة “استجابة لدعوة الأشقاء في مصر، لبحث تطورات وقف إطلاق النار على غزة”.
وشددت حماس، في بيان لها اليوم، على “تمسكها بموقفها الذي قدمته يوم 14 مارس.. وعلى أن مطالبها في هذا المقترح طبيعية، ولا تنازل عنها”.
وجددت التأكيد على أن “مطالب الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية تتمثل بوقف دائم لإطلاق، وانسحاب قوات العدو من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس واغاثتهم وإيوائهم.. وصفقة تبادل أسرى جادة”.
وستشارك الولايات المتحدة في المفاوضات التي ستنطلق غدا الأحد في القاهرة، إلى جانب وفد من كيان العدو الصهيوني، إضافة إلى الوسطاء المصريين والقطريين.
وسيرأس مدير جهاز المخابرات المركزي الأمريكي، ويليام بيرنز وفد التفاوض الأمريكي، فيما يقود وفد العدو الصهيوني رئيس جهاز “موساد” ديفيد بارنيا.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن مسؤول كبير في واشنطن، قوله: إن الرئيس جو بايدن بعث رسائل إلى قادة مصر وقطر يحثهم فيها على “زيادة الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق مع “إسرائيل” من شأنه أن يؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك”.
وترفض حركة حماس أي اتفاق مؤقت لإطلاق النار، لا يشمل رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بعودة النازحين جميعهم من جنوب القطاع إلى شماله الذي قدموا منه.
وتواصل قوات العدو الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ183 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 في المائة من السكان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
غزة بين مطرقة العدوان وسندان الخذلان
في مشهدٍ يندى له جبينُ الإنسانية، وتتكسر فيه كلُّ قيم العدل والرحمة، تئنّ غزة اليوم تحت وطأة عدوانٍ وحصارٍ لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً.
فصول الإبادة تتوالى، والمجازر تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، بينما أطفالٌ يتضوّرون جوعًا، ونساءٌ يُقتلن بدمٍ بارد، ومدنٌ تُسوّى بالأرض.
يمانيون/كتابات/إلـهام الأبـيض
إنها ليست مجرد حرب، بل هي محاولةٌ ممنهجةٌ لإفناء شعب، وتغيير ديموغرافي قسري، تُنفَّذ بضوءٍ أخضر ودعمٍ مطلق من قوى الاستكبار العالمي، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد تحولت غزة إلى سجنٍ كبير، ثم إلى مقبرةٍ جماعيةٍ مفتوحة.
القصف لا يتوقف، والمستشفيات تحوّلت إلى أطلال، والمدارس والمساجد دُمّرت، والمنازل سُوِّيت بالأرض.
لم يكتفِ العدو الصهيوني بالقتل المباشر، بل لجأ إلى سلاح التجويع الممنهج، حيث تُمنَع المساعدات الإنسانية، وتُستهدَف قوافل الإغاثة، وتتحول نقاط توزيع الطحين إلى كمائن للموت، في جريمة حربٍ واضحة تهدف إلى كسر إرادة الصمود لدى شعبٍ أعزل.
إنّ ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية بكل المقاييس، تُرتكب بدمٍ بارد، وتُبث على الهواء مباشرة، لتكشف عن وحشيةٍ غير مسبوقة، وتُسقط آخر الأقنعة عن وجه الكيان الغاصب وداعميه.
وهنا صمت العرب وتخاذلهم: فصلٌ جديدٌ من الخزي. في المقابل، يقف العالم العربي الرسمي في موقفٍ لا يليق بحجم الكارثة، ولا يتناسب مع حجم المسؤولية التاريخية والدينية والأخلاقية.
صمتٌ مطبق، وتخاذلٌ فاضح، وتطبيعٌ مخزٍ، كلها تشكل فصلًا جديدًا من الخزي في تاريخ الأمة.
بينما تُذبح غزة، وتُحاصر، وتُجَوَّع، تكتفي بعض الأنظمة ببيانات الشجب الخجولة، أو تمارس دور المتفرج، بل وتشارك في حصار الشعب الفلسطيني بطرقٍ مباشرة أو غير مباشرة.
هذا الصمت ليس مجرد سلبية، بل هو تواطؤ يشجع العدو على التمادي في جرائمه، ويعمّق جراح الأمة، ويعيد كتابة التاريخ بمدادِ الخزي والعار.
إن هذا الخذلان يُعيد إلى الأذهان مشاهدَ الخذلان التاريخي التي أدّت إلى كربلاء، حيث تُرك الحق وحيدًا في مواجهة الباطل.
لكن في خضم هذا الظلام الدامس، يبرز صوتٌ آخر، موقفٌ مغايرٌ تمامًا، يكسر جدار الصمت، ويعيد الأمل إلى قلوب المظلومين.
إنه موقف اليمن، الذي يعاني هو الآخر من حصارٍ وعدوانٍ قاسٍ، لكنه لم يكتفِ بالاستنكار، بل تحرّك بالفعل، ليقدم نموذجًا فريدًا في التضامن العملي.
لقد أعلن اليمن، بقرارٍ سيادي وشجاع، عن وقوفه الكامل إلى جانب غزة، ليس بالكلمات فحسب، بل بالأفعال التي هزّت أركان القوى العظمى.
فعمليات البحر الأحمر، واستهداف السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، لم تكن مجرد ردود فعل، بل كانت استراتيجية مدروسة لكسر الحصار عن غزة، وتكبيد العدو خسائر اقتصادية فادحة، وإجباره على وقف عدوانه.
لقد أثبت اليمن أن الإرادة أقوى من الإمكانيات، وأن الصمود قادر على إسقاط مفهوم الردع لدى أقوى الجيوش.
لقد كسر اليمن هيمنة القوى العظمى في أهم الممرات الملاحية العالمية، وأعاد تعريف مفهوم التضامن، ليصبح فعلًا مؤثرًا لا مجرد شعار.
غزة اليوم ليست وحدها فصوت اليمن يصدح بالحق، ويده تمتد بالعون، في مشهدٍ يعيد للأمة بعضًا من كرامتها المفقودة.
هذا التباين الصارخ بين موقف اليمن وموقف غالبية الأنظمة العربية، يكشف عن أزمة ضميرٍ عميقة، ويعيد رسم خريطة الولاءات الحقيقية في المنطقة.
إنها دعوةٌ لصحوةٍ شاملة لإدراك أن الكرامة لا تُشترى،
وأن الحرية لا تُوهب،
وأن النصر لا يأتي إلا بالجهاد والتضحية، والوقوف صفًا واحدًا مع الحق، مهما كانت التحديات.
فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين،
ودماء الشهداء لن تذهب هدرًا،
وفجر النصر قادمٌ لا محالة،
لـغزة، وكل فلسطين، بإذن الله، وبإرادة الصامدين المجاهدين.